وتعاني محافظة صلاح الدين أصلا من خطرين بيئيين كبيرين هما التلوث الذي سببه مصفى بيجي في مياه نهر دجلة، لان أنابيبه تمر خلال النهر، والغازات التي يبعثها المصفى فضلا عن الخطر الكبير الذي يواجه عموم المحافظات العراقية إلا وهو خطر الجفاف، حيث سببت قلة الإمطار والمياه في إحداث أضرار مادية كبيرة بالآلاف الدونمات الزراعية في المحافظة وأصبحت تعلوها الرمال وأصيبت بالتصحر.
دائرة البيئة في صلاح الدين التي باتت عاجزة عن حل معظم المشاكل البيئية في المحافظة بسبب قلة إمكانياتها المادية تعقد بين الحين والأخر اجتماعات تسمى بالدورية لبحث المشاكل البيئية ووضع الخطط المستقبلية لمعالجتها، ولكن وبحسب المراقبين دون أن تأخذ حيز التنفيذ.
رئيس المهندسين في دائرة صحة صلاح الدين نسيم طه بين أن مديرية البيئة في المحافظة تناقش الأمور البيئية في المحافظة، وان انعقاد هذه الجلسات في فترات متباعدة لأسباب كثيرة ولكن الهدف هو معالجة جميع المشاكل البيئية التي تواجه المواطنين في صلاح الدين.
الجهات الرقابية في صلاح الدين والمتمثلة بمنظمات المجتمع المدني والتي تسمي نفسها السلطة الخامسة شخصت ومنذ أكثر من خمسة سنوات الأخطار البيئية التي تواجه محافظة صلاح الدين، كموضوع معالجة الجفاف الحاصل والقضاء على ظاهرة التصحر من خلال قيامها بغرس بعض الأشجار في مناطق مختلفة من المحافظة، إلا أنها شددت على ضرورة المساهمة الحكومية الحازمة والسريعة لمعالجة المشاكل البيئية في المحافظة قبل وقوع ما لا يحمد عقباه وهو ما أشار له خلف جميل الماضي رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني في صلاح الدين.
وقال الماضي: لم نجد اهتماما من السلطات الحكومية بموضوع البيئة، وحتى السلطات المحلية رغم الصرخات المتكررة التي تطلقها دوائر البيئة وخاصة في صلاح الدين وعملية التجاوز على البيئة تحتاج إلى قوة حكومية لمنعها وهي تحتاج أيضا لمبالغ مالية كبيرة وجهود كبيرة أيضا من قبل المسئولين.
الأمم المتحدة التي تقود في العراق حملة كبيرة لمعالجة الجفاف وبعض المشاكل البيئية المترتبة عليها عملت في الوقت الحاضر على جمع البيانات وتشخيص معظم المشاكل البيئية لوضع الحلول المستقبلية لمعالجتها ومنها في صلاح الدين .
حيث أشار منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في صلاح الدين بدر محمد خلف الموضوع المهم الذي يجب التركيز عليه وهو موضوع الأنبوب النفطي المار في نهر دجلة والذي يجب معالجته وحمايته امنيا صناعيا وكذلك الجفاف وتأثيره الكبير وألان الأمم المتحدة تقود حملة لمعالجة الجفاف وبالتعاون مع الحكومة العراقية ومعالجة هذه المشاكل البيئية الخطيرة.
حل معظم المشاكل البيئية وإيجاد الحلول السريعة لها من قبل الجهات المسئولة هو ما يطالب به أهالي صلاح الدين الذين يلجا بعضهم خلال موسم الصيف إلى ترك منازلهم والذهاب إلى شمال العراق أو خارجه هربا من العواصف الرملية والتلوث النفطي وما يسببه من أخطار صحية.