تَوجّه العراقيون إلى مراكز الاقتراع الأحد مُشارِكين في انتخاباتٍ وصَفَتها غير جهة إقليمية ودولية بأنها مفصلية.
ففي ثاني انتخابات نيابية منذ سقوط النظام السابق، أدلى ملايين العراقيين في محافظات البلاد الثماني عشر بأصواتهم لاختيار 325 عضواً في البرلمان من بين أكثر من ستة آلاف مرشح يمثلون أكثر من 80 حزباً وكياناً سياسياً.
الاقتراعُ الذي شارك فيه ناخبون مؤهَلون من مجموع نحو تسعة عشر مليون فرد يحق لهم التصويت جرى في ظل حوادث عنف متفرقة قالت مصادر أمنية إنه أسفر عن مقتل أكثر من عشرين عراقياً وإصابة نحو سبعين آخرين بجروح. يشار إلى أن قوات عراقية يبلغ قوامها 670 ألف فرد من الجيش والشرطة قامت بتأمين الانتخابات بإسنادٍ من القوات الأميركية التي تقلّص عديد أفرادها في العراق إلى نحو 96 ألف جندي حالياً.
ووصَف أحد المواطنين مشاركته في التصويت قائلا "جئتُ انتخب الشخص الذي يفيدني، الإنسان الثقة، يعني الإنسان الذي يبحث عن مصلحة الفقراء".
عراقيو المهجر الذين يقدّر عددهم بمليونيْ ناخب أدلوا أيضاً بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي أقيمت في ست عشرة دولة هي استراليا والنمسا وكندا والدنمرك ومصر وألمانيا وإيران والأردن ولبنان وهولندا والسويد وسوريا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة. مجلة أميركية واسعة الانتشار ذكرت في مقالٍ نشرته تحت عنوان (انبعاثُ أمة) أن "شيئاً يشبه الديمقراطية إلى حد كبير بدأ يتجذّر في العراق" مضيفةً أن المهمة التي كان الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش أعلن في 2003 إنجازها في وقتٍ سابق جداً لأوانه ربما لم تُنجز أيضاً بعد مرور سبع سنوات و"لكنها بداية".
وأضافت (نيوزويك) أن العراقيين أنفسَهم فوجئوا بشغفهم بالآليات الديمقراطية. ففي عام 2005، وبعدما كانوا قد عاشوا طوال عقود في (جمهورية الخوف) الشمولية التي أرساها صدام حسين "تدفقوا إلى صناديق الاقتراع عندما سنَحت لهم الفرصة. واليوم، تغطي ملصقات الحملات شوارع بغداد فيما يبدو أن المطابع تفتح أبوابها على مدار الساعة لطباعة مزيد منها. ولم يعد بإمكان الزمر السياسية أن تتّكل على أن الناخبين سوف يدعمون لوائح مرشحي الطائفة من دون تفكير أو مناقشة".
وفي مقالٍ آخر نشَرته (نيوزويك) في عدد التاسع من آذار الحالي،
كتَب ريتشارد أن. هاس Richard N. Haass ، وهو رئيس (مجلس العلاقات الخارجية) أحد مراكز البحث المرموقة في الولايات المتحدة، يقول "صحيح أنه حتى أشد المعارضين للحرب عليه أن يعترف الآن بأن العراق تطوّر بصورة دراماتيكية من الدولة السلطوية التي كانها تحت حكم صدام حسين والدولة الفاشلة التي أصبحها بعد إطاحته من الحكم. فالعنف انخفَض، والاقتصاد في نموٍ، والعمل السياسي الانتخابي في المرحلة التي سبقت الانتخابات كان مكثّفاً جداً".
انتخاباتُ السابع من آذار كانت أيضاً محور اهتمام الأطراف الإقليمية التي تعتبر أن أمنَ العراق يشكّل أهمية قصوى بالنسبة لاستقرار منطقة الخليج التي تمدّ دول العالم بثلثيْ احتياجاته من الطاقة.
الدكتور وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة تحدث لإذاعة العراق الحر عن النظرة السعودية للانتخابات العراقية قائلا "إن المملكة العربية السعودية تنظر إلى الانتخابات العراقية كشأنٍ داخلي محلي يهم العراق وشعبه..طالما أن هذا الشأن يعنى بالعراق وبالحفاظ على أمنه واستقراره وعلاقاته الأخوية والإستراتيجية مع دول المنطقة خاصةً السعودية والكويت..إذ كما هو معروف فإن عراق صدام حسين كان يمثّل خطورة على الأمن القومي العربي بصفة عامة وعلى الأمن الخليجي بصفة خاصة..."
من جهته، قال اللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي لإذاعة العراق الحر إن هذه الانتخابات مهمة بالنسبة لتحقيق الاستقرار في العراق "ونحن نعتبر أن هذا الاستقرار يصبّ في مصلحة استقرار منطقة الخليج بأسرها...."
وفيما يتعلق بالموقفين الرسمي والشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال حمد سالمين مدير تحرير الشؤون العربية والدولية في صحيفة (البيان) الإماراتية لإذاعة العراق الحر إن الانتخابات العراقية مهمة لكونها تُجرى في توقيتٍ مُهم بالإضافة إلى منحها العراقيين كافة فرصة اختيار ممثليهم. وأعرب عن الأمل في اتفاق العراقيين على اختيار حكومةٍ "تمنع التدخلات الخارجية في شؤون بلادهم الداخلية" مضيفاً أن أي نتائج إيجابية للانتخابات العراقية لا بد وأن تنعكس على دول المنطقة أيضاً.
وفي تحليله لمواقف قوىً عالمية، أعرب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن اعتقاده بأن الانتخابات العراقية سوف تعيد
رسم التوازنات الدولية. وفي هذا الصدد، أشار إلى وجود اتجاهين متنازِعين "الأول يريد تحويل العراق ساحة بريد ورسائل لتحسين شروطِه التفاوضية في المرحلة المقبلة. أما التيار الثاني فهو يريد إعادة التوازن الاقتصادي إلى داخل العراق كي يشكّل الممر السليم والهادئ للمنطقة من الخليج وصولاً إلى تركيا ووصولاً إلى عمق آسيا في مرحلة لاحقة".
وفي إجابته عن سؤال آخر، أشار رزق إلى الإستراتيجية الأميركية التي حاولت من خلال إسقاط النظام العراقي السابق التركيز على نشر الديمقراطية في المنطقة العربية. كما قارَنِ بين الانتخابات التي جرت الأحد في العراق والانتخابات اللبنانية التي جرت قبل تسعة أشهر وتمخضت عن توازنات جديدة مَكّنت الأطراف السياسية من الاتفاق على تشكيل "حكومة وحدة وطنية."
وفي مقابلةٍ أجريت عبر الهاتف، تحدث الباحث رزق أيضاً عن التوقّعات لمرحلة ما بعد الانتخابات العراقية. كما أجاب عن سؤال يتعلق بدور الإعلام في ترسيخ الممارسات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء التجربة العراقية الفريدة التي ركّزت فضائيات عربية على تغطيتها خلال الشهور الماضية من خلال الندوات والمقابلات وحتى الإعلانات التي كانت تصوّر شغف العراقيين بالآليات الديمقراطية التي لم تكن مألوفة طوال عقود قبل سقوط النظام السابق في عام 2003.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
ففي ثاني انتخابات نيابية منذ سقوط النظام السابق، أدلى ملايين العراقيين في محافظات البلاد الثماني عشر بأصواتهم لاختيار 325 عضواً في البرلمان من بين أكثر من ستة آلاف مرشح يمثلون أكثر من 80 حزباً وكياناً سياسياً.
الاقتراعُ الذي شارك فيه ناخبون مؤهَلون من مجموع نحو تسعة عشر مليون فرد يحق لهم التصويت جرى في ظل حوادث عنف متفرقة قالت مصادر أمنية إنه أسفر عن مقتل أكثر من عشرين عراقياً وإصابة نحو سبعين آخرين بجروح. يشار إلى أن قوات عراقية يبلغ قوامها 670 ألف فرد من الجيش والشرطة قامت بتأمين الانتخابات بإسنادٍ من القوات الأميركية التي تقلّص عديد أفرادها في العراق إلى نحو 96 ألف جندي حالياً.
ووصَف أحد المواطنين مشاركته في التصويت قائلا "جئتُ انتخب الشخص الذي يفيدني، الإنسان الثقة، يعني الإنسان الذي يبحث عن مصلحة الفقراء".
عراقيو المهجر الذين يقدّر عددهم بمليونيْ ناخب أدلوا أيضاً بأصواتهم في مراكز الاقتراع التي أقيمت في ست عشرة دولة هي استراليا والنمسا وكندا والدنمرك ومصر وألمانيا وإيران والأردن ولبنان وهولندا والسويد وسوريا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة. مجلة أميركية واسعة الانتشار ذكرت في مقالٍ نشرته تحت عنوان (انبعاثُ أمة) أن "شيئاً يشبه الديمقراطية إلى حد كبير بدأ يتجذّر في العراق" مضيفةً أن المهمة التي كان الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش أعلن في 2003 إنجازها في وقتٍ سابق جداً لأوانه ربما لم تُنجز أيضاً بعد مرور سبع سنوات و"لكنها بداية".
وأضافت (نيوزويك) أن العراقيين أنفسَهم فوجئوا بشغفهم بالآليات الديمقراطية. ففي عام 2005، وبعدما كانوا قد عاشوا طوال عقود في (جمهورية الخوف) الشمولية التي أرساها صدام حسين "تدفقوا إلى صناديق الاقتراع عندما سنَحت لهم الفرصة. واليوم، تغطي ملصقات الحملات شوارع بغداد فيما يبدو أن المطابع تفتح أبوابها على مدار الساعة لطباعة مزيد منها. ولم يعد بإمكان الزمر السياسية أن تتّكل على أن الناخبين سوف يدعمون لوائح مرشحي الطائفة من دون تفكير أو مناقشة".
وفي مقالٍ آخر نشَرته (نيوزويك) في عدد التاسع من آذار الحالي،
كتَب ريتشارد أن. هاس Richard N. Haass ، وهو رئيس (مجلس العلاقات الخارجية) أحد مراكز البحث المرموقة في الولايات المتحدة، يقول "صحيح أنه حتى أشد المعارضين للحرب عليه أن يعترف الآن بأن العراق تطوّر بصورة دراماتيكية من الدولة السلطوية التي كانها تحت حكم صدام حسين والدولة الفاشلة التي أصبحها بعد إطاحته من الحكم. فالعنف انخفَض، والاقتصاد في نموٍ، والعمل السياسي الانتخابي في المرحلة التي سبقت الانتخابات كان مكثّفاً جداً".
انتخاباتُ السابع من آذار كانت أيضاً محور اهتمام الأطراف الإقليمية التي تعتبر أن أمنَ العراق يشكّل أهمية قصوى بالنسبة لاستقرار منطقة الخليج التي تمدّ دول العالم بثلثيْ احتياجاته من الطاقة.
الدكتور وحيد حمزة هاشم أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة تحدث لإذاعة العراق الحر عن النظرة السعودية للانتخابات العراقية قائلا "إن المملكة العربية السعودية تنظر إلى الانتخابات العراقية كشأنٍ داخلي محلي يهم العراق وشعبه..طالما أن هذا الشأن يعنى بالعراق وبالحفاظ على أمنه واستقراره وعلاقاته الأخوية والإستراتيجية مع دول المنطقة خاصةً السعودية والكويت..إذ كما هو معروف فإن عراق صدام حسين كان يمثّل خطورة على الأمن القومي العربي بصفة عامة وعلى الأمن الخليجي بصفة خاصة..."
من جهته، قال اللواء صابر السويدان القائد السابق لسلاح الجو الكويتي لإذاعة العراق الحر إن هذه الانتخابات مهمة بالنسبة لتحقيق الاستقرار في العراق "ونحن نعتبر أن هذا الاستقرار يصبّ في مصلحة استقرار منطقة الخليج بأسرها...."
وفيما يتعلق بالموقفين الرسمي والشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال حمد سالمين مدير تحرير الشؤون العربية والدولية في صحيفة (البيان) الإماراتية لإذاعة العراق الحر إن الانتخابات العراقية مهمة لكونها تُجرى في توقيتٍ مُهم بالإضافة إلى منحها العراقيين كافة فرصة اختيار ممثليهم. وأعرب عن الأمل في اتفاق العراقيين على اختيار حكومةٍ "تمنع التدخلات الخارجية في شؤون بلادهم الداخلية" مضيفاً أن أي نتائج إيجابية للانتخابات العراقية لا بد وأن تنعكس على دول المنطقة أيضاً.
وفي تحليله لمواقف قوىً عالمية، أعرب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن اعتقاده بأن الانتخابات العراقية سوف تعيد
رسم التوازنات الدولية. وفي هذا الصدد، أشار إلى وجود اتجاهين متنازِعين "الأول يريد تحويل العراق ساحة بريد ورسائل لتحسين شروطِه التفاوضية في المرحلة المقبلة. أما التيار الثاني فهو يريد إعادة التوازن الاقتصادي إلى داخل العراق كي يشكّل الممر السليم والهادئ للمنطقة من الخليج وصولاً إلى تركيا ووصولاً إلى عمق آسيا في مرحلة لاحقة".
وفي إجابته عن سؤال آخر، أشار رزق إلى الإستراتيجية الأميركية التي حاولت من خلال إسقاط النظام العراقي السابق التركيز على نشر الديمقراطية في المنطقة العربية. كما قارَنِ بين الانتخابات التي جرت الأحد في العراق والانتخابات اللبنانية التي جرت قبل تسعة أشهر وتمخضت عن توازنات جديدة مَكّنت الأطراف السياسية من الاتفاق على تشكيل "حكومة وحدة وطنية."
وفي مقابلةٍ أجريت عبر الهاتف، تحدث الباحث رزق أيضاً عن التوقّعات لمرحلة ما بعد الانتخابات العراقية. كما أجاب عن سؤال يتعلق بدور الإعلام في ترسيخ الممارسات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء التجربة العراقية الفريدة التي ركّزت فضائيات عربية على تغطيتها خلال الشهور الماضية من خلال الندوات والمقابلات وحتى الإعلانات التي كانت تصوّر شغف العراقيين بالآليات الديمقراطية التي لم تكن مألوفة طوال عقود قبل سقوط النظام السابق في عام 2003.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.