--- فاصل ---
توضح الدراسة بأن الإدارة الأميركية اقترحت تمويلا لإعادة تعمير العراق يبلغ 19 مليار دولار، كجزء من طلبها من الكونغرس بتخصيص 87 مليار دولار لهذه المهمة ولتمويل إدامة الوجود العسكري الأميركي ولمحاربة الإرهاب، وذلك حتى نهاية عام 2004.
أما تقديرات البنك الدولي ومجموعة التنمية فترتئي إنفاق نحو 36 مليار دولار على مشاريع الصحة والتعليم والماء والكهرباء في العراق حتى عام 2007، أي 9 مليارات و300 مليون دولار لعام 2004 مع توزيع الباقي على السنوات الثلاث التي تليه. وتوضح الدراسة بأن التقديرين يقلان عن تقديرات خبراء إعادة التعمير الذين يتوقعون أن تبلغ فاتورة إعادة تعمير العراق نحو 100 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
--- فاصل ---
ما الذي يجعل التقدير الأميركي أكبر من تقدير البنك الدولي ومجموعة التنمية؟
- ويجيب زميل المجلس لشؤون العلاقات الدولية Brad Setser بقوله: طلب التخصيصات الذي تقدمت به الإدارة الأميركية يستند إلى تعريف أوسع بكثير لاحتياجات العراق، فهو يأخذ في الاعتبار احتياجات سلطة التحالف الانتقالية، بما فيها الأمن والثقافة والشؤون الدينية، وهذه جميعها غير مشمولة في تقدير البنك الدولي.
من هي الجهة المضيفة لمؤتمر مدريد، وما هي التحضيرات التي تمت لهذا المؤتمر؟
- المؤتمر يتم التنسيق لانعقاده من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي. ولقد أجريت لقاءات تحضيرية، ومن بينها اللقاء الأخير في دبي أواخر شهر أيلول المنصرم، حيث عرض وزير التخطيط العراقي (مهدي الحافظ) على الدول المانحة المحتملة، الأوضاع في 14 قطاع من قطاعات الاقتصاد العراقي.
--- فاصل ----
ماذا عن الدول الأخرى، ومقادير التمويل التي تعهدت بتقديمه لإعادة تعمير العراق؟
- لقد تعهدت اليابان أخيرا بتقديم مليار ونصف المليار من الدولارات لهذه الغاية، كما أعلن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي Chris Patten في الأول من الشهر الجاري بأن الاتحاد سيساهم بـ 200 مليون يورو، وذلك بمعزل عن المساهمات المنفردة للدول الأعضاء في الاتحاد، كما سبق للدول الأوروبية وأن تبرعت بـ 100 مليون يورو على شكل مساعدات إنسانية.
أما المستوى المنخفض نسبيا للمساهمة الأوروبية فيعود – بحسب الخبراء – إلى مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، فلقد تأخر اقتصاد الدول الـ 15 في الاتحاد عما هو عليه في الولايات المتحدة. ولا بد من التنبيه إلى أن دول الاتحاد الأوروبي – التي تبرعت بـ 250 مليون يورو هذه السنة لإعادة تعمير أفغانستان – ترغب في الظهور عادلة في المساواة بين أفغانستان والعراق فيما يتعلق بحجم تبرعاتها لهما.
ومن أجل الاطلاع على وجهة نظر عراقية حول أسباب تراجع الأوروبيين في مستوى دعمهم المالي لإعادة تعمير العراق، اتصلنا برجل الأعمال والخبير الاقتصادي المقيم في براغ (موفق فتوحي) فأعرب لنا عن الرأي التالي:
(تعليق موفق فتوحي)
--- فاصل ---
وما هي إذا العوامل السياسية المساهمة في تحديد الدور الأوروبي؟
- ما زالت معظم الدول الأوروبية ممتعضة إزاء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق – والقول للزميل الأقدم في المجلس لشؤون التنمية الدولية – فمن أجل الحصول على مساعدة دولية لا بد لك أولا من تدويل العملية.
ولا بد من الإشارة إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في تأسيس صندوق ائتمان متعدد المصادر المالية، يكون مستقلا عن صندوق تنمية العراق الذي تديره الولايات المتحدة، فلقد دعا Chris Patten إلى تأسيس صندوق مستقل وشفاف للمانحين الدوليين يكون مخصصا للاستثمار وليس للتكاليف العملياتية اليومية.
كما لا بد من التوضيح بأن الفصل بين صناديق التمويل أمر طبيعي ومألوف في عالم جمع المساهمات في الجهود الدولية، فمن الممكن أن ينعقد مؤتمر لجمع الأموال يبدو خلاله أن الجميع يتبرعون إلى صندوق موحد، ولكن الحقيقة على أرض الواقع هي أن كل جهة من الجهات المانحة تتصرف بما تبرعت به كما تراه مناسبا. والحقيقة تتمثل في كون الصندوق الموحد يقل بكثير في أهميته عن أهمية تنسيق جميع الجهود العملية.
--- فاصل ---
وأخيرا، من هي الجهة التي تحملت وتتحمل تكاليف إعادة التعمير في العراق لحد الآن؟
- إنها الولايات المتحدة، فلقد مُنحت سلطة التحالف الانتقالية مبلغا أوليا مقداره ملياري دولار من أصل المبالغ التي خصصها الكونغرس لتمويل الحرب في نيسان الماضي والبالغة 79 مليار دولار. كما استخدمت سلطة التحالف الانتقالية مبلغ مليار و700 مليون من الأموال المودعة باسم حزب البعث المنحل بعد الاستيلاء عليها وإضافتها إلى ميزانية سلطة التحالف لتساهم في تمويل عملياتها في البلاد. ولقد تم إنفاق جميع هذه الأموال، في الوقت الذي ليس من المتوقع أن تتجاوز إيرادات النفط العراقية 4 مليارات دولار هذه السنة، بعد أن كانات الإدارة الأميركية قدرت بلوغ هذه الإيرادات بين 10 مليارات و20 مليار دولار لهذه السنة أيضا.
وفي الختام سألنا (موفق فتوحي) إن كان التزام اليابان الأخير بتقديم مليار ونصف من الدولارات لهذه الجهود، إن كان يتناسب مع حجم الاقتصاد الياباني ومع مكانتها على الساحة الدولية، فأجاب قائلا:
(تعليق موفق فتوحي)
توضح الدراسة بأن الإدارة الأميركية اقترحت تمويلا لإعادة تعمير العراق يبلغ 19 مليار دولار، كجزء من طلبها من الكونغرس بتخصيص 87 مليار دولار لهذه المهمة ولتمويل إدامة الوجود العسكري الأميركي ولمحاربة الإرهاب، وذلك حتى نهاية عام 2004.
أما تقديرات البنك الدولي ومجموعة التنمية فترتئي إنفاق نحو 36 مليار دولار على مشاريع الصحة والتعليم والماء والكهرباء في العراق حتى عام 2007، أي 9 مليارات و300 مليون دولار لعام 2004 مع توزيع الباقي على السنوات الثلاث التي تليه. وتوضح الدراسة بأن التقديرين يقلان عن تقديرات خبراء إعادة التعمير الذين يتوقعون أن تبلغ فاتورة إعادة تعمير العراق نحو 100 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
--- فاصل ---
ما الذي يجعل التقدير الأميركي أكبر من تقدير البنك الدولي ومجموعة التنمية؟
- ويجيب زميل المجلس لشؤون العلاقات الدولية Brad Setser بقوله: طلب التخصيصات الذي تقدمت به الإدارة الأميركية يستند إلى تعريف أوسع بكثير لاحتياجات العراق، فهو يأخذ في الاعتبار احتياجات سلطة التحالف الانتقالية، بما فيها الأمن والثقافة والشؤون الدينية، وهذه جميعها غير مشمولة في تقدير البنك الدولي.
من هي الجهة المضيفة لمؤتمر مدريد، وما هي التحضيرات التي تمت لهذا المؤتمر؟
- المؤتمر يتم التنسيق لانعقاده من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي. ولقد أجريت لقاءات تحضيرية، ومن بينها اللقاء الأخير في دبي أواخر شهر أيلول المنصرم، حيث عرض وزير التخطيط العراقي (مهدي الحافظ) على الدول المانحة المحتملة، الأوضاع في 14 قطاع من قطاعات الاقتصاد العراقي.
--- فاصل ----
ماذا عن الدول الأخرى، ومقادير التمويل التي تعهدت بتقديمه لإعادة تعمير العراق؟
- لقد تعهدت اليابان أخيرا بتقديم مليار ونصف المليار من الدولارات لهذه الغاية، كما أعلن مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي Chris Patten في الأول من الشهر الجاري بأن الاتحاد سيساهم بـ 200 مليون يورو، وذلك بمعزل عن المساهمات المنفردة للدول الأعضاء في الاتحاد، كما سبق للدول الأوروبية وأن تبرعت بـ 100 مليون يورو على شكل مساعدات إنسانية.
أما المستوى المنخفض نسبيا للمساهمة الأوروبية فيعود – بحسب الخبراء – إلى مزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، فلقد تأخر اقتصاد الدول الـ 15 في الاتحاد عما هو عليه في الولايات المتحدة. ولا بد من التنبيه إلى أن دول الاتحاد الأوروبي – التي تبرعت بـ 250 مليون يورو هذه السنة لإعادة تعمير أفغانستان – ترغب في الظهور عادلة في المساواة بين أفغانستان والعراق فيما يتعلق بحجم تبرعاتها لهما.
ومن أجل الاطلاع على وجهة نظر عراقية حول أسباب تراجع الأوروبيين في مستوى دعمهم المالي لإعادة تعمير العراق، اتصلنا برجل الأعمال والخبير الاقتصادي المقيم في براغ (موفق فتوحي) فأعرب لنا عن الرأي التالي:
(تعليق موفق فتوحي)
--- فاصل ---
وما هي إذا العوامل السياسية المساهمة في تحديد الدور الأوروبي؟
- ما زالت معظم الدول الأوروبية ممتعضة إزاء الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق – والقول للزميل الأقدم في المجلس لشؤون التنمية الدولية – فمن أجل الحصول على مساعدة دولية لا بد لك أولا من تدويل العملية.
ولا بد من الإشارة إلى رغبة الاتحاد الأوروبي في تأسيس صندوق ائتمان متعدد المصادر المالية، يكون مستقلا عن صندوق تنمية العراق الذي تديره الولايات المتحدة، فلقد دعا Chris Patten إلى تأسيس صندوق مستقل وشفاف للمانحين الدوليين يكون مخصصا للاستثمار وليس للتكاليف العملياتية اليومية.
كما لا بد من التوضيح بأن الفصل بين صناديق التمويل أمر طبيعي ومألوف في عالم جمع المساهمات في الجهود الدولية، فمن الممكن أن ينعقد مؤتمر لجمع الأموال يبدو خلاله أن الجميع يتبرعون إلى صندوق موحد، ولكن الحقيقة على أرض الواقع هي أن كل جهة من الجهات المانحة تتصرف بما تبرعت به كما تراه مناسبا. والحقيقة تتمثل في كون الصندوق الموحد يقل بكثير في أهميته عن أهمية تنسيق جميع الجهود العملية.
--- فاصل ---
وأخيرا، من هي الجهة التي تحملت وتتحمل تكاليف إعادة التعمير في العراق لحد الآن؟
- إنها الولايات المتحدة، فلقد مُنحت سلطة التحالف الانتقالية مبلغا أوليا مقداره ملياري دولار من أصل المبالغ التي خصصها الكونغرس لتمويل الحرب في نيسان الماضي والبالغة 79 مليار دولار. كما استخدمت سلطة التحالف الانتقالية مبلغ مليار و700 مليون من الأموال المودعة باسم حزب البعث المنحل بعد الاستيلاء عليها وإضافتها إلى ميزانية سلطة التحالف لتساهم في تمويل عملياتها في البلاد. ولقد تم إنفاق جميع هذه الأموال، في الوقت الذي ليس من المتوقع أن تتجاوز إيرادات النفط العراقية 4 مليارات دولار هذه السنة، بعد أن كانات الإدارة الأميركية قدرت بلوغ هذه الإيرادات بين 10 مليارات و20 مليار دولار لهذه السنة أيضا.
وفي الختام سألنا (موفق فتوحي) إن كان التزام اليابان الأخير بتقديم مليار ونصف من الدولارات لهذه الجهود، إن كان يتناسب مع حجم الاقتصاد الياباني ومع مكانتها على الساحة الدولية، فأجاب قائلا:
(تعليق موفق فتوحي)