ديار بامرني
عقد هذا العام العديد من المؤتمرات الدولية لحظر استخدام القنابل العنقودية والألغام الأرضية والتخلص منها كخطوة لتحريم استخدامها لما تسببه من ضحايا في مناطق النزاعات. ففي شهر تشرين الثاني عقد في جنيف المؤتمر الخاص بالدول المقعة على اتفاقية تحريم استخدام وتخزين الألغام الأرضية وهي الاتفاقية التي اعتمدت لأول مرة عام 1979 في اوتاوا بكندا. وناقش المؤتمر أمورا كثيرة أهمها احترام تنفيذ الاتفاقية والصعوبات المالية وغياب الشفافية في نقل المعلومات وتحديد المهل للدول التي وافقت على إزالة ألغامها حيث أكدت دول عديدة شاركت في المؤتمر ان نقص الموارد هو من الأسباب الرئيسة التي تحد من عملية إزالة الألغام التي لا يكلف سعر اللغم الواحد منها الخمسين دولار في حين تكلفة إزالته أو تدميره تبلغ ألف دولار.
وفي مطلع كانون الأول وقعت معظم دول العالم في العاصمة النرويجية أوسلو على اتفاقية دولية تحظر استخدام القنابل العنقودية لما تشكله من خطر أساسي على حياة المدنيين بسبب احتوائها على قنابل صغيرة تنتشر لدى انفجار القنبلة الكبيرة لكن دون ان تنفجر كلها وبالتالي فان ما تبقى منها والموجودة على الأرض يصبح مفعولها شبيها بمفعول الألغام الأرضية.
وقال رئيس الحكومة النرويجية ان هذه المعاهدة ستجعل من العالم مكانا اكثر أمانا ولكنها تأخرت كثيرا لان كثيرين فقدوا حياتهم وأعيقوا بسببها. هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت في تقرير لها تأكيد منظمة "هانديكاب انترناشونال" إن حوالي 100 ألف شخص، 98 في المئة منهم مدنيون قتلوا أو أصيبوا بإعاقة نتيجة الإصابة بهذا النوع من القنابل منذ عام 1965 وربع هذا العدد كانوا أطفالا اعتقدوا أنها لعبا أو علب أطعمة.
وتؤكد جهات رسمية ومنظمات دولية ان ارض العراق وبسبب الحروب العديدة تحتوي على ربع الألغام المزروعة في العالم والتي يقدر عددها ب25 مليون لغم موزعة في 4000 حقل ألغام تنتشر أكثرها في جنوب وشمال العراق. الحكومة العراقية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) دعت المجتمع الدولي لتكثيف الجهود لمساعدة العراق في عمليات إزالة الألغام, وحذرت الجهات الثلاث في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام الذي يحتفل به في الرابع من نيسان من كل عام، من أن العراق يعاني من أكبر تركيز للألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب في العالم وأعتبر البيان ان العراق هو البلد الأكثر تضررا من القنابل غير المنفلقة حيث اكد العديد من المختصين وجود كارثة اسمها الألغام لم ينتبه لها أحد وتسببت في جرح ومقتل المئات من الأبرياء معظمهم من الأطفال.
مراسل إذاعة العراق الحر (أحمد الزبيدي) أعد تقريرا خاصا حول خطر الألغام الذي حصد في السابق أرواح الآلاف من أهالي إقليم كردستان ومازال يهدد حياة الكثيرين من خلال لقائه مع عدد من المختصين في منظمات عاملة في الإقليم أكدت وجود عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أعيقوا بسبب هذه الألغام ويواجهون مصاعب عديدة ومعوقات كثيرة تمنعهم من العيش بصورة طبيعية بسبب قلة الدعم والمساعدات المقدمة لهم وعدم توفير ابسط الاحتياجات لهم ... الى التفاصيل.
لم يتوقع (عمر كريم) في يوم من الأيام انه سيجلس على كرسي متحرك وان تبتر كلتا رجليه بعد ان تطأ قدمه بالخطا أحد الألغام المضادة للأشخاص في قلب مدينة السليمانية, عمر الذي يبلغ الآن الأربعين من عمره كرس جل وقته لتأسيس اتحاد للمعاقين في إقليم كردستان وبعد طول انتظار تحقق له ذلك ليضم تحت مظلة هذا الاتحاد ما يقارب العشرة الآلاف معوق. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا الاتحاد إلا أن المعوقات التي تقف أمام تحقيق ولو جزء من احتياجاتهم مازالت كبيرة.
عمر كريم الذي يشغل الآن منصب رئيس اتحاد معوقي كردستان أكد ان حكومة إقليم كردستان لم تقدم للمنظمة وللمعوقين أي دعم يذكر سوى دفعها راتبا شهريا بسيطا للمعوق بالرغم من المطالبات العديدة واعتصام الاتحاد المذكور لغرض تنفيذ عدد من المطالب منها اعتبار المعاقين من ضحايا الحرب ودفع الحكومة العراقية مبالغ لهم كتعويضات إضافة إلى تخصيص راتب شهري لكل معاق وتوفير الرعاية الصحية والعلاج. وأكد رئيس اتحاد معوقي كردستان انهم سلموا كل هذه المطالب ومنذ اشهر طويلة إلى حكومة الإقليم ولم يتلق الاتحاد لحد الان أي جواب.
عمر أكد أيضا أن من بين الأمور الأخرى التي زادت من محنة المعوق نظرة المجتمع في السابق التي تغيرت تدريجيا, والان المعوقون هم شريحة فعالة في المجتمع ويتمتع عدد غير قليل منهم بكافة الامتيازات التي يحصل عليها المواطن ولم تمنع الإعاقة العديد منهم من تنمية مواهبهم سواء العلمية أو الفنية أو حتى الرياضية وهذا ماجعل رئيس اتحاد معاقي كردستان يطالب بتأسيس مدينة رياضية لرعاية هذه المواهب.
عمر كريم
من ناحيته أكد المدير الفني لمؤسسة شؤون الالغام (نازي اركوشي) ان الجفاف الذي أصاب البلاد خلال هذه السنة دفع بالعديد من مربي المواشي إلى البحث عن المراعي لمواشيهم في مناطق أخرى إلا أنها وفي نفس الوقت لابد ان تحوي حقول الغام غير مكتشفة او غير معلمة وهذا ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الألغام, الاركوشي أكد أن من الأمور الغريبة التي صادفت فرق إزالة هذه الألغام عثورهم على الغام يعود تاريخ زراعتها إلى الحرب العالمية الثانية.
نازي اركوشي
يذكر أن الحكومة العراقية وافقت على الانضمام إلي معاهدة أوتاوا التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد. وصرحت وزيرة البيئة (نرمين عثمان) أنه في ظرف ستة أشهر من توقيع العراق على المعاهدة ستقوم الوزارة بتقديم تقرير مفصل وشامل للحكومة عن كل مخططات إزالة الألغام. وأكدت الوزارة أن العراق قادر على التخلص من كل الألغام خلال السنوات العشر القادمة. وحسب شروط معاهدة اوتاوا , فان على كل دولة من الدول الموقعة إزالة الألغام الموجودة في أراضيها خلال فترة 10 سنوات من بدء نفاذ المعاهدة. في حين يؤكد العديد ان غياب الخرائط التي توثق حقول الألغام بعد تعرض وزارة الدفاع العراقية الى الحرق والسلب عام 2003 وقلة التخصيصات التي توفرها الحكومة لتمويل فرق إزالة الألغام سيجعل من هذه المهمة مستحيلة.
عقد هذا العام العديد من المؤتمرات الدولية لحظر استخدام القنابل العنقودية والألغام الأرضية والتخلص منها كخطوة لتحريم استخدامها لما تسببه من ضحايا في مناطق النزاعات. ففي شهر تشرين الثاني عقد في جنيف المؤتمر الخاص بالدول المقعة على اتفاقية تحريم استخدام وتخزين الألغام الأرضية وهي الاتفاقية التي اعتمدت لأول مرة عام 1979 في اوتاوا بكندا. وناقش المؤتمر أمورا كثيرة أهمها احترام تنفيذ الاتفاقية والصعوبات المالية وغياب الشفافية في نقل المعلومات وتحديد المهل للدول التي وافقت على إزالة ألغامها حيث أكدت دول عديدة شاركت في المؤتمر ان نقص الموارد هو من الأسباب الرئيسة التي تحد من عملية إزالة الألغام التي لا يكلف سعر اللغم الواحد منها الخمسين دولار في حين تكلفة إزالته أو تدميره تبلغ ألف دولار.
وفي مطلع كانون الأول وقعت معظم دول العالم في العاصمة النرويجية أوسلو على اتفاقية دولية تحظر استخدام القنابل العنقودية لما تشكله من خطر أساسي على حياة المدنيين بسبب احتوائها على قنابل صغيرة تنتشر لدى انفجار القنبلة الكبيرة لكن دون ان تنفجر كلها وبالتالي فان ما تبقى منها والموجودة على الأرض يصبح مفعولها شبيها بمفعول الألغام الأرضية.
وقال رئيس الحكومة النرويجية ان هذه المعاهدة ستجعل من العالم مكانا اكثر أمانا ولكنها تأخرت كثيرا لان كثيرين فقدوا حياتهم وأعيقوا بسببها. هيئة الإذاعة البريطانية ذكرت في تقرير لها تأكيد منظمة "هانديكاب انترناشونال" إن حوالي 100 ألف شخص، 98 في المئة منهم مدنيون قتلوا أو أصيبوا بإعاقة نتيجة الإصابة بهذا النوع من القنابل منذ عام 1965 وربع هذا العدد كانوا أطفالا اعتقدوا أنها لعبا أو علب أطعمة.
وتؤكد جهات رسمية ومنظمات دولية ان ارض العراق وبسبب الحروب العديدة تحتوي على ربع الألغام المزروعة في العالم والتي يقدر عددها ب25 مليون لغم موزعة في 4000 حقل ألغام تنتشر أكثرها في جنوب وشمال العراق. الحكومة العراقية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) دعت المجتمع الدولي لتكثيف الجهود لمساعدة العراق في عمليات إزالة الألغام, وحذرت الجهات الثلاث في بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام الذي يحتفل به في الرابع من نيسان من كل عام، من أن العراق يعاني من أكبر تركيز للألغام والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب في العالم وأعتبر البيان ان العراق هو البلد الأكثر تضررا من القنابل غير المنفلقة حيث اكد العديد من المختصين وجود كارثة اسمها الألغام لم ينتبه لها أحد وتسببت في جرح ومقتل المئات من الأبرياء معظمهم من الأطفال.
مراسل إذاعة العراق الحر (أحمد الزبيدي) أعد تقريرا خاصا حول خطر الألغام الذي حصد في السابق أرواح الآلاف من أهالي إقليم كردستان ومازال يهدد حياة الكثيرين من خلال لقائه مع عدد من المختصين في منظمات عاملة في الإقليم أكدت وجود عشرات الآلاف من الأشخاص الذين أعيقوا بسبب هذه الألغام ويواجهون مصاعب عديدة ومعوقات كثيرة تمنعهم من العيش بصورة طبيعية بسبب قلة الدعم والمساعدات المقدمة لهم وعدم توفير ابسط الاحتياجات لهم ... الى التفاصيل.
لم يتوقع (عمر كريم) في يوم من الأيام انه سيجلس على كرسي متحرك وان تبتر كلتا رجليه بعد ان تطأ قدمه بالخطا أحد الألغام المضادة للأشخاص في قلب مدينة السليمانية, عمر الذي يبلغ الآن الأربعين من عمره كرس جل وقته لتأسيس اتحاد للمعاقين في إقليم كردستان وبعد طول انتظار تحقق له ذلك ليضم تحت مظلة هذا الاتحاد ما يقارب العشرة الآلاف معوق. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها هذا الاتحاد إلا أن المعوقات التي تقف أمام تحقيق ولو جزء من احتياجاتهم مازالت كبيرة.
عمر كريم الذي يشغل الآن منصب رئيس اتحاد معوقي كردستان أكد ان حكومة إقليم كردستان لم تقدم للمنظمة وللمعوقين أي دعم يذكر سوى دفعها راتبا شهريا بسيطا للمعوق بالرغم من المطالبات العديدة واعتصام الاتحاد المذكور لغرض تنفيذ عدد من المطالب منها اعتبار المعاقين من ضحايا الحرب ودفع الحكومة العراقية مبالغ لهم كتعويضات إضافة إلى تخصيص راتب شهري لكل معاق وتوفير الرعاية الصحية والعلاج. وأكد رئيس اتحاد معوقي كردستان انهم سلموا كل هذه المطالب ومنذ اشهر طويلة إلى حكومة الإقليم ولم يتلق الاتحاد لحد الان أي جواب.
عمر أكد أيضا أن من بين الأمور الأخرى التي زادت من محنة المعوق نظرة المجتمع في السابق التي تغيرت تدريجيا, والان المعوقون هم شريحة فعالة في المجتمع ويتمتع عدد غير قليل منهم بكافة الامتيازات التي يحصل عليها المواطن ولم تمنع الإعاقة العديد منهم من تنمية مواهبهم سواء العلمية أو الفنية أو حتى الرياضية وهذا ماجعل رئيس اتحاد معاقي كردستان يطالب بتأسيس مدينة رياضية لرعاية هذه المواهب.
عمر كريم
من ناحيته أكد المدير الفني لمؤسسة شؤون الالغام (نازي اركوشي) ان الجفاف الذي أصاب البلاد خلال هذه السنة دفع بالعديد من مربي المواشي إلى البحث عن المراعي لمواشيهم في مناطق أخرى إلا أنها وفي نفس الوقت لابد ان تحوي حقول الغام غير مكتشفة او غير معلمة وهذا ما أدى إلى ارتفاع حصيلة ضحايا الألغام, الاركوشي أكد أن من الأمور الغريبة التي صادفت فرق إزالة هذه الألغام عثورهم على الغام يعود تاريخ زراعتها إلى الحرب العالمية الثانية.
نازي اركوشي
يذكر أن الحكومة العراقية وافقت على الانضمام إلي معاهدة أوتاوا التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد. وصرحت وزيرة البيئة (نرمين عثمان) أنه في ظرف ستة أشهر من توقيع العراق على المعاهدة ستقوم الوزارة بتقديم تقرير مفصل وشامل للحكومة عن كل مخططات إزالة الألغام. وأكدت الوزارة أن العراق قادر على التخلص من كل الألغام خلال السنوات العشر القادمة. وحسب شروط معاهدة اوتاوا , فان على كل دولة من الدول الموقعة إزالة الألغام الموجودة في أراضيها خلال فترة 10 سنوات من بدء نفاذ المعاهدة. في حين يؤكد العديد ان غياب الخرائط التي توثق حقول الألغام بعد تعرض وزارة الدفاع العراقية الى الحرق والسلب عام 2003 وقلة التخصيصات التي توفرها الحكومة لتمويل فرق إزالة الألغام سيجعل من هذه المهمة مستحيلة.