يُبدي مراقبون قلقاً من احتمال أن تؤثرَ تداعياتُ مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية في مواعيد سحب القوات الأميركية من البلاد، وخاصةً الوحدات القتالية، بحلول نهاية آب . وفيما لا تلوح في الأفق بوادر تشكيل حكومة جديدة بعد مُضي نحو شهرين من انتخابات السابع من آذار، ضرب العنف مجددا الأحد حاصداً عشرات الضحايا الأبرياء في شمال العراق. وأفادت وكالات أنباء عالمية نقلا عن الشرطة العراقية بأن الانفجارين اللذين وقعا في الحمدانية قرب الموصل أسفرا في حصيلةٍ أُعلنت قبل ظهر الأحد عن سقوط قتيل وإصابة مائة آخرين.
مجلسُ الرئاسة العراقي يُتوقَع أن يجتمع الاثنين لمناقشة التطورات.
وأعلن طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي جلال طالباني أن المجلس الذي يضمّهما إلى جانب نائب الرئيس عادل عبد المهدي سيجتمع
للبحث في تداعيات العملية الانتخابية.وأضافَ في بيانٍ نُشر على موقعه الإلكتروني أن طالباني رحّب بالاجتماع الرامي إلى "تدارك التدهور السياسي الذي شهدته الساحة العراقية بعد إعلان نتائج الانتخابات العامة في البلاد" واتخاذ الإجراءات اللازمة في إطار الصلاحيات الدستورية للمجلس "من أجل تجاوز الأزمة الحالية التي تنعكس على الأمن والاستقرار في العراق".
في غضون ذلك، أفادت صحيفة (أوبزرفر) اللندنية في تقريرٍ نَشرته الأحد تحت عنوان (الاضطراب في العراق يهدد خطط الانسحاب الأميركي) أفادت بأن العراق شهد في ظل الهجمات الإرهابية المتجددة خلال الأسابيع الأخيرة تطوّرين اثنين رئيسين على الصعيد السياسي هما الإعلان عن إعادة فرز الأصوات يدوياً في بغداد والتي ستبدأ الاثنين إضافةً إلى قرارٍ قضائي يمهّد لحظر بعض المرشحين الفائزين بمقاعد نيابية بزَعم تعاطفهم مع حزب البعث المحظور.
وأشارت الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار إلى معلوماتٍ تُرجّح بأن يؤدي هذان التطوّران إلى احتمال حصول قائمة (ائتلاف دولة القانون) بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على ثلاثة أو أربعة مقاعد إضافية الأمر الذي يحسم تقدّمها على قائمة (العراقية) التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي والفائزة بواحد وتسعين مقعداً. وينطوي هذا الاحتمال على تعزيز فُرص المالكي لرئاسة الحكومة مرة أخرى. وفي ظل هذه التداعيات، ذكرت الصحيفة "أن الحكومة العراقية المقبلة قد لا ترى النور قبل شهر آب، أو حتى أيلول، ما سيؤدي إلى نشوءِ فراغٍ سوف يسعى الإرهابيون إلى ملئِهِ. وبالتالي، سوف تجد الولايات المتحدة في ذلك تبريراتٍ وافيةً لتغيير خطط انسحابها"، على حد تعبير (أوبزرفر).
وفيما يتعلق بهذا الموضوع، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحاتٍ نُشرت السبت "إن أميركا لا يهمها أي شيء الآن سوى ضمان انسحاب قواتها من العراق، وإذا لم تتشكل الحكومة الجديدة في شهر آب، وفي ظل هذه الأوضاع الأمنية الصعبة، فإن انسحاب القوات الأميركية سيكون مبكراً جداً، جداً وانسحابا غير ناضج، والإدارة الأميركية تمر بمشكلة الآن. فإذا لم تتشكل الحكومة وتصاعدت التحديات الأمنية وتعقدت المشكلات السياسية، فسيكون الوضع معقداً، وفي رأيي قد يؤثر هذا على جدول انسحاب القوات الأميركية".
زيباري تحدث في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية أيضاً عن إمكانية أن "تساعد" الأمم المتحدة في حلّ ما وصفه بالوضع المعقد حالياً في العراق.
يشار إلى أن قائمة (العراقية) لوّحت على لسان علاوي وقياديين آخرين بإمكانية الطلب إلى الأمم المتحدة التدخل "لإنقاذ العملية السياسية" باعتبار أن العراق ما يزال خاضعاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. لكن المالكي انتقدَ في خطابٍ ألقاه في كربلاء الجمعة أي توجّه لتدويل العملية السياسية في العراق.
أما زيباري فقد اعتبر أنه "عندما تتعقد الأمور، فلا بد من تدخل طرف مقبول للمساعدة في إيجاد الحلول، وهذا الطرف المرشّح للعب هذا الدور هو الأمم المتحدة، وهي ليست مسألة تدويل بقدر ما هي إبداء المساعدة، لا سيما أن هناك تفويض أممي من مجلس الأمن وبموافقة الحكومة العراقية يخول للأمم المتحدة التدخل في أوضاع العراق، الذي لا يزال تحت البند السابع"، بحسب تعبير وزير الخارجية العراقي.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عنه القول في مقابلة أخرى بثتها فضائية (الشرقية) السبت أن دولا مجاورة تتنظر خروج القوات الأميركية كي تتدخل لملء الفراغ السياسي في العراق معرباً عن اعتقاده بأن هذا التطور سوف يكون "من أخطر الأمور" التي ستواجه البلاد.
وفي عرضها للتصريحات، أفادت أسوشييتدبرس بأنه على الرغم من أن زيباري لم يذكر أية دولة مجاورة بالإسم إلا أن عدة مسؤولين أبدوا قلقاً في الأسابيع الماضية من محاولات إيران لتوسيع نفوذها في العراق.
الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق اعتبر أن ما يدور في المشهد الحالي مرتبط بسيناريوهاتٍ لِـمَشهد "عراق ما بعد وجود القوات الأميركية".
لكنه أعرب عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ما تزال متمسكة بجداول الانسحاب العسكري المتفَق عليها مع الطرف العراقي.
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف الأحد، تحدث رزق أيضاً عن موضوعات أخرى ذات صلة بـمَشهد "عراق ما بعد وجود القوات الأميركية" إقليمياً ودولياً إضافةً إلى أسباب الاهتمام الذي توليه وسائل إعلام عالمية بعملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
مجلسُ الرئاسة العراقي يُتوقَع أن يجتمع الاثنين لمناقشة التطورات.
وأعلن طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي جلال طالباني أن المجلس الذي يضمّهما إلى جانب نائب الرئيس عادل عبد المهدي سيجتمع
للبحث في تداعيات العملية الانتخابية.وأضافَ في بيانٍ نُشر على موقعه الإلكتروني أن طالباني رحّب بالاجتماع الرامي إلى "تدارك التدهور السياسي الذي شهدته الساحة العراقية بعد إعلان نتائج الانتخابات العامة في البلاد" واتخاذ الإجراءات اللازمة في إطار الصلاحيات الدستورية للمجلس "من أجل تجاوز الأزمة الحالية التي تنعكس على الأمن والاستقرار في العراق".
في غضون ذلك، أفادت صحيفة (أوبزرفر) اللندنية في تقريرٍ نَشرته الأحد تحت عنوان (الاضطراب في العراق يهدد خطط الانسحاب الأميركي) أفادت بأن العراق شهد في ظل الهجمات الإرهابية المتجددة خلال الأسابيع الأخيرة تطوّرين اثنين رئيسين على الصعيد السياسي هما الإعلان عن إعادة فرز الأصوات يدوياً في بغداد والتي ستبدأ الاثنين إضافةً إلى قرارٍ قضائي يمهّد لحظر بعض المرشحين الفائزين بمقاعد نيابية بزَعم تعاطفهم مع حزب البعث المحظور.
وأشارت الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار إلى معلوماتٍ تُرجّح بأن يؤدي هذان التطوّران إلى احتمال حصول قائمة (ائتلاف دولة القانون) بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على ثلاثة أو أربعة مقاعد إضافية الأمر الذي يحسم تقدّمها على قائمة (العراقية) التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي والفائزة بواحد وتسعين مقعداً. وينطوي هذا الاحتمال على تعزيز فُرص المالكي لرئاسة الحكومة مرة أخرى. وفي ظل هذه التداعيات، ذكرت الصحيفة "أن الحكومة العراقية المقبلة قد لا ترى النور قبل شهر آب، أو حتى أيلول، ما سيؤدي إلى نشوءِ فراغٍ سوف يسعى الإرهابيون إلى ملئِهِ. وبالتالي، سوف تجد الولايات المتحدة في ذلك تبريراتٍ وافيةً لتغيير خطط انسحابها"، على حد تعبير (أوبزرفر).
وفيما يتعلق بهذا الموضوع، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في تصريحاتٍ نُشرت السبت "إن أميركا لا يهمها أي شيء الآن سوى ضمان انسحاب قواتها من العراق، وإذا لم تتشكل الحكومة الجديدة في شهر آب، وفي ظل هذه الأوضاع الأمنية الصعبة، فإن انسحاب القوات الأميركية سيكون مبكراً جداً، جداً وانسحابا غير ناضج، والإدارة الأميركية تمر بمشكلة الآن. فإذا لم تتشكل الحكومة وتصاعدت التحديات الأمنية وتعقدت المشكلات السياسية، فسيكون الوضع معقداً، وفي رأيي قد يؤثر هذا على جدول انسحاب القوات الأميركية".
زيباري تحدث في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية أيضاً عن إمكانية أن "تساعد" الأمم المتحدة في حلّ ما وصفه بالوضع المعقد حالياً في العراق.
يشار إلى أن قائمة (العراقية) لوّحت على لسان علاوي وقياديين آخرين بإمكانية الطلب إلى الأمم المتحدة التدخل "لإنقاذ العملية السياسية" باعتبار أن العراق ما يزال خاضعاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. لكن المالكي انتقدَ في خطابٍ ألقاه في كربلاء الجمعة أي توجّه لتدويل العملية السياسية في العراق.
أما زيباري فقد اعتبر أنه "عندما تتعقد الأمور، فلا بد من تدخل طرف مقبول للمساعدة في إيجاد الحلول، وهذا الطرف المرشّح للعب هذا الدور هو الأمم المتحدة، وهي ليست مسألة تدويل بقدر ما هي إبداء المساعدة، لا سيما أن هناك تفويض أممي من مجلس الأمن وبموافقة الحكومة العراقية يخول للأمم المتحدة التدخل في أوضاع العراق، الذي لا يزال تحت البند السابع"، بحسب تعبير وزير الخارجية العراقي.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عنه القول في مقابلة أخرى بثتها فضائية (الشرقية) السبت أن دولا مجاورة تتنظر خروج القوات الأميركية كي تتدخل لملء الفراغ السياسي في العراق معرباً عن اعتقاده بأن هذا التطور سوف يكون "من أخطر الأمور" التي ستواجه البلاد.
وفي عرضها للتصريحات، أفادت أسوشييتدبرس بأنه على الرغم من أن زيباري لم يذكر أية دولة مجاورة بالإسم إلا أن عدة مسؤولين أبدوا قلقاً في الأسابيع الماضية من محاولات إيران لتوسيع نفوذها في العراق.
الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق اعتبر أن ما يدور في المشهد الحالي مرتبط بسيناريوهاتٍ لِـمَشهد "عراق ما بعد وجود القوات الأميركية".
لكنه أعرب عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس باراك أوباما ما تزال متمسكة بجداول الانسحاب العسكري المتفَق عليها مع الطرف العراقي.
وفي مقابلة أجريتُها عبر الهاتف الأحد، تحدث رزق أيضاً عن موضوعات أخرى ذات صلة بـمَشهد "عراق ما بعد وجود القوات الأميركية" إقليمياً ودولياً إضافةً إلى أسباب الاهتمام الذي توليه وسائل إعلام عالمية بعملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.