روابط للدخول

خبر عاجل

عرس الديمقراطية في العراق ومأتم الاقتصاد العالمي في دافوس


فارس عمر ورواء حيدر

بورقة عليها إشارة وجه ملايين العراقيين يوم السبت رسالة زاخرة بالمعاني الى العالم والى سياسييهم ، الحاكمين منهم والمعارضين على السواء. مواطنون يُقدَّر عددهم بنحو خمسة عشر مليون شهروا مرة أخرى أصابعهم الملطخة بالبنفسجي معلنين انها سلاح أمضى من المفخخات في تغيير الحكام وان صوتهم أعلى من لعلعلة الرصاص في إسماع المسؤولين.
تتميز انتخابات مجالس المحافظات بسمات غابت عن الانتخابات السابقة. فالتحسن الملموس في الوضع الأمني أتاح انطلاق حملة انتخابية بالمعنى المتعارف عليه الى حد ما.
السمة الجديدة الأخرى في انتخابات يوم السبت ان المواطنين قرروا هذه المرة أن يصوتوا لمن يتوسمون فيه النزاهة والمؤهلات والصدق في تنفيذ الوعود الانتخابية بعد الاقتراع ، كما أكد هذا المواطن:
(صوت مواطن)
تطلعات شاطرتها هذه الطالبة بطريقتها الخاصة:
(صوت مواطن)

ملمح آخر جدير بالملاحظة في انتخابات مجالس المحافظات هو اقبال مَنْ تعذر عليهم التصويت سابقا لاسباب مختلفة ، على مراكز الاقتراع ليمارسوا حقهم كمواطنين. وهو ما لفت اليه المواطن عبد الستار عبد الرزاق من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار متمنيا ان تكون تجربته الانتخابية بمستوى طموحه.

أصبحت الانتخابات التي تجري في العراق شأنا أكثر من عراقي يستأثر بالاهتمام في محيط العراق العربي والاسلامي وحتى ابعد منه. وفي هذا الشأن قال الباحث العراقي هشام داود ان هناك اعترافا دوليا بأن عراق اليوم يختلف نوعيا عن العراق الذي عرفه العالم في عهود سابقة:
(صوت هشام داود)

لم يدَّعِ أحد ان انتخابات مجالس المحافظات يوم السبت كانت كاملة. وتركزت غالبية الشكاوى التي جهر بها المواطنون على خيبة أملهم باكتشاف ان اسماءهم ليست في سجل الناخبين عندما توجهوا الى مراكز الاقتراع. من بين هؤلاء المواطن فتاح احمد الذي اتصل باذاعة العراق الحر رافضا ان تفوته فرصة التصويت:
(صوت مواطن)
وهذا ما أكده علي الدجيلي سكرتير منظمة تموز التي لديها نحوُ عشرين الف مراقب في جميع المحافظات:
(صوت علي الدجيلي)

اذاعة العراق الحر نقلت هذا الشكاوى الى رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات فرج الحيدري الذي أوضح اسباب المشكلة وكيف كان من الممكن تلافيها:
(صوت فرج الحيدري)
وعن أداء المفوضية المستقلة للانتخابات نوه رئيس المفوضية فرج الحيدري بشهادة الجامعة العربية والمراقبين الدوليين:
(صوت فرج الحيدري)
وتأكيدا لما قاله رئيس المفوضية الانتخابية المستقلة فرج الحيدري اعرب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية:
"لدي انطباع حسن عن تنظيم الانتخابات ولدي شعور طيب عن الطريقة التي تجري بها عملية التصويت".

مراقبون اعتبروا انتخابات مجالس المحافظات تمرينا أو بروفة للانتخابات الوطنية في نهاية السنة. وإذا أسفرت انتخابات الحادث والثلاثين من كانون الثاني عن تحجيم اللاعبين الذين سيطروا على الساحة السياسية خلال الفترة الماضية فانها ستقرع ناقوس الخطر بأن التغيير سيكون حتى أكبر في كانون الاول المقبل. وان غدا لناظره قريب.

** *** **

حذر خبراء مشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في منتجع دافوس السويسري مما سموه "إفلاسا مائيا" يهدد العالم. ونبه تقرير نُشر يوم السبت إلى خطورة الوضع المائي في العالم لأسباب عدة منها تعاظم الاستهلاك بسبب تزايد أعداد البشر مع ما يرافق ذلك من تبذير. كما أشار التقرير إلى تأثير التغير المناخي على مصادر المياه متوقعا اختفاء الثلوج التي تغطي جبال الهملايا ومنطقة التبت في غضون مائة عام.
تحذير الخبراء يصح بصفة خاصة على منطقة الشرق الأوسط حيث يقول كثيرون "ليتنا عثرنا على ماء بدلا من النفط". فان سبعين بالمائة من احتياط النفط العالمي يتركز في هذه منطقة الشرق الاوسط التي يسكنها خمس سكان العالم، غير أنها لا تملك غير اقل من نسبة واحد بالمائة من الموارد المائية في العالم وتتركز في أجزاء منها فقط ، منها بلاد الرافدين.
مع ذلك يعاني العراق من مشاكل عدة على صعيد المياه وصفها وزير الموارد المائية عبد اللطيف رشيد بالشكل التالي في حديث خاص بإذاعة العراق الحر:
(صوت الوزير عبد اللطيف رشيد)
وزير الموارد المائية أوضح أن حصة العراق من مياه الأمطار قلت في العام الماضي عن ثلث المعدل.

توقع الخبراء أن تشح المياه في منطقة الشرق الأوسط بشكل خطير بحلول عام 2025 ودعوا المسؤولين إلى إدارة الموارد المائية بحكمة وبطريقة رشيدة تجنبا لوقوع أزمة حادة في المستقبل القريب.
وزير الموارد المائية عبد اللطيف رشيد قال إن لدى العراق خططا استراتيجية لاستغلال المياه بطرق رشيدة وأثنى على الجهود الدولية في دعم الخطط الوطنية غير انه نبه إلى عدم وجود اتفاقات دولية واضحة تسهم في حل الخلافات بين الدول التي تشترك في مواردها المائية:
(صوت الوزير عبد اللطيف رشيد)

من المعروف أن العراق يشترك مع سوريا وتركيا وإيران في مياه دجلة والفرات.
وفي ما يتعلق بإيران عبر وزير الموارد المائية عن عدم رضاه عن نتائج التنسيق بين البلدين إذ قال:
(صوت الوزير عبد اللطيف رشيد)

أما بالنسبة لسوريا وتركيا قال وزير الموارد المائية عبد اللطيف رشيد إن هناك تنسيقا وتعاونا غير انه شكا من عدم وجود اتفاقات دولية تدعم الاتفاقات الإقليمية:
(صوت الوزير عبد اللطيف رشيد)

يذكر أخيرا أن اكثر القطاعات استهلاكا للمياه في العراق هي قطاع الزراعة بالتأكيد. وسط وجنوب العراق يعتمدان على الري بينما يعتمد شمال العراق على مياه الأمطار بالدرجة الأساس.
على أية حال، صورة قاتمة هي التي رسمها تقرير منتدى دافوس الاقتصادي عن وضع الموارد المائية في العالم، حيث توقع نضوب هذه الموارد حتى قبل نضوب الذهب الأسود.

على صلة

XS
SM
MD
LG