نفتتح عدد هذا الاسبوع من [المجلة الثقافية] بباقة من الاخبار نبدؤها من مدينة السليمانية التي شهدت عرضا موسيقيا راقصا هو الأول من نوعه لفرقة أعضاؤها من هنود الولايات المتحدة الأميركية وسط إقبال جماهيري كبير. وقدمت فرق موسيقية أخرى محلية وأجنبية عددا من العروض بدعوة من إحدى الفضائيات الكردية، وذلك بالتزامن مع يوم الموسيقى العالمي في 21 حزيران.
** في كركوك نعى رئيس جمعية الفنانين التشكيليين عباس حمدي بكتاش أحد أعمدة الفن التشكيلي الحديث في المحافظة ناصر خلف اثر تعرضه إلى نوبة قلبية مفاجئة يوم السبت 26 حزيران الجاري، وقال بكتاش إن "الفن التشكيلي والأدب في كركوك فجعا بنبأ وفاة الفنان والرسام والقاص والناقد ناصر، وودعت أحد أبرز مثقفيها وفنانيها من الطراز الأول، فهو يملك العديد من الأعمال الفنية والمعارض والمشاركات الداخلية والخارجية". وأضاف بكتاش أن "خلف نظم آخر معرض لرسوماته الفنية منذ خمسة أشهر"، لافتاً إلى أن "المقربين منه يطلقون عليه اسم بيكاسو الفن في كركوك ورحيله سيترك فراغاً كبيراً في واقع الفن بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص". من جهته، قال الفنان والمخرج المسرحي قاسم حميد فنجان أن "كركوك كانت هاجس الراحل المغلف بخواطر الطفولة والصبا والكهولة، وكان يعشقها بصورة غير طبيعية ويتحدث عما تمثله قومياتها من فسيفساء جميلة تميزها عن باقي المحافظات الأخرى"، مشيراً إلى أن "رحيله ضربة موجعة للفن والأدب وخصوصاً جيل الفنانين المخضرمين فهو من رواد الحركة الثقافية الحديثة". ويذكر ان الفنان الراحل مولود في محلة كاور باغي وسط كركوك عام 1946 وتخرج من معهد إعداد المعلمين عام 1968، وأحب الفن منذ طفولته وشارك في سبعة معارض تشكيلية شخصية، وله اهتمامات بالأدب والثقافة ونشرت له دراسات نقدية عديدة.
محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق في كلمة القاها احتفاء بمرور 800 عام على تشييد المدرسة المستنصرية، قال أن المحافظة خصصت أكثر من 125 مليار دينارعراقي لإنشاء مشاريع تربوية جديدة إضافة إلى ترميم الجامعات العراقية، فيما انتقد من جهة أخرى التقرير الصادر عن منظمة (ميرسر) الدولية الذي صنف بغداد كأسوأ عاصمة للسكنى في العالم، مرجحا إن تكون وراء هذا التقرير "دوافع سياسية".
نتوقف في المحطة الثقافية لعدد هذا الاسبوع من المجلة مع مقال للكاتب العراقي الدكتور فاضل سوداني المقيم في الدانمارك، وعنوانه (بؤس الثقافة في الفردوس العراقي المفقود) يتوجه فيه الكاتب الى ابرز المشاكل التي تعاني منها الثقافة العراقية من وجهة نظره. يستهل كاتب المقال مقاله بالقول "يقتضي بناء الرؤية الفكرية المستقبلية، الانحياز الى القول بان الثقافة العراقية لا تستقيم في الوقت الحاضر ما لم نمتلك اسلوبا ومنهجا نقديا واضحا يكشف حيثياتها ويفرض مواجهة مركزيات التشويه والخراب فيها حتى يتسنى لنا تشخيص ورفض تلك الاسس التى شوهت ثقافتنا لاعتمادها على الطابع الشمولي المنطلق من ايديولوجيا الحزب الواحد والنظام الشمولي مما يجعلها ثقافة ضد متلقيها اساسا". ما ذكره الكاتب في مستهله هذا يمثل واحدا من جوانب كثيرة تعيق الثقافة العراقية عن النهوض والارتقاء الى مستوى التحديات التي تواجهها، وموضوع مشاكل الثقافة العراقية وما تتطلبه من اجراءات للنهوض بها من المواضيع التي كثيرا ما تثار في الوسط الثقافي العراقي.
الفنان والباحث كفاح الامين له رأي في الموضوع، وهو يعتقد ان المشاكل التي تواجه الثقافة العراقية تتمثل في مشكلتين اساسيتين، الاولى تتمثل في الحاجة الى النهوض بواقع البنى التحتية التي تتطلبها هذه الثقافة من مسارح ودور عرض سينمائي وقاعات واماكن مختلفة يمكن للثقافة العراقية ان تنشط فيها. هذا الجانب الذي يؤكد عليه هذا الباحث يكتسي اهمية خاصة بالنظر للشحة الكبيرة التي تواجهها مؤسسات من هذا النوع، مما يجعل الفعل الثقافي محدودا.
الباحث كفاح الامين يرى ان المشكلة الرئيسية الثانية التي تواجهها الثقافة العراقية، هي الفجوة او عدم الفهم للعلاقة ما بين الدولة والعمل الثقافي، ينبغي للدولة العراقية ان تعرف ان كل ما تقدمه لدعم الثقافة العراقية هو دعم للاقتصاد العراقي ايضا باعتبار ان الثقافة العراقية جزء من مصادر الثروة الوطنية العراقية، ومن هذا المنطلق، أي منطلق التكامل ما بين العقل المثقف والدولة العراقية اعتقد ان على الدولة العراقية ان تقدم الحماية للملكية الفكرية، الاماكن، الامكانيات الطباعية، الامكانيات الانتاجية، وان تقدم حياة افضل للمثقف العراقي لا باعتباره عنصرا هامشيا وكسولا وبحاجة الى العطف، بل بمعنى التكامل بين الطرفين.
** في كركوك نعى رئيس جمعية الفنانين التشكيليين عباس حمدي بكتاش أحد أعمدة الفن التشكيلي الحديث في المحافظة ناصر خلف اثر تعرضه إلى نوبة قلبية مفاجئة يوم السبت 26 حزيران الجاري، وقال بكتاش إن "الفن التشكيلي والأدب في كركوك فجعا بنبأ وفاة الفنان والرسام والقاص والناقد ناصر، وودعت أحد أبرز مثقفيها وفنانيها من الطراز الأول، فهو يملك العديد من الأعمال الفنية والمعارض والمشاركات الداخلية والخارجية". وأضاف بكتاش أن "خلف نظم آخر معرض لرسوماته الفنية منذ خمسة أشهر"، لافتاً إلى أن "المقربين منه يطلقون عليه اسم بيكاسو الفن في كركوك ورحيله سيترك فراغاً كبيراً في واقع الفن بشكل عام والفن التشكيلي بشكل خاص". من جهته، قال الفنان والمخرج المسرحي قاسم حميد فنجان أن "كركوك كانت هاجس الراحل المغلف بخواطر الطفولة والصبا والكهولة، وكان يعشقها بصورة غير طبيعية ويتحدث عما تمثله قومياتها من فسيفساء جميلة تميزها عن باقي المحافظات الأخرى"، مشيراً إلى أن "رحيله ضربة موجعة للفن والأدب وخصوصاً جيل الفنانين المخضرمين فهو من رواد الحركة الثقافية الحديثة". ويذكر ان الفنان الراحل مولود في محلة كاور باغي وسط كركوك عام 1946 وتخرج من معهد إعداد المعلمين عام 1968، وأحب الفن منذ طفولته وشارك في سبعة معارض تشكيلية شخصية، وله اهتمامات بالأدب والثقافة ونشرت له دراسات نقدية عديدة.
محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق في كلمة القاها احتفاء بمرور 800 عام على تشييد المدرسة المستنصرية، قال أن المحافظة خصصت أكثر من 125 مليار دينارعراقي لإنشاء مشاريع تربوية جديدة إضافة إلى ترميم الجامعات العراقية، فيما انتقد من جهة أخرى التقرير الصادر عن منظمة (ميرسر) الدولية الذي صنف بغداد كأسوأ عاصمة للسكنى في العالم، مرجحا إن تكون وراء هذا التقرير "دوافع سياسية".
نتوقف في المحطة الثقافية لعدد هذا الاسبوع من المجلة مع مقال للكاتب العراقي الدكتور فاضل سوداني المقيم في الدانمارك، وعنوانه (بؤس الثقافة في الفردوس العراقي المفقود) يتوجه فيه الكاتب الى ابرز المشاكل التي تعاني منها الثقافة العراقية من وجهة نظره. يستهل كاتب المقال مقاله بالقول "يقتضي بناء الرؤية الفكرية المستقبلية، الانحياز الى القول بان الثقافة العراقية لا تستقيم في الوقت الحاضر ما لم نمتلك اسلوبا ومنهجا نقديا واضحا يكشف حيثياتها ويفرض مواجهة مركزيات التشويه والخراب فيها حتى يتسنى لنا تشخيص ورفض تلك الاسس التى شوهت ثقافتنا لاعتمادها على الطابع الشمولي المنطلق من ايديولوجيا الحزب الواحد والنظام الشمولي مما يجعلها ثقافة ضد متلقيها اساسا". ما ذكره الكاتب في مستهله هذا يمثل واحدا من جوانب كثيرة تعيق الثقافة العراقية عن النهوض والارتقاء الى مستوى التحديات التي تواجهها، وموضوع مشاكل الثقافة العراقية وما تتطلبه من اجراءات للنهوض بها من المواضيع التي كثيرا ما تثار في الوسط الثقافي العراقي.
الفنان والباحث كفاح الامين له رأي في الموضوع، وهو يعتقد ان المشاكل التي تواجه الثقافة العراقية تتمثل في مشكلتين اساسيتين، الاولى تتمثل في الحاجة الى النهوض بواقع البنى التحتية التي تتطلبها هذه الثقافة من مسارح ودور عرض سينمائي وقاعات واماكن مختلفة يمكن للثقافة العراقية ان تنشط فيها. هذا الجانب الذي يؤكد عليه هذا الباحث يكتسي اهمية خاصة بالنظر للشحة الكبيرة التي تواجهها مؤسسات من هذا النوع، مما يجعل الفعل الثقافي محدودا.
الباحث كفاح الامين يرى ان المشكلة الرئيسية الثانية التي تواجهها الثقافة العراقية، هي الفجوة او عدم الفهم للعلاقة ما بين الدولة والعمل الثقافي، ينبغي للدولة العراقية ان تعرف ان كل ما تقدمه لدعم الثقافة العراقية هو دعم للاقتصاد العراقي ايضا باعتبار ان الثقافة العراقية جزء من مصادر الثروة الوطنية العراقية، ومن هذا المنطلق، أي منطلق التكامل ما بين العقل المثقف والدولة العراقية اعتقد ان على الدولة العراقية ان تقدم الحماية للملكية الفكرية، الاماكن، الامكانيات الطباعية، الامكانيات الانتاجية، وان تقدم حياة افضل للمثقف العراقي لا باعتباره عنصرا هامشيا وكسولا وبحاجة الى العطف، بل بمعنى التكامل بين الطرفين.