قال قائد القوات الأميركية في العراق راي اودييرنو إن دور الولايات المتحدة سيكون مهما في العراق على مدى سنتين ونصف من الآن.
اودييرنو أكد في مقابلة أجرتها معه وكالة اسوشيتيد بريس للأنباء بعد اجتماع عقده مع عدد من المسؤولين العراقيين في قاعدة أميركية في منطقة الانبار، أكد على الحاجة إلى الوجود الأميركي في العراق رغم أن الوضع الأمني يبدو أفضل مما كان متوقعا بعد مرور شهر على تسلم القوات العراقية المهام في المدن.
اودييرنو قال إن الهدف الأساسي هو أن يكون العراق آمنا ومستقرا وذا سيادة ومعتمدا على نفسه، ثم لاحظ أن هذا الهدف لم يتحقق بعد.
قائد القوات الأميركية قال إن على القوات الأميركية العمل بشكل رئيسي في مجال تدريب العراقيين وتقديم المشورة لهم لمنع اندلاع أعمال عنف ضخمة مرة أخرى وهو احتمال اعتبر اودييرونو انه سينسف جميع
التضحيات والجهود التي بذلت على مدى ست سنوات.
المحلل السياسي هاشم الحبوبي رأى أن للولايات المتحدة دورا مهما بالفعل تؤديه في العراق وهو دور لا يقتصر على الصعيد العسكري فحسب بل يتعداه إلى مجالات أخرى إذ قال:
" دور الولايات المتحدة في العراق ليس دورا عسكريا فقط. بقاء جزء من القوات في العراق للتدريب والتجهيز والتسليح ثم وجود اكبر سفارة أميركية في العالم في بغداد، فأنا أرى أن الأميركيين نجحوا في تحقيق الكثير. والدليل هو أن كل أطراف العملية السياسية التي فقدت الثقة في ما بينها تتحاور بشكل أو بآخر مع الولايات المتحدة. هذا بحد ذاته نصر في المفهوم السياسي ".
قائد القوات الأميركية في العراق قال أيضا إن العراق قد يواجه عقبات عديدة مشيرا بشكل خاص إلى حالة التوتر بين العرب والأكراد والتي قال إنها قد تؤدي إلى اندلاع العنف مرة أخرى وأضاف أن في إمكان الولايات المتحدة التخفيف من حالة التوتر لضمان حل الخلافات بطرق سياسية.
المحلل السياسي هاشم الحبوبي استبعد في حديثه لإذاعة العراق الحر، نشوب صراع حقيقي بين العرب والأكراد قائلا إن لعبة جر الحبل بين الطرفين هي مجرد لعبة سياسية وإن الجانبين متفقان على العيش في ظل عراق ديمقراطي فيدرالي:
" لا اعتقد باحتمال عودة أعمال العنف بشكله السابق لا حاليا ولا في المستقبل المنظور. الأكراد متمسكون بوحدة العراق غير أن تصرفاتهم توحي بعكس ذلك. بعض الساسة العراقيين فهموا اللعبة ولم يعودوا يخافون من ذلك. زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي حققت الكثير واعتقد أن المشاكل بين الأكراد والعرب ستحتاج إلى أكثر من سنتين غير أنني اعتقد أن الأكراد نزلوا من الجبل وما عادوا يعرفون طريق الصعود إليه وهذه نتيجة حقيقية على ما اعتقد ".
تأتي تصريحات قائد القوات الأميركية بعد مرور خمسة أيام على نشر فحوى مذكرة رفعها الكولونيل تيموثي ريز، المستشار الأميركي للقوات العراقية في بغداد.
ريز قال في المذكرة إن جهود القوات الأميركية في مجال تدريب القوات العراقية وتجهيزها وتوفير المشورة لها، بلغت مرحلة متقدمة جدا وبالتالي سيكون على القوات الأميركية التعجيل بانسحابها من العراق واقترح أن يتم الانسحاب في الصيف المقبل وقبل موعد الانسحاب المقرر بستة عشر شهرا.
يذكر أن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تحدث عن احتمال سحب خمسة آلاف عسكري بشكل مبكر لو استمر انخفاض أعمال العنف.
قائد القوات الأميركية في العراق راي اودييرنو أكد أيضا في المقابلة التي أجرتها معه وكالة اسوشيتيد بريس، أكد على أن دور الولايات المتحدة في العراق يهدف إلى ضمان انتخابات شرعية ونزيهة وكذلك إلى مساعدة العراق على أن يكون شريكا طويل الأمد للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
نذكر أخيرا أن في العراق حاليا 130 ألف عسكري ومن المفترض أن تنسحب القوات القتالية في آب من عام 2010 وأن يبقى ما بين 35 و 50 ألف عسكري لتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها ولحين حلول موعد الانسحاب النهائي والكامل في نهاية عام 2011.