روابط للدخول

خبر عاجل

المشاكل الاقتصادية لذوي الدخل المحدود تتفاقم مع مواسم الأعياد


عادل محمود – بغداد

ما ان يقترب موسم الاعياد حتى يرى العابر او السائر في اسواق بغداد حركة كثيفة للناس من مختلف الاعمار. وبقدر ما تعم روح البهجة بين الباعة والمشترين بقرب حلول العيد والامنيات الطيبة لبعضهم البعض، فان الواقع الاقتصادي الكامن له حقائقه وثوابته ايضا. فالارتفاع المستمر في الرواتب منذ عدة اعوام زاد من قدرة الناس على اقتناء ما يحتاجونه من مستلزمات، ولكن ارتفاع الاسعار المقابل والازمات المعيشية المعروفة تستنزف قدرا كبير من هذه القدرة.
النسوة اللواتي يصطحبن بناتهن او اولادهن لشراء الملابس ظاهرة تصبح اكثر وضوحا قبيل مواسم الاعياد، حيث تجد الاولاد يرفعون اصواتهم بطلب هذا الشيء او ذاك دون سواه، واذا كانت متطلبات الاطفال هذه يمكن تجاوزها في الايام العادية، فانها تصبح في موسم الاعياد اكثر الحاحا وضرورة.
والقدرة الشرائية عادة ما تنحصر في امكانية اقتناء الاشياء البسيطة من ملابس واغذية او متطلبات الحياة اليومية المختلفة، اما الامور الاساسية التي تضغط على الوضع الاقتصادي للعائلة، كالمخصصات الشهرية التي تذهب للاشتراك بمولدات الكهرباء او اجور النقل وما يماثلها من ضرورات لا غنى عنها، فانها مثل العبء الاكبر الذي يستنزف رواتب الموظفين وذوي الدخل المحدود، هذا فضلا عن مشكلة السكن والايجارات التي قد تكون المشكلة الابرز في الوضع المعيشي.
مواسم الاعياد توضح بشكل اكبر المشاكل او الصعوبات التي تعاني منها شرائح واسعة من الناس، وتفرز حركتهم على اساس امكاناتهم الاقتصادية، فالفقراء يذهبون الى محال الملابس المستعملة مثلا، ومتوسطي الدخل الى البضائع الجديدة الرخيصة، اما الاغنياء وميسوري الحال فان لهم اسواقهم التي لا يقربها سواهم، واذا كان الجميع يسعى الى تدبر امره بشكل او اخر ازاء مستلزمات العيد، فان الضغوط الاقتصادية التي تعيشها فئات واسعة من المجتمع لا تزال تنوء بثقلها على كواهلهم بانتظار حلول جذرية لظروف حياتهم.

على صلة

XS
SM
MD
LG