من جديد ارتفعت الاصوات المطالبة بجعل قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى ذي الاغلبية التركمانية محافظة بذاتها، لانه وبحسب تلك الاصوات المطالبة مستوف لجميع الشروط القانونية التي تؤهله لذلك من سعة المساحة وارتفاع الكثافة السكانية، فضلا عن حاجته لميزانية خاصة توفر له الاعمار والخدمات التي يعاني نقصا فيها.
وقال مسوؤل الجبهة التركمانية العراقية في نينوى محمد جارو الباشا، في حديث لاذاعة العراق الحران "جعل قضاء تلعفر محافظة هو استحقاق شرعي و ديمقراطي، لان تلعفر اكبر قضاء في العراق والشرق الاوسط، ونفوسه مع النواحي والقرى التابعة له قرابة 500 الف نسمة"، مضيفا ان جعل قضاء تلعفر محافظة يعني ان هناك ميزانية خاصة ستكون من حصته ويمكن صرفها لاعماره".
واكد الباشا ان الغرض من المطالبة بجعل تلعفر محافظة "ليس لتجزئة البلاد او الانفصال، فنحن ننظر للعراق كعائلة واحدة"، حسب تعبيره.
الادارة المحلية في نينوى رفضت انفصال قضاء تلعفر اداريا عنها وعدت المشروع غير ناجح حاليا، حسب قول محافظ نينوى اثيل النجيفي، الذي اوضح ذلك بالقول ان "الكلام بهذا الموضوع متعجل، وما سيقرره اهالي تلعفر قانونيا سنرحب به، على ان يكون قرار جماعيا، وانا اعتقد ان هذا المشروع عمليا غير ناجح حاليا، اذ ما زالت هذه الاقضية بحاجة الى الموصل اقتصاديا واجتماعيا".
فيما وجد نائب رئيس مجلس محافظة نينوى دلدار الزيباري ان مشروع تحويل تلعفر الى محافظة يمكن ان يطبق مستقبلا وبظروف افضل: نرفض أي طلب باستقطاع أي جزء من محافظة نينوى حاليا، ومن الممكن طرح ذلك في وقت اخر وبعد ان يناقش من مختلف الوجوه.
في ذات الوقت اعتبر بعض اهالي الموصل فصل تلعفر عن نينوى ضد مصلحة اهالي المحافظة: انفصال تلعفر عن نينوى هو لمكاسب مادية وعدم الاهتمام بمصالح المواطنين، لذا نطالب عدم الانجراف وراء السياسات ومصالح الاحزاب.
من جانبه اوضح قائممقام الموصل زهير الاعرجي ان مناقشة موضوع تلعفر وجعله محافظة يجب ان يكون بموجب القانون والدستور، وليس بالشعارات والتظاهرات: هناك قانون ودستور ومن الممكن مناقشة موضوع تلعفر حسب ذلك، الا ان هذه المشكلة لا تحل بالتظاهرات والشعارات، وفكرة تحويل تلعفر الى محافظة قديمة وليست جديدة ويمكن تحقيقها ضمن القانون وبعيدا عن أي اهداف اخرى تضر بوحدة البلد.
يذكر ان تظاهرات شهدها قضاء تلعفر مؤخرا تطالب بتحويله الى محافظة، كما سبق ان عقد مؤتمرفي بغداد ناقش نفس الموضوع نفسه، لكن دون نتائج، ويبعد تلعفر الذي يضم ثلاث نواحي هي ربيعة وزمار والعياضية 60 كم غرب الموصل، وفكرة فصله اداريا عنها قديمة تعود لعقود خلت، في الاعوام 1941، و1977، و2002، كما تذكر المصارد التركمانية، الا انها لم تطبق لاسباب مختلفة.