اصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بيانا بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها بغداد يوم الأربعاء أكد فيه أن هذه التفجيرات تستدعي دون شك إعادة تقييم الخطط الأمنية لمواجهة الإرهاب وتعميق التعاون بين الأجهزة الأمنية المختلفة والتصدي لمحاولات التشكيك بقدرات القوات المسلحة.
البيان أضاف أنه تم إصدار توجيهات إلى قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية بضرورة الحذر والانتباه.
بيان رئيس الوزراء وجه الاتهام إلى ما دعاه بعصابات الحلف البعثي التكفيري ملاحظا أن هذه العمليات جاءت متزامنة مع تسلم القوات العراقية المسؤولية الأمنية ووصفها بكونها ردة فعل حاقدة على فتح الطرق والجسور ورفع الحواجز.
بيان رئيس الوزراء وصف التفجيرات بكونها محاولة يائسة لإرباك العملية السياسية والتأثير على الانتخابات المقبلة.
البيان دعا الشعب العراقي إلى التصدي للمخططات التخريبية كما طالب الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى إدانة الأعمال الاجرامية بشكل صريح وواضح واعتبار مرتكبيها من مجرمي الحرب.
العاصمة العراقية بغداد شهدت منذ صباح يوم الأربعاء سلسلة من التفجيرات اغلبها بشاحنات مفخخة.
أشارت الأرقام إلى مقتل خمسة وتسعين شخصا وإصابة ما يزيد على خمسمائة في هذه العمليات التي تعتبر الأسوأ خلال هذا العام لاسيما وأنها تأتي بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن والأقضية.
الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا أقر اليوم بإهمال من جانب قوات الأمن قائلا إنها تتحمل اغلب اللوم، حسب حديثه لفضائية العراقية.
كانت الحكومة قد أعلنت خلال هذا الشهر أنها تنوي إزالة الحواجز الإسمنتية في غضون أربعين يوما ويعكس ذلك ثقتها في قدرات قوات الأمن.
غير أن انفجارات يوم الأربعاء أظهرت أيضا وجود تنسيق بين مرتكبيها مع استهداف أهداف تخضع لحراسة مشددة.
اغلب التفجيرات وقعت بشاحنات مفخخة وانفجرت إحداها قرب نقطة تفتيش تؤدي إلى المنطقة الخضراء.
الانفجار دمر واجهة وزارة الخارجية وحطم زجاج المبنى فقتل العشرات.
ذكرت الأنباء أن قوة الانفجار أدت أيضا إلى تدمير زجاج في مبنى مجلس النواب أيضا كما أدت إلى إلحاق أضرار بمباني سكنية وتحطيم زجاجها والى احتراق عدد كبير من السيارات.
شاحنة مفخخة أخرى انفجرت في منطقة الوزيرية قرب وزارة المالية فقتلت ثمانية وعشرين شخصا وسبب دمارا كبيرا.
الانفجار دمر أيضا جزءا من شارع سريع قرب المبنى.
انفجار آخر وقع في منطقة الكرادة في بغداد وحطم زجاجا وأبوابا في مكتب وكالة رويترز للأنباء.
مناطق أخرى شهدت انفجارات وسقوط قذائف هاون أيضا منها البياع حيث سقط عدد من القتلى والجرحى أيضا.
وليد شركة عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب أشار بشكل خاص إلى الضعف الاستخباراتي في العراق ملاحظا أن الحدود مفتوحة وان دول الجوار تتنافس في تدخلها في شؤون العراق.
النائب شركة تساءل كيف وصلت الشاحنات المفخخة إلى مناطق حساسة في بغداد مشيرا إلى وجود تقصير يتحمل الجميع مسؤوليته ضمنهم مجلس النواب والمسؤولين الآخرين في الحكومة.
النائب وليد شركة أضاف في حديثه لإذاعة العراق الحر:
" لا ننسى بأن هناك انفلات امني كبير. ولا ننسى بان الحدود مفتوحة حتى الآن. لحد الآن مع كل الأسف لا الداخلية ولا الدفاع ولا حكومتنا ولا نحن تمكنا من السيطرة على الحدود. وهناك تدخل سافر من الدول الإقليمية في القضية العراقية. وهناك مشكلة كبيرة. هناك ضعف استخباراتي في ما بين الأجهزة الأمنية. خصوصا ما بين الدفاع والداخلية والمخابرات والأمن ".
مراسل إذاعة العراق الحر سعد كامل كان قرب وزارة الخارجية صباح يوم الأربعاء عندما وقع الانفجار وقد وصف لنا وضع المنطقة بعد الانفجار:
( سعد كامل )
" كان الانفجار قرب وزارة الخارجية هو الأعنف. هناك معلومات عن وقوع سبعة انفجارات في بغداد. انفجرت شاحنة متوسطة الحجم فيها متفجرات وأدت إلى تدمير واجهة وزارة الخارجية وبعض المباني المجاورة. تضررت أيضا حوالى 800 سيارة. بناية فندق الرشيد تضررت هي الأخرى. الناس أصيبوا بالهلع وبالخوف. هناك خلل. كيف تمكنت هذه الشاحنة من الدخول. رأيت أكثر من أربعين جثة ".