وأكدت رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حمدية الحسيني خلال ورشة عمل ضمت عددا من الشخصيات الإعلامية والصحفية وممثلي عدد من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف المحلية ان المفوضية تعاني من نقص واضح في إمكانياتها الفنية والمهنية في تحفيز الناخبين وحثهم على التوجه نحو صناديق الاقتراع، وتلك المهمة يمكن ان تتحقق بنسب نجاح مرضية فيما لو توصلنا الى اتفاقية تعاون مشترك مع وسائل الإعلام المختلفة.
وأوضحت الحسيني ان "أهل الصحافة والإعلام هم الجهة الأقرب إلى هموم الناس ومتاعبهم ومعاناتهم وخصوصا المؤسسات الحيادية والشخصيات المستقلة والوسيلة الأكثر تأثيرا في استمالة قرارات الناس والتحكم بقناعاتهم"، مضيفة ان المرحلة القادمة ستشهد تطبيق حملة توعية جماهيرية يلعب فيها الإعلام دور البطولة بعد ان نزوده بكافة الشروحات والتفصيلات عن قواعد السلوك الانتخابي وقانون الانتخابات وغيرها من قواعد المعلومات والبيانات التي تقدم المعرفة والدراية للناخب وتحفزه وتحثه نحو المشاركة في ممارسة دوره في تحديد مسار الديمقراطية في العراق".
من جهته رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد إسماعيل زاير رحب بفكرة الاعتماد على القدرات الذهنية والفكرية للصحافة والإعلام وخصوصا الجهات والشخصيات التي تمتلك حضورا شعبيا واسعا ومقبولا لدى معظم ألوان الطيف السياسي والاجتماعي.
ولفت زاير إلى فكرة التواصل مع وسائل الإعلام "جاءت متزامنة مع تصاعد وتيرة التلويح الجماهيري بمقاطعة الانتخابات المرتقبة، اذ بلغت نسبة عدم الراغبين في التصويت نحو 40% من مجموع الناخبين وذلك رقم يثر القلق والمخاوف من تهديدات مضافة الى مسار الاستحقاق الانتخابي الذي غدا موعده على الأبواب". زاير استدرك مطالبا مفوضية الانتخابات بضمانات عدم مصادرة حرية الرأي والتعبير وتعريض العملية الانتخابية الى قصص الخروقات والانتهاكات، كما طالبها بان لا تكون طرفا في تزوير ارادة الشعب، وذلك بحسب زاير يحتاج الى طروحات موضوعية ومنطقية تجعل من مهمة الصحافة التي ستتولى حث الناخبين على المشاركة وقصد مراكز الاقتراع أكثر يسرا وسهولة.
فيما طالب ممثل قناة صلاح الدين الفضائية محمود العزاوي بمزيد من الضمانات والتسهيلات التي توفر حرية الحركة والوصول إلى اكبر عدد من الناخبين عن طريق تنسيق المفوضية المستقلة للانتخابات مع الجهات الأمنية وإصدار هويات تعريفية معتمدة للجهات الإعلامية التي تنفذ برنامج التوعية والتثقيف الانتخابي المقترح.
من جهته لم يبد ممثل جريدة الصباح عمر عبد اللطيف تفاؤله في ان تتمكن مفوضية الانتخابات من تغيير قناعات كثير من الجماهير المترددة والذين يفصلهم عن صناديق الاقتراع جبل من مشاعر اليأس والإحباط الذي لا تستطيع تلك الحملة التثقيفية إزاحته موضحا أن "المواطن يشعر بعدم جدوى مشاركته في هذه الانتخابات، بعد أن قطع الأمل من أن تتمكن صناديق الاقتراع من إحداث تغيير وتأتي بشخصيات سياسية لا تتكرر معها نفس مأساة الأمس القريب ليعود المواطن يندب حظه العاثر مع سوء الخدمات ومصاعب المعيشة".
الصحفي عبد اللطيف راى ان مهمة مفوضية الانتخابات في تحقيق نتائج طيبة ومقبولة من وراء اطلاق تلك الحملة التثقيفية للانتخابات "مهمة اكثر من صعبة ويلفها التعقيد"، بحسب تعبيره.