روابط للدخول

خبر عاجل

عام على اعتقال صدام


فارس عمر

عندما أُلقي القبض على صدام قبل عام انتعشت الآمال بأن يؤدي ذلك الى انحسار اعمال العنف. ولكن اتضح ان هذا التفاؤل كان سابقا لأوانه. ويبدو ان للجماعات المسلحة أكثر من رأس يوجهها. حول هذا الموضوع اعد قسم الاخبار وشؤون الساعة في اذاعة اوروبا الحرة/اذاعة الحرية التقرير التالي:

عندما خرج صدام من مخبئه في باطن الأرض مستسلما ، ابدى المسؤولون الاميركيون تفاؤلا بأن يكون القبض عليه منعطَفا في المعركة ضد المسلحين. والحق ، ان صدام بدا نموذجا للقائد المنكسر ، بلحية كثة وقسمات وجه أعياه الاختفاء في حفرة. ورغم السلاح الذي كان معه فقد أُلقي القبض عليه بلا مقاومة.
بعد يومين على وقوع صدام بيد الاميركيين اعلن الرئيس جورج بوش ان القبض عليه ضربة قاتلة لكل من يُراهن على عودة النظام السابق.
وقال بوش
((اوديو NC121334 ))
"كان القبض على هذا الرجل ذا أهمية حاسمة لنهوض عراق حر ، وهو يؤذِن بنهاية الطريق له ولكلِ من مارس البطش والقتل باسمه".
ولفترة من الوقت بدا حقا ان القبض على صدام وعلى الحقيبة التي كانت معه ، حَصَر المسلحين في زاوية. وكانت الوثائق التي ضُبطت مع صدام تشير الى انه كان على اتصال مع البعض من اعوانه.
وبعد عشرة ايام من القبض على صدام اشار مسؤول عسكري الى ان قواته تطارد بنجاح قادة المسلحين مستخدمة المعلومات التي كانت مع صدام. وقال الضابط وليام ادمسن
(( NC121335 ))
"القينا القبض على اربعة اشخاص احدُهم برتبة لواء في المخابرات العراقية ثم على ثلاثة اشخاص آخرين جميعُهم موقوفون لدينا وهم يخضعون للاستجواب".
ولكن الاشهر التالية اظهرت ان هذه لم تكن إلا مكاسب عابرة.
ويؤكد مسؤولون اميركيون وعراقيون ان قيادات متعددة ، ذات دوافع متباينة توجه الأعمال المسلحة بحيث لا يُمكن للقبض على شخص واحد حتى لو كان صدام ، أن يُسفر عن احتوائها وتطويقها. وكان مستشار الأمن القومي موفق الربيعي اشار الى ان بعثيين سابقين يواصلون نشاطهم. وقال ان أدلة عُثر عليها في الفلوجة تبين ان معاونين كبارا سابقين لصدام يُنسقون بعض العمليات من سورية ويمولونها من اموال هربوها سابقا خارج العراق. ولكن مسؤولين امنيين عراقيين يُلفتون الى ان الاردني ابو مصعب الزرقاوي ايضا من الرؤوس الكبيرة للجماعات المسلحة. ويُعتقد انه يتعاون مع بعثيين سابقين ولكنه يبقى مستقلا له جماعته.
وفي غمرة الأدلة التي تثبت ضلوع بعثيين سابقين واجانب في ممارسة العنف يقول البعض ان الأعمال المسلحة اوسع من هذه المجموعات وحدها.
وينبه الناطق باسم هيئة العلماء المسلمين محمد بشار الفيضي الى ان هناك رفضا للاحتلال العسكري الاجنبي يختلف تماما عن أي حنين الى صدام ونظامه.
وقال الفيضي
((NC121325 الفيضي بالعربي ))
وفيما تعمل القوات العراقية والاميركية جاهدة لالحاق الهزيمة عسكريا بالجماعات المسلحة فان الحكومة تسعى الى إشراك البعض على الأقل من قادة التشكيلات المسلحة في العملية السياسية. وفي هذا السياق وافق رجل الدين مقتدى الصدر على دعم لائحة موحدة تحظى بمباركة المرجع الديني السيد علي السيستاني. وسيخوض مرشحو اللائحة اول انتخابات حرة منذ خمسين عاما في نهاية كانون الثاني المقبل.
في غضون ذلك يبقى صدام في سجنه داخل قاعدة اميركية شمالي بغداد. وذكرت مصادر انه بصحة جيدة بعد خضوعه لجراحة في البروستاتة ، وهو ما زال يصر على انه رئيس العراق. ونفى مسؤولون عسكريون يوم الاثنين ان يكون صدام اعلن الاضراب عن الطعام احتجاجا على سجنه بمناسبة الذكرى السنوية الاولى للقبض عليه. وكان محام في هيئة الدفاع عن صدام التي تتخذ من الاردن مقرا لها ، قال إن صدام وأحد عشر من اقطاب نظامه بدأوا اضرابا عن الطعام. ولكن ناطقا باسم الجيش الاميركي اكد ان الأمر لا يتعلق بصدام بل هو في حال جيدة ويواصل نظامه الاعتيادي الذي يتضمن تناول وجباته ، وان البعض فقط من معاونيه الاحد عشر المسجونين في مركز منفصل ، امتنعوا عن الأكل.
ومن المقرر تقديم صدام الى المحاكمة امام محكمة عراقية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. ولكن موعد محاكمته لم يُحدَّد حتى الآن.

على صلة

XS
SM
MD
LG