في هذه حلقة هذا الاسبوع من الاجواء العراقية نبقى مع الجزء الرابع والأخير من الحوار الذي اجراه البرنامج مع أحمد مختار، عازف العود العراقي، وأستاذ الموسيقى في جامعة لندن، والذي أُختير ليكون المشرف على مشروع تخليد الذكرى المئوية للأخوين صالح وداؤد الكويتي،
كما تتضمن الحلقة عددا من البستات الشعبية العراقية الشهيرة ومنها بستة "أنا من أقول الأه وأذكر أيامي"، كلمات الأستاذ عبد الكريم العلاف، والحان صالح الكويتي، واداء المطرب فلفل كرجي، وهي البستة الثانية ذات الصلة بغرام الفنان صالح الكويتي بالفنانة زكية جورج، والتي أصبحت ذاكرة موسيقية تضاف إلى التراث العراقي الحي مهما مر الزمن.
يشدد الموسيقار احمد مختار في الجزء الاخير من حوار البرنامج معه على محاولات المس بالتراث العراقي الأصيل، وتعامل البعض معه ليس لجهة مستواه الفني العريق، بل على اساس الولاء السياسي للانظمة والحكام، أولاعتبارات أخرى ليس لها أي صلة بالمستوى الفني. ويعتقد الموسيقار احمد مختار أن الحقبة الدكتاتورية التي مر بها العراق أساءت إلى التراث العريق وإلى الذاكرة الموسيقية المقامية، من خلال ما سُمي "بتصحيح التراث"، الذي هو كنز لا يفنى، وتعبير حقيقي عن مشاعر الناس، وعن هموم الشعب وأفراحه وأتراحه، ولا يمكن المس بهذه المشاعر. من هنا لا بد من الحفاظ على هذا التراث، وعلى جماله وعراقته. ولا بد من تعريف الجيل الناشىء بهذا التراث الذي هو في أخر المطاف هو أحد مصادر ذاكرته الموسيقية.
المزيد من التفاصيل في الملف الصوتي
"من الأجواء العراقية" ... تابلوهات من التراث العريق يبقى حيا مهما مر الزمن, منذ عشرينات القرن الماضي ونيف, عاش الغناء العراقي المقامي عصرا ذهبيا, بولادة عمالقة الموسيقيين, والمؤلفين وقراء المقام والمغنين, فحققت الأغنية العراقية رواجا, وهي تعبر عن الواقع الشعبي العراقي الأصيل, ودخلت قلوب الجماهير في عالمنا العربي الكبير, فأستضافت بغداد, دار السلام, موسيقار الأجيال عبد الوهاب, وكوكب الشرق أم كلثوم, ولفيف من الفنانين العرب الكبار.
برنامج "من الأجواء العراقية", الذي واكب الإذاعة منذ نشأتها, يجوب, غالبا, في ذلك العصر الذهبي, مقدما التسجيلات النادرة فور الحصول عليها, ومتغنيا بأيام الخير, أيام التعايش الفذ بين جميع شرائح الشعب العراقي, أيام قول المرحوم عزيز علي في منولوج "صلوا علنبي": بغداد صارت شام – وتحققت الأحلام"...