طارق سلمان
يجمع سياسيون ومراقبون عسكريون على ان تحسنا ملحوظا طرأ على الوضع الامني في العراق وخاصة في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها. وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، واثناء زيارته الاخيرة الى العراق، اعرب عن اعتقاده بان هدف اقامة عراق ديمقراطي آمن مستقر اصبح قريبا. ولكن: هل ان ما يشهده العراق اليوم يمكن اعتباره سلاما وطيدا أم انه مجرد هدوء مؤقت او وقف لاطلاق النار؟ التفاصيل في التقرير التالي.
اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان العراق شهد خلال الاشهر الاخيرة تغيرا ملحوظا لجهة تحسن الوضع الامني. فقد انخفضت اعمال العنف الى مستويات متدنية، واصبح بامكان المهجرين العودة الى منازلهم، كما ان هناك ارتفاعا واضحا في حجم الاستثمارات الدولية في العراق. غيتس صرح اثناء زيارته الاخيرة الى العراق ان تلك التطورات الايجابية تدفع الى الشعور بالمزيد من الامل والاستقرار. لكن بعض المحللين ما زالوا يتعاملون بحذر مع التقييم الايجابي للوزير الاميركي الذي يرى ان تحقيق هدف اقامة عراق مستقر اصبح قريبا. بعض المحللين يشير الى ان الاسباب التي ادت الى تقسيم المجتمع العراقي لم تتغير، وان الاطراف المسلحة المتنازعة ما تزال كما هي، غير انها تجد ان من مصلحتها التزام الهدوء في الوقت الراهن وانتظار خفض القوات الاميركية او انسحابها. برهم صالح، نائب رئيس الوزراء، وصف الوضع اليوم في حديث لصحيفة نيويورك تايمز بانه وقف لاطلاق النار اكثر مما هو سلام. هذا الرأي يتطابق مع ما يراه جوست هيلترمان، العضو في مجموعة الازمة الدولية ومقرها بروكسل اذ قال لاذاعة العراق الحر:
[[من جهة لاحظنا اتجاها نحو المزيد من الاستقرار، على الاقل في المستوى الامني في بغداد والمناطق المحيطة. وهذا بالطبع تغير ايجابي نعتز به. ومن جهة اخرى هذا التقدم لم يتزامن مع تقدم مشابه على المستوى السياسي. فنحن اذن، امام حالة جرى فيها تجميد عوامل العنف اما جذوره فما تزال موجودة]].
ان واحدا من اهم التغيرات التي شهدتها بغداد ومحيطها هو ظهور المسلحين السنة الذين انيطت بهم مهمة حفظ الامن في احيائهم بعد انتقلوا من التمرد الى التعاون مع القوات الاميركية. وكما يرى المحلل جوست هيلترمان فان السنة يريدون شراكة حقيقية في السلطة السياسية واسهاما في المؤسسات الامنية الحكومية. مثل هذا المطلب لم يتحقق بعد بالشكل الذي يريدونه. واستناد ا الى تقرير صحيفة نيويورك تايمز فان من بين سبعة وسبعين الف من المقاتلين السنة الذين يقومون بدوريات في الشوارع لضبط الامن حصل خمسة في المئة فقط على عمل ضمن قوات الامن العراقية. وهناك مخاوف من انه اذا لم يحصل اندماج افضل لهؤلاء مع قوى الامن فقد تأتي لحظة نشهد فيها تغيرا في موقفهم يعارض موقف الحكومة. بهذا الخصوص يقول هيلترمان:
[[هذه العملية ما تزال بعيدة عما ينبغي ان تكون عليه، وذلك بسبب ان الحكومة ما تزال تعارض فكرة الدمج الحقيقي للقادة السياسيين والضباط من العرب السنة مع القوى الامنية. الامر الذي ادى الى ظهورهم كميليشيات في البلدات والاحياء السنية. وحين تبدأ القوات الاميركية بالانسحاب فان هناك مخاوف فعلية من اندلاع القتال بين هذه الميليشيات ومثيلاتها لدى الشيعة. وبذلك نعود من جديد الى نوع من الحرب الاهلية المأساوية]].
وهناك عامل آخر هو جيش المهدي، ففي آب الماضي اعلن رجل الدين مقتدى الصدر تجميد عناصر هذا الجيش ما ادى الى تهدئة الوضع وتخفيف حدة العنف. لكن هيلترمان يعتقد ان جيش المهدي ربما ينتظر فرصته التي سوف تحين عندما تنسحب القوات الاميركية وقتها سوف يستأنف هجماته ضد الميليشيات المناوئة له وابرزها الميليشيات الشيعية. فهل يعني هذا ان على القوات الاميركية البقاء بكل عديدها في العراق او المغادرة وترك البلاد في نزاعات عنيفة تقودها الى حروب اهلية؟ هيلترمان يرى ان الخيار الافضل هو حشد جميع الطاقات لانجاز نوع من الاتفاق السياسي يأخذ بالاعتبار مطالب جميع الاطراف التي ينبغي ان تدرك فكرة تبادل التنازلات الضرورية.
يجمع سياسيون ومراقبون عسكريون على ان تحسنا ملحوظا طرأ على الوضع الامني في العراق وخاصة في العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها. وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، واثناء زيارته الاخيرة الى العراق، اعرب عن اعتقاده بان هدف اقامة عراق ديمقراطي آمن مستقر اصبح قريبا. ولكن: هل ان ما يشهده العراق اليوم يمكن اعتباره سلاما وطيدا أم انه مجرد هدوء مؤقت او وقف لاطلاق النار؟ التفاصيل في التقرير التالي.
اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان العراق شهد خلال الاشهر الاخيرة تغيرا ملحوظا لجهة تحسن الوضع الامني. فقد انخفضت اعمال العنف الى مستويات متدنية، واصبح بامكان المهجرين العودة الى منازلهم، كما ان هناك ارتفاعا واضحا في حجم الاستثمارات الدولية في العراق. غيتس صرح اثناء زيارته الاخيرة الى العراق ان تلك التطورات الايجابية تدفع الى الشعور بالمزيد من الامل والاستقرار. لكن بعض المحللين ما زالوا يتعاملون بحذر مع التقييم الايجابي للوزير الاميركي الذي يرى ان تحقيق هدف اقامة عراق مستقر اصبح قريبا. بعض المحللين يشير الى ان الاسباب التي ادت الى تقسيم المجتمع العراقي لم تتغير، وان الاطراف المسلحة المتنازعة ما تزال كما هي، غير انها تجد ان من مصلحتها التزام الهدوء في الوقت الراهن وانتظار خفض القوات الاميركية او انسحابها. برهم صالح، نائب رئيس الوزراء، وصف الوضع اليوم في حديث لصحيفة نيويورك تايمز بانه وقف لاطلاق النار اكثر مما هو سلام. هذا الرأي يتطابق مع ما يراه جوست هيلترمان، العضو في مجموعة الازمة الدولية ومقرها بروكسل اذ قال لاذاعة العراق الحر:
[[من جهة لاحظنا اتجاها نحو المزيد من الاستقرار، على الاقل في المستوى الامني في بغداد والمناطق المحيطة. وهذا بالطبع تغير ايجابي نعتز به. ومن جهة اخرى هذا التقدم لم يتزامن مع تقدم مشابه على المستوى السياسي. فنحن اذن، امام حالة جرى فيها تجميد عوامل العنف اما جذوره فما تزال موجودة]].
ان واحدا من اهم التغيرات التي شهدتها بغداد ومحيطها هو ظهور المسلحين السنة الذين انيطت بهم مهمة حفظ الامن في احيائهم بعد انتقلوا من التمرد الى التعاون مع القوات الاميركية. وكما يرى المحلل جوست هيلترمان فان السنة يريدون شراكة حقيقية في السلطة السياسية واسهاما في المؤسسات الامنية الحكومية. مثل هذا المطلب لم يتحقق بعد بالشكل الذي يريدونه. واستناد ا الى تقرير صحيفة نيويورك تايمز فان من بين سبعة وسبعين الف من المقاتلين السنة الذين يقومون بدوريات في الشوارع لضبط الامن حصل خمسة في المئة فقط على عمل ضمن قوات الامن العراقية. وهناك مخاوف من انه اذا لم يحصل اندماج افضل لهؤلاء مع قوى الامن فقد تأتي لحظة نشهد فيها تغيرا في موقفهم يعارض موقف الحكومة. بهذا الخصوص يقول هيلترمان:
[[هذه العملية ما تزال بعيدة عما ينبغي ان تكون عليه، وذلك بسبب ان الحكومة ما تزال تعارض فكرة الدمج الحقيقي للقادة السياسيين والضباط من العرب السنة مع القوى الامنية. الامر الذي ادى الى ظهورهم كميليشيات في البلدات والاحياء السنية. وحين تبدأ القوات الاميركية بالانسحاب فان هناك مخاوف فعلية من اندلاع القتال بين هذه الميليشيات ومثيلاتها لدى الشيعة. وبذلك نعود من جديد الى نوع من الحرب الاهلية المأساوية]].
وهناك عامل آخر هو جيش المهدي، ففي آب الماضي اعلن رجل الدين مقتدى الصدر تجميد عناصر هذا الجيش ما ادى الى تهدئة الوضع وتخفيف حدة العنف. لكن هيلترمان يعتقد ان جيش المهدي ربما ينتظر فرصته التي سوف تحين عندما تنسحب القوات الاميركية وقتها سوف يستأنف هجماته ضد الميليشيات المناوئة له وابرزها الميليشيات الشيعية. فهل يعني هذا ان على القوات الاميركية البقاء بكل عديدها في العراق او المغادرة وترك البلاد في نزاعات عنيفة تقودها الى حروب اهلية؟ هيلترمان يرى ان الخيار الافضل هو حشد جميع الطاقات لانجاز نوع من الاتفاق السياسي يأخذ بالاعتبار مطالب جميع الاطراف التي ينبغي ان تدرك فكرة تبادل التنازلات الضرورية.