ومنها مهرجان المربد الشعري السابع الذي اختتم دورته السنوية في البصرة في الخامس والعشرين من آذار، ولكن وكما اعتدنا نبدأ العدد بباقة من اخبار النشاط الثقافي خلال الاسبوع المنصرم.
ففي بغداد استبق المسرحيون العراقيون موعد الاحتفال بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من آذار، بتنظيم مهرجان مسرحي بدأ في الثاني والعشرين من اذار واستمر حتى السابع والعشرين منه.
الفنان المسرحي راسم منصور أعرب عن فرحه بهذا المناسبة، ووصف هذا اليوم بانه [[يوم للرقي والحضارة والجمال. احتفل به سنويا مع عائلتي لا سيما اننا الاثنان خرجنا من رحم المسرح]].
أما الفنانة عواطف نعيم الادراية في دائرة السينما والمسرح، وهي الجهة التي تولت تنظيم المهرجان فاعتبرت المناسبة فرصة لصنع الحياة والفرح، وقالت: [[سعينا من اجل ان يكون الاحتفال بهذه المناسبة كبيراً، لعلمنا بان الفنّ يلون الحياة ويجعلها اكثر اشراقا.. ففي هذا المهرجان اجتمع مسرحيون من كافة محافظات العراق، ونحن نعدّ هذا انجازا كبيرا وسط هذه الظروف الصعبة والعتمة المحيطة بنا]]. يذكر ان المسرح العراقي من المسارح العريقة والطليعية في المنطقة. ويضم ارشيفه مئات الاعمال المهمة، كما تخرج منه مئات المسرحيين، الذين اسهموا في ترسيخ تقاليد مسرحية ما تزال اجيال من الفنانين تنهل من عطائها، غير ان العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق خلال تسعينيات القرن العشرين وما تلا ذلك من تغيير، وبروز ظاهرة العنف، جعل المشاهدين ينسحبون تدريجيا من متابعة الاعمال المسرحية، الامر الذي انعكس على واقع العمل المسرحي في العراق.
** ونبقى مع شؤون المسرح والثقافة، ولكن هذه المرة في اقليم كردستان، حيث خصصت حكومة الاقليم مبلغ 12 مليار دينار عراقي لدعم النشاط الفني خلال العام 2010، وأكد وزير الثقافة في حكومة الاقليم كاوه محمود، أن الدعم الحكومي لن يميز بين منطقة وغيرها، أو حقلاً فنياً عن سواه. واضاف الوزير على هامش مشاركته في فعالية اقيمت في السليمانية بمناسبة يوم المسرح العالمي، إن [[هدفنا الاستراتيجي هو بناء بنية تحتية للفنون ومنها المسرح، إدراكاً منا بأهمية الارتقاء بالحركة الثقافية والمسرحية، لارتباط الفن بتطلعات الناس ودوره في ترسيخ قيم الحضارة والتنوير]].
وكشف الوزير أنه تقرر استحداث جائزة خاصة بقطاع المسرح، لتكريم رموز الحركة المسرحية في الإقليم على الدور الذي لعبوه خلال مسيرتهم الإبداعية.
** شهدت البصرة أول عرض، منذ العام 2003، للأزياء، تضمن مجموعة أزياء استمدت تصاميمها مواضيع تاريخية وفلكولورية تعود الى الحقبة السومرية، واخرى حديثة.
واكد مصمم الأزياء زياد طارق العذاري انه ومعه المشاركين في العرض [[جازفوا من أجل الترويج لثقافة الأزياء، إذ كانت التوقعات تشير إلى أن إقامة عرض للأزياء في البصرة مصيره الفشل]]. ووصف العذاري الأزياء التي عرضت بانها كانت [[محتشمة وعراقية بامتياز في تصاميمها، كما أن بعضها حمل لمسات الحداثة]]، واضاف أنه [[كان يطمح إلى تقديم العرض في قاعة كبيرة، لكن ممانعة المسؤولين عن إدارة القاعات الحكومية وإعطائهم ذرائع سياسية ودينية حال دون تحقيق ذلك]].
وقال مخرج العرض فائز ناصر الكنعاني أن الازياء التي عرضت هي نتاج بحث علمي تمحور حول تأريخ الأزياء في وادي الرافدين، وأن العرض جرى على أنغام الموسيقى وبأسلوب متطور تضمن عرض صور تعبر عن حقب زمنية مختلفة، كما رافقت العرض مشاهد تمثيلية صامتة.
يذكر ان الحركة الثقافية في المحافظة شهدت مؤخرا انفتاحا لم تعهده منذ العام 2003.
محطات ثقافية
** نقف في محطتنا الثقافية الاولى مع مهرجان المربد الشعري السابع الذي اختتم اعماله في مدينة البصرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. تضمن المهرجان فعاليات متنوعة خلال ايامه الثلاثة. فبالاضافة الى الشعراء والادباء العراقيين الذين شاركوا في المهرجان، حضره شعراء من دول عربية واجنبية. وكالعادة، كان نجاح المهرجان من عدمه الموضوع الاساس في حوارات واحاديث الادباء خلال ايام المهرجان وبعد انتهائه. واذا كانت هناك ايجابيات حسبت للمهرجان، فان هناك سلبيات ايضا أخذت عليه.
الشاعر زاهر موسى الذي حضر المهرجان يرى ان ايجابيات المهرجان تتمثل في انفتاحه الاعلامي، وحضور عدد من المدعوين العرب والاجانب، اضافة الى مشاركة عدد كبير من الادباء العراقيين من مختلف المحافظات، بعد ان انقطع بعضهم عن الحضور بحكم الظروف التي مرت بها البلاد، وبالتالي فان المهرجان يؤشر الى عودة الحياة والفاعلية الطبيعية للحركة الثقافية في العراق، لكن هناك مآخذ على المهرجان. فالفعاليات كانت مزدحمة بشكل كبير لا تتيح الجو الملائم لراحة المدعوين واستماعهم الجيد لما القي من قصائد وكلمات وقراءات مختلفة، اذ كان عدد كبير من المدعوين يتركون قاعة المهرجان ويتوجهون الى الفنادق لاخذ قسط من الراحة، او تناول الطعام، فيما كانت الفعاليات مستمرة في قاعة المهرجان، كما يؤخذ على القائمين على المهرجان عدم فحصهم النصوص والقصائد التي القيت خلاله، ما أدى الى قراءة قصائد دون المستوى المطلوب والمقبول في مهرجان من هذا النوع.
واشار الشاعر زاهر موسى الى ما يعتقده بانه سوء اختيار لبعض الاسماء المدعوة، كما ان الكثير منها مكررة، وهي حالة تتعارض مع التجديد والتنوع المطلوبين في مهرجان من هذا النوع.
وتضمن المهرجان اضافة الى قراءات شعرية لعدد كبير من الشعراء، حلقتين نقاشيتين الاولى عن ترجمة الشعر، والثانية عن الشاعر الراحل بلند الحيدري الذي اطلق اسمه على المهرجان. وكانت هناك حفلة للفرقة السمفونية الوطنية تزامنت مع فعاليات المهرجان حضرها عدد كبير من المدعوين. وتضمن برنامج المهرجان تكريم الشاعر العراقي ياسين طه حافظ، غير ان مهرجان هذا العام خلا من زيارة جيكور مسقط رأس الشاعر العراقي الكبير الراحل بدر شاكر السياب، بعد ان كانت زيارة جيكور احدى الفعاليات التي حرصت عليها دورات المهرجان السابقة.
** المحطة الثقافية الثانية في عدد هذا الاسبوع من [المجلة الثقافية] يتناول ظاهرة اصدار جهات او افراد وبمجهود خاص مطبوعات ثقافية لتوزيعها على المشاركين في المهرجانات الثقافية، ومنها مهرجان المربد. ومن الاصدارات التي وزعت خلال المربد مجلة [فنارات]، اصدار اتحاد الادباء والكتاب في البصرة ومجلة [البديل الثقافي] الفصلية، التي تصدر عن رابطة البديل الثقافي في محافظة ميسان ويرأس تحريرها الناقد والشاعر جمال جاسم أمين، وجريدة [تكست] الشهرية المستقلة، التي يرأس تحريرها الدكتور عادل الثامري.
الشاعر والمترجم سهيل نجم نادر يصف هذه الظاهر بانها مؤشر عافية ثقافية، وان الذين يقومون بكل هذه الجهود اما يمولون هذه الاصدارات بانفسهم، او يحصلون احيانا على دعم محدود. ويضيف الشاعر لو كانت مثل هذه المبادرات تحصل على دعم ملائم لاصبحت اكثر حضورا وفعالية في الوسط الثقافي، ولأمكن اقامة حوارات، وتقييم هذه التجارب.
ففي بغداد استبق المسرحيون العراقيون موعد الاحتفال بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من آذار، بتنظيم مهرجان مسرحي بدأ في الثاني والعشرين من اذار واستمر حتى السابع والعشرين منه.
الفنان المسرحي راسم منصور أعرب عن فرحه بهذا المناسبة، ووصف هذا اليوم بانه [[يوم للرقي والحضارة والجمال. احتفل به سنويا مع عائلتي لا سيما اننا الاثنان خرجنا من رحم المسرح]].
أما الفنانة عواطف نعيم الادراية في دائرة السينما والمسرح، وهي الجهة التي تولت تنظيم المهرجان فاعتبرت المناسبة فرصة لصنع الحياة والفرح، وقالت: [[سعينا من اجل ان يكون الاحتفال بهذه المناسبة كبيراً، لعلمنا بان الفنّ يلون الحياة ويجعلها اكثر اشراقا.. ففي هذا المهرجان اجتمع مسرحيون من كافة محافظات العراق، ونحن نعدّ هذا انجازا كبيرا وسط هذه الظروف الصعبة والعتمة المحيطة بنا]]. يذكر ان المسرح العراقي من المسارح العريقة والطليعية في المنطقة. ويضم ارشيفه مئات الاعمال المهمة، كما تخرج منه مئات المسرحيين، الذين اسهموا في ترسيخ تقاليد مسرحية ما تزال اجيال من الفنانين تنهل من عطائها، غير ان العقوبات الاقتصادية التي فرضت على العراق خلال تسعينيات القرن العشرين وما تلا ذلك من تغيير، وبروز ظاهرة العنف، جعل المشاهدين ينسحبون تدريجيا من متابعة الاعمال المسرحية، الامر الذي انعكس على واقع العمل المسرحي في العراق.
** ونبقى مع شؤون المسرح والثقافة، ولكن هذه المرة في اقليم كردستان، حيث خصصت حكومة الاقليم مبلغ 12 مليار دينار عراقي لدعم النشاط الفني خلال العام 2010، وأكد وزير الثقافة في حكومة الاقليم كاوه محمود، أن الدعم الحكومي لن يميز بين منطقة وغيرها، أو حقلاً فنياً عن سواه. واضاف الوزير على هامش مشاركته في فعالية اقيمت في السليمانية بمناسبة يوم المسرح العالمي، إن [[هدفنا الاستراتيجي هو بناء بنية تحتية للفنون ومنها المسرح، إدراكاً منا بأهمية الارتقاء بالحركة الثقافية والمسرحية، لارتباط الفن بتطلعات الناس ودوره في ترسيخ قيم الحضارة والتنوير]].
وكشف الوزير أنه تقرر استحداث جائزة خاصة بقطاع المسرح، لتكريم رموز الحركة المسرحية في الإقليم على الدور الذي لعبوه خلال مسيرتهم الإبداعية.
** شهدت البصرة أول عرض، منذ العام 2003، للأزياء، تضمن مجموعة أزياء استمدت تصاميمها مواضيع تاريخية وفلكولورية تعود الى الحقبة السومرية، واخرى حديثة.
واكد مصمم الأزياء زياد طارق العذاري انه ومعه المشاركين في العرض [[جازفوا من أجل الترويج لثقافة الأزياء، إذ كانت التوقعات تشير إلى أن إقامة عرض للأزياء في البصرة مصيره الفشل]]. ووصف العذاري الأزياء التي عرضت بانها كانت [[محتشمة وعراقية بامتياز في تصاميمها، كما أن بعضها حمل لمسات الحداثة]]، واضاف أنه [[كان يطمح إلى تقديم العرض في قاعة كبيرة، لكن ممانعة المسؤولين عن إدارة القاعات الحكومية وإعطائهم ذرائع سياسية ودينية حال دون تحقيق ذلك]].
وقال مخرج العرض فائز ناصر الكنعاني أن الازياء التي عرضت هي نتاج بحث علمي تمحور حول تأريخ الأزياء في وادي الرافدين، وأن العرض جرى على أنغام الموسيقى وبأسلوب متطور تضمن عرض صور تعبر عن حقب زمنية مختلفة، كما رافقت العرض مشاهد تمثيلية صامتة.
يذكر ان الحركة الثقافية في المحافظة شهدت مؤخرا انفتاحا لم تعهده منذ العام 2003.
محطات ثقافية
** نقف في محطتنا الثقافية الاولى مع مهرجان المربد الشعري السابع الذي اختتم اعماله في مدينة البصرة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. تضمن المهرجان فعاليات متنوعة خلال ايامه الثلاثة. فبالاضافة الى الشعراء والادباء العراقيين الذين شاركوا في المهرجان، حضره شعراء من دول عربية واجنبية. وكالعادة، كان نجاح المهرجان من عدمه الموضوع الاساس في حوارات واحاديث الادباء خلال ايام المهرجان وبعد انتهائه. واذا كانت هناك ايجابيات حسبت للمهرجان، فان هناك سلبيات ايضا أخذت عليه.
الشاعر زاهر موسى الذي حضر المهرجان يرى ان ايجابيات المهرجان تتمثل في انفتاحه الاعلامي، وحضور عدد من المدعوين العرب والاجانب، اضافة الى مشاركة عدد كبير من الادباء العراقيين من مختلف المحافظات، بعد ان انقطع بعضهم عن الحضور بحكم الظروف التي مرت بها البلاد، وبالتالي فان المهرجان يؤشر الى عودة الحياة والفاعلية الطبيعية للحركة الثقافية في العراق، لكن هناك مآخذ على المهرجان. فالفعاليات كانت مزدحمة بشكل كبير لا تتيح الجو الملائم لراحة المدعوين واستماعهم الجيد لما القي من قصائد وكلمات وقراءات مختلفة، اذ كان عدد كبير من المدعوين يتركون قاعة المهرجان ويتوجهون الى الفنادق لاخذ قسط من الراحة، او تناول الطعام، فيما كانت الفعاليات مستمرة في قاعة المهرجان، كما يؤخذ على القائمين على المهرجان عدم فحصهم النصوص والقصائد التي القيت خلاله، ما أدى الى قراءة قصائد دون المستوى المطلوب والمقبول في مهرجان من هذا النوع.
واشار الشاعر زاهر موسى الى ما يعتقده بانه سوء اختيار لبعض الاسماء المدعوة، كما ان الكثير منها مكررة، وهي حالة تتعارض مع التجديد والتنوع المطلوبين في مهرجان من هذا النوع.
وتضمن المهرجان اضافة الى قراءات شعرية لعدد كبير من الشعراء، حلقتين نقاشيتين الاولى عن ترجمة الشعر، والثانية عن الشاعر الراحل بلند الحيدري الذي اطلق اسمه على المهرجان. وكانت هناك حفلة للفرقة السمفونية الوطنية تزامنت مع فعاليات المهرجان حضرها عدد كبير من المدعوين. وتضمن برنامج المهرجان تكريم الشاعر العراقي ياسين طه حافظ، غير ان مهرجان هذا العام خلا من زيارة جيكور مسقط رأس الشاعر العراقي الكبير الراحل بدر شاكر السياب، بعد ان كانت زيارة جيكور احدى الفعاليات التي حرصت عليها دورات المهرجان السابقة.
** المحطة الثقافية الثانية في عدد هذا الاسبوع من [المجلة الثقافية] يتناول ظاهرة اصدار جهات او افراد وبمجهود خاص مطبوعات ثقافية لتوزيعها على المشاركين في المهرجانات الثقافية، ومنها مهرجان المربد. ومن الاصدارات التي وزعت خلال المربد مجلة [فنارات]، اصدار اتحاد الادباء والكتاب في البصرة ومجلة [البديل الثقافي] الفصلية، التي تصدر عن رابطة البديل الثقافي في محافظة ميسان ويرأس تحريرها الناقد والشاعر جمال جاسم أمين، وجريدة [تكست] الشهرية المستقلة، التي يرأس تحريرها الدكتور عادل الثامري.
الشاعر والمترجم سهيل نجم نادر يصف هذه الظاهر بانها مؤشر عافية ثقافية، وان الذين يقومون بكل هذه الجهود اما يمولون هذه الاصدارات بانفسهم، او يحصلون احيانا على دعم محدود. ويضيف الشاعر لو كانت مثل هذه المبادرات تحصل على دعم ملائم لاصبحت اكثر حضورا وفعالية في الوسط الثقافي، ولأمكن اقامة حوارات، وتقييم هذه التجارب.