وفي المقال المنشور أيضاً في صحيفة (انترناشنال هيرالد تربيون) تحت عنوان (أوباما يلتزم بالمواعيد المحددة في العراق)، يذكر الكاتبان بيتر بيكر ورود نوردلاند أن أوباما لم يعقد طوال شهور أيَ اجتماع خاص عن العراق مع الفريق الكامل لمستشاري الأمن القومي فيما يؤكد البيت الأبيض عدم وجود خطط لإعادة النظر في جداول الانسحاب العسكري.
وينقل الكاتبان عن بن رودس نائب مستشار أوباما لشؤون الأمن القومي قوله "لا نرى أي مؤشرات في الوقت الحالي تستوجب تعديل خططنا"، بحسب تعبيره. وأوضح رودس أن واشنطن كانت تتوقع امتدادَ عملية تشكيل الحكومة العراقية لفترة طويلة مضيفاً أن نجاح المهمات التي قادتها قوات عراقية في القضاء على قياديين من القاعدة أظهر القدرة المتزايدة لهذه القوات في مجال الأمن الذي يُعتبر من العوامل الحاسمة لإنهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في العراق بحلول نهاية آب المقبل.
رودس أوضح أيضاً أنه على الرغم من أن أوباما لم يرأس أخيراً أي اجتماعٍ خاص لفريق مستشاريه عن العراق إلا أن نائبَه جو بايدن الذي يُدير السياسة الأميركية المتعلقة بالشأن العراقي يعقد اجتماعات منتظمَة ويُطلع الرئيس الأميركي على التفاصيل أولا بأول.
وبالنسبة لأوباما فإن أي تعديل في مواعيد الانسحاب العسكري من العراق سيكون أمراً معقّداً بسببِ صعوباتٍ على الصعيدين السياسي واللوجستي. هذا في الوقت الذي يتواصل سحب قواتٍ من العراق وإرسال المزيد من الوحدات العسكرية إلى أفغانستان على نحوٍ يزيد من الضغوط على القوات المسلحّة.
من جهته، قال السفير الأميركي السابق في العراق رايان كروكر إن إدارة أوباما ينبغي أن تدرسَ تمديدَ فترة الانسحاب بحلول آب، وهو الموعد المخطط لتقليص عديد القوات الأميركية في العراق إلى خمسين ألف فرد.
وفي تبريره ذلك، أشار إلى عدد من الأسباب بينها تأخير إجراء الانتخابات العراقية عن موعدها الأصلي والنتائج المتقاربة للقوائم الفائزة ما يعني أن عملية تشكيل الحكومة سوف تستغرق وقتاً طويلا. وأضاف أن الحكومة الجديدة ربما لن تتشكل قبل حلول موعد الانسحاب المحدد في آب.
وأفادت (نيويورك تايمز) بأن ميغن أوسوليفان المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي خلال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش والتي كانت تشرف على السياسة المتعلقة بالشأن العراقي تتفق مع كروكر في ضرورة تعديل موعد الانسحاب في آب.
وفي هذا الصدد، أوضَحت أنها تحبّذ تحديدَ موعدٍ آخر يكون "أكثر مرونةً" ليتلاءم مع الوضع الحالي، المتغير والمتوتر، في العراق.