ففي كركوك عرضت [فرقة الرافدين] مسرحية [صوتك من ذهب] التي تناولت باسلوب ساخر ظاهرة شراء أصوات الناخبين. وقال مدير الفرقة جمعة السعيدي أن العمل كوميدي ويجسد أدواره الرئيسة فنانون معروفون في العراق. وقالت الفنانة إنعام الربيعي التي مثلت دور"أم عبيد" أن المسرحية انتقدت بأسلوب كوميدي ساخر مظاهر سلبية كثيرة رافقت حملة الدعاية الانتخابية. ومثلت ادوار المسرحية كوكبة من نجوم الكوميديا في العراق منهم الفنان علي داخل، وخضير أبو العباس، وصلاح مونيكا، وجواد المدهش. يذكر أنه سبق أن تم عرض المسرحية في محافظات بابل، وواسط، وبغداد.
في اربيل افتتح المركز الثقافي الفرنسي في إقليم كردستان. وقال السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون خلال الحفل الرسمي لافتتاح المركز ان هذا الحدث يمثل تجسيدا لانعاش الحضور الثقافي الفرنسي في اقليم كردستان العراق. ووصف المركز في كلمته التي ألقاها بالعربية: بانه رمز للتعاون بين فرنسا وإلاقليم، كما هو رمز للصداقة والثقة، وانه سيشكل جسراً بين ثقافتينا.
وكشف السفير أن بلاده بصدد انشاء مركز فرنسي للبحوث والآثار والعلوم الاجتماعية، وأن أستاذا فرنسياً مختصاً بالآثار سيصل إلى اربيل قريبا ليبدأ التعاون بين فرنسا والاقليم في هذا المجال.
تبرعت وزارة الزراعة الأميركية بـ 550 كتاباً علميا الى المكتبة المركزية لمحافظة بابل. وقال رئيس فيلق الاعمار الاميركي في المحافظة الدكتور ريك روبنز، لدى تسليمه الكتب إلى إدارة المكتبة المركزية في مدينة الحلة، إن وزارة الزراعة الأميركية تبرعت بهذه الكتب من مكتبتها الخاصة وهي مراجع أساسية لطلبة كلية الزراعة والطب البيطري في واشنطن. وكانت المكتبة المركزية في الحلة تعرضت بعد سقوط حكم البعث في 2003 إلى تخريب ونهب، وفُقدت منها العديد من الكتب النادرة، إلى أن تم استعادة حوالي 60% من موجوداتها بجهود إدارة المكتبة وأهالي المدينة، علماً بان المكتبة تضم في الوقت الحاضر نحو 18 ألف و200 عنوان.
محطات ثقافية
تستعرض المحطة الثقافية هذا الاسبوع ما كتبه القاص محمود عبد الوهاب عن عالم القراءة وما يعنيه بالنسبة له. يقول الكاتب ان فجر معرفتنا بدأ بالقراءة، قراءة عامة من دونما اختيار. كنا نبحث عن ذواتنا خارجها، مثل طفل يكسر لعبته ويطيل التحديق إلى داخلها المحشو بالقطن والأسلاك، بحثا عشوائيا عن الصفير الرتيب، الذي يأتيه بلا انقطاع كلما ضغط على جسد لعبته بيديه. هذا التشبيه الذي استهل به الكاتب مقاله يحيلنا إلى العوالم المتعددة التي يكونها القراء مع كتبهم، والأجواء المختلفة التي يشيدونها من هذه العوالم. الفنان التشكيلي فائق التميمي له علاقة خاصة مع الكتاب، اذ يقول أن الروايات والقصائد التي يقرأها تعطيه عوالم مميزة يستطيع تجسيدها في لوحاته المرسومة، وهذا ما يمثل غذاء روحيا بالنسبة له. كاتب المقال يستمر في استرسالاته مع عالم القراءة، مشيرا الى مرحلة أخرى من مراحل القراءة في حياته، حيث يقول: في مرحلة تالية، كنا نقرأ ما كان الأسنُّ منا يرشدنا اليه. قرأنا للمنفلوطي وجبران والمهجريين والنثريين الرومانسيين، وفي مرحلة لاحقة، قرأنا طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وسلامة موسى، وكان كل ذلك حلما تعويضيا عن جدب الحياة. هذه الجملة الأخيرة في مقال الكاتب تشير إلى مسالة مهمة، وهي أن القراءة تكون في بلدان تخلو الحياة فيها من المباهج، متنفسا للولوج إلى عوالم الخيال التي يفتقدها الشخص في حياته المحيطة، وهذا ما يمكن أن يأخذ أشكال مختلفة. ولعل هذا ما يجعل الليل الوقت المفضل للقراءة عند الكثيرين. الفنان فائق التميمي، احد هؤلاء، اذ يقول ان الليل يتيح له السكينة والصمت اللازمين بعيدا عن صخب الحياة اليومي. ويخلص القاص محمود عبد الوهاب في مقاله الى القول: مباهج القراءة تجعل من القارئ شخصا مختلفا. فالقراءة عامل تغيير. والكتاب مثل النهر "لا ندخل فيه مرتين"، لكن تلك المباهج كالكهف المكتنز، لا يفتح بابه إلا بكلمة سر، وكلمة السر هنا ، قدرة القارئ على التعلم، وإدراك ما يقرأ. ويضيف الكاتب: بعد فقد بصره، كان بورخس يبكي وهو يصغي إلى ما تقرأ له أمه، كانت تساله: لماذا تبكي، وكان بورخس يجيب : ابكي لأنني افهم.
مبدعون عراقيون
يسلط عدد هذا الاسبوع من المجلة الثقافية الضوء على شخصية بارزة في مجال النقد والبحث الأدبي الحديث في العراق، هو الأستاذ الراحل على جواد الطاهر، الذي غادر عالمنا عام 1996 بعد أن ترك إرثا ثمينا من الكتب والتلامذة الذين تتلمذوا عليه. الشاعر سلمان الجبوري يقول أن الأستاذ الراحل رمز من رموز الثقافة العراقية، وانه كان يتميز بالتواضع والموسوعية الكبيرة، وكان عنصرا مهما في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب عام 1959، كما تميز بمتابعته لما يصدر في الساحة الأدبية ويعمل على فحصها نقديا أو التعريف بها. ولد علي جواد الطاهر عام 1919 في مدينة الحلة بالعراق، ودرس فيها حتى الثانوية العامة. حصل على ليسانس التربية عام 1945 من دار المعلمين العالية وليسانس كلية الآداب عام 1948. حصل على الدكتوراه من السوربون في باريس 1953. جمع في دراسته كما في تدريسه ومؤلفاته وبحوثه القديم والحديث، التراث والمعاصرة. وتميز الطاهر بدراساته الأدبية على المستوى الأكاديمي وهي دراسات تتصف بالحرص الشديد على الأناة في الحكم والدقة في النظر إلى الجزيئات من أجل بناء كلي متكامل. أن مؤلفات علي جواد الطاهر تنقل لقرائها شغفاً صادقاً بالإجادة في العبارة والفكرة والبناء، وإخلاصاً كلياً لروح العلم، وموضوعية البحث النقدي. يقول الشاعر سلمان الجبوري أن الطاهر يتبع المدرسة الفرنسية في النقد، وانه لم يكن مجرد شخص أكاديمي، بل هو ناقد مميز بالإضافة إلى كونه أستاذا جامعيا، وان طلبته لا يزالون يذكرونه بألف خير. ترك الأستاذ الراحل بالإضافة إلى تلاميذه الكثار وفرة من الكتب المميزة في مجال النقد والبحث الأدبي، من بينها (الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي)، و(الابن وسبع قصص أخرى)،و(لامية الطغرائي)، وغيرها كثير، تجاوزت الأربعين كتاباً.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
في اربيل افتتح المركز الثقافي الفرنسي في إقليم كردستان. وقال السفير الفرنسي في العراق بوريس بوالون خلال الحفل الرسمي لافتتاح المركز ان هذا الحدث يمثل تجسيدا لانعاش الحضور الثقافي الفرنسي في اقليم كردستان العراق. ووصف المركز في كلمته التي ألقاها بالعربية: بانه رمز للتعاون بين فرنسا وإلاقليم، كما هو رمز للصداقة والثقة، وانه سيشكل جسراً بين ثقافتينا.
وكشف السفير أن بلاده بصدد انشاء مركز فرنسي للبحوث والآثار والعلوم الاجتماعية، وأن أستاذا فرنسياً مختصاً بالآثار سيصل إلى اربيل قريبا ليبدأ التعاون بين فرنسا والاقليم في هذا المجال.
تبرعت وزارة الزراعة الأميركية بـ 550 كتاباً علميا الى المكتبة المركزية لمحافظة بابل. وقال رئيس فيلق الاعمار الاميركي في المحافظة الدكتور ريك روبنز، لدى تسليمه الكتب إلى إدارة المكتبة المركزية في مدينة الحلة، إن وزارة الزراعة الأميركية تبرعت بهذه الكتب من مكتبتها الخاصة وهي مراجع أساسية لطلبة كلية الزراعة والطب البيطري في واشنطن. وكانت المكتبة المركزية في الحلة تعرضت بعد سقوط حكم البعث في 2003 إلى تخريب ونهب، وفُقدت منها العديد من الكتب النادرة، إلى أن تم استعادة حوالي 60% من موجوداتها بجهود إدارة المكتبة وأهالي المدينة، علماً بان المكتبة تضم في الوقت الحاضر نحو 18 ألف و200 عنوان.
محطات ثقافية
تستعرض المحطة الثقافية هذا الاسبوع ما كتبه القاص محمود عبد الوهاب عن عالم القراءة وما يعنيه بالنسبة له. يقول الكاتب ان فجر معرفتنا بدأ بالقراءة، قراءة عامة من دونما اختيار. كنا نبحث عن ذواتنا خارجها، مثل طفل يكسر لعبته ويطيل التحديق إلى داخلها المحشو بالقطن والأسلاك، بحثا عشوائيا عن الصفير الرتيب، الذي يأتيه بلا انقطاع كلما ضغط على جسد لعبته بيديه. هذا التشبيه الذي استهل به الكاتب مقاله يحيلنا إلى العوالم المتعددة التي يكونها القراء مع كتبهم، والأجواء المختلفة التي يشيدونها من هذه العوالم. الفنان التشكيلي فائق التميمي له علاقة خاصة مع الكتاب، اذ يقول أن الروايات والقصائد التي يقرأها تعطيه عوالم مميزة يستطيع تجسيدها في لوحاته المرسومة، وهذا ما يمثل غذاء روحيا بالنسبة له. كاتب المقال يستمر في استرسالاته مع عالم القراءة، مشيرا الى مرحلة أخرى من مراحل القراءة في حياته، حيث يقول: في مرحلة تالية، كنا نقرأ ما كان الأسنُّ منا يرشدنا اليه. قرأنا للمنفلوطي وجبران والمهجريين والنثريين الرومانسيين، وفي مرحلة لاحقة، قرأنا طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وسلامة موسى، وكان كل ذلك حلما تعويضيا عن جدب الحياة. هذه الجملة الأخيرة في مقال الكاتب تشير إلى مسالة مهمة، وهي أن القراءة تكون في بلدان تخلو الحياة فيها من المباهج، متنفسا للولوج إلى عوالم الخيال التي يفتقدها الشخص في حياته المحيطة، وهذا ما يمكن أن يأخذ أشكال مختلفة. ولعل هذا ما يجعل الليل الوقت المفضل للقراءة عند الكثيرين. الفنان فائق التميمي، احد هؤلاء، اذ يقول ان الليل يتيح له السكينة والصمت اللازمين بعيدا عن صخب الحياة اليومي. ويخلص القاص محمود عبد الوهاب في مقاله الى القول: مباهج القراءة تجعل من القارئ شخصا مختلفا. فالقراءة عامل تغيير. والكتاب مثل النهر "لا ندخل فيه مرتين"، لكن تلك المباهج كالكهف المكتنز، لا يفتح بابه إلا بكلمة سر، وكلمة السر هنا ، قدرة القارئ على التعلم، وإدراك ما يقرأ. ويضيف الكاتب: بعد فقد بصره، كان بورخس يبكي وهو يصغي إلى ما تقرأ له أمه، كانت تساله: لماذا تبكي، وكان بورخس يجيب : ابكي لأنني افهم.
مبدعون عراقيون
يسلط عدد هذا الاسبوع من المجلة الثقافية الضوء على شخصية بارزة في مجال النقد والبحث الأدبي الحديث في العراق، هو الأستاذ الراحل على جواد الطاهر، الذي غادر عالمنا عام 1996 بعد أن ترك إرثا ثمينا من الكتب والتلامذة الذين تتلمذوا عليه. الشاعر سلمان الجبوري يقول أن الأستاذ الراحل رمز من رموز الثقافة العراقية، وانه كان يتميز بالتواضع والموسوعية الكبيرة، وكان عنصرا مهما في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب عام 1959، كما تميز بمتابعته لما يصدر في الساحة الأدبية ويعمل على فحصها نقديا أو التعريف بها. ولد علي جواد الطاهر عام 1919 في مدينة الحلة بالعراق، ودرس فيها حتى الثانوية العامة. حصل على ليسانس التربية عام 1945 من دار المعلمين العالية وليسانس كلية الآداب عام 1948. حصل على الدكتوراه من السوربون في باريس 1953. جمع في دراسته كما في تدريسه ومؤلفاته وبحوثه القديم والحديث، التراث والمعاصرة. وتميز الطاهر بدراساته الأدبية على المستوى الأكاديمي وهي دراسات تتصف بالحرص الشديد على الأناة في الحكم والدقة في النظر إلى الجزيئات من أجل بناء كلي متكامل. أن مؤلفات علي جواد الطاهر تنقل لقرائها شغفاً صادقاً بالإجادة في العبارة والفكرة والبناء، وإخلاصاً كلياً لروح العلم، وموضوعية البحث النقدي. يقول الشاعر سلمان الجبوري أن الطاهر يتبع المدرسة الفرنسية في النقد، وانه لم يكن مجرد شخص أكاديمي، بل هو ناقد مميز بالإضافة إلى كونه أستاذا جامعيا، وان طلبته لا يزالون يذكرونه بألف خير. ترك الأستاذ الراحل بالإضافة إلى تلاميذه الكثار وفرة من الكتب المميزة في مجال النقد والبحث الأدبي، من بينها (الشعر العربي في العراق وبلاد العجم في العصر السلجوقي)، و(الابن وسبع قصص أخرى)،و(لامية الطغرائي)، وغيرها كثير، تجاوزت الأربعين كتاباً.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.