أخبار ثقافية
* نبدأ أخبارنا من شمال العراق، ومن مافظة دهوك بالتحديد حيث انطلقت فعاليات المهرجان الأول للأفلام القصيرة. وقالت مديرة دائرة السينما في دهوك فيان ماي في حديث لها على هامش المهرجان أن عشرة أفلام لمخرجين محليين تتنافس لإحراز لقب المهرجان، مضيفة أن فنانين من كافة المحافظات وإقليم كردستان العراق، وفنانين من دول أوروبية يشاركون في الفعالية. من جانبه قال المدير العام للسينما في إقليم كردستان ناصر حسن أن دائرته تخطط لبناء ثلاثة دور سينمائية كبيرة في محافظات أربيل، ودهوك، والسليمانية، لإيجاد بنية تحتية للسينما، مضيفا أن الدائرة تعمل على تأهيل الكوادر المحلية في مجال التقنية السينمائية وتوفير الأجهزة المتطورة لتأسيس مشروع للفن السينمائي في الإقليم، ومعروف أن السينما العراقية تعاني من الركود والتأخر على الرغم من فوز عدد من السينمائيين الشباب بجوائز عربية وعالمية.
* وننتقل إلى غرب العراق حيث افتتح أول مسرح متنقل لدمى الأطفال في مدينة الفلوجة، وقال مدير هذا المسرح ملاذ إسماعيل رميض أن فكرة إنشاء المسرح جاءت بسبب افتقار مدينة الفلوجة إلى مشاريع ترفيهية للأطفال. وأضاف أن المسرح يضم ثلاثة فنانين آخرين الى جانبه وهم: عاصم البكار، وعكاب حمدي، وعبد الحميد الجبوري، وتوقع أن تنطلق أولى العروض قريبا وفي أماكن عدة في محافظة الأنبار، وستركز على مواضيع مثل النظافة الشخصية، ومخاطر الأمراض الانتقالية والوبائية. وأشار رميض إلى أن قصص ومواضيع المسرحيات المقدمة، ستكون مستوحاة من الفولكلور الروسي، الذي يحمل خيالاً خصباً وشيقاً، حسب تعبيره. يذكر أن محافظة الأنبار لا تضم أي مسرح أو سينما أو حتى ناد ترفيهي حالياً، وكان فيها مسرحان في زمن الحكم السابق، إلا أنه تم إغلاق أحدهما، فيما فجر عناصر تنظيم القاعدة المسرح الثاني عام 2005.
* وفي عاصمة اقليم كردستان مدينة اربيل نظم المركز الثقافي الفرنسي أمسية لتقديم قراءة في كتاب [هل هذا هو الإنسان؟] الذي نشره مشروع علاء الدين لحوار الحضارات، ويتضمن شهادة أحد الناجين من المحرقة اليهودية أو ما عرف عالمياً بالـ "هولوكوست". تنظيم الأمسية جاء بمشاركة المؤرخ الفرنسي سيرغي كلارك، الذي قدم عرضاً للكتاب، وبتعاون بين وزارة الخارجية الفرنسية. ومشروع علاء الدين منظمة غير حكومية مركزها باريس يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، ومحاربة الرفض، ونزاعات الذاكرة من خلال نشر المعرفة. إلى ذلك رحبت الأوساط الثقافية والأكاديمية التي حضرت الأمسية، بمشروع علاء الدين لحوار الحضارات وقبول الآخر، وأكد رئيس منظمة التسامح العالمية حسين سنجاري حاجة منطقة الشرق الأوسط لمثل هذه الحوارات قائلا: "أنه بالنسبة للشرق الأوسط، ربما يصح القول أن العلاج الوحيد أو الأهم لمشاكلنا يتمثل في إشاعة روح التسامح، بمعنى قبول الآخر، ولو نظرنا إلى بلادنا نرى خلافات بين المذهب الواحد، ولهذا نحتاج إلى قبول الآخر".
محطات ثقافية:
(حدائق الوجوه) عنوان قد يحيلنا إلى دلالات ومعان متنوعة، وهو عنوان كتاب القاص العراقي المعروف محمد خضير، الذي صدر حديثا، والذي سعى فيه إلى تجاوز الأجناس النمطية للكتابة. الشاعر أحمد عبد السادة ممن قرؤوا هذا الكتاب، يرى فيه تجديدا واضحا، ويقول "يندرج هذا الكتاب ضمن ما اسميه الكتابة الحرة غير المجنسة، وهي كتابة تحاول أن تبعث الرؤى المختلفة لعدد من الكتاب العالميين المرموقين، ولهذا استثمر محمد خضير هذا الأدب الذي اسميه الأدب المنتج، باعتبار أن رؤاه تستولد رؤى الآخرين، بمعنى أن هذا الأدب يمكن أن يستدرج الكتّاب ومنهم محمد خضير من اجل إضفاء رؤى أخرى عليه". ما ذكره الشاعر أحمد عبد السادة يتسق مع العنوان الفرعي للكتاب وهو (أقنعة وحكايات). الكتاب يقع في 206 صفحات، وينقسم إلى فصول عنوان كل منها حديقة ما، مثل (حديقة الأعمار)، و(حديقة الصمت)، و(حديقة القرن)، و(حديقة العالم)، وكل منها يتناول رؤى وتصورات كاتب أو كتاب ما. فحديقة الصمت مثلا، تتماهى مع قناع الكاتب الهندي المعروف (طاغور)، وحديقة القرن مع قناع الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، وحديقة العالم مع قناع الكاتب الأرجنتيني لويس بورخس وهكذا. يقول الكاتب في فقرة من الكتاب وضعت على غلافه الخلفي: " كانت فكرة هذا الكتاب الأصلية قد أقنعتني بتأليف سيرة شخصية لبستاني استقرت صورته في ذهني منذ كنت طفلا. كان ذلك البستاني رهين حديقة واسعة الإرجاء، وجليس أنواع لا تحصى من الورود والأشجار، ونديم أجناس لا تهدأ من الطير والفراشات والديدان، ومرشد أصناف شتى من الناس". هذا البستاني الذي يلعب دور الكاتب يتجول في حدائق وعوالم أقنعة كتاب آخرين ليقرأ فيها ومن خلالها تساؤلات شتى عن العالم والإنسان والحقيقة والمعنى. يقول الشاعر أحمد عبد السادة: (ولهذا كان الكتاب عبارة عن مجموعة من الاستعارات لعوالم كتاب آخرين من اجل النطق باسمهم واضفاء رؤى جديدة على رؤاهم القديمة). في مقال له عن الكتاب على موقع (الناقد العراقي) يقول القاص والناقد لؤي حمزة عباس: "بعد أن أنجز محمد خضير قراءته لصورة مدينة البصرة، وتأمل خرائطها ووجوه أناسها، وتقلب أزماتها في كتابه (بصر ياثا) الذي اصدره عام 1993، يتوجه في (حدائق الوجوه) إلى مدن الأخيلة الفسيحة وعوالم الحكايات عبر حدائق كتابها، حيث تكون الحديقة قلب العالم وجوهرة الذي ينكشف عبر الحكاية والقناع. الكاتب الذي اختبر قدرة النوع القصصي داخل القصة القصيرة وخارجها، يسعى في كتابه الجديد للانفلات من اسر النوع وقوة حضوره، والكاتب الذي طالما وقف على مسافة من كتابته منفصلا عنها، يعمل في (حدائق الوجوه) على أن يكون جزءا منها، يتملى صورته في مراياها".
مبدعون عراقيون
بلند الحيدري شاعر عراقي معروف، رحل عن هذا العالم عام 1996، وهو من جيل الرواد المؤسسين للقصيدة الحديثة المعاصرين لشعراء مثل بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة. الناقد جاسم محمد جسام يعتقد أن بلند الحيدري لم يعط الاهتمام المناسب في النقد ضمن المنجز الأدبي العراقي، ويضيف: (الشاعر بلند الحيدري شاعر ظلم من قبل النقد كثيرا، ولنتحدث بصراحة، كان بلند الحيدري من جيل الأوائل الذين مارسوا الكتابة الحديثة، وأقصد بالكتابة الحديثة ما اصطلح عليه بالشعر الحديث). ولد بلند الحيدري في بغداد في السادس والعشرين من شهر أيلول عام 1926، وهو كردي الأصل، واسمه يعني بالعربية (شامخ). والده كان ضابطا في الجيش العراقي. في بداية حياته تنقل بلند بين المدن الكردية مثل السليمانية واربيل بحكم عمل والده، وظهرت نوازع التمرد عند الشاعر على بيئته الاجتماعية المحيطة مع نضجه، إذ هجر عائلته وعاش بطريقة متمردة وقام بأعمال مختلفة مثل كتابة العرائض. كتاباته الشعرية كانت مواكبة للأحداث المحيطة به، واتسمت بنزعة واقعية كما يرى الناقد جاسم محمد جسام الذي يقول: (بلند الحيدري يمثل المدرسة الواقعية في الشعر، وكان له أسلوب خاص يتمثل في تعبيره عن ثيمات واقعية ومارسه بحرفية عالية). بالرغم من حياة التشرد التي عاشها كان بلند حريصا على تثقيف نفسه، إذ كان يذهب إلى المكتبة العامة على مدى أعوام ويبقى فيها حتى ساعة متأخرة من الليل، وصادق حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء فيها بعد إقفالها. مؤلفاته التي ابتدأت مع ديوانه (خفقة الطين) عام 1946، استمرت مع صدور ديوانه (أغاني المدينة الميتة) عام 1951، وديوان (جئتم مع الفجر) عام 1961، و(خطوات في الغربة) عام 1965 والذي أصدره في بيروت، التي نشر منها كتبه الأخيرة وصولا إلى كتابه (زمن لكل الأزمنة) عام 1981, وتنقل بلند في غربته بين مدن عربية وعالمية كثيرة، حتى وفاته عام 1996 في مستشفى بمدينة نيويورك. جدير بالذكر أن الهيئة المشرفة على مهرجان المربد المقبل، قررت إطلاق اسم بلند الحيدري على دورة المهرجان المقبلة المقرر إقامتها في مدينة البصرة في شهر آذار المقبل.
تفاصيل الحلقة في الملف الصوتي.
* نبدأ أخبارنا من شمال العراق، ومن مافظة دهوك بالتحديد حيث انطلقت فعاليات المهرجان الأول للأفلام القصيرة. وقالت مديرة دائرة السينما في دهوك فيان ماي في حديث لها على هامش المهرجان أن عشرة أفلام لمخرجين محليين تتنافس لإحراز لقب المهرجان، مضيفة أن فنانين من كافة المحافظات وإقليم كردستان العراق، وفنانين من دول أوروبية يشاركون في الفعالية. من جانبه قال المدير العام للسينما في إقليم كردستان ناصر حسن أن دائرته تخطط لبناء ثلاثة دور سينمائية كبيرة في محافظات أربيل، ودهوك، والسليمانية، لإيجاد بنية تحتية للسينما، مضيفا أن الدائرة تعمل على تأهيل الكوادر المحلية في مجال التقنية السينمائية وتوفير الأجهزة المتطورة لتأسيس مشروع للفن السينمائي في الإقليم، ومعروف أن السينما العراقية تعاني من الركود والتأخر على الرغم من فوز عدد من السينمائيين الشباب بجوائز عربية وعالمية.
* وننتقل إلى غرب العراق حيث افتتح أول مسرح متنقل لدمى الأطفال في مدينة الفلوجة، وقال مدير هذا المسرح ملاذ إسماعيل رميض أن فكرة إنشاء المسرح جاءت بسبب افتقار مدينة الفلوجة إلى مشاريع ترفيهية للأطفال. وأضاف أن المسرح يضم ثلاثة فنانين آخرين الى جانبه وهم: عاصم البكار، وعكاب حمدي، وعبد الحميد الجبوري، وتوقع أن تنطلق أولى العروض قريبا وفي أماكن عدة في محافظة الأنبار، وستركز على مواضيع مثل النظافة الشخصية، ومخاطر الأمراض الانتقالية والوبائية. وأشار رميض إلى أن قصص ومواضيع المسرحيات المقدمة، ستكون مستوحاة من الفولكلور الروسي، الذي يحمل خيالاً خصباً وشيقاً، حسب تعبيره. يذكر أن محافظة الأنبار لا تضم أي مسرح أو سينما أو حتى ناد ترفيهي حالياً، وكان فيها مسرحان في زمن الحكم السابق، إلا أنه تم إغلاق أحدهما، فيما فجر عناصر تنظيم القاعدة المسرح الثاني عام 2005.
* وفي عاصمة اقليم كردستان مدينة اربيل نظم المركز الثقافي الفرنسي أمسية لتقديم قراءة في كتاب [هل هذا هو الإنسان؟] الذي نشره مشروع علاء الدين لحوار الحضارات، ويتضمن شهادة أحد الناجين من المحرقة اليهودية أو ما عرف عالمياً بالـ "هولوكوست". تنظيم الأمسية جاء بمشاركة المؤرخ الفرنسي سيرغي كلارك، الذي قدم عرضاً للكتاب، وبتعاون بين وزارة الخارجية الفرنسية. ومشروع علاء الدين منظمة غير حكومية مركزها باريس يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات، ومحاربة الرفض، ونزاعات الذاكرة من خلال نشر المعرفة. إلى ذلك رحبت الأوساط الثقافية والأكاديمية التي حضرت الأمسية، بمشروع علاء الدين لحوار الحضارات وقبول الآخر، وأكد رئيس منظمة التسامح العالمية حسين سنجاري حاجة منطقة الشرق الأوسط لمثل هذه الحوارات قائلا: "أنه بالنسبة للشرق الأوسط، ربما يصح القول أن العلاج الوحيد أو الأهم لمشاكلنا يتمثل في إشاعة روح التسامح، بمعنى قبول الآخر، ولو نظرنا إلى بلادنا نرى خلافات بين المذهب الواحد، ولهذا نحتاج إلى قبول الآخر".
محطات ثقافية:
(حدائق الوجوه) عنوان قد يحيلنا إلى دلالات ومعان متنوعة، وهو عنوان كتاب القاص العراقي المعروف محمد خضير، الذي صدر حديثا، والذي سعى فيه إلى تجاوز الأجناس النمطية للكتابة. الشاعر أحمد عبد السادة ممن قرؤوا هذا الكتاب، يرى فيه تجديدا واضحا، ويقول "يندرج هذا الكتاب ضمن ما اسميه الكتابة الحرة غير المجنسة، وهي كتابة تحاول أن تبعث الرؤى المختلفة لعدد من الكتاب العالميين المرموقين، ولهذا استثمر محمد خضير هذا الأدب الذي اسميه الأدب المنتج، باعتبار أن رؤاه تستولد رؤى الآخرين، بمعنى أن هذا الأدب يمكن أن يستدرج الكتّاب ومنهم محمد خضير من اجل إضفاء رؤى أخرى عليه". ما ذكره الشاعر أحمد عبد السادة يتسق مع العنوان الفرعي للكتاب وهو (أقنعة وحكايات). الكتاب يقع في 206 صفحات، وينقسم إلى فصول عنوان كل منها حديقة ما، مثل (حديقة الأعمار)، و(حديقة الصمت)، و(حديقة القرن)، و(حديقة العالم)، وكل منها يتناول رؤى وتصورات كاتب أو كتاب ما. فحديقة الصمت مثلا، تتماهى مع قناع الكاتب الهندي المعروف (طاغور)، وحديقة القرن مع قناع الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، وحديقة العالم مع قناع الكاتب الأرجنتيني لويس بورخس وهكذا. يقول الكاتب في فقرة من الكتاب وضعت على غلافه الخلفي: " كانت فكرة هذا الكتاب الأصلية قد أقنعتني بتأليف سيرة شخصية لبستاني استقرت صورته في ذهني منذ كنت طفلا. كان ذلك البستاني رهين حديقة واسعة الإرجاء، وجليس أنواع لا تحصى من الورود والأشجار، ونديم أجناس لا تهدأ من الطير والفراشات والديدان، ومرشد أصناف شتى من الناس". هذا البستاني الذي يلعب دور الكاتب يتجول في حدائق وعوالم أقنعة كتاب آخرين ليقرأ فيها ومن خلالها تساؤلات شتى عن العالم والإنسان والحقيقة والمعنى. يقول الشاعر أحمد عبد السادة: (ولهذا كان الكتاب عبارة عن مجموعة من الاستعارات لعوالم كتاب آخرين من اجل النطق باسمهم واضفاء رؤى جديدة على رؤاهم القديمة). في مقال له عن الكتاب على موقع (الناقد العراقي) يقول القاص والناقد لؤي حمزة عباس: "بعد أن أنجز محمد خضير قراءته لصورة مدينة البصرة، وتأمل خرائطها ووجوه أناسها، وتقلب أزماتها في كتابه (بصر ياثا) الذي اصدره عام 1993، يتوجه في (حدائق الوجوه) إلى مدن الأخيلة الفسيحة وعوالم الحكايات عبر حدائق كتابها، حيث تكون الحديقة قلب العالم وجوهرة الذي ينكشف عبر الحكاية والقناع. الكاتب الذي اختبر قدرة النوع القصصي داخل القصة القصيرة وخارجها، يسعى في كتابه الجديد للانفلات من اسر النوع وقوة حضوره، والكاتب الذي طالما وقف على مسافة من كتابته منفصلا عنها، يعمل في (حدائق الوجوه) على أن يكون جزءا منها، يتملى صورته في مراياها".
مبدعون عراقيون
بلند الحيدري شاعر عراقي معروف، رحل عن هذا العالم عام 1996، وهو من جيل الرواد المؤسسين للقصيدة الحديثة المعاصرين لشعراء مثل بدر شاكر السياب، وعبد الوهاب البياتي، ونازك الملائكة. الناقد جاسم محمد جسام يعتقد أن بلند الحيدري لم يعط الاهتمام المناسب في النقد ضمن المنجز الأدبي العراقي، ويضيف: (الشاعر بلند الحيدري شاعر ظلم من قبل النقد كثيرا، ولنتحدث بصراحة، كان بلند الحيدري من جيل الأوائل الذين مارسوا الكتابة الحديثة، وأقصد بالكتابة الحديثة ما اصطلح عليه بالشعر الحديث). ولد بلند الحيدري في بغداد في السادس والعشرين من شهر أيلول عام 1926، وهو كردي الأصل، واسمه يعني بالعربية (شامخ). والده كان ضابطا في الجيش العراقي. في بداية حياته تنقل بلند بين المدن الكردية مثل السليمانية واربيل بحكم عمل والده، وظهرت نوازع التمرد عند الشاعر على بيئته الاجتماعية المحيطة مع نضجه، إذ هجر عائلته وعاش بطريقة متمردة وقام بأعمال مختلفة مثل كتابة العرائض. كتاباته الشعرية كانت مواكبة للأحداث المحيطة به، واتسمت بنزعة واقعية كما يرى الناقد جاسم محمد جسام الذي يقول: (بلند الحيدري يمثل المدرسة الواقعية في الشعر، وكان له أسلوب خاص يتمثل في تعبيره عن ثيمات واقعية ومارسه بحرفية عالية). بالرغم من حياة التشرد التي عاشها كان بلند حريصا على تثقيف نفسه، إذ كان يذهب إلى المكتبة العامة على مدى أعوام ويبقى فيها حتى ساعة متأخرة من الليل، وصادق حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء فيها بعد إقفالها. مؤلفاته التي ابتدأت مع ديوانه (خفقة الطين) عام 1946، استمرت مع صدور ديوانه (أغاني المدينة الميتة) عام 1951، وديوان (جئتم مع الفجر) عام 1961، و(خطوات في الغربة) عام 1965 والذي أصدره في بيروت، التي نشر منها كتبه الأخيرة وصولا إلى كتابه (زمن لكل الأزمنة) عام 1981, وتنقل بلند في غربته بين مدن عربية وعالمية كثيرة، حتى وفاته عام 1996 في مستشفى بمدينة نيويورك. جدير بالذكر أن الهيئة المشرفة على مهرجان المربد المقبل، قررت إطلاق اسم بلند الحيدري على دورة المهرجان المقبلة المقرر إقامتها في مدينة البصرة في شهر آذار المقبل.
تفاصيل الحلقة في الملف الصوتي.