فيما تترقّبُ المنطقة جولاتٍ من الحوار الرامي إلى نزعِ فتيلِ توتّراتٍ إقليمية حلّّ عيد الفطر المبارك مع تطلعات العراقيين نحو إحلال الاستقرار.
أجواءُ الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك تخللتها لقاءات رفيعة المستوى كان أبرزها الاجتماعات التي عقدها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في بغداد وأربيل وأخرى بين مسؤولين عراقيين ونظرائهم السوريين في مدينة اسطنبول التركية.
وعلى الرغم من إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن لقاءٍ عراقي – سوري آخر على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي قالت الحكومة العراقية إن من غير المرجّح أن تسفر الاجتماعات الإضافية عن "أي نتائج تُذكَر."
وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريحاتٍ أدلى بها السبت "أن الاجتماع الأخير الذي انعقد في تركيا لم يحقق نتائج ومن المتوقع أن يُعقد اجتماع آخر في نيويورك لكننا نعتقد أن الجانب السوري لا يظهر إرادة سياسية ولذلك فإن هذه الاجتماعات لن تقدم ما يبحث عنه العراق".
واعتبر مراقبون أن تشدد الموقف العراقي في أعقاب المحادثات التي جَرت بوساطةٍ تركية من شأنه أن يعزّز الاتجاه نحو تدويل الأزمة العراقية-السورية مع تأكيد بغداد مطالبتها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيق دولي في تفجيرات التاسع عشر من آب.
يذكر أن بغداد طالبَت دمشق بتسليم قياديين في حزب البعث المحظور قالَت إن اعترافات معتقلين تشير إلى تورّطهم في تفجيرات الأربعاء الدامي. من جهتها، طالبت الحكومة السورية بتقديم "أدلة دامغة" واصفةً طلبَ بغداد إجراءَ تحقيقٍ دولي بأنه "شأن عراقي داخلي."
وعلى خلفية هذين الموقفين اللذين لم تفلح لقاءات اسطنبول بتغييرهما كما يبدو، من غير المتوقع أن تُطوى صفحة الأزمة العراقية-السورية في الأمد القريب بانتظار نهاية عيد الفطر المبارك وما سوف تُسفر عنه محادثات نيويورك.
في غضون ذلك، اعتبرت الولايات المتحدة أن حلول عيد الفطر يوفّر فرصة للالتزام بتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمعها مع العالم الإسلامي من أجل تحقيق السلام.
وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في رسالة التهنئة التي وجّهتها عبر الفيديو لهذه المناسبة:
"مثلما قال الرئيس أوباما في القاهرة، فإن الولايات المتحدة تسعى نحو بداية جديدة مع المسلمين حول العالم، بداية ترتكز على المصالح المتَبادَلة والاحترام المشترك. نحن نعلم إن ما يوحّد بين المؤمنين بالأديان هو أكثر مما يفرّقُنا. لذلك، مع انتهاء رمضان، دعونا نتمسك بروح الجماعة طوال العام من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة في السلام والرخاء والاستقرار."
وفي مؤشرٍ آخر إلى الاهتمام الدولي بإحلال السلام في المنطقة، أُعلن في الفاتيكان السبت أن البابا بنديكت السادس عشر قرر الدعوةَ إلى
عقد لقاء خاص لأساقفة الشرق الأوسط خلال العام المقبل.ونُقل عنه القول خلال لقائه بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية إن الاجتماع سيُعقد في تشرين الأول عام 2010.
وجاء في نبأ بثته وكالة فرانس برس عن هذا الاجتماع أنه خلال زيارة قام بها الأساقفة العراقيون إلى الفاتيكان في كانون الثاني، طلب المطران لويس ساكو أسقف مدينة كركوك الدعوة إلى عقد مجمع كنسي، أو ما يُعرف بـ"سينودس"، للبحث في وضع الأقليات المسيحية في العراق وإيران وأفغانستان وقبرص وإسرائيل والأردن ولبنان وسوريا وتركيا.
وفي تحليله لمضمون رسالة التهنئة التي وجّهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمناسبة عيد الفطر المبارك، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق إنها جاءت في ظل السياسة الجديدة للولايات المتحدة والمتمثلة في فتح صفحة من الحوار مع العالم الإسلامي على نحوِ ما أوضَحَه الرئيس باراك أوباما خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة.
وأضاف الباحث رزق في حديث لإذاعة العراق الحر أن من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تقدماً على أكثر من صعيد في ملفات الحوار وبينها ما يتعلق بتطورات الساحة العراقية تحديداً وذلك باتجاه الهدوء.
كما تحدث رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الحوار الإيراني المرتقب مع القوى الدولية وانعكاساته الإقليمية إضافةً إلى أوضاع الأقليات في دول المنطقة في ضوء دعوة بابا الفاتيكان لعقد اجتماعٍ خاص لأساقفة الشرق الأوسط العام المقبل.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
أجواءُ الهدوء النسبي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك تخللتها لقاءات رفيعة المستوى كان أبرزها الاجتماعات التي عقدها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في بغداد وأربيل وأخرى بين مسؤولين عراقيين ونظرائهم السوريين في مدينة اسطنبول التركية.
وعلى الرغم من إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن لقاءٍ عراقي – سوري آخر على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي قالت الحكومة العراقية إن من غير المرجّح أن تسفر الاجتماعات الإضافية عن "أي نتائج تُذكَر."
وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريحاتٍ أدلى بها السبت "أن الاجتماع الأخير الذي انعقد في تركيا لم يحقق نتائج ومن المتوقع أن يُعقد اجتماع آخر في نيويورك لكننا نعتقد أن الجانب السوري لا يظهر إرادة سياسية ولذلك فإن هذه الاجتماعات لن تقدم ما يبحث عنه العراق".
واعتبر مراقبون أن تشدد الموقف العراقي في أعقاب المحادثات التي جَرت بوساطةٍ تركية من شأنه أن يعزّز الاتجاه نحو تدويل الأزمة العراقية-السورية مع تأكيد بغداد مطالبتها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء تحقيق دولي في تفجيرات التاسع عشر من آب.
يذكر أن بغداد طالبَت دمشق بتسليم قياديين في حزب البعث المحظور قالَت إن اعترافات معتقلين تشير إلى تورّطهم في تفجيرات الأربعاء الدامي. من جهتها، طالبت الحكومة السورية بتقديم "أدلة دامغة" واصفةً طلبَ بغداد إجراءَ تحقيقٍ دولي بأنه "شأن عراقي داخلي."
وعلى خلفية هذين الموقفين اللذين لم تفلح لقاءات اسطنبول بتغييرهما كما يبدو، من غير المتوقع أن تُطوى صفحة الأزمة العراقية-السورية في الأمد القريب بانتظار نهاية عيد الفطر المبارك وما سوف تُسفر عنه محادثات نيويورك.
في غضون ذلك، اعتبرت الولايات المتحدة أن حلول عيد الفطر يوفّر فرصة للالتزام بتحقيق الأهداف المشتركة التي تجمعها مع العالم الإسلامي من أجل تحقيق السلام.
وفي هذا الصدد، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في رسالة التهنئة التي وجّهتها عبر الفيديو لهذه المناسبة:
"مثلما قال الرئيس أوباما في القاهرة، فإن الولايات المتحدة تسعى نحو بداية جديدة مع المسلمين حول العالم، بداية ترتكز على المصالح المتَبادَلة والاحترام المشترك. نحن نعلم إن ما يوحّد بين المؤمنين بالأديان هو أكثر مما يفرّقُنا. لذلك، مع انتهاء رمضان، دعونا نتمسك بروح الجماعة طوال العام من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة في السلام والرخاء والاستقرار."
وفي مؤشرٍ آخر إلى الاهتمام الدولي بإحلال السلام في المنطقة، أُعلن في الفاتيكان السبت أن البابا بنديكت السادس عشر قرر الدعوةَ إلى
عقد لقاء خاص لأساقفة الشرق الأوسط خلال العام المقبل.ونُقل عنه القول خلال لقائه بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية إن الاجتماع سيُعقد في تشرين الأول عام 2010.
وجاء في نبأ بثته وكالة فرانس برس عن هذا الاجتماع أنه خلال زيارة قام بها الأساقفة العراقيون إلى الفاتيكان في كانون الثاني، طلب المطران لويس ساكو أسقف مدينة كركوك الدعوة إلى عقد مجمع كنسي، أو ما يُعرف بـ"سينودس"، للبحث في وضع الأقليات المسيحية في العراق وإيران وأفغانستان وقبرص وإسرائيل والأردن ولبنان وسوريا وتركيا.
وفي تحليله لمضمون رسالة التهنئة التي وجّهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمناسبة عيد الفطر المبارك، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق إنها جاءت في ظل السياسة الجديدة للولايات المتحدة والمتمثلة في فتح صفحة من الحوار مع العالم الإسلامي على نحوِ ما أوضَحَه الرئيس باراك أوباما خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة.
وأضاف الباحث رزق في حديث لإذاعة العراق الحر أن من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تقدماً على أكثر من صعيد في ملفات الحوار وبينها ما يتعلق بتطورات الساحة العراقية تحديداً وذلك باتجاه الهدوء.
كما تحدث رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الحوار الإيراني المرتقب مع القوى الدولية وانعكاساته الإقليمية إضافةً إلى أوضاع الأقليات في دول المنطقة في ضوء دعوة بابا الفاتيكان لعقد اجتماعٍ خاص لأساقفة الشرق الأوسط العام المقبل.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.