حيث يقول البعض من اهالي العاصمة ان عام 2009 لم يختلف عن الاعوام الفائتة في تدني مستوى الخدمات الحكومية المقدمة للناس الذين مازالوا يشكون من مشاكل طفح المجاري وشحة مياه الشرب والشوارع غير المبلطة وغياب مظاهر النظافة، فضلا عن ضعف الرعاية والاهتمام بالجوانب الصحية والتربوية.
حيث يقول مواطن من سكنة حي اور ان منطقته المكتظة بالسكان والمترامية الاطراف شوارعها الرئيسية مكسرة ومتخسفة بسبب طفح المجاري، فضلا عن عدم وجود مستشفى يقدم الخدمات الصحية للاهالي، مؤكدا ايضا انه اضطر بسبب عدم وجود المدارس الكافية في منطقتهم الى ارغام ابنائه الصغار على ترك الدوام.
معظم مشاريع الخدمات البلدية المعدة للانجاز والتنفيذ خلال عام 2009 تعطلت، او اجلت، بفعل غياب التخصيصات المالية الكافية كما يؤكد نائب رئيس مكتب الاعمار في مجلس محافظة بغداد عطوان العطواني الذي يقول "تخصيصاتنا ضمن موازنة تنمية الاقاليم لهذا العام جاءت بمبلغ يصل الى 625 مليار دينار عراقي انفقت معظمها على المشاريع المستمرة من الاعوام الفائتة والتي تنفذها امانة بغداد ومحافظة بغداد والتي تصل قيمة المتبقي من ديونها قرابة 700 مليار، وعليه لم نتمكن خلال هذا العام من تمويل اي مشروع خدمي جديد في مجال اكساء الطرق او عمل شبكات ماء او مجاري.
نائب رئيس مكتب الاعمار في مجلس محافظة بغداد يعتبر عام 2009 "عاما مخيبا للامال"، حسب تعبيره.
وفي مجال تقديم الخدمات العلاجية والتشخيصية لاهالي بغداد لم يسجل عام 2009 اي مؤشر تطور ملحوظ في زيادة اعداد ابنية المؤسسات الصحية.
وتقول رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس المحافظة الدكتورة فهيمة سلمان داود انه "لم تبن في بغداد خلال هذا العام اية مستشفى ولا مركز صحي بسبب قلة التخصيصات المالية لوزارة الصحة التي تمتلك في بغداد قرابة 35 مستشفى متخصصا و 175 مركزا صحيا ومستوصفا، مشيرة الى ان العاصمة تحتاج حاليا الى قرابة 8 مستشفيات كبيرة وما يزيد على 150 مركزا صحيا اضافيا لسد حاجة الطلب على الخدمات الصحية.
وبفعل قلة التخصيصات المالية التي رافقت موازنات الجهات القطاعية في الدولة خلال الفصول الاربعة لعام 2009 خرجت العملية التربوية بنفس احصائيات الاعوام الماضية التي تحكي عن حاجة العاصمة الى قرابة 5000 بناية مدرسية ولم تتمكن الجهات التنفيذية بمشاريعها المنجزة هذا العام من تقليص ثلث ذلك العجز، كما يؤكد نائب رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بغداد كوركيس برواري الذي يرجع السبب الى قلة التخصيصات المالية ايضا.