المعاناةُ لم تقتصر خلال السنوات الأخيرة على سكان المناطق الجنوبية بشكلٍ خاص بل شملت الأرض بما فيها من حيوانات ومزروعات. وفي وَصفِه لما آلَت إليه أحوال مدينة عراقيةٍ بعينها عُرفت عبر العصور بثرواتها المائية والطبيعية، كتبَ خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة حسن الجنابي عن البصرة يقول إن الوضع تفاقم خلال العام الماضي على نحوٍ أدى "إلى موت المزارع والنخيل والحيوانات وحقول تربية الأسماك"، بحسب تعبيره.
وأضاف الجنابي في مقاله المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية السبت تحت عنوان (البصرة: سنوات العطش) أن الثروة السمكية تراجعت في شط العرب فيما ارتفعت نسبة ملوحة المياه في قنواتِه "وارتفع المد الخليجي المالح إلى مناطق شمال البصرة، ولم يعد هناك مصدر لمياه الشرب في كافة أحياء ومدن وقرى البصرة، وأجبرت آلاف العوائل على النزوح وتغير الواقع السكاني والزراعي في أكثر مناطق العراق عراقة."
المقال أشار إلى سببين رئيسيين اثنين لتحطيم عذوبة المياه هما تجفيف الأهوار أي المسطحات المائية في جنوب العراق إضافةً إلى تحويل مجرى نهر الكارون الإيراني بعيداً عن مصبّه في شط العرب.
وفي حديثه عن خصوصية البصرة عن بقية المناطق العراقية من حيث كمية المياه الغزيرة في السابق مقارنةً بالوضع الحالي، قال الدكتور حسن الجنابي لإذاعة العراق الحر "إن آخر مدينة من الممكن أن تتعرض لمأساةٍ كتلك التي تعاني منها اليوم هي البصرة وذلك لأنها تطفو على بحيرات وأنهار..ولذلك أطلق عليها المستشرقون القدماء اسم (فينيسيا الشرق) بسبب قنواتها وأنهارها وكمية المياه العذبة الموجودة فيها. ولكنها، للأسف الشديد، تعطش منذ فترة طويلة تمتد إلى بداية تسعينات القرن الماضي بسبب التدخلات والأعمال الخاطئة التي قامت بها السلطة السابقة وما ترتب عن الحرب العراقية-الإيرانية واحتلال الكويت إضافةً إلى انعدام الإمكانيات الكافية في مرحلة ما بعد عام 2003 لإعادة الوضع إلى ما كان عليه"، بحسب تعبيره.
وأضاف الجنابي أن خصوصية البصرة تتمثل أيضاً في "أنها المرفأ العراقي الوحيد والمكان الذي تلتقي فيه أنهار العراق وروافده فضلا عن أنها من أثرى مدن البلاد وأغناها بالثروة النفطية."
المقال المنشور في السابع والعشرين من شباط تضمن حلولا مقترحة لمعالجة مشكلة مياه الشرب. وفي أجابته عن سؤال يتعلق بإحياء عذوبة شط العرب وتوفير المياه اللازمة لإرواء الأراضي الزراعية، قال خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة أن فداحة المشكلة تكمن في "أن المياه لم تعد صالحة للشرب ولم تعد صالحة للزراعة كذلك. ولهذا السبب، ماتت البساتين والأسماك وتراجعت قدرة السكان على الإنتاج الزراعي والحيواني تراجعاً كبيراً جداً مما أدى إلى هجرة مدن وقرى وتغيّر التركيبة السكانية"، على حد تعبيره.
وأعرب الجنابي عن اعتقاده بأن الحل الأمثل هو في إعادة العذوبة إلى مياه شط العرب مضيفاً أن هذا الأمر قد لا يمكن تحقيقه على المدى القصير. لكنه أشار إلى عددٍ من الحلول المقترحة التي ينبغي أن تُرصَد لها الإمكانيات اللازمة على المديين المتوسط والبعيد. كما أكد أهمية
التعاطي في ملف المياه مع دول الجوار المتشاطئة، إيران وتركيا وسوريا، إضافةً إلى تركيز الجهود على إعادة إحياء الأهوار العراقية.
وفي هذا الصدد، تحدث الجنابي في مقابلةٍ أجرتها إذاعة العراق الحر عبر الهاتف عن خطواتٍ حكومية عراقية بينها اجتماعات عُقدت خلال الفترة الماضية مع الجانب الإيراني.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما د. حسن الجنابي.
وأضاف الجنابي في مقاله المنشور في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية السبت تحت عنوان (البصرة: سنوات العطش) أن الثروة السمكية تراجعت في شط العرب فيما ارتفعت نسبة ملوحة المياه في قنواتِه "وارتفع المد الخليجي المالح إلى مناطق شمال البصرة، ولم يعد هناك مصدر لمياه الشرب في كافة أحياء ومدن وقرى البصرة، وأجبرت آلاف العوائل على النزوح وتغير الواقع السكاني والزراعي في أكثر مناطق العراق عراقة."
المقال أشار إلى سببين رئيسيين اثنين لتحطيم عذوبة المياه هما تجفيف الأهوار أي المسطحات المائية في جنوب العراق إضافةً إلى تحويل مجرى نهر الكارون الإيراني بعيداً عن مصبّه في شط العرب.
وفي حديثه عن خصوصية البصرة عن بقية المناطق العراقية من حيث كمية المياه الغزيرة في السابق مقارنةً بالوضع الحالي، قال الدكتور حسن الجنابي لإذاعة العراق الحر "إن آخر مدينة من الممكن أن تتعرض لمأساةٍ كتلك التي تعاني منها اليوم هي البصرة وذلك لأنها تطفو على بحيرات وأنهار..ولذلك أطلق عليها المستشرقون القدماء اسم (فينيسيا الشرق) بسبب قنواتها وأنهارها وكمية المياه العذبة الموجودة فيها. ولكنها، للأسف الشديد، تعطش منذ فترة طويلة تمتد إلى بداية تسعينات القرن الماضي بسبب التدخلات والأعمال الخاطئة التي قامت بها السلطة السابقة وما ترتب عن الحرب العراقية-الإيرانية واحتلال الكويت إضافةً إلى انعدام الإمكانيات الكافية في مرحلة ما بعد عام 2003 لإعادة الوضع إلى ما كان عليه"، بحسب تعبيره.
وأضاف الجنابي أن خصوصية البصرة تتمثل أيضاً في "أنها المرفأ العراقي الوحيد والمكان الذي تلتقي فيه أنهار العراق وروافده فضلا عن أنها من أثرى مدن البلاد وأغناها بالثروة النفطية."
المقال المنشور في السابع والعشرين من شباط تضمن حلولا مقترحة لمعالجة مشكلة مياه الشرب. وفي أجابته عن سؤال يتعلق بإحياء عذوبة شط العرب وتوفير المياه اللازمة لإرواء الأراضي الزراعية، قال خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة أن فداحة المشكلة تكمن في "أن المياه لم تعد صالحة للشرب ولم تعد صالحة للزراعة كذلك. ولهذا السبب، ماتت البساتين والأسماك وتراجعت قدرة السكان على الإنتاج الزراعي والحيواني تراجعاً كبيراً جداً مما أدى إلى هجرة مدن وقرى وتغيّر التركيبة السكانية"، على حد تعبيره.
وأعرب الجنابي عن اعتقاده بأن الحل الأمثل هو في إعادة العذوبة إلى مياه شط العرب مضيفاً أن هذا الأمر قد لا يمكن تحقيقه على المدى القصير. لكنه أشار إلى عددٍ من الحلول المقترحة التي ينبغي أن تُرصَد لها الإمكانيات اللازمة على المديين المتوسط والبعيد. كما أكد أهمية
التعاطي في ملف المياه مع دول الجوار المتشاطئة، إيران وتركيا وسوريا، إضافةً إلى تركيز الجهود على إعادة إحياء الأهوار العراقية.
وفي هذا الصدد، تحدث الجنابي في مقابلةٍ أجرتها إذاعة العراق الحر عبر الهاتف عن خطواتٍ حكومية عراقية بينها اجتماعات عُقدت خلال الفترة الماضية مع الجانب الإيراني.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما د. حسن الجنابي.