تعرض المجتمع العراقي منذ عام 2003 الى تحديات كثيرة، بعضها استهدف لحمة مكوناته، إلاّ ان تعاقب الاحداث اثبتت مدى قوة النسيج العراقي وتلاحمه.قسم الاجتماع في كلية الاداب بجامعة الموصل عقد ندوة علمية حملت عنوان [سبل تعزيز التعايش في المجتمع العراقي] حاولت البحوث التي طرحت خلالها تسليط الضوء على صور هذا التعايش.
المشرف على الندوة المذكورة الدكتور حارث حازم، اوضح في حديثه لاذاعة العراق الحر "هناك بعض التغييرات الدخيلة على المجتمع، التي تحاول تمزيق نسيجه، واشاعة الفرقة الطائفية، لكننا حاولنا من خلال البحوث التي قدمت خلال الندوة ان نسلط الضوء على صور التعايش في المجتمع وآليات تعزيز هذا التعايش".
الباحث حسن حمد عبد، أكد ان للاسرة العراقية دورا كبيرا في تعزيز مفاهيم المحبة والتعاون بين ابنائها، وبالتالي ترسيخ اسس التعايش في المجتمع. فالاسرة هي وحدة اجتماعية، ولبنة اساسية في البناء الاجتماعي، والميزة الاساسية للاسرة هي انها تعمل على تنشأة الفردد وتنمية قدراته في كافة الظروف، كما ان على الاسرة ان تتحمل مسؤلياتها تجاه الاخرين لقبولهم والتعايش معهم.
واشار الباحث احمد حسن الى ان الانفتاح العراقي بعد العام 2003 فسح المجال واسعا امام المنظمات غير الحكومية لممارسة دورها في شتى المجالات، ومنها التعبئة الجماهيرية باتجاه التعايش السلمي في المجتمع، موضحا ان العلاقة بين مؤسسات المجتمع المدني، والتعايش، علاقة وثيقة جدا، لان هذه المؤسسات تمس جميع كيانات المجتمع، واعراقه وثقافاته دون تمييز او تفرقة. فهناك مؤسسات كثيرة على مستوى الطلاب، وعلى مستوى المراة، اثرت وحاولت ان تؤثر على سير عملية التعايش في المجتمع العراقي.
ووبعتقد الباحث الدكتور موفق ويسي محمود ان المجتمع العراقي ربما لا يحتاج الى البحث عن سبل للتعايش بين افراده، إذ نحن جماعات عشنا مع بعضا الاف السنين، وان حياتنا مشترك الى حد كبير. نحن نعيش سويا اخوة واقارب. وان ما حدث من خلافات ومصالح سياسية واقليمية فجرت الوضع السياسي والامني لاغراض ساسية. القتلة الذين ساهموا في ايذاء جميع الجهات يسعون الى اثارة الفتنة الطائفية لاهداف سياسية، ولازال الجميع يشتركون في جامعاتهم ومعاهدهم ومؤسساتهم، لازالوا يتجاورون في السكن، ولاتزال الاسر تتزاوج في ما بينها، وهذه من ابلغ سمات التعايش بين الجماعات.