ضيّفت مدينة اسطنبول التركية الثلاثاء اجتماعاً شارك فيه زعماء ومسؤولون كبار من أفغانستان والدول المجاورة لها للبحث في سُبل مساعدة كابُل على تحقيق الأمن والاستقرار.
الاجتماع الذي حضره الرئيسان الأفغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري ومسؤولون كبار من إيران وطاجيكستان والصين وبريطانيا ودول أخرى بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة يسبق المؤتمر المهم الذي سيُعقد في لندن الخميس بمشاركة مسؤولين من أكثر من 60 دولة لمناقشة المستقبليْن السياسي والعسكري لأفغانستان.
وصرح دبلوماسي غربي حضر المؤتمر الإقليمي في تركيا بأن هدف الاجتماع "هو مساعدة أفغانستان في الوقوف على قدميها على المدييْن المتوسط والطويل"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.
ومن بين المشاركين في محادثات اسطنبول التي ضيّفها الرئيس التركي عبد الله غُل وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي والنائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي ونائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إضافةً إلى بول جونز نائب المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك.
كما حضر إلى اسطنبول أيضاً مندوبون عن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوربي.
جهود لإعادة دمج طالبان في المجتمع الأفغاني
كرزاي قال في ختام القمة الثلاثية التي جمَعته مع نظيريْه الباكستاني زرداري والتركي غُل الاثنين إن جهود حكومته للتصالح مع طالبان تلقى مساندة حلفاء لكابُل مثل الولايات المتحدة وأوربا إضافةً إلى الدعم الإقليمي:
"الجهود الحالية والمساعي المتجددة التي تستهدف إعادة دمج طالبان في المجتمع تحظى بدعم شركائنا وخاصةً الولايات المتحدة وأوربا. كما أنها تحظى باعترافٍ متزايد في محيطنا الإقليمي."
ومن المتوقع أن يعرض الرئيس الأفغاني خلال مؤتمر لندن خطة للمصالحة مع متمردي طالبان في إطار تسوية سياسية.
التقارير تفيد بأن الخطة تحظى بتأييد قادة عسكريين غربيين كبار بينهم قائد القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال الذي تحدث عن إمكانية إجراء محادثات مع قيادات طالبان لإنهاء الحرب التي دخلت عامها التاسع.
غيبس: نقبل خطة أفغانية مشابهة للمصالحة في العراق
وفي واشنطن، أشار الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إلى نجاح خطط مماثلة للمصالحة مع فئات مختلفة في العراق. وأضاف الناطق الرئاسي الأميركي أن الولايات المتحدة مستعدة لقبول خطة أفغانية مشابهة للعملية الجارية في العراق شريطة أن توافق الفئات المشاركة فيها على الدستور الأفغاني وتتخلى عن العنف إضافةً إلى انفصالها بشكلٍ علَني عن الجماعات التي تدعو لاستخدام العنف.
باكستان تساند المصالحة الأفغانية
من جهته، أبدى الرئيس الباكستاني مساندَته لعملية المصالحة في أفغانستان كبديلٍ للعمل العسكري. وقال زرداري في مؤتمره الصحافي المشترك مع كرزاي في اسطنبول الاثنين:
"لا يمكن لحكومةٍ ديمقراطية أو لحزبٍ ديمقراطي التحدث فقط عن السلام. وإذا كان هناك أشخاص يمكن التصالح معهم، أو أشخاص يريدون التخلي عن طريقتهم في الحياة، فإن الديمقراطية دائماً ترحّب بعودتهم."
ناطق رسمي أفغاني أعلن أن كرزاي أبدى ترحيبه باستعداد منظمة الأمم المتحدة للنظر في اقتراحٍ من حكومته بشطب بعض أسماء قادة طالبان من لائحتها السوداء كي يتمكنوا من المشاركة في المفاوضات.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي وفي الرابط : (التجربة العراقية نموذجاً للمصالحة بين طالبان وأفغانستان)