المفوضية الانتخابية أعلنت أن القائمة الكردستانية المؤلفة من تحالف الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني فازت بأكثر من 57 في المئة من أصوات الناخبين فيما حصل الرئيس بارزاني على نحو 70 في المئة من الأصوات.
مراقبون لاحظوا أن فوز تحالف الحزبين يعكس المزاج العام في الإقليم لصالح الحفاظ على الأمن النسبي الذي ساد المنطقة وما اقترن به من حركة أعمار وانتعاش اقتصادي عام. ولكن الناخبين قرروا أيضا الحد من هيمنة الحزبين هيمنة تكاد تكون مطلقة على الساحة السياسية في الإقليم وتوجيه إنذار إلى الحزبين الكبيرين بأن يضاعفا جهودهما لمكافحة الفساد وتحسين الخدمات وحل مشاكل المنطقة. وتبدى موقف الناخبين هذا في منح زهاء 23 من أصواتهم إلى قائمة التغيير بزعامة نوشروان مصطفى نائب طالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني قبل أن يختلف معه وينشق عن الاتحاد.
لا يقل دلالة عن مكاسب أحزاب المعارضة التحدي الذي واجهه مسعود بارزاني بحصول منافسه كمال ميراودلي على ربع أصوات الناخبين.
في غضون ذلك توالت ردود أفعال الكيانات السياسية المختلفة على نتائج الانتخابات بالارتباط مع انبثاق قائمة التغيير بوصفها بديلا سياسيا محتملا يتعين على الحزبين الكبيرين أن يأخذاه في حساباتهما المقبلة بكل جدية. وفي هذا الشأن التقت إذاعة العراق الحر الناطق باسم قائمة التغيير شاهو سعيد الذي أكد أن تغيرا حدث في الاصطفافات السياسية التي كانت قائمة قبل الانتخابات
خاضت قائمة التغيير حملتها الانتخابية ببرنامج يركز على مكافحة الفساد وتحسين الخدمات وتعزيز دور البرلمان وإنهاء هيمنة الحزبين. وأكد شاهو في حديثه لإذاعة العراق الحر أن قائمة التغيير تتعهد بتنفيذ هذه الوعود سواء شاركت في الحكم أم ظلت في صفوف المعارضة.
الناطق باسم قائمة التغيير شاهو سعيد أوضح دور المعارضة في تحسين أداء الحكومة بإشعارها على الدوام أنها تحت المراقبة مقترحا أن تشكل المعارضة حكومة ظل تتابع أداء الحكومة العاملة وتحاسبها.
من الكيانات السياسية التي شاركت في انتخابات إقليم كردستان قائمة الخدمات والإصلاح التي تضم حزبين إسلاميين وحزبين يساريين. وجاءت هذه القائمة بالمرتبة الثالثة بعد القائمة الكردستانية وقائمة التغيير بحصولها على أكثر من 12 في المئة من الأصوات. وفي حديث لإذاعة العراق الحر قال زانا سعيد مرشح قائمة الخدمات والإصلاح عن الجماعة الإسلامية احد الأطراف المنضوية في القائمة إن لدى قائمة الخدمات والإصلاح اعتراضات كثيرة على نتيجة الانتخابات قدمتها إلى المفوضية الانتخابية متوقعا هو الآخر مواجهة الحزبين الكبيرين بمعارضة قوية في البرلمان المقبل.
حتى اكبر الفائزين لديهم تحفظات بشأن نتيجة الانتخابات على ما يبدو ، لا سيما بعد إعلان رئيس المفوضية الانتخابية فرج الحيدري عن حجز عدد من صناديق الاقتراع التي وردت شكاوى حولها. وفي هذا الإطار تحدث ممثل القائمة الكردستانية جعفر إبراهيم لإذاعة العراق الحر مؤكدا قبول النتائج الأولية مع التحري عن مسألة الصناديق المحجوزة
بصرف النظر عن تحفظات هذا الطرف واعتراضات ذاك وبعيدا عن حسابات الأرقام والنسب فان أهم النتائج المتوقعة من انتخابات يوم السبت في إقليم كردستان هي انتخاب برلمان إقليمي أكثر حيوية بانتقال المعادلة السياسية من الأغلبيات الساحقة إلى المنافسات الجدية ، كما لفت الإعلامي زهير الجزائري في حديث خاص لإذاعة العراق الحر
وزير الصناعة عن التحالف الكردستاني فوزي الحريري هو الآخر توقع أن يرتقي أداء البرلمان الإقليمي وتتغير آلية عمل الحكومة بوجود معارضة قوية تحت قبته، كما أشار في حديث خاض لإذاعة العراق الحر
أكدت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات أن النتائج التي أعلنتها يوم الأربعاء هي النتائج الأولية ولن تظهر النتائج النهائية إلا بعد البت في جميع الشكاوى سواء كانت الشكاوى التي تحسمها المفوضية نفسها أو الشكاوى التي تُحال على محكمة التمييز.
