أندريس بيبالغز Andris Piebalgs مفوض الاتحاد الأوربي لشؤون الطاقة قام بزيارة ررسمية إلى العراق للتوقيع على مذكرة التفاهم والتحضير لعقد اتفاقية شاملة للشراكة والتعاون يُتوقع إبرامها خلال الفترة المقبلة.
ولدى استقباله المسؤول الأوربي الاثنين، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي "أن الأساس في توطيد العلاقات بين العراق والاتحاد الأوربي هو وجود الرغبة المشتركة لدى الجانبين ودعم دول الاتحاد للعراق الجديد الذي تخلص من حكم الدكتاتورية واتجه نحو الديمقراطية والحرية والانتخابات والانفتاح على دول العالم"، بحسب تعبيره.
المالكي شَكَر دول الاتحاد الأوربي على موقفها الداعم للعراق وقيامها بتدريب الشرطة وكوادر أخرى في وزارات عراقية إضافةً إلى رغبتها في نجاح الانتخابات ومشاركتها في المراقبة مع الدول والمنظمات الدولية.
من جهته، أكد بيبالغز أن الاتحاد الأوربي سيواصل التعاون مع العراق وسيبذل الجهود لإخراجه من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة مشيداً بتجربته الديمقراطية وعلاقاته المتطورة مع دول العالم ومجدداً استعداد الاتحاد للمساعدة في إنجاح الانتخابات المقبلة.
مذكرة التفاهم التي وقّعها عن الجانب العراقي وزير النفط حسين الشهرستاني في الثامن عشر من كانون الثاني تحدد أولويات التعاون المستقبلي بين الطرفين في مجالاتٍ بينها صوغ سياسة الطاقة وتأمين تدفق الطاقة بين العراق والاتحاد الأوربي وكذلك الطاقة المتجددة.
ونقل بيان صحفي للاتحاد الأوربي عن بيبالغز قوله إن العراق يشكّل عنصراً حيوياً لأمن إمدادات الاتحاد الأوربي "حيث أنه منذ الآن مزوّد مهم للنفط ويمكنه أن يصبح مزود غاز رئيسي للممر الجنوبي" مشيراً إلى إمكانية الاتحاد في مساعدة العراق على "تطوير منظومته
الكهربائية، واستثمار موارده المتجددة الضخمة"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال آخيم لادفيغ Achim Ladwig القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوربي في العراق في تصريحٍ خاص لإذاعة العراق الحر إن
"الاتحاد الأوربي والعراق يعملان لفترة طويلة منذ عام 2003 على تعزيز العلاقات، ولدينا مصلحة مشتركة في العمل معاً في مجال الطاقة. إذ أن هذه المصلحة المشتركة لا تشمل فقط رغبة الاتحاد الأوربي في الحصول على منتجات الطاقة من العراق بل كما فهمنا من أصدقائنا العراقيين هناك رغبة في الحصول على المساعدات التقنية والمعرفة وبناء القدرات من جانبنا. لذلك يمكن لهذه العلاقة أن تكون مفيدة جداً لكلا للطرفين."
لادفيغ أكد لإذاعة العراق الحر في مقابلة أُجريت عبر الهاتف الأربعاء "أن الاتحاد الأوربي على استعداد لإرسال خبراء من أعلى المستويات على الرغم من التصورات السلبية حول الوضع الأمني في العراق." وأضاف أن مذكرة التفاهم في مجال الطاقة سوف يتبعها اتفاق شامل آخر في وقت قريب خلال العام الحالي سُيعرف باسم (اتفاقية الشراكة والتعاون) التي سوف تشمل التعاون في مجالات مختلفة غير الطاقة.
وفي حديثه عن أهمية زيارة مفوض الاتحاد الأوربي لشؤون الطاقة، قال لادفيغ "إن من المهم في السياسة أحياناً أن يظهر التعاون والعمل المشترك بشكل علنَي". ومن هذا المنطلق، جاءت الزيارة "لتُظهر أيضاً أنه على الرغم من المشاكل الأمنية التي لا يمكن تجاهلها فإن بالإمكان الذهاب إلى العراق والعمل مع الشركاء العراقيين وأيضاً بإمكان الشركات والآخرين المجيء إلى العراق ومواصلة العمل فيه"، بحسب تعبيره.
يذكر أن الاتحاد الأوربي أبدى اهتماماً بمساهمة العراق في مشروع خط أنابيب (نابوكو) المزمع إقامته لنقل الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى إلى أوربا عبر تركيا.
وحضر رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي في تموز الماضي حفل التوقيع الرسمي في أنقرة على مذكرات التفاهم التي أبرمتها الحكومة التركية مع أربع دول أوربية معلناً إمكانية تصدير العراق ما مقداره 15 مليار متر مكعب سنوياً عبر هذا الخط بحلول عام 2015.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.