أحمد الزبيدي – حلبجة
مدينة حلبجة ترتبط في اذهان الكثيرين خارج اقليم كردستان، وربما داخلها، بالهجمات التي تعرضت لها قبل عشرين عاما بالاسلحة الكيماوية. لكن لحلبجة مكانة مرموقة في التاريخ السياسي، ودورا ملحوظا في الحياة الثقافية، فضلا عن مكانتها الروحية كونها تضم عددا من مراكز العلوم الاسلامية التي يمتد تاريخ بعضها الى قرنين، كما ان حلبجة معروفة بتكيتها النقشبندية، ِزِد على أن العديد من ابنائها ينتمون الى الطائفة الكاكائية، كل ذلك جعل من حلبجة مثالا للمدن التي تسودها روح التسامح.
يلمس الزائر الى حلبجة غلبة العادات والتقاليد العشائرية على سلوك سكانها، اذ ما أن يعرف احد منهم بنبأ وصول غريب الى المدينة حتى يتبارى الجميع لاستضافة هذا الغريب. وما ان عرفوا أني صحفي من اذاعة العراق الحر حتى ازداد عدد الراغبين في استضافتي، واخيرا بقيت في ضيافة احد المحامين في المدينة واسمه خالد:
[[.......]]
ولم يكد المحامي خالد يفرغ من حديثة حتى دخل علينا احد جيرانه مرحبا بنا واسمه فرهاد وبدأ الحديث عن حلبجة:
[[.......]]
يعتز سكان حلبجة بتراث مدينتهم الثقافي، اذ برز من بين ابنائها العديد من الادباء والشعراء. وفيها ضريح الشاعر الكردي الصوفي المعروف عبد الرحيم مولوي، وفي حلبجة ولد وعاش ودفن عبد الله كوران احد ابرز الشعراء الكرد والعراقيين المحدثين.
كما ان التاريخ السياسي سجل لمدينة حلبجه بطولات لا تزال موضع اعتزاء ابنائها. ففي عشرينات القرن الماضي كان الشيخ حمه رشيد عبابيلي احد قادة مقاومة الاحتلال الانجليزي وأحد انصار الثائر الشيخ محمود الحفيد، الذي يعده الكرد رمزا لنضالهم وجهادهم.
كما يحيي ابناء حلبجة اعيادا خاصة بهم ومن تلك الاعياد: عيد الاثنى عشر فارسا الذي يرمز الى المحاربين الكرد الذين هزموا جيش الامبراطور الساساني الذي حاول فتح مدينتهم. وثمة عيد آخَرَ ذو طابع ديني يُعرف بـ"البرات" او البراءة توزع خلاله الحلوى والمأكولات ويجول الصبية على البيوت على طريقة "الماجينة" المعروفة في مدن وسط وجنوب العراق. ويفسر المختصون بالتراث الشعبي فكرة العيد بانها تنطلق من البراء من الجوع.
وقبل ان نغادر حلبجة آثرنا اللقاء بابراهيم هوراماني ممثل وزارة الثقافة في الاقليم ليحدث مستمعي اذاعة العراق عن واقع حلبجة والتغييرات التي شهدتها المدينة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي بعد مرور عقدين من الزمن على تعرضها للقصف بالاسلحة اللكيماوية:
[[.......]]
ودعنا "ضريح الملائكة" كما يصف سكان حلبجة مدينتهم بعد ان سمعنا طموح سكانها بان تلقى مدينتهم ما تستحق من عناية واهتمام لا لأنها ما زالتا تعيش اثار القصف بالاسلحة الكيماوية الذي تعرضت اواخر ثمانينات القرن الماضي بل لما لها من مكانة في تاريخ الكرد وثقافتهم.
مدينة حلبجة ترتبط في اذهان الكثيرين خارج اقليم كردستان، وربما داخلها، بالهجمات التي تعرضت لها قبل عشرين عاما بالاسلحة الكيماوية. لكن لحلبجة مكانة مرموقة في التاريخ السياسي، ودورا ملحوظا في الحياة الثقافية، فضلا عن مكانتها الروحية كونها تضم عددا من مراكز العلوم الاسلامية التي يمتد تاريخ بعضها الى قرنين، كما ان حلبجة معروفة بتكيتها النقشبندية، ِزِد على أن العديد من ابنائها ينتمون الى الطائفة الكاكائية، كل ذلك جعل من حلبجة مثالا للمدن التي تسودها روح التسامح.
يلمس الزائر الى حلبجة غلبة العادات والتقاليد العشائرية على سلوك سكانها، اذ ما أن يعرف احد منهم بنبأ وصول غريب الى المدينة حتى يتبارى الجميع لاستضافة هذا الغريب. وما ان عرفوا أني صحفي من اذاعة العراق الحر حتى ازداد عدد الراغبين في استضافتي، واخيرا بقيت في ضيافة احد المحامين في المدينة واسمه خالد:
[[.......]]
ولم يكد المحامي خالد يفرغ من حديثة حتى دخل علينا احد جيرانه مرحبا بنا واسمه فرهاد وبدأ الحديث عن حلبجة:
[[.......]]
يعتز سكان حلبجة بتراث مدينتهم الثقافي، اذ برز من بين ابنائها العديد من الادباء والشعراء. وفيها ضريح الشاعر الكردي الصوفي المعروف عبد الرحيم مولوي، وفي حلبجة ولد وعاش ودفن عبد الله كوران احد ابرز الشعراء الكرد والعراقيين المحدثين.
كما ان التاريخ السياسي سجل لمدينة حلبجه بطولات لا تزال موضع اعتزاء ابنائها. ففي عشرينات القرن الماضي كان الشيخ حمه رشيد عبابيلي احد قادة مقاومة الاحتلال الانجليزي وأحد انصار الثائر الشيخ محمود الحفيد، الذي يعده الكرد رمزا لنضالهم وجهادهم.
كما يحيي ابناء حلبجة اعيادا خاصة بهم ومن تلك الاعياد: عيد الاثنى عشر فارسا الذي يرمز الى المحاربين الكرد الذين هزموا جيش الامبراطور الساساني الذي حاول فتح مدينتهم. وثمة عيد آخَرَ ذو طابع ديني يُعرف بـ"البرات" او البراءة توزع خلاله الحلوى والمأكولات ويجول الصبية على البيوت على طريقة "الماجينة" المعروفة في مدن وسط وجنوب العراق. ويفسر المختصون بالتراث الشعبي فكرة العيد بانها تنطلق من البراء من الجوع.
وقبل ان نغادر حلبجة آثرنا اللقاء بابراهيم هوراماني ممثل وزارة الثقافة في الاقليم ليحدث مستمعي اذاعة العراق عن واقع حلبجة والتغييرات التي شهدتها المدينة على الصعيدين الثقافي والاجتماعي بعد مرور عقدين من الزمن على تعرضها للقصف بالاسلحة اللكيماوية:
[[.......]]
ودعنا "ضريح الملائكة" كما يصف سكان حلبجة مدينتهم بعد ان سمعنا طموح سكانها بان تلقى مدينتهم ما تستحق من عناية واهتمام لا لأنها ما زالتا تعيش اثار القصف بالاسلحة الكيماوية الذي تعرضت اواخر ثمانينات القرن الماضي بل لما لها من مكانة في تاريخ الكرد وثقافتهم.