نسلط في حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، ومن جديد، على مسألة ضحايا نظام صدام وذويهم، ونوع الدعم والمساعدة التي قدمت وتقدم لهم، إذ تؤكد هذه الشريحة الواسعة من المجتمع العراقي إنها ظلمت أكثر من مرة، وذلك عندما عانت من الانتهاكات الصارخة على يد أجهزة القمع التابعة لذلك النظام. والآن وبالرغم من مرور أكثر من ست سنوات على الإطاحة بالنظام لم تحصل هذه الشريحة على حقوقها، ولم يقدم لها الدعم والمساعدة المطلوبة، ولا تتناسب التعويضات التي قدمت للبعض منهم مع حجم التضحيات التي قدموها. لقد اوردنا في حلقات ماضية من البرنامج قصص عديدة تتحدث عن دموية ذلك النظام العراقي السابق، والأساليب البشعة التي استخدمها لقمع مواطنيه، نساء ورجالا وأطفالا، هؤلاء الضحايا وعوائلهم علقوا آمالا عديدة على التغيير الذي حدث في العراق بعد عام 2003 وتأكيد الجهات الرسمية احتضانها لهذه الشريحة، والعمل على دعمها وتقديم المساعدة، من خلال لجان شكلت وتشريعات أقرت. لكن البعض من هؤلاء أكد إن هذ المساعدات أصبحت مجرد وعود، أما القرارات فوصفت بأنها حبر على ورق! وتحدث العديد منهم عن مشاكل كثيرة يواجهونها منها، الإهمال والتهميش وعدم الرعاية، وفشل الجهات ذات العلاقة بتعويضهم ولو بجزء قليل من الحقوق التي اغتصبت آنذاك.
مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد التقت بعدد من الرياضيين الذين هم أيضا كانوا من ضحايا ذلك النظام، اذ سجن العديد منهم، واعدم آخرون، بدلا من ان يفتخر ذلك النظام بهم، لان اسم البلد يقترن بمنجزات مبدعيه، والرياضة العراقية ورياضييها كانت لهم منجزات عديدة ورفعوا اسم العراق في محافل عديدة إقليمية ودولية. وأكد العديد ان الرياضة وحدها استطاعت وفي أحلك الأوقات خاصة في السنوات القليلة الماضية أن تجمع وتوحد العراقيين ومن كل الوان الطيف وجعلتهم ينسون الصراعات ويهتفون في الشوارع باسم العراق. هؤلاء الرياضيون تحدثوا عن قصص القمع والاضطهاد إبان نظام صدام، والانتهاكات التي يتعرضون لها الآن:
((الحديث عن الانتهاكات التي تعرض لها الرياضيون العراقيون في زمن النظام السابق حديث طويل ومرير فقد التفت حبال المشانق حول رقاب ابطال رياضيين بتهم اغلبها يقع في خانة التآمر على النظام وحزب البعث آنذاك، وعلى الرغم من ان عدداً غير قليل من الرياضيين قد قضوا نتيجة اعمال ارهابية بعد عام 2003 لكننا سنسلط الضوء على الابطال الرياضيين الذين اعدموا ولم ينالوا حقوقهم الى الآن سواء المادية او المعنوية...ومع هذا ظلت أسماءهم خالدة ولكن لدى نفر قليل من المهتمين بشؤون الرياضة الذين طالبوا بدورهم بتمجيد اسماء الضحايا من الرياضيين واحياء ذكراهم عبر فعاليات ونصب وشواهد تاريخية. ويستذكر رئيس المنظمة العراقية للتنمية الرياضية منعم جابر الرياضيين العراقيين الذين اعدمتهم سلطة النظام السابق وهم ابطال في العاب الملاكمة وكرة القدم والسباحة وغيرها.
اللاعب الدولي السابق مؤيد محمد صالح الذي يترأس رابطة لاعبي كرة القدم الدوليين السابقين يستذكر شقيقه الرياضي البطل طارق الذي اعدمته سلطة البعث في 9 شباط عام 1963 كونه ابن شقيقة الزعيم عبد الكريم قاسم اي بعد يوم واحد من اعدام خاله وكان ملازما في الجيش ولم يتعد حينها الرابعة والعشرين من عمره.
كما يستذكر الرياضيون القدامى لاعب كرة القدم السابق بشار رشيد احد لاعبي نادي الشرطة الرياضي الذي اعدم في نهاية السبعينيات بتهمة الانتماء الى احد الاحزاب المحظورة انذاك، ومنذ سقوط النظام عام 2003 بدا زملاؤه باحياء ذكرى وفاته سنوياً، وعندما اعدم بشار ترك وراءه طفلا صغيرا لا يتعدى عمره السنوات يدعى مسار وقد اصبح الآن شابا يحضر المناسبات التي تقام لاستذكار والده، ويقول مسار انه تعرف على تاريخ والده الرياضي من زملائه الذين عاصروه كما تحدث عن المضايقات التي تعرضت لها عائلته من قبل السلطة، وهو يؤكد بان والده كغيره من الضحايا الرياضيين لم يتم انصافه.
وطالب اللاعب السابق طارق عزيز بضرورة التعجيل بتشريع قانون وزارة الشباب والرياضة الذي سيعطي الوزير صلاحية اصدار تعليمات بشأن رعاية عوائل الشهداء الرياضيين، ويضيف السيد منعم جابر الى ذلك ان الرياضيين الذين اعدموا في الفترات السابقة أصبحوا الآن برأيه مشاريع وطنية وعلى الدولة ان تتعامل معهم على هذا الاساس .
وعلى الرغم من ان معظم الدساتير العالمية ومنها الدستور العراقي اعتبرت الرياضة حقا من حقوق الفرد الا ان استهداف الرياضيين في العراق مازال قائماً الى الآن لاسيما من قبل الجماعات المسلحة التي قتلت العديد منهم ويرى اللاعب الدولي السابق نعيم صدام بان الرياضة كثيرا ما وحدت العراقيين ولهذا السبب فان الرياضيين مستهدفون.
ومن المعروف ان الميثاق الاولمبي الدولي يمنع الحكومات من التدخل في الشأن الرياضي وهذا ما جعل اللجان الاولمبية في كل دول العالم تتمتع باستقلالية معنوية، لكن الرياضيين العراقيين يتذكرون النظام السابق الذي كان يتدخل في الشأن الرياضي وحرم العراق بسبب سياسته المعادية من مشاركات دولية عديدة.))
لقد ضمن الدستور العراقي حقوق المواطن، إذ اكدت المادة 36 ان "ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها، وتوفير مستلزماتها." وأشارت المادة 132 الى ان "تكفل الدولة رعاية ذوي الشهداء والسجناء السياسيين والمتضررين من الممارسات التعسفية للنظام الدكتاتوري البائد وتعويض اسر الشهداء والمصابين نتيجة الأعمال الإرهابية". ولغرض متابعة اداء الجهات التنفيذية في تقديم الدعم والرعاية، شكل مجلس النواب العراقي (لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين) إضافة إلى مؤسسات عديدة تعنى برعاية ضحايا نظام صدام منها مؤسسة الشهداء التي تهدف الى "معالجة الوضع العام لذوي الشهداء وتعويضهم ماديا ومعنويا بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها الشهداء والمعانات التي لقيها ذويهم بعد استشهادهم" ومؤسسة السجناء السياسيين التي تهدف ايضا الى "معالجة الوضع العام للسجناء والمعتقلين السياسيين وتعويضهم ماديا ومعنويا بما يتناسب وحجم التضحيات التي قدموها والمعاناة التي لاقوها جراء سجنهم واعتقالهم".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
عقود من الاضطهاد والقمع مع غياب ابسط الحقوق وانتهاكات يتعرض لها المواطن إلى يومنا هذا وجهود المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية في تثقيف المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوقه.. حقوق الإنسان في العراق يسلط الضوء على هذه المواضيع من خلال المقابلات التي يجريها مع مختصين ومسؤولين ومواطنين.
مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد التقت بعدد من الرياضيين الذين هم أيضا كانوا من ضحايا ذلك النظام، اذ سجن العديد منهم، واعدم آخرون، بدلا من ان يفتخر ذلك النظام بهم، لان اسم البلد يقترن بمنجزات مبدعيه، والرياضة العراقية ورياضييها كانت لهم منجزات عديدة ورفعوا اسم العراق في محافل عديدة إقليمية ودولية. وأكد العديد ان الرياضة وحدها استطاعت وفي أحلك الأوقات خاصة في السنوات القليلة الماضية أن تجمع وتوحد العراقيين ومن كل الوان الطيف وجعلتهم ينسون الصراعات ويهتفون في الشوارع باسم العراق. هؤلاء الرياضيون تحدثوا عن قصص القمع والاضطهاد إبان نظام صدام، والانتهاكات التي يتعرضون لها الآن:
((الحديث عن الانتهاكات التي تعرض لها الرياضيون العراقيون في زمن النظام السابق حديث طويل ومرير فقد التفت حبال المشانق حول رقاب ابطال رياضيين بتهم اغلبها يقع في خانة التآمر على النظام وحزب البعث آنذاك، وعلى الرغم من ان عدداً غير قليل من الرياضيين قد قضوا نتيجة اعمال ارهابية بعد عام 2003 لكننا سنسلط الضوء على الابطال الرياضيين الذين اعدموا ولم ينالوا حقوقهم الى الآن سواء المادية او المعنوية...ومع هذا ظلت أسماءهم خالدة ولكن لدى نفر قليل من المهتمين بشؤون الرياضة الذين طالبوا بدورهم بتمجيد اسماء الضحايا من الرياضيين واحياء ذكراهم عبر فعاليات ونصب وشواهد تاريخية. ويستذكر رئيس المنظمة العراقية للتنمية الرياضية منعم جابر الرياضيين العراقيين الذين اعدمتهم سلطة النظام السابق وهم ابطال في العاب الملاكمة وكرة القدم والسباحة وغيرها.
اللاعب الدولي السابق مؤيد محمد صالح الذي يترأس رابطة لاعبي كرة القدم الدوليين السابقين يستذكر شقيقه الرياضي البطل طارق الذي اعدمته سلطة البعث في 9 شباط عام 1963 كونه ابن شقيقة الزعيم عبد الكريم قاسم اي بعد يوم واحد من اعدام خاله وكان ملازما في الجيش ولم يتعد حينها الرابعة والعشرين من عمره.
كما يستذكر الرياضيون القدامى لاعب كرة القدم السابق بشار رشيد احد لاعبي نادي الشرطة الرياضي الذي اعدم في نهاية السبعينيات بتهمة الانتماء الى احد الاحزاب المحظورة انذاك، ومنذ سقوط النظام عام 2003 بدا زملاؤه باحياء ذكرى وفاته سنوياً، وعندما اعدم بشار ترك وراءه طفلا صغيرا لا يتعدى عمره السنوات يدعى مسار وقد اصبح الآن شابا يحضر المناسبات التي تقام لاستذكار والده، ويقول مسار انه تعرف على تاريخ والده الرياضي من زملائه الذين عاصروه كما تحدث عن المضايقات التي تعرضت لها عائلته من قبل السلطة، وهو يؤكد بان والده كغيره من الضحايا الرياضيين لم يتم انصافه.
وطالب اللاعب السابق طارق عزيز بضرورة التعجيل بتشريع قانون وزارة الشباب والرياضة الذي سيعطي الوزير صلاحية اصدار تعليمات بشأن رعاية عوائل الشهداء الرياضيين، ويضيف السيد منعم جابر الى ذلك ان الرياضيين الذين اعدموا في الفترات السابقة أصبحوا الآن برأيه مشاريع وطنية وعلى الدولة ان تتعامل معهم على هذا الاساس .
وعلى الرغم من ان معظم الدساتير العالمية ومنها الدستور العراقي اعتبرت الرياضة حقا من حقوق الفرد الا ان استهداف الرياضيين في العراق مازال قائماً الى الآن لاسيما من قبل الجماعات المسلحة التي قتلت العديد منهم ويرى اللاعب الدولي السابق نعيم صدام بان الرياضة كثيرا ما وحدت العراقيين ولهذا السبب فان الرياضيين مستهدفون.
ومن المعروف ان الميثاق الاولمبي الدولي يمنع الحكومات من التدخل في الشأن الرياضي وهذا ما جعل اللجان الاولمبية في كل دول العالم تتمتع باستقلالية معنوية، لكن الرياضيين العراقيين يتذكرون النظام السابق الذي كان يتدخل في الشأن الرياضي وحرم العراق بسبب سياسته المعادية من مشاركات دولية عديدة.))
لقد ضمن الدستور العراقي حقوق المواطن، إذ اكدت المادة 36 ان "ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها، وتوفير مستلزماتها." وأشارت المادة 132 الى ان "تكفل الدولة رعاية ذوي الشهداء والسجناء السياسيين والمتضررين من الممارسات التعسفية للنظام الدكتاتوري البائد وتعويض اسر الشهداء والمصابين نتيجة الأعمال الإرهابية". ولغرض متابعة اداء الجهات التنفيذية في تقديم الدعم والرعاية، شكل مجلس النواب العراقي (لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين) إضافة إلى مؤسسات عديدة تعنى برعاية ضحايا نظام صدام منها مؤسسة الشهداء التي تهدف الى "معالجة الوضع العام لذوي الشهداء وتعويضهم ماديا ومعنويا بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها الشهداء والمعانات التي لقيها ذويهم بعد استشهادهم" ومؤسسة السجناء السياسيين التي تهدف ايضا الى "معالجة الوضع العام للسجناء والمعتقلين السياسيين وتعويضهم ماديا ومعنويا بما يتناسب وحجم التضحيات التي قدموها والمعاناة التي لاقوها جراء سجنهم واعتقالهم".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
عقود من الاضطهاد والقمع مع غياب ابسط الحقوق وانتهاكات يتعرض لها المواطن إلى يومنا هذا وجهود المنظمات الأهلية والمؤسسات الحكومية في تثقيف المجتمع وتوعيته والدفاع عن حقوقه.. حقوق الإنسان في العراق يسلط الضوء على هذه المواضيع من خلال المقابلات التي يجريها مع مختصين ومسؤولين ومواطنين.