مرت الذكرى السابعة لسقوط نظام صدام على العراقيين النازحين إلى سوريا بكثير من الأسى، فمعظم هؤلاء يعيشون حياة صعبة بعد أن انتهت مدخراتهم التي جلبوها معهم أو كادت، لكن بعضا من الأمل بدأ يتشكل لديهم إثر الانتخابات.
أبو أحمد ضابط عراقي رفيع وصل إلى سوريا مع أسرته قبل ست سنوات ويتمنى العودة إلى العراق لكنه يشترط لذلك وجود حكومة قوية قادرة على تأمين الأمن والأمان لكافة العراقيين، ويربط أبو أحمد تفاؤله بطبيعة الحكومة العراقية الجديدة، ويقول لإذاعة العراق الحر:
" نأمل أن يصبح الاصطفاف وطنيا وليس طائفيا في تشكيل الحكومة القادمة وفي هذه الحالة فقد يحمل المستقبل لنا شيئا من الانفراج أما إذا اتجهت الأمور نحو تشكيل حكومة طائفية كما تسعى بعض الكتل فأتوقع أن يكون مستقبل العراق صعبا بعض الشيء".
أوضاع النازحين العراقيين في سوريا تواصل تدهورها مع امتداد فترة غربتهم، وبدأت أمراض اجتماعية بالظهور بينهم لسوء حالتهم المادية التي توجزها الناشطة الخيرية سعاد خوشابا بالقول:
" على قدر طول مدة بقاء العراقيين في سوريا تزداد مشاكلهم، فالأولاد يكبرون ويزداد مصروفهم.. والمرضى أين يتجهون؟.. لقد طال الزمن على اللاجئين هنا كثيرا وخصوصا من أمضى هنا خمس سنوات أو ست أو سبع ".
فاروق شاب عراقي من بغداد اضطرته ظروف النزوح إلى ترك الدراسة والعمل لمساعدة أسرته، وهو يعمل حاليا حلاقا في محل ببلدة قدسيا قرب دمشق ويقول إنه في سوريا منذ أربع سنوات وقد تأقلم مع الأوضاع إلى حد ما لكنه يتمنى أن تحمل السنوات المقبلة الخير للعراق حتى يتسنى له العودة، ويقول:
" أعطتنا الانتخابات دافعا معنويا ومعظم العراقيين هنا شاركوا فيها لكن لا يمكن لك أن تقول شيئا لأنك لا تعرف كيف هي الأوضاع في العراق ونكتفي بالقول: حسبي الله ونعم الوكيل على كل شيء، إننا نريد الشيء الأفضل لبلدنا وقد تعبنا من الأوضاع بشكل عام ".
الشباب العراقي اللاجئ إلى سوريا يسعى لتعويض مشاق الاغتراب عبر التواصل فيما بينهم، وهم على الأغلب يتمنون أن يعودوا إلى وطنهم لكن قسما منهم يشعر بالتشاؤم وهو ما يعبر عنه الشاب مهند أياد اللاجئ إلى دمشق من حي المنصور في بغداد:
" أنا لا أسمي هذه الذكرى، ذكرى سقوط النظام، وإنما أسميها ذكرى سقوط بلد بأكمله.. إن عبارة سقوط النظام عبارة جارحة للبعض الآخر، وليس الجميع يرضون بها.. بل وأقول أنه مرت سبع سنوات وكل ما حصل فيها لن ننساه.. لكننا نتمنى الخير من الوجوه القادمة.. ونحن لا نريد أحدا يتمنى ويسعى إلى الكرسي بل نريد من يريده الكرسي".
فيصل شاب ثالث جاء سوريا من الأنبار وهو يعمل اليوم في محل لبيع الألبسة الجاهزة بعد أن ترك المدرسة حتى يساعد في إعالة عائلته، وهو من الذين أملوا خيرا بالانتخابات الأخيرة، وأكد وإلى جانبه يقف شابان عراقيان آخران، أنه يريد العودة:
" بالتأكيد نريد العودة إلى العراق ولكن ليس وفق الأوضاع الحالية، بل بعد أن يصبح العراق في حالة أفضل عبر توفر الأمان وفرص العمل.. وليس كما هو الحال اليوم.. الناس تذبح بعضها وتقتل بعضها الآخر ".
وتؤكد المسؤولة الإعلامية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا داليا العشي أن أعداد العراقيين المسجلين لدى المفوضية رسميا في سوريا انخفض إلى نحو 163500، وهو أقل عن آخر رقم كانت المفوضية أعلنته، بنحو 60 ألفا، بسبب عودة البعض إلى العراق أو لجوء آخرين إلى بلد ثالث، لكنها تؤكد أن أوضاع اللاجئين العراقيين تتدهور باستمرار:
"واضح جدا أن حالة اللاجئين الذين يتواصلون معنا تتدهور باستمرار وهي من سيء إلى أسوء، فهم عندما وصلوا إلى سوريا كانوا يحملون بعض المدخرات.. لكن كم ستكفيهم هذه المدخرات شهرا أو ربما سنة ثم لم تتوفر لديهم أية وسيلة لتأمين إعالة أسرهم.. لقد كان الكثير منهم من كبار المثقفين والموظفين من أصحاب الدرجات العليا وهم اليوم باتوا مضطرين للعمل في مهن من قبيل غسيل السيارات أو في المطاعم، وليست فقط حالتهم المادية هي الصعبة جدا، بل وحتى حالتهم النفسية والاجتماعية".
وتضيف داليا العشي أن موازنة مفوضية اللاجئين في سوريا انخفضت العام الحالي عن الذي سبقه.
وفي ظل هذه الظروف يبقى النازحون العراقيون في سوريا محصورون بين الأوضاع الأمنية السيئة في العراق، وتدهور حالتهم المادية في سوريا، وكلهم أمل في أن تنجح الحكومة الجديدة في إعادة الأمان لبلدهم علها بذلك تعيدهم إليه.
المزيد في الملف الصوتي المرفق الذي ساهم في إعداده جانبلاط شكاي من دمشق.
أبو أحمد ضابط عراقي رفيع وصل إلى سوريا مع أسرته قبل ست سنوات ويتمنى العودة إلى العراق لكنه يشترط لذلك وجود حكومة قوية قادرة على تأمين الأمن والأمان لكافة العراقيين، ويربط أبو أحمد تفاؤله بطبيعة الحكومة العراقية الجديدة، ويقول لإذاعة العراق الحر:
" نأمل أن يصبح الاصطفاف وطنيا وليس طائفيا في تشكيل الحكومة القادمة وفي هذه الحالة فقد يحمل المستقبل لنا شيئا من الانفراج أما إذا اتجهت الأمور نحو تشكيل حكومة طائفية كما تسعى بعض الكتل فأتوقع أن يكون مستقبل العراق صعبا بعض الشيء".
أوضاع النازحين العراقيين في سوريا تواصل تدهورها مع امتداد فترة غربتهم، وبدأت أمراض اجتماعية بالظهور بينهم لسوء حالتهم المادية التي توجزها الناشطة الخيرية سعاد خوشابا بالقول:
" على قدر طول مدة بقاء العراقيين في سوريا تزداد مشاكلهم، فالأولاد يكبرون ويزداد مصروفهم.. والمرضى أين يتجهون؟.. لقد طال الزمن على اللاجئين هنا كثيرا وخصوصا من أمضى هنا خمس سنوات أو ست أو سبع ".
فاروق شاب عراقي من بغداد اضطرته ظروف النزوح إلى ترك الدراسة والعمل لمساعدة أسرته، وهو يعمل حاليا حلاقا في محل ببلدة قدسيا قرب دمشق ويقول إنه في سوريا منذ أربع سنوات وقد تأقلم مع الأوضاع إلى حد ما لكنه يتمنى أن تحمل السنوات المقبلة الخير للعراق حتى يتسنى له العودة، ويقول:
" أعطتنا الانتخابات دافعا معنويا ومعظم العراقيين هنا شاركوا فيها لكن لا يمكن لك أن تقول شيئا لأنك لا تعرف كيف هي الأوضاع في العراق ونكتفي بالقول: حسبي الله ونعم الوكيل على كل شيء، إننا نريد الشيء الأفضل لبلدنا وقد تعبنا من الأوضاع بشكل عام ".
الشباب العراقي اللاجئ إلى سوريا يسعى لتعويض مشاق الاغتراب عبر التواصل فيما بينهم، وهم على الأغلب يتمنون أن يعودوا إلى وطنهم لكن قسما منهم يشعر بالتشاؤم وهو ما يعبر عنه الشاب مهند أياد اللاجئ إلى دمشق من حي المنصور في بغداد:
" أنا لا أسمي هذه الذكرى، ذكرى سقوط النظام، وإنما أسميها ذكرى سقوط بلد بأكمله.. إن عبارة سقوط النظام عبارة جارحة للبعض الآخر، وليس الجميع يرضون بها.. بل وأقول أنه مرت سبع سنوات وكل ما حصل فيها لن ننساه.. لكننا نتمنى الخير من الوجوه القادمة.. ونحن لا نريد أحدا يتمنى ويسعى إلى الكرسي بل نريد من يريده الكرسي".
فيصل شاب ثالث جاء سوريا من الأنبار وهو يعمل اليوم في محل لبيع الألبسة الجاهزة بعد أن ترك المدرسة حتى يساعد في إعالة عائلته، وهو من الذين أملوا خيرا بالانتخابات الأخيرة، وأكد وإلى جانبه يقف شابان عراقيان آخران، أنه يريد العودة:
" بالتأكيد نريد العودة إلى العراق ولكن ليس وفق الأوضاع الحالية، بل بعد أن يصبح العراق في حالة أفضل عبر توفر الأمان وفرص العمل.. وليس كما هو الحال اليوم.. الناس تذبح بعضها وتقتل بعضها الآخر ".
وتؤكد المسؤولة الإعلامية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في سوريا داليا العشي أن أعداد العراقيين المسجلين لدى المفوضية رسميا في سوريا انخفض إلى نحو 163500، وهو أقل عن آخر رقم كانت المفوضية أعلنته، بنحو 60 ألفا، بسبب عودة البعض إلى العراق أو لجوء آخرين إلى بلد ثالث، لكنها تؤكد أن أوضاع اللاجئين العراقيين تتدهور باستمرار:
"واضح جدا أن حالة اللاجئين الذين يتواصلون معنا تتدهور باستمرار وهي من سيء إلى أسوء، فهم عندما وصلوا إلى سوريا كانوا يحملون بعض المدخرات.. لكن كم ستكفيهم هذه المدخرات شهرا أو ربما سنة ثم لم تتوفر لديهم أية وسيلة لتأمين إعالة أسرهم.. لقد كان الكثير منهم من كبار المثقفين والموظفين من أصحاب الدرجات العليا وهم اليوم باتوا مضطرين للعمل في مهن من قبيل غسيل السيارات أو في المطاعم، وليست فقط حالتهم المادية هي الصعبة جدا، بل وحتى حالتهم النفسية والاجتماعية".
وتضيف داليا العشي أن موازنة مفوضية اللاجئين في سوريا انخفضت العام الحالي عن الذي سبقه.
وفي ظل هذه الظروف يبقى النازحون العراقيون في سوريا محصورون بين الأوضاع الأمنية السيئة في العراق، وتدهور حالتهم المادية في سوريا، وكلهم أمل في أن تنجح الحكومة الجديدة في إعادة الأمان لبلدهم علها بذلك تعيدهم إليه.
المزيد في الملف الصوتي المرفق الذي ساهم في إعداده جانبلاط شكاي من دمشق.