ذكرت الأنباء أن الجهة الممولة لمشروع استغلال مياه نهر دجلة هي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وأن والجهة المستفيدة هي سوريا حيث يهدف المشروع إلى إرواء حوالى 200 ألف هكتار من أراضي منطقة الجزيرة السورية.
أما الجهة المتضررة فهي العراق.
يبدو أن جميع العناصر الأساسية لمثل هذا النبأ متوفرة غير أن عنصرا مهما ما يزال مفقودا وهو أن العراق لم يبلغ رسميا بهذا المشروع.
مدير عام المشاريع في وزارة الموارد المائية علي هاشم شرح أبعاد المشروع وأكد أن العراق لم يبلغ به.
كان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة الشرق الأوسط قبل أيام إن المعلومات الخاصة بالمشروع السوري إعلامية وغير مؤكدة غير انه وعد بالتحقق من الأمر.
هذا وتقول سوريا إن مشروع الاستفادة من مياه دجلة ليس جديدا بل يعود إلى عام 2002 وقبل سقوط النظام السابق بفترة قصيرة مشيرة هنا وهناك إلى أنها حصلت في ذلك الوقت على موافقة العراق على سحب كميات من نهر دجلة بالقرب من منطقة القامشلي.
مدير عام المشاريع في وزارة الموارد المائية علي هاشم عبر عن أمله في أن يتم التباحث مع سوريا في وقت لاحق عن هذا المشروع في إطار اللجنة الثلاثية للدول المتشاطئة على نهر دجلة.
هذا ومن المعروف أن العراق الذي ما يزال يحمل اسم بلاد الرافدين يعاني من العطش ومن زيادة نسب الملوحة في تربته ومن تراجع الأراضي الزراعية لاسيما بعد مشاريع دول الجوار على نهر الفرات وضعف حصة العراق المائية كما يقول مسؤولون.
الخبير في مجال الزراعة عادل المختار تحدث عن حق مختلف الدول المتشاطئة في الحصول على اكبر كمية من المياه وقال إن خبراء عراقيين في هذا المجال اقترحوا إنشاء ما يدعى بالمجلس الوطني للمياه في سبيل حل المشاكل.
والآن ما الذي يحدث بالتحديد وهل نعزو الموضوع كله إلى رغبة دول الجوار في التعامل بشكل سيئ مع العراق لتضاف مشكلة المياه إلى مشاكل أخرى عديدة تقوم بين بغداد وجيرانه؟
حديث الخبير الزراعي عن طموح لدى دول الجوار للحصول على اكبر كمية من المياه حديث منطقي غير أن المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي لم يستبعد أن يكون التمويل الكويتي لمشروع دجلة السوري نابعا من محاولة كويتية لتصعيد الموقف مع العراق، حسب قوله.
غير أن تعابير المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي الشديدة إزاء الكويت خفت عندما تحدث عن سوريا حيث رجح أن تراجع سوريا نفسها ما أن تتغير الحكومة في بغداد أملا في الحصول على مكاسب اقتصادية.
المزيد من التفاصيل في الملف الصوتي المرفق.
اجرى المقابلات الزميل محمد كريم