ها نحن نطل عليكم في عام جديد، بعد ان تركنا خلفنا الدروب التي جبناها معا في العام الماضي، متطلعين الى آفاق ارحب وفضاءات اوسع، علنا نجد في العام الجديد ما يحيل احلام وطموحات العراقيين والمثقفين منهم الى واقع، يعيشون فيه ما ظل طيفا مؤجلا يبتعد عنهم كلما اقتربوا منه. عدد مجلتنا لهذا الأسبوع يتضمن استطلاعا لاراء وافكار واحلام عدد من المثقفين العراقيين عن اهم امنياتهم للثقافة العراقية في العام الجديد، كما يتضمن موضوعا عن المراجع الشاملة التي اقامها اتحاد الادباء لمسار عمله في العام المنصرم سيما وانه يعتبر من ابرز المؤسسات الثقافية الناشطة في البلاد.
* رغم دخول البلاد في مشارف عام سابع على اسقاط حكم البعث فان الثقافة العراقية لم تلق خلال الاعوام الماضية ما يكفي من الدعم الذي يجعلها تنشط بفعالية وتتحول الى ظاهرة محسوسة في المجتمع. قد تكون الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد احد الاسباب الرئيسية لهذا الحال، ولكن عددا كبيرا من المثقفين يلقون باللائمة عل قلة الدعم الحكومي لهذا المجال الذي يعتبرونه مجالا مهما من مجالات الحياة. في هذا الاستطلاع تابعنا اراء عدد من المثقفين عن ابرز امنياتهم للعام الجديد، فجاءت مسالة زيادة الدعم الحكومي للمثقفين وللمؤسسات والنشاطات والفعاليات الثفافية على راس القائمة. الفنان والصحفي صلاح النبراس يؤكد اهمية الدعم الحكومي والمالي تحديدا للنهوض بالوقع الثقافي العراقي، إذ يرى ان هذا الدعم المالي هو المفتاح الى الجوانب الاخرى من التطور الثقافي ، متمنيا على السياسيين ان يتجاوزوا انشغالهم الضيق بهمومهم الشخصية والسياسة المحدودة وان ينظروا الى انفسهم باعتبارهم ابناء وبناة حضارة قديمة تعود بجذورها الى الاف السنين. أما الفنان والشاعر سبتي الهيتي، فانه ينظر الى الموضوع من زاوية مختلفة، حيث يبدو له تأكيد وضمان حرية التعبير الفني والابداعي هو الشرط الاساس لنمو الحركة الثقافية تطورها، معتبرا ان السياسة ينبغي ان تتبع الثقافة وليس العكس. الشاعر محمود النمر تمنى ان يكون لثقافة صوت مسموع ومؤثر في البرلمان وفي الحكومة، وان تتجاوز النشاطات الثقافية الكثير من السلبيات التي عانت وتعاني منها، حيث تمنى ان يرى مهرجانات "حيقيقية" لا تتضمن سلبيات المهرجانات الحالية، وأن تنشط حركة طباعة الكتب، وان يتم دعم المثقفين لاخراجهم من اوضاعهم الحياتية السيئة، معتبرا ان كل ذلك ممكن التحقيق اذا جاءت حكومة تعنى بالثقافة في البلاد في الانتخابات المقبلة.
* اواخر العام الماضي ومع بدء عام جديد بدأت موجة المراجعات المختلفة لما تم تحقيقه في العام المنصرم على مختلف المجالات، وفيما كان الطابع الغالب على هذه المراجعات هو حضورها الاعلامي عبر الندوات والبرامج واللقاءات التلفزيونية والصحفية والاذاعية، فان اتحاد الادباء اقام فعالية في مقره لمراجعة نشاطه خلال العام الماضي شارك فيه عدد من القائمين على الاتحاد وشهدت مناقشات وسجالات من قبل العديد من الحضور الذي شهد الفعالية. ادار الفعالية الناقد على الفواز الذي استهل الحديث بتأكيده على استمرار نشاط الاتحاد خلال العام المنصرم والأعوام التي قبله دون توقف وهو مما يحسب للاتحاد. الامين العام للاتحاد الفريد سمعان استعرض في حديثه انجازات الاتحاد خلال العام الماضي. ولم تخل الفعالية من بعض الانتقادات التي وجهت الى هذا الجانب او ذاك من نشاط الاتحاد، وكذلك طرح المشاكل التي لا تزال تعاني منها الكثير من فروع الاتحاد. وبين الاخذ والرد والنقد والتوضيح سارت الجلسة باتجاه تقييم ايجابي لنشاط الاتحاد في العام الماضي، على امل ان يزداد قوة وتاثيرا ونشاطا في العام المقبل.
ألمزيد في الملف الصوتي