بالرغم من ان أعمال التهديم طالت جزءا كبيرا من نصب اللقاء في منطقة المنصور ببغداد الا ان اية جهة لم تعترف بعد بانها صاحبة قرار الإزالة لهذ ا العمل الفني الذي اقيم قبل حوالي عشر سنوات، وقرأه البعض بانه ينطوي على دلالات تمجد العهد الماضي وقيادته ،في هذا الوقت اوعز رئيس الوزراء بإيقاف اعمال الهدم الخميس لعدم وجود قرار بإزالة أي اثر فني في بغداد والمحافظات، تم بناؤه في حقبة النظام السابق، ولا يمت بصلة إلى البعث المنحل او يرمز إلى افكاره وسياساته بحسب ما ورد عن المالكي في موقع المركز الوطني للاعلام.
ويمثل مجلس محافظة بغداد في لجنة خاصة باختيار النصب والتماثيل التي ينبغي ازالتها او تغيير مواقعها في العاصمة بغداد.
نائب رئيس المجلس رياض العضاض وفي حديث لاذاعة العراق الحر ابدى اعتراضه على ازالة نصب اللقاء وتساءل عن جدوى ازالة نصب فنية في وقت تشكو فيه بغداد من تراكم النفايات وتلكؤ أعمال أزالتها.
ولعل الفنان طبيب التجميل د علاء بشير اكثر الموجوعين من مشهد تهديم النصب الذي كان اصلا قدمه في معرض شخصي له بداية التسعينات واعتبره بعد ان نفذ على هيئة نصب أجمل هدية قدمها لبلده العراق.
ويعرف المتابعون لأعمال الفنان علاء بشير ان له تجارب نحتية إضافة الى أسلوبه التشكيلي الذي عكسته مئات اللوحات التي رسمها خلال أربعة عقود.
يتكون نصب اللقاء من كتلتين قائمتين متقابلتين تلتقيان في الجزء الاعلى لتمتزجا في حركة متموجة توحي بالعناق والالتحام في اشارة الى التقاء رجل وامرأة، وقد نفذ بحجم كبير ومن مادة الحجر قبل عشر سنوات بجهود هندسية ومعمارية عراقية، وتابع تنفيذه الفنان علاء بشير الذي يشرح الدوافع التي دلته لفكرة النصب كموقف بالضد من نوازع الكراهية والحقد التي صبغت مراحل من تاريخ العراقيين.
رئيس مؤسسة الذاكرة العراقية مصطفى الكاظمي دعا في تصريح لإذاعة العراق الحر الى الإبقاء على هذه النُصب لأنها تُشكل توثيقا وتذكارا لنظام دكتاتوري حكم العراق للأجيال القادمة على حدّ قوله.
مدير العلاقات والإعلام في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة نفى علمه بقيام كوادر الامانة بإزالة هذا النصب لكنه لم يستبعد هذا الاجراء اذا ما صدر توجيه او قرار من قبل الجهات العليا في الحكومة.
نصب اللقاء مازال قائما عند التقاء طريق المرور السريع الدولي بشارع المنصور في بغداد ن لكن اضرار بالغة طالت اجزاءه السفلى جراء اعمال الهدم التي اوقفها أمر رئيس الحكومة نوري المالكي، ومن المتوقع ان يثار لاحقا تساؤل عن مصير النصب بعد هذه الاضرار .
وكانت امانة بغداد قد رفعت وأزالت عددا من النُصب والتماثيل التي ترمز الى حقبة النظام السابق من ساحات وشوارع المدينة منها نصب "المسيرة" في ساحة المتحف، ونُصب "المقاتل العراقي" في الباب المعظم ونُصب "الاسرى الشهداء" في ساحة المستنصرية، ولم يتم التاكد فيما اذا كانت اعمال الهدم قد بدات بازالة "قوسي النصر" في ساحة الاحتفالات الذي يتكون كل منهما من سيفين ضخمين يشكلان قوسا تحيط بهما قبضتان يُشاع انهما نموذجان لقبضتي صدام حسين.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.