فيما ارتفع عدد قتلى الجيش الأميركي في العراق السبت إلى 4,337 فرداً على الأقل، ذكرت صحيفة أميركية بارزة الأحد أن مسؤولين عسكريين أميركيين يجدون صعوبةً في فهم مواقف عراقية متناقضة إزاء الولايات المتحدة بالنظر إلى ما بَذَلته من تضحياتٍ هائلة في الأرواح والأموال منذ الحرب التي أطاحت نظام صدام حسين في عام 2003.
أرقامُ ضحايا الجيش الأميركي التي نشرتها وكالة أسوشييتد برس للأنباء صباح الأحد وقالت إنها مطابقة لإحصاءات البنتاغون عن قتلى حرب العراق تتضمن تسعة مدنيين في الجيش وتشير إلى مقتل 3,466 عسكري من إجمالي العدد جرّاء أعمال قتالية.
من جهتها، قدّرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأحد عدد الشبان الأميركيين الذين أصبحوا معوّقين نتيجة حرب العراق بنحو عشرة أضعاف عدد القتلى.
وجاء في المقال الذي كتبَه (رود نوردلاند Rod Nordland) تحت عنوان (مشاعر العراق المتناقضة تجاه العسكرية الأميركية) إن مسؤولين عسكريين عراقيين غالباً ما يشيرون إلى نظرائهم الأميركيين بكلمة "الأصدقاء" التي اعتبر أنها تحمل في طياتها معنى يوحي بوجود مشاعر متناقضة. وأضاف أن الأميركيين يجدون صعوبةً في فهم أسباب هذه المواقف خاصةً لدى أفراد المؤسسة العسكرية العراقية الذين أصبحوا معتمِدين على الجيش الأميركي بشكل كبيرٍ وعلى نحوٍ يولّد لديهم مشاعر سلبية. وعلى الرغم من أن العديد من العراقيين ممتنّون لتضحيات الولايات المتحدة إلا أن مشاعر الغضب تنتابهم بسبب ما يصفها الكاتب بآلاف الإهانات التي يلقونها يومياً من عسكريين لا يتعمدون مثل هذا السلوك. وفي هذا الصدد، ينقل (رودلاند) عن أحد السياسيين العراقيين الذي رفض كشف هويته أنه كان ذات مرة في طريقه إلى السفر على متن إحدى الطائرات العسكرية العراقية القليلة برفقة رئيس الأركان الذي كان يرتدي بزة تحمل رتبته كفريق. ولكن ذلك لم يمنع عريفاً أميركياً في مطار بغداد من عدم السماح للضابط العراقي الكبير بركوب الطائرة.
وفي سَردِه لهذه الأمثلة، يقول (رودلاند) إنها تفسّر بشكل غير مباشر حالة العلاقات الراهنة بين الطرفين في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي من المدن العراقية في الثلاثين من حزيران والذي تحمّس له العراقيون باعتباره أعادَ السيادة إلى مؤسستهم العسكرية على الرغم من استمرار الاعتماد على الجيش الأميركي في توفير الدعم اللوجستي.
الكاتب يضيف أنه على الرغم من أن اتفاقية (صوفا) تسمح للعراقيين بطلب المساعدة العسكرية من الجانب الأميركي بعد الانسحاب من المدن إلا أنهم يترددون في ذلك لأسباب يُعزى بعضها جزئياً إلى مشاعر الكبرياء والأخرى إلى القلق من الانعكاسات السياسية المحتملة على الشارع العراقي فيما لو طُلبت مثل هذه المساعدة.
ويرى (رودلاند) أن التفجيرين اللذين استهدفا اثنتين من الوزارات العراقية في التاسع عشر من آب أبرزا هذه الإشكالية القائمة بين الطرفين. من جهته، صرح المقدّم الأميركي المتقاعد ومؤلف العديد من الكتب العسكرية جون نيغل لـ(نيويورك تايمز) بأن ما وصفها بطموحات العراقيين تتجاوز قدراتهم الذاتية على توفير الأمن الداخلي. وأضاف "أن الحكومة العراقية والقوات الأمنية العراقية تتطور بشكل مطّرد ولكنهما لا تمتلكان القدرة بعد على التعامل مع هذه التهديدات بشكلٍ مسؤول"، على حد تعبيره.
يشار أيضاً إلى ما ذكره محللون إقليميون في شأن التفجيرات الإرهابية الأخيرة بأنها أبرَزت ما بدا تناقضاً في معلومات الجانبين الأميركي والعراقي حول الجهات المدبّرة. ففي حين أدلى قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بيتريوس بتصريحاتٍ بعد يوم واحد من التفجيرات دعا فيها إلى مواصلة الضغوط على تنظيم القاعدة قالت بغداد إن اعترافات أحد المعتقلين تشير بوضوح إلى تورط حزب البعث المنحل داعيةً سوريا إلى تسليم مطلوبين مقيمين على أراضيها.
وفي تحليله للمستجدات الإقليمية التي أعقبت التفجيرات الإرهابية الأخيرة، أشار الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق إلى وجود ثلاثة مستويات لتفسير التطورات الراهنة. وأوضح في مقابلة أجرتها إذاعة العراق الحر عبر الهاتف الأحد أن المستوى الأول هو ما يتعلق بالحوار الداخلي وانعكاساته على المشهد السياسي العراقي مع اقتراب موعد الانتخابات. أما المستوى الثاني فهو التقارب الإقليمي الذي تحقق في الفترة التي سبَقت تفجيرات بغداد بين كلٍ من العراق وسوريا وتركيا وإيران فيما يتمثل المستوى الثالث بالصراع الدولي داخل العراق والذي تزامن مع بداية العمل على ضخ النفط من كردستان العراق والاهتمام الذي أبدته شركات عالمية في استثمار احتياطات النفط والغاز العراقية الهائلة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
أرقامُ ضحايا الجيش الأميركي التي نشرتها وكالة أسوشييتد برس للأنباء صباح الأحد وقالت إنها مطابقة لإحصاءات البنتاغون عن قتلى حرب العراق تتضمن تسعة مدنيين في الجيش وتشير إلى مقتل 3,466 عسكري من إجمالي العدد جرّاء أعمال قتالية.
من جهتها، قدّرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأحد عدد الشبان الأميركيين الذين أصبحوا معوّقين نتيجة حرب العراق بنحو عشرة أضعاف عدد القتلى.
وجاء في المقال الذي كتبَه (رود نوردلاند Rod Nordland) تحت عنوان (مشاعر العراق المتناقضة تجاه العسكرية الأميركية) إن مسؤولين عسكريين عراقيين غالباً ما يشيرون إلى نظرائهم الأميركيين بكلمة "الأصدقاء" التي اعتبر أنها تحمل في طياتها معنى يوحي بوجود مشاعر متناقضة. وأضاف أن الأميركيين يجدون صعوبةً في فهم أسباب هذه المواقف خاصةً لدى أفراد المؤسسة العسكرية العراقية الذين أصبحوا معتمِدين على الجيش الأميركي بشكل كبيرٍ وعلى نحوٍ يولّد لديهم مشاعر سلبية. وعلى الرغم من أن العديد من العراقيين ممتنّون لتضحيات الولايات المتحدة إلا أن مشاعر الغضب تنتابهم بسبب ما يصفها الكاتب بآلاف الإهانات التي يلقونها يومياً من عسكريين لا يتعمدون مثل هذا السلوك. وفي هذا الصدد، ينقل (رودلاند) عن أحد السياسيين العراقيين الذي رفض كشف هويته أنه كان ذات مرة في طريقه إلى السفر على متن إحدى الطائرات العسكرية العراقية القليلة برفقة رئيس الأركان الذي كان يرتدي بزة تحمل رتبته كفريق. ولكن ذلك لم يمنع عريفاً أميركياً في مطار بغداد من عدم السماح للضابط العراقي الكبير بركوب الطائرة.
وفي سَردِه لهذه الأمثلة، يقول (رودلاند) إنها تفسّر بشكل غير مباشر حالة العلاقات الراهنة بين الطرفين في أعقاب الانسحاب العسكري الأميركي من المدن العراقية في الثلاثين من حزيران والذي تحمّس له العراقيون باعتباره أعادَ السيادة إلى مؤسستهم العسكرية على الرغم من استمرار الاعتماد على الجيش الأميركي في توفير الدعم اللوجستي.
الكاتب يضيف أنه على الرغم من أن اتفاقية (صوفا) تسمح للعراقيين بطلب المساعدة العسكرية من الجانب الأميركي بعد الانسحاب من المدن إلا أنهم يترددون في ذلك لأسباب يُعزى بعضها جزئياً إلى مشاعر الكبرياء والأخرى إلى القلق من الانعكاسات السياسية المحتملة على الشارع العراقي فيما لو طُلبت مثل هذه المساعدة.
ويرى (رودلاند) أن التفجيرين اللذين استهدفا اثنتين من الوزارات العراقية في التاسع عشر من آب أبرزا هذه الإشكالية القائمة بين الطرفين. من جهته، صرح المقدّم الأميركي المتقاعد ومؤلف العديد من الكتب العسكرية جون نيغل لـ(نيويورك تايمز) بأن ما وصفها بطموحات العراقيين تتجاوز قدراتهم الذاتية على توفير الأمن الداخلي. وأضاف "أن الحكومة العراقية والقوات الأمنية العراقية تتطور بشكل مطّرد ولكنهما لا تمتلكان القدرة بعد على التعامل مع هذه التهديدات بشكلٍ مسؤول"، على حد تعبيره.
يشار أيضاً إلى ما ذكره محللون إقليميون في شأن التفجيرات الإرهابية الأخيرة بأنها أبرَزت ما بدا تناقضاً في معلومات الجانبين الأميركي والعراقي حول الجهات المدبّرة. ففي حين أدلى قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بيتريوس بتصريحاتٍ بعد يوم واحد من التفجيرات دعا فيها إلى مواصلة الضغوط على تنظيم القاعدة قالت بغداد إن اعترافات أحد المعتقلين تشير بوضوح إلى تورط حزب البعث المنحل داعيةً سوريا إلى تسليم مطلوبين مقيمين على أراضيها.
وفي تحليله للمستجدات الإقليمية التي أعقبت التفجيرات الإرهابية الأخيرة، أشار الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق إلى وجود ثلاثة مستويات لتفسير التطورات الراهنة. وأوضح في مقابلة أجرتها إذاعة العراق الحر عبر الهاتف الأحد أن المستوى الأول هو ما يتعلق بالحوار الداخلي وانعكاساته على المشهد السياسي العراقي مع اقتراب موعد الانتخابات. أما المستوى الثاني فهو التقارب الإقليمي الذي تحقق في الفترة التي سبَقت تفجيرات بغداد بين كلٍ من العراق وسوريا وتركيا وإيران فيما يتمثل المستوى الثالث بالصراع الدولي داخل العراق والذي تزامن مع بداية العمل على ضخ النفط من كردستان العراق والاهتمام الذي أبدته شركات عالمية في استثمار احتياطات النفط والغاز العراقية الهائلة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.