روابط للدخول

خبر عاجل

معنى سقوط جدار برلين بالنسبة للعراق والشرق الأوسط


ذكرى سقوط جدار برلين
ذكرى سقوط جدار برلين

شارَك زعماء دوليون في احتفالات الذكرى العشرين لسقوط جدار برلين جَنباً إلى جَنب مع آلاف السيّاح الذي وفَدوا من عدة دول لإحياء هذا الحدَث التاريخي.

وفي واشنطن، أُعلِنَ في مرسومٍ رئاسي وقّعه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التاسع من تشرين الثاني تاريخ سقوط جدار برلين هو (يوم الحرية العالمي).
وقال أوباما في المرسوم إنه بسقوط هذا الجدار قبل عشرين عاماً "تلاقى أبناء أمة وأبناء قارة معاً. فبعد أن تدفق آلاف مؤلفة من سكان برلين الشرقية مخترقين حواجز التفتيش نحو برلين الغربية، تلاشَت القيود التي كانت مفروضة على الحدود في عموم بلدان الكتلة الشرقية. وانسَدل في نهاية المطاف الستار الحديدي الذي كان يقسّم قارة أوروبا على مدى عقود من الزمن، مما بشّر ببزوغ عهد جديد من الحرية والتعاون."
أوباما أشار إلى انهيار الأنظمة القمعية في مختلف أرجاء العالم موضحاً أنه "من كييف إلى كيب تاون، أُغلقت أبواب السجون والمعتقلات وفُتحت أبواب الديمقراطية أمام الملايين الذين لم يكونوا يعرفون سوى الاستبداد. وتفتّحت الأسواق أيضاً، مما أتاح انتشار المعلومات والتكنولوجيا التي مكّنت الدول التي كانت سابقاً مفلسة من تحقيق الرخاء الازدهار. وقد أصبح عالمنا، بعد مضي عشرين عاماً، أكثر ترابطاً من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، مما أتاح توفّر فرص جديدة لتحقيق تقدم مشترك"، بحسب تعبيره.
لكن الرئيس الأميركي ذكر أن الحواجز التي تتحدى عالمنا اليوم "لم تعد جدراناً من الإسمنت والحديد، بل إنها حواجز الخوف، وعدم الشعور بالمسؤولية، واللامبالاة" مضيفاً أن التاريخ يذكّرنا بأن هذه الجدران "يمكن هدمها، ولكنه في الأماكن التي لا تزال توجد بها هذه الجدران يجب علينا أن نعمل مع جميع الدول لتعزيز المجتمعات المدنية، ودعم المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون، وتشجيع عمليات إجراء انتخابات حرّة ونزيهة"، على حد تعبير أوباما.
وفي موسكو، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن التاسع من تشرين الثاني "يوم خاص لألمانيا ولأوربا بأسرها وربما للعالم كله".
يشار إلى أن الرئيس الأخير للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف كان يوم الاثنين بين المشاركين في احتفالات برلين إلى جانب الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب والمستشار الألماني الأسبق هلموت كول والزعيم البولندي السابق ليخ فاونسا الذي قادَ احتجاجات ضد الشيوعية في بلاده على رأس نقابة (تضامن) العمالية والرئيسين الروسي دميتري ميدفيدف والفرنسي نيكولا ساركوزي والعديد من الشخصيات العالمية الأخرى بينها وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر إضافةً إلى وفود رسمية من أنحاء العالم.
وفي مساء الاثنين، شارك نحو مائة ألف شخص في الاحتفال الذي أقيم عند بوابة براندنبرغ، رمز برلين. واجتازَت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع غورباتشوف وفاونسا نقطة عبور في الجدار كانت فُتحت للمرة الأولى قبل عشرين عاما أمام سكان ألمانيا الشرقية بدون إجراءات تفتيش. وشهد المحتفلون سقوط قطع الدومينو العملاقة التي بلغ طول الواحدة منها مترين ونصف المتر والمزيّنة برسوم وكتابات لفنانين وشبان من أنحاء العالم. ووضعت قطع الدومينو هذه في وسط المدينة في الموقع السابق للجدار كرمز لهذا الـمَعلم الذي لم يبق منه إلا قطع صغيرة.
وزيرةُ الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي مثّلت بلادها في الاحتفالات دعت إلى شراكة أقوى بين الولايات المتحدة وأوربا من أجل إسقاط ما وصفتها بـ" جدران القرن الواحد والعشرين" ومكافحة القمع الديني.
كلينتون اعتبرت سقوط جدار برلين "واحداً من أهم أحداث القرن العشرين." وأضافت قائلةً:
"إن الـمُثُل التي دفعَت سكان برلين إلى تحطيم الجدار ما تزال وثيقة الصلة حتى اليوم. وإن الحريات التي دافعوا عنها في تلك الليلة هي ليست أقلّ قيمةً مما كانت عليه. كما أن الحقوق والمبادئ التي أوصلَتنا إلى هذه الساعة ما تزال جديرةً بدفاعنا عنها."
افتتاحياتُ معظم الصحف الأوربية تناولت الاثنين أهمية الحدَث ومضامينه بالنسبة للعالم في القرن الحادي والعشرين. ونُقل عن افتتاحية لإحدى الصحف الفرنسية أنه إذا "انهار جدار فإن جدراناً أخرى ما زالت قائمة". فيما قالت صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية الثلاثاء في مقالٍ كتبَه عبد الرحمن الراشد تحت عنوان (هدايا برلين للعرب سجون وتعذيب) إن ذاكرتنا لا تحتفظ بالكثير عن سقوط جدار برلين "ربما لسبب بسيط أن المنطقة العربية كلها جدران مشيّدة"، على حد تعبيره.
وفي حديثه عن مضامين هذا الحدَث بالنسبة للعراق الذي أُسقطت فيه الديكتاتورية عام 2003 وأسباب عدم الإشارة إليه في أي بيان عن جهة حكومية أو إحدى منظمات المجتمع المدني، قال المحلل السياسي العراقي حسين العادلي لإذاعة العراق الحر الأربعاء:
"....ذكرى سقوط جدار برلين تتمثل بإسقاط المنظومة السياسية الشمولية....إذ انهارَت عهود الاستبداد والاستعباد والإذلال لشعوب...كان هذا الجدار هو رمز لسيادة الفكر الشمولي والأنظمة الشمولية ...أما لماذا مرّت هذه الذكرى في العراق مرور الكرام دون أدنى إشارة من قبَل أي سياسي أو أي فعالية اجتماعية، أنا أتصوّر أن أعظم انهيار بعد انهيار جدار برلين هو انهيار النظام الشمولي في العراق،
والغريب أيضاً أن 9 نيسان ألفين الأخيرة مرّت أيضاً في العراق مرور الكرام..إذ لم نسمع أي تصريح ذي أهمية من قبل أي سياسي مرموق في الدولة العراقية وكأن 9 نيسان أيضاً حدَث لا اعتبار ولا قيمة له مع أنه أسقَط نظاماً ديكتاتورياً وأزالَ عن العراق نظاماً شمولياً".
من جهته، قال مستشار جمعية الصحفيين الكويتيين الدكتور عايد المناع لإذاعة العراق الحر:
"...الذي قرر إزالة الجدار هو الألمان أنفسهم على طرفيْ الجدار..قرروا بإرادة شعبية..أن يفتحوا الطريق أمام وحدتهم التاريخية...في العالم العربي، التجزئة في الحقيقة قائمة ومستمرة. ونخشى بكل أسف أن يكون هناك تجزئة للمجزّأ أيضاً.....لذلك لا تجد احتفالية أو اهتمام بمثل هذا الحدَث التاريخي العظيم"
وفي تعليقه على أهمية سقوط جدار برلين ومضامينه بالنسبة لمنطقتنا العربية، قال مدير تحرير جريدة (الخليج) الإماراتية إبراهيم مرعي لإذاعة العراق الحر:
"ذكرى هدم جدار برلين تحمل الكثير من المضامين وفي طليعتها أنها تشكّل نقطة مفصلية في تاريخ العالم الحديث...ولكن رغم المغزى الكبير والمهم لسقوط جدار برلين إلا أن جدراناً كثيرة لا زالت تقوم في العالم وتعبّر عن حالة من الانقسام السياسي في بعض الأحيان. كما تعبّر من ناحية أخرى عن استمرار العنصرية في المجتمع الدولي....والمطلوب في هذه المرحلة إسقاط الكثير من الجدران التي تقوم بين دول العالم، وخاصةً بين دول منطقة الشرق الأوسط."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG