في مؤشر على تصميم البلدين الجارين بالدخول في مرحلة جديدة من التعاون والتكامل، انطلقت السبت، وقبل موعدها المقرر بيومين، أول رحلة لقطارات البضائع من مرفأ طرطوس السوري على ساحل المتوسط، إلى ميناء أم قصر العراقي مرورا ببغداد.
وحسب قراءة وزير النقل السوري يعرب بدر فإن تقديم موعد الانطلاق إنما هو نجاح وتتويج للجهود التي بذلت لتسيير أول رحلة من مرفأ طرطوس باتجاه بغداد بعد توقف لفترة طويلة، الأمر الذي سيحقق ازدهارا لقطاع النقل السوري وانفتاحا للعراق على استيراد بضائعه اللازمة لإعادة إعماره من خلال الموانئ السورية.
ويعتبر الصحفي السوري عدنان عبد الرزاق ان ارتباط سورية والعراق انما هو بمثابة القدر، ويقول لاذاعتنا:
"وجدت في هذا الخط بداية لحلول اقتصادية ربما تنتشل الاقتصادين من حالة الارهاق الذي تعرضا له، فأن تنتقل البضائع السورية إلى العراق وتكون العراق لاعبا او طرفا رئيسا في اعادة تأهيل الاقتصاد السوري فهذا سينعكس كثيرا على الاقتصاد السوري، كما تكون سورية هي منفذ للعراق سواء للخامات أو سواء لاستيراد البضائع فأيضا هذا سيكون حلا ربما من الحلول العراقية.
هنا اتكلم عن الاقتصاد بعيدا عن السياسية رغم استحالة فصل السياسة عن الاقتصاد، لأن العلاقات السياسية تطورت وتحسنت في الآونة الاخيرة سواء لجهة اعتراف الحكومة او الدولة السورية بالحكومة العراقية وربما تسويقها على الصعيد السوري".
انطلاق الرحلة من ميناء طرطوس تم وسط حضور رسمي تقدمهم وزير النقل ومحافظ المدينة وعدد من المدراء المسؤولين، وهو جاء تنفيذا لمذكرة تفاهم وقعت مؤخرا بين وزارتي النقل السورية والعراقية لتشغيل الجسر السككي بين البحر المتوسط ومرفأ أم قصر العراقي على الخليج العربي.
ويؤكد الصحفي عدنان عبد الرزاق أن نجاح العملية من شأنه تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ويقول إن
"الاقتصاد دوما يبدأ بخطوة تعامل صحيحة وشفافة تحقق مصلحة لكلا الطرفين، وسورية مهددة بنضوب النفط وهي تدفع فاتورة الخام النفطي او المشتقات النفطية عاليا، والعراق من الدول المنتجة الاولى في اوبك، اذا يعني ارى افقا اقتصاديا قد يتطور، وهذه كانت البداية عبر ربط شريان مباشر بين ميناء طرطوس السوري وميناء ام قصر العراقي".
المسؤولون السوريون أبدوا استعدادهم لتذليل كل الصعوبات التي تعيق انسيابية البضائع من المرافئ السورية باتجاه العراق والتي ستعتبر بضائع ترانزيت وستنقل بالسكك الحديدية وتعبر الحدود.
وتستغرق الرحلة 36 ساعة، على أن يتم استبدال رأس القاطرة السوري بآخر عراقي على الحدود بين البلدين.