بايدن أجرى في أعقاب زيارته الميدانية إلى بغداد الأسبوع الماضي سلسلةً من الاتصالات الهاتفية مع الزعماء العراقيين استكمالا لمحادثاته التي تركزت على تفعيل الاتفاقية الإطارية الإستراتيجية من أجل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات غير العسكرية.
وفي تصريحاتٍ نشرَتها صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية الجمعة لمناسبة زيارته المرتقَبة إلى واشنطن، أعرب المالكي عن مشاعر الامتنان للتضحيات الأميركية في العراق قائلا إنه يعتزم توجيه الشكر إلى الولايات المتحدة على ما بَذلته بالاشتراك مع الشعب العراقي خلال السنوات الست الماضية التي أعقبَت إسقاط صدام حسين.
وفي هذا الصدد، نُقل عن المالكي القول "لقد حققنا انتصارا مشتركا ضد الإرهاب إذ كانت هناك تضحيات من كلا الجانبين أدت إلى الديمقراطية وأفرَزت نتائج مثمرة"، بحسب تعبيره.
وفي نشرها لمقتطفاتٍ من المقابلة، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن تصريحات المالكي في المرحلة التي سبَقت انسحابَ الوحدات القتالية الأميركية من مدن العراق نهاية الشهر الماضي تضمنت إشاداتٍ بقدرة القوات الأمنية العراقية على تولّي المسؤوليات الأمنية دون عبارات الشكر والتقدير لدور الجنود الأميركيين، بحسب تعبير المراسلة (غينا تشون).
وختَمَت الصحيفة الأميركية البارزة تقريرها بالقول إن من أبرز التحديات التي تواجه المالكي خلال الفترة المتبقية من العام الحالي هي حفظ الأمن في أعقاب الانسحاب الأميركي وممارسة السيادة العراقية المتنامية في الجوانب الأمنية. وفيما يتعلق بالشق الأخير، تمثّل حرص واشنطن على نقل المزيد من المسؤوليات الأمنية من خلال الإفراج أخيراً عن الدبلوماسيين الإيرانيين الخمسة المتهمين بتسليح ميليشيات متطرفة وتسليمهم إلى السلطات العراقية.
يشار إلى أن هؤلاء المسؤولين الذين احتجزهم الجيش الأميركي في العراق طوال نحو عامين عادوا إلى إيران الأحد بعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحهم.
وفي مؤشرٍ آخر إلى ممارسة العراق مسؤوليات حفظ الأمن بشكلٍ مستقل عن الولايات المتحدة، صرح مسؤول عسكري أميركي بأن القوات العراقية لم تطلب المساعدة الأميركية في عمليات قتالية في المدن منذ الثلاثين من حزيران عندما انسحبت قوات بلاده القتالية من المراكز السكانية بموجب اتفاقية (صوفا).
ونقلت وكالة رويترز للأنباء الأحد عن الليوتنانت جنرال تشارلز جاكوبي .Lieutenant-General Charles Jacoby Jr
الذي تولى منصب مسؤول العمليات اليومية في العراق في نيسان قوله لمجموعة من الصحافيين مطلع الأسبوع "ما حدث هو كالتالي.. لم تُقدّم طلبات بعودة القوات القتالية إلى المدينة.. أي مدينة"، بحسب تعبيره.
لكنه أوضَح أن القوات العراقية طلبت المساعدة قَبل العمليات القتالية وبعدَها مثل مساعدات المخابرات من القوات الأميركية التي تمتلك تكنولوجيا متطورة وأسطولا هائلا من الطائرات والمروحيات إضافةً إلى موارد النقل والإمداد.
وفي تحليله للإستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه العراق خلال المرحلة المقبلة، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق في حديثٍ لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف الأحد إن الـمَهَمة التي أناطها الرئيس أوباما لنائبِه بايدن تؤشر إلى أن الولايات المتحدة تسير باتجاهين، دبلوماسي وعسكري. إلا أن الأولويةَ هي للدبلوماسية وذلك وفقاً لما أوضحَهُ أوباما في تصريحاته لمناسبة عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من تموز عن الدور المتحوّل للولايات المتحدة في العراق خلال الفترة التي تسبق الانسحاب الكلي للقوات الأميركية نهاية عام 2011.