تَسارعت وتيرةُ الجهود الدبلوماسية الإقليمية على نحوٍ ملحوظٍ خلال الساعات الأخيرة مع احتضانِ دمشق اجتماعاتٍ لاثنينِ من أقطاب السياسة العراقية بهدف الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة.
ولم تقتصر لقاءاتُ رئيس كتلة (العراقية) أياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على محادثاتهما المشتركة، وأخرى منفردة، مع الرئيس السوري بشار الأسد فحسب، بل اجتمعا أيضاً مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي بَـدا أن أنقرة أوفَدَته بشكلٍ مفاجئ للقائهما إضافةً إلى الاجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقبلَته دمشق قبل يومين.
البيانُ الرئاسي السوري الذي صدر اثر اجتماع الأسد مع وزير الخارجية التركي ذكر أنه "فيما يتعلق بالأوضاع على الساحة العراقية، كانت وجهات النظر متفقة حول ضرورة بذل الجهود من أجل الإسراع بتشكيل حكومة عراقية تعمل على توحيد العراقيين لإحلال الأمن والاستقرار في العراق".
علاوي: اللقاء مهم
وفي عرضها لتصريحاتٍ أدلى بها علاوي والصدر في مؤتمر صحافي، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن رئيس الوزراء العراقي الأسبق القول إن لقاءَهما كان "مُـهماً حيث جرت خلاله أحاديث تتعلق بالوضع العراقي وأوضاع المنطقة وضرورة إخراج العراق من المحنة الحالية التي يمر بها بسرعة".
وأضاف علاوي "سمعنا من سماحة السيد إرادته ورغبته في توحيد الصفوف والجهود لكي ينتقل الشعب العراقي إلى مرحلة من الاستقرار وتشكيل حكومة جامعة شاملة تضم كل الأطياف السياسية بهدف استقرار العراق والشعب العراقي أولاً وثانياً لما لذلك من انعكاسات مهمة على سلامة واستقرار المنطقة بالكامل."
الصدر: الإجتماع مثمر
من جهته، وصَف الصدر الاجتماع بأنه "كان إيجابياً ومثمراً لافتاً إلى أنه وجد الإرادة لإنهاء هذه الأزمة وانه ستكون هناك نتائج طيبة تخدم الشعب العراقي عما قريب." وأضاف أنه وجَد لدى كتلة (العراقية) "مشروعاً لخدمة الشعب العراقي والتنازل بعض الشيء لإنهاء الأزمة السياسية".
وفيما يتعلق بموقف التيار الصدري من أيِ دورٍ سوري أو تركي أو إيراني لدفع تشكيل حكومة عراقية، قال الصدر "هناك دور لجميع الدول في دعم العملية السياسية بما يحفظ استقلال وسيادة الحكومة العراقية والأراضي العراقية"، بحسب ما نقلت عنه (سانا).
ولمزيدٍ من المعلومات عن لقاء الصدر – علاوي، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي الذي أوضَح لإذاعة العراق الحر أن المحادثات التي وصفها بـ"الإيجابية والشفّافة" لم تتطرق إلى التفاصيل معرباً عن اعتقاده بأن "التقارب سوف يكون نقطة تحوّل في الإسراع بتشكيل الحكومة."
وفي تحليله للمساعي الدبلوماسية المكثّفة، قال الكاتب والصحفي السوري راضي محسن إنه يحقُّ لدمشق أن "تشعر بارتياح عميق للإنجاز الذي تحقق الاثنين بجمع اثنين من أهم الأطراف الساعية لتشكيل الحكومة العراقية." وأضاف أن "لقاءات دمشق لم تأتِ من فراغ...بل جرى التحضير لها مسبقاً" الأمر الذي يدلل أن هذه الدبلوماسية كانت "مدروسة"، على حد وصفه.
وفي المقابلة التي أُجريت عبر الهاتف الثلاثاء، قارَن محسن بين جهود دمشق في تقريب الأطراف العراقية مع دورِها الـمُشابه في الإسراع
بتشكيل حكومة لبنان الحالية في تشرين الثاني 2009 بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الانتخابات النيابية هناك. وختَم تحليله بالإشارة إلى تأكيد سورية أن جهودها تُبذَل فقط من أجل "تقريب وجهات نظر الأطراف العراقية" ولا يُقصَد منها على الإطلاق التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
من جهته، أعتبر خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين أن أنقرة "تقف إلى جانب الإسراع في تشكيل حكومة عراقية جديدة لأهمية ذلك على الاستقرار في الداخل العراقي وبالتالي على الاستقرار في الداخل التركي نظراً لارتباط الوضع الأمني بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني بمسار العملية السياسية في الداخل العراقي......."
الجامعة العربية تنتقد
وفيما كانت دمشق تُضيّف لقاءات عراقية – سورية – تركية بهدف الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة في بغداد وجّهت جامعة الدول العربية انتقاداتٍ إلى القيادات السياسية العراقية لتباطؤها في الاتفاق على سبُل الخروج من المأزق.
وجاءت هذه الانتقادات على لسان نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الذي صرّح في القاهرة الاثنين بأن الجامعة تشعر بقلق
كبير إزاء توتّر الوضع الأمني في العراق وزيادة العمليات الإرهابية ما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء وذلك "في ظل عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعنّت الزعماء العراقيين."
وفي هذا الصدد، نُقل عنه القول إن الشعب العراقي "الذي تقدم للانتخابات وضحّى وأفرز قيادات إلا أنها مازالت تتصارع وتتلكأ وتدور في حلقة مفرَغة وتتخندق في مواقعها بدلا من أن تقوم بتشكيل حكومة وطنية".
وفي متابعته لتطورات الموقف من القاهرة، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر أحمد رجب مقابلة مع المبعوث السابق للجامعة العربية في بغداد السفير هاني خلاّف الذي لاحَظَ أن "الأمور في العراق تتطور في نواحٍ معيّنة ولكنها على الصعيد السياسي تراوح في مكانها بسبب المشكل السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة والاتفاق على المناصب الرئاسية الثلاثة" الأمر الذي قد يؤثر سلباً على مستقبل البلاد.
لكن خلاّف اعتبر أنه "في الحالة العراقية لا يصح أن يكون هناك أي تدخل خارجي أو تصريحات علنية مباشرة موجّهة إلى الداخل العراقي من جانب أي منظمة عربية أو إقليمية أو دولية........إلا إذا كانت جهود المصالحة أو التوفيق تُجرى بشكل غير رسمي كَـأنْ تُفوّض شخصية عربية ذات حكمة أو ذات تاريخ نضالي كبير، وتحظى بقبول العراقيين للقيام بمساعٍ لتقريب المواقف ووجهات النظر".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي عن التيار الصدري بهاء الأعرجي والصحافي السوري راضي محسن والخبير في الشؤون التركية د. محمد نور الدين إضافةً إلى مقابلة أجراها مراسل إذاعة العراق الحر في القاهرة أحمد رجب مع المبعوث السابق لجامعة الدول العربية في العراق السفير هاني خلاّف.
ولم تقتصر لقاءاتُ رئيس كتلة (العراقية) أياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على محادثاتهما المشتركة، وأخرى منفردة، مع الرئيس السوري بشار الأسد فحسب، بل اجتمعا أيضاً مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي بَـدا أن أنقرة أوفَدَته بشكلٍ مفاجئ للقائهما إضافةً إلى الاجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي استقبلَته دمشق قبل يومين.
البيانُ الرئاسي السوري الذي صدر اثر اجتماع الأسد مع وزير الخارجية التركي ذكر أنه "فيما يتعلق بالأوضاع على الساحة العراقية، كانت وجهات النظر متفقة حول ضرورة بذل الجهود من أجل الإسراع بتشكيل حكومة عراقية تعمل على توحيد العراقيين لإحلال الأمن والاستقرار في العراق".
علاوي: اللقاء مهم
وفي عرضها لتصريحاتٍ أدلى بها علاوي والصدر في مؤتمر صحافي، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن رئيس الوزراء العراقي الأسبق القول إن لقاءَهما كان "مُـهماً حيث جرت خلاله أحاديث تتعلق بالوضع العراقي وأوضاع المنطقة وضرورة إخراج العراق من المحنة الحالية التي يمر بها بسرعة".
وأضاف علاوي "سمعنا من سماحة السيد إرادته ورغبته في توحيد الصفوف والجهود لكي ينتقل الشعب العراقي إلى مرحلة من الاستقرار وتشكيل حكومة جامعة شاملة تضم كل الأطياف السياسية بهدف استقرار العراق والشعب العراقي أولاً وثانياً لما لذلك من انعكاسات مهمة على سلامة واستقرار المنطقة بالكامل."
الصدر: الإجتماع مثمر
من جهته، وصَف الصدر الاجتماع بأنه "كان إيجابياً ومثمراً لافتاً إلى أنه وجد الإرادة لإنهاء هذه الأزمة وانه ستكون هناك نتائج طيبة تخدم الشعب العراقي عما قريب." وأضاف أنه وجَد لدى كتلة (العراقية) "مشروعاً لخدمة الشعب العراقي والتنازل بعض الشيء لإنهاء الأزمة السياسية".
وفيما يتعلق بموقف التيار الصدري من أيِ دورٍ سوري أو تركي أو إيراني لدفع تشكيل حكومة عراقية، قال الصدر "هناك دور لجميع الدول في دعم العملية السياسية بما يحفظ استقلال وسيادة الحكومة العراقية والأراضي العراقية"، بحسب ما نقلت عنه (سانا).
ولمزيدٍ من المعلومات عن لقاء الصدر – علاوي، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع النائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي الذي أوضَح لإذاعة العراق الحر أن المحادثات التي وصفها بـ"الإيجابية والشفّافة" لم تتطرق إلى التفاصيل معرباً عن اعتقاده بأن "التقارب سوف يكون نقطة تحوّل في الإسراع بتشكيل الحكومة."
وفي تحليله للمساعي الدبلوماسية المكثّفة، قال الكاتب والصحفي السوري راضي محسن إنه يحقُّ لدمشق أن "تشعر بارتياح عميق للإنجاز الذي تحقق الاثنين بجمع اثنين من أهم الأطراف الساعية لتشكيل الحكومة العراقية." وأضاف أن "لقاءات دمشق لم تأتِ من فراغ...بل جرى التحضير لها مسبقاً" الأمر الذي يدلل أن هذه الدبلوماسية كانت "مدروسة"، على حد وصفه.
وفي المقابلة التي أُجريت عبر الهاتف الثلاثاء، قارَن محسن بين جهود دمشق في تقريب الأطراف العراقية مع دورِها الـمُشابه في الإسراع
بتشكيل حكومة لبنان الحالية في تشرين الثاني 2009 بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الانتخابات النيابية هناك. وختَم تحليله بالإشارة إلى تأكيد سورية أن جهودها تُبذَل فقط من أجل "تقريب وجهات نظر الأطراف العراقية" ولا يُقصَد منها على الإطلاق التدخل في الشأن الداخلي العراقي.
من جهته، أعتبر خبير الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين أن أنقرة "تقف إلى جانب الإسراع في تشكيل حكومة عراقية جديدة لأهمية ذلك على الاستقرار في الداخل العراقي وبالتالي على الاستقرار في الداخل التركي نظراً لارتباط الوضع الأمني بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني بمسار العملية السياسية في الداخل العراقي......."
الجامعة العربية تنتقد
وفيما كانت دمشق تُضيّف لقاءات عراقية – سورية – تركية بهدف الإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة في بغداد وجّهت جامعة الدول العربية انتقاداتٍ إلى القيادات السياسية العراقية لتباطؤها في الاتفاق على سبُل الخروج من المأزق.
وجاءت هذه الانتقادات على لسان نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي الذي صرّح في القاهرة الاثنين بأن الجامعة تشعر بقلق
كبير إزاء توتّر الوضع الأمني في العراق وزيادة العمليات الإرهابية ما يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء وذلك "في ظل عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعنّت الزعماء العراقيين."
وفي هذا الصدد، نُقل عنه القول إن الشعب العراقي "الذي تقدم للانتخابات وضحّى وأفرز قيادات إلا أنها مازالت تتصارع وتتلكأ وتدور في حلقة مفرَغة وتتخندق في مواقعها بدلا من أن تقوم بتشكيل حكومة وطنية".
وفي متابعته لتطورات الموقف من القاهرة، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر أحمد رجب مقابلة مع المبعوث السابق للجامعة العربية في بغداد السفير هاني خلاّف الذي لاحَظَ أن "الأمور في العراق تتطور في نواحٍ معيّنة ولكنها على الصعيد السياسي تراوح في مكانها بسبب المشكل السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة والاتفاق على المناصب الرئاسية الثلاثة" الأمر الذي قد يؤثر سلباً على مستقبل البلاد.
لكن خلاّف اعتبر أنه "في الحالة العراقية لا يصح أن يكون هناك أي تدخل خارجي أو تصريحات علنية مباشرة موجّهة إلى الداخل العراقي من جانب أي منظمة عربية أو إقليمية أو دولية........إلا إذا كانت جهود المصالحة أو التوفيق تُجرى بشكل غير رسمي كَـأنْ تُفوّض شخصية عربية ذات حكمة أو ذات تاريخ نضالي كبير، وتحظى بقبول العراقيين للقيام بمساعٍ لتقريب المواقف ووجهات النظر".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي عن التيار الصدري بهاء الأعرجي والصحافي السوري راضي محسن والخبير في الشؤون التركية د. محمد نور الدين إضافةً إلى مقابلة أجراها مراسل إذاعة العراق الحر في القاهرة أحمد رجب مع المبعوث السابق لجامعة الدول العربية في العراق السفير هاني خلاّف.