تتجدد ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) واربعينيته سنويا لتؤكد قوة الموقف ومتانة النموذج الذي ترسخ في أذهان الملايين من المسلمين الذين يعبرون بإشكال مختلفة عن وفائهم لموقف الحسين وثورته ، لكن البعض ياخذ على ممارسات وإشكال من التطرف والمبالغة في إيذاء النفس وإذلالها بانها لا تعبر عن التقدير الحقيقي للثورة الحسينية وجوهر أهدافها.
ومع هذه المؤاخذات فأن واقع الحال يشير الى تعاظم أعداد الجماهير الحريصة على إحياء مراسيم وطقوس الاحتفالات العاشورية الحسينية بالرغم من صعوبة الظروف المرافقة لها او ما يتعرض له مئات الآلاف من الذين يتجهون شطر مراقد الأئمة لأداء الزيارات من ترهيب وتهديد للجموع بالعنف والقتل.
يروي بعض المؤرخين إن شعائر عاشوراء واربعينية الامام الحسين منعت في بعض الحواضر إبان حكم المماليك في العراق، لكنها استؤنفت فيما بعد خلال الحكم العثماني عندما وقعت الأستانة وثيقة سلام مع الإيرانيين في الربع الأول من القرن التاسع عشر. كما جرت مساع أخرى للسيطرة عليها في فترات أخرى من تاريخ العراق الحديث والمعاصر.
ويعد الباحث في التاريخ د. رشيد الخيون الدافع السياسي من أهم العوامل التي كانت تحدو بالسلطات في مراحل مختلفة من تاريخ العراق إلى اتخاذ إجراءات لتقييد تلك الممارسات ومنع تحولها إلى أداة ضغط سياسية، لكونها تشكل – كما يرى الخيون - مناسبة للتعبير عن الاعتراض أو الرفض أو الاحتجاج، أو حافزا للانتفاضات العشائرية والمناطقية.
وينبه رشيد الخيون في إحدى مقالاته الى الحاجة لتشذيب بعض الممارسات والطقوس المرافقة للاحتفالات الحسينية مشيرا الى ان العلماء المصلحين تلمسوا الحاجة إلى إصلاح العزاء الحسيني، قبل أكثر من مائة عام، وإخوان الصفا قبل أكثر من ألف عام ،ويقول أن ابا الحسن الأصفهاني (ت 1946) الذي حرم الاستماع الى خطيب تلاعب بعقول النَّاس عبر مأساة الحسين، ماذا عساه يفعل لو كان حياً اليوم بخطباء يستنزفون العقول من على شاشات الفضائيات، أحدهم يتلاعب بعواطف المحتشدين، بالشعر والرواية ، يُتبعها بالصلوات وهو يدس خرافته من على المنبر: أن خمس خشبات، من سفينة نُوح، كُتبت عليها أسماء أهل الكساء، ولما غُرز المسمار في خشبة الحسين نَفطَ منها الدم ! أما الآخر فنسمع منه عبر الشاشة العجائب والغرائب، مثل حديث الأحجار المؤمنة والكافرة!
ومهما اختلفت الاراء والقراءات لأشكال التعبير والاحتفاء بذكرى الإمام الحسين واستشهاده فان قيمة الثورة وانتصارها للمظلومين هو ما يدفع الملايين لإحيائها باشكال وممارسات وأساليب قد تختلف الآراء بها وتحتاج الى توجيه لتصب في جوهر قيمة الذكرى وإنسانيتها وديمومتها. أرحب بضيف برنامج حوارات الباحث الدكتور رشيد الخيون وادعوكم سيداتي سادتي لسماع هذه الحلقة في الملف الصوتي المرفق.
ومع هذه المؤاخذات فأن واقع الحال يشير الى تعاظم أعداد الجماهير الحريصة على إحياء مراسيم وطقوس الاحتفالات العاشورية الحسينية بالرغم من صعوبة الظروف المرافقة لها او ما يتعرض له مئات الآلاف من الذين يتجهون شطر مراقد الأئمة لأداء الزيارات من ترهيب وتهديد للجموع بالعنف والقتل.
يروي بعض المؤرخين إن شعائر عاشوراء واربعينية الامام الحسين منعت في بعض الحواضر إبان حكم المماليك في العراق، لكنها استؤنفت فيما بعد خلال الحكم العثماني عندما وقعت الأستانة وثيقة سلام مع الإيرانيين في الربع الأول من القرن التاسع عشر. كما جرت مساع أخرى للسيطرة عليها في فترات أخرى من تاريخ العراق الحديث والمعاصر.
ويعد الباحث في التاريخ د. رشيد الخيون الدافع السياسي من أهم العوامل التي كانت تحدو بالسلطات في مراحل مختلفة من تاريخ العراق إلى اتخاذ إجراءات لتقييد تلك الممارسات ومنع تحولها إلى أداة ضغط سياسية، لكونها تشكل – كما يرى الخيون - مناسبة للتعبير عن الاعتراض أو الرفض أو الاحتجاج، أو حافزا للانتفاضات العشائرية والمناطقية.
وينبه رشيد الخيون في إحدى مقالاته الى الحاجة لتشذيب بعض الممارسات والطقوس المرافقة للاحتفالات الحسينية مشيرا الى ان العلماء المصلحين تلمسوا الحاجة إلى إصلاح العزاء الحسيني، قبل أكثر من مائة عام، وإخوان الصفا قبل أكثر من ألف عام ،ويقول أن ابا الحسن الأصفهاني (ت 1946) الذي حرم الاستماع الى خطيب تلاعب بعقول النَّاس عبر مأساة الحسين، ماذا عساه يفعل لو كان حياً اليوم بخطباء يستنزفون العقول من على شاشات الفضائيات، أحدهم يتلاعب بعواطف المحتشدين، بالشعر والرواية ، يُتبعها بالصلوات وهو يدس خرافته من على المنبر: أن خمس خشبات، من سفينة نُوح، كُتبت عليها أسماء أهل الكساء، ولما غُرز المسمار في خشبة الحسين نَفطَ منها الدم ! أما الآخر فنسمع منه عبر الشاشة العجائب والغرائب، مثل حديث الأحجار المؤمنة والكافرة!
ومهما اختلفت الاراء والقراءات لأشكال التعبير والاحتفاء بذكرى الإمام الحسين واستشهاده فان قيمة الثورة وانتصارها للمظلومين هو ما يدفع الملايين لإحيائها باشكال وممارسات وأساليب قد تختلف الآراء بها وتحتاج الى توجيه لتصب في جوهر قيمة الذكرى وإنسانيتها وديمومتها. أرحب بضيف برنامج حوارات الباحث الدكتور رشيد الخيون وادعوكم سيداتي سادتي لسماع هذه الحلقة في الملف الصوتي المرفق.