أخبار ثقافية:
أقيم في فندق المنصور ميليا ببغداد حفل خاص تم خلاله توزيع جوائز مسابقة وزارة الثقافة للإبداع لعام 2009، في مجالات الشعر والقصة والرواية، والسينما والمسرح والترجمة. وكانت جائزة السينما من نصيب الفنانين حسن قاسم، وبدر رخيّص، أما جائزة المسرح فمنحت الى محمد علي الخفاجي، وعقيل مهدي، ومثال غازي، وعواطف نعيم، وحسين علي هارف، وفاز بجائزة الترجمة يوسف اسكندر، وعصام العسل، ورحمن مردان، فيما فاز نزار عبد الستار، ولؤي حمزة عباس، وسلمان العزاوي، بجائزة القصة القصيرة، وجائزة الرواية فاز بها نصيّف فلك، وغني عبد الأمير، في حين فاز الشعراء الفريد سمعان، ومحمود محمد سلمان، وعمر السراي، وكامل الدوري، بالجائزة المُخصصة للشعر.ظاهرة المسابقات الادبية والجوائز كثيرا ما تثير الجدل في الوسط الثقافي، بين مشجع لها ومثمن لدورها، وبين منتقد لها كونها تخضع لاعتبارات كثيرة، غير القيمة الإبداعية الحقيقية. وقد افردت المجلة محورا خاصا حول هذا الموضوع ضمن زاوية [محطات ثقافية].
أعلن في الحلة عن سعي مسؤولي المحافظة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لكي تتم إعادة إدراج آثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي، وذلك بعد أن تجري (اليونسكو) عمليات الترميم والصيانة اللازمة. وقال محافظ بابل سلمان ناصر الزركاني في تصريح صحفي، إن منظمة اليونسكو ستقيِّم الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية ببابل، وستقوم بدراسات تحليل التربة لإنقاذ تلك المواقع، من اجل إعادة إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي. يذكر ان السلطات العراقية اجرت في عام 1988 بعض أعمال الصيانة لآثار بابل، لكن منظمة اليونسكو اكدت ان تلك الترميمات لا تتطابق والمعايير الدولية، لأنه تم استخدام مواد مختلفة عن تلك التي استعملها البابليون، وبينها قطع آلاجر التي تحمل عبارة "من نبوخذ نصر إلى صدام حسين بابل تنهض من جديد". وعلى ضوء ذلك أوصت (اليونسكو) بعدم إدراج مدينة بابل الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي.
احتفلت الجامعة الاميركية في السليمانية بتخرج الدفعة الأولى من طلابها الحاصلين على شهادة الماجستير في حقل الادارة والاعمال. وحضر الحفل رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح، والسفير الأميركي كريستوفر هيل. وأعلن السفير هيل تبرع حكومته بمبلغ مليون دولار لتطوير الجامعة، ولتأمين زمالات دراسية لعشرين طالباً عراقياً. وأكد رئيس حكومة الاقليم برهم صالح، في حديث على هامش حفل التخرج، إن "الجامعة الأميركية ليست لأهالي السليمانية فقط، وإنما هي لكل العراقيين ومن جميع المحافظات"، داعياً الى "افتتاح فروع للجامعة الأميركية في جميع محافظات العراق لخلق جيل جديد يؤمن بالحرية والمساواة". يذكر أن الجامعة الأميركية في السليمانية تأسست عام 2007، ويتم التدريس فيها باللغة الإنكليزية فقط والدراسة فيها ليست مجانية.
محطات ثقافية:
ظاهرة الجوائز والمسابقات الأدبية أثارت وتثير جدلا واسعا في الوسط الثقافي العراقي. فالمتحمسون لها يقولون انها تساهم في تنشيط الحركة الإبداعية وتطويرها، أما منتقدوها فلهم مآخذ على الطريقة التي تتم بها هذه المسابقات التي يرون انها تفتقر الى معايير التقييم السليمة. مسالة التقييم الإبداعي من أهم الأمور، وأكثرها إثارة للجدل في الوسط الثقافي، لاسيما وان الإبداعات المختلفة في مجال الأدب والفن تفتقر إلى معايير واضحة وقاطعة كتلك التي تمتاز بها مجالات الابداع العلمي مثلا، ما يجعل من تقييم أمور الإبداع أكثر حرجا وحساسية. الشاعر حبيب النورس من المبدعين الشباب وله رأي في هذا الموضوع، اذ يعتقد ان المسابقات الابداعية ظاهرة ذات حدين، فمن جهة تساهم في تنشيط الحركة الابداعية وتطويرها، لكن الفائزين بجوائزها لا يمثلون ـ عادة ـ خيرة مبدعي العراق فعلا، وان الكثير من المبدعين الحقيقيين يعزفون عن المشاركة فيها لاعتقادهم انها محسومة لاسماء معينة مسبقاً. ويرى النورس "ان هذا الكلام ليس صحيحا دائما، ولكن فيه الكثير من الصحة".
من أكثر نقاط النقد شيوعا لظاهرة المسابقات الإبداعية في شكلها الحالي، هي تأثرها بالعلاقات الشخصية بشكل أو آخر، واختيار لجان نقدية يرقى الشك الى مستواها الفني، وقد لا تكون بالقدرة الكافية على تمييز الإبداعات المهمة.
مثقفون ومبدعون عراقيون يدعون الى تأسيس تقاليد لجوائز إبداعية، والى عدم الاقتصار على اقامة المسابقات، والفرق بين الحالتين كما يرى هؤلاء هو أن الجائزة الإبداعية يجب ان تمنح دون وجود مسابقة يتوجب على المبدع المشاركة فيها. لأن المبدعين الأكثر اعتدادا بانجازاتهم وتأريخهم، يشعرون بالحرج من الاشتراك في مثل هذه المسابقات، ما يفسح مجال المشاركة امام المبتدئين. كما يرى هؤلاء ان الجائزة يجب ان تمنح للمبدع دون علمه، وأن تكون ذات قيمة مالية عالية، والمهم جدا اختيار لجان نقدية من أرفع مستوى ممكن، لكي لا يرقى الشك الى أهليتها، علما بأن في العراق عدد من النقاد الكبار، الذين أثبتت انجازاتهم على مدى العقود الماضية أنهم نخبة في هذا المضمار, وواحدة من النقاط التي يستغربها منتقدو المسابقات في شكلها الحالي، هو عدم دعوة هذه الاسماء بالتحديد لأجراء التقييم اللازم للاعمال الابداعية.
سليم البصري، أو حجي راضي، كما عرفه الجمهور العراقي من خلال أعماله التلفزيونية الساخرة، أسم اثار ولا يزال يثير الكثير من الإعجاب، ليس بين ابناء الجيل الأقدم في العراق، بل وحتى بين الأجيال الأحدث سنا، لاسيما عندما تتم المقارنة بين مستوى وأسلوب تقديمه للكوميديا في الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية اللاحقة، التي يعتقد البعض أنها إعتمدت على التهريج والإضحاك المبتذل، بل وأحيانا السخرية من الإنسان العراقي ولا سيما ابن الجنوب. أعمال سليم البصري الدرامية، ولاسيما [ تحت موس الحلاق]، تنطوي على قيمة إبداعية رفيعة، رغم بساطة الوسائل وقلة الإمكانيات، التي كانت متوفرة حينذاك، والمتمعن فيها يرى في طياتها رصدا ذكيا لسمات مميزة للشخصية العراقية والبغدادية تحديدا، فضلا عن العفوية المميزة لأداء ممثليها.
هلال شاب عراقي، وهو احد محبي اعمال الفنان سليم البصري يقول: "ان أهم ما يميز الفنان سليم البصري هو التلقائية والعفوية في ألاداء التي تجعل المشاهد يشعر بانه لا يمثل فعلا. ويرى ان أعماله صورت الانسان العراقي على حقيقته، على خلاف الكثير من العروض المسرحية والتلفزيونية، التي نشطت خلال التسعينات ولا تزال، والتي يسميها هلال عروضا مبتذلة، لانها لاتحمل فكرة أو مضمونا حقيقيا، بل تستهزىء بإلانسان ابن الجنوب العراقي، بينما الفنان سليم البصري مثل الشخصية البغدادية المحبة والمتعاطفة مع إلانسان البسيط من أماكن العراق المختلفة".
الفنان سليم البصري من مواليد البصرة عام 1926، والتحق بقسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم عام 1950 وتخرج منها عام 1954. انضم الى أول فرقة أهلية للتمثيل عام 1942 وكان مقرها قرب ساحة الأمين [الرصافي حالياً]. قدمت الفرقة عدة أعمال مسرحية كان أهمها (الصحراء) ليوسف وهبي، ومثل البصري دور احد الشيوخ الثائرين وتم عرضها في سينما علاء الدين آنذاك.
ومن اشهر ادوار الفنان سليم البصري دور حجي راضي في مسلسل (تحت موس الحلاق) اخراج عما نوئيل رسام، كما شارك بادوار في افلام عراقية منها فلم (أوراق الخريف) نهاية عام 1963، وفلم (فائق يتزوج) عام 1984، وفلم (العربة والحصان) إخراج الفنان السوري محمد منير فنري.
آخر سني حياته ابتعد الفنان سليم البصري عن الأضواء ووافته المنية في الثامن من آيار عام 1997