--- فاصل ---
من اجل التوصل الى تحديد دور للامم المتحدة في العراق يمكن مجلس الأمن ان يبني على تجارب تراكمت عبر مهمات عدة لحفظ السلام، من البلقان الى افغانستان.
فمثلا تقوم حاليا قوات تابعة للاطلسي بعمليات الدورية في البوسنة وكوسوفو تحت سلطة مجلس الامن. لكن على الصعيد السياسي، لم تُفوض الأمم المتحدة دورا سياسيا رئيسيا، لكن في كل حالة كان دورها مختلفا والنتائج مختلفة ايضا. فالامم المتحدة تدير كوسوفو كما لو كانت سلطة انتداب. وفي البوسنة لم تُعط الامم المتحدة دورا سيسايا رئيسيا بعد اتفاقية دايتون في عام 1995. لكن في العام الماضي قامت الامم المتحدة في البوسنة بأكبر جهد في تايرخها لتحقيق اصلاح سياسي.
أما في أفغانستان، فان مبعوث الامم المتحدة الأخضر الأبراهيمي يقدم الاساتشارات السياسية لللادراة الانتقالية التي يرأسها حميد كارزاي، فيما تسعى الى اعداد دستور واجراء انتخابات.
وفي الأسبوع الماضي قدمت الولايات المتحدة، التي تواجه صعوبات متزايدة في العراق، مشروع قرار، من شأنه في حال أقره مجلس الأمن، أن يرفع دور الامم المتحدة في العراق ايضا. اقتراح الولايات المتحدة من شأنه أن يحول الاحتلال العسكري الأميركي الحالي الى قوة متعددة الجنسية مفوضة من الامم المتحدة تعمل تحت قيادة قائد أميركي. ويدعو الاقتراح مجلس الحكم في العراق الى تقديم مواعيد محددة لكتابة دستور واجراء انتخابات في عملية تشرف عليها الامم المتحدة. ويأمل شاشي ثارور، الأمين العام المساعد للاتصالات، بأن يسهل ذلك عملية اعادة السيادة العراقية. لكنه قال، في تصريحات الى اذاعتنا، إن الأمم المتحدة ستبقى جانبية حتى يوافق مجلس الامن على خطة للمضي الى أمام.
ثارور:
(ليس واضحا تماما ما إذا كانت الأمم المتحدة ستقوم بدور فاعل على الصعيد السياسي لأن بعض النقاشات الدائرة حاليا تركز، على حد علمي، على سبل تمكين مجلس الحكم العراقي سلطات ومسؤوليات أكبر. لكن يجب أن اشدد إن الأمر ما زال سابقا للأوان. فالقرار ما زال في مرحلة المشاورات الأولية ومصلحتنا في أمانة الامم المتحدة تكمن في التريث قليلا كي نفسح في المجال للآخرين أن يأخذوا الوقت الكافي حتى يجدوا أرضية مشتركة من أجل التوصل الى اساس صلد للتقدم الى أمام.)
يُذكر أن الجدل في التسعينات حول قيام الامم المتحدة بحفظ السلام أدى الى حالات عدة نقلت فيها الامم المتحدة التفويض الى ما بات يُوصف بـ "تحالف الراغبين". ونفذت الامم المتحدة دورا سياسيا مهما في عدد من هذه المهمات، كما تقول جوانا ميندلسون – فورمان، الخبيرة في الشؤون الأمنية في مؤسسة الأمم المتحدة.
ميندلسون – فورمان:
(أنها حالات هجينية، لكن هناك صفة مشتركة تجمع بينها. فكل مهمة تقودها دولة زائدا الأمم المتحدة. لذا فإن كون الولايات المتحدة هي الدولة القائدة ليس نموذجا جديدا. فالأستراليون قادوا في تيمور الشرقية، والألمان في كوسوفو في إطار حلف شمال الأطلسي. وهذه كلها ماذج مختلفة. وكما كان جيريمي غرينستوك، المندوب البريطاني الدائم السابق لدى الامم المتحدة، يقول دائما، فإن نموذج الامم المتحدة زائدا واحد هو المنهج الناجح.)
وكانت ميندلسون – فورمان شاركت حديثا في في مهمة مستقلة الى العراق حذرت من ان فتحة النافذة بدأت تضيق أمام فرصة تحقيق الأمان للعراق. ونصح الفريق الذي شاركت فيه، نصح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن توسع دور الامم المتحدة كي يزداد عدد المساهمين، خصوصا من دول عربية ومسلمة.
ميندلسون – فورمان:
(نقاط القوة لدى الامم المتحدة، وهي في الحقيقة تتمثل في المساعدة على دفع عملية الانتخابات الى أمام، وتوفير مستشارين ناطقين بالعربية، وربما توفير معلومات واضحة ومترابطة منطقيا، الأمر الذي فشل التحالف فيه... هذه كلها قد تشكل قوة معتدلة في الوقت الذي يتم فيه تأسيس الوزارات.)
--- فاصل ---
مازلتم، سيداتي وسادتي، تستمعون الى برنامد "عالم متحول" وفيه نتحدث اليوم عن التحولات في مهمات الامم المتحدة لحفظ السلام واعادة البناء، والتطورات المحتملة في ضوء المناقشات الجارية حاليا عن العراق.
بالنسبة الى تجربة الامم المتحدى في كوسوفو قرر مجلس الامن في حينها أن تصبح المنظمة الدولية مسؤولة عن العملية السياية هناك بعدما نفذ حلف الاطلسي حملة القصف الجوي ضد القوات الصربية، وهي حملة قام بها الحلف دون تفويض من الامم المتحدة. وعلى مدى اربع سنوات ساعدت الامم المتحدة في تنظيم انتخابات محلية في كوسوفو ونقلت تدريجيا السلطة الى المؤسسات الموقتة التابعة لادرة الحكم الذاتي في الاقليم. لكن الامم المتحدة تعرضت في الوقت ذاته لضغوط متزايدة من قبل الصرب والألبان لحسم الوضع النهائي للاقليم. وفي الااسبوع الماضي نشرت جماعة الازمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية، تقريرا انتقدت فيه المبعوث الخاص السابق للامم المتحدة مايكل شتاينر وحملته مسؤولية الاضرار بالعلاقات بين الامم المتحدة وسلطة الاقليم. وجض التقرير المبعوض الدولي الجديد هاري هولكيري على التعامل مع الالبان باسلوب اكثر ايجابية.
يشار الى ان النموذج الكوسوفي لم يكن خيارا رئيسيا أمام مجلس الامن عندما بدأ اجتماعاته لاحقا في نهاية العام 2001 بعدما أطاحت القوات الاميركية نظام طالبان في افغانستان. لكن المجلس عين واحدا من أبرز الدبلوماسيا هو الاخضر الابراهيمي لرئاسة بعثتها في افغانستان لادراة اعادة البناء والجهود الانسانية والمساعدة في دفع العملية الانتقالية السياسية. ودعا الابراهيمي مجلس الامن غير مرة الى توسيع التفويض العسكري كي يمتد الى أبعد من كابول من اجل ضمان الاصلاحات. وفي الشهر الماضي تسلم حلف الاطلسي قيادة القوة الدولية للمساعة الامنية، في خطوة قد تمهد لتوسيع هذه القوة.
يقول توماس فايس، مدير معهد رالف بونج للدراسات الدولية التابع لجامعة سيتي في نيويورك، يقول في تصريحات الى اذاعتنا، إن الامم المتحدة مدعومة بالقوة العسكري قدمت مساهمة مهمة في افغانستان.
فايس:
(هناك لعبت الامم المتحدة بوضوح الدور الانتقالي الرئيسي. يمكنن ان نسمي ذلك دورا رائقا، لكنه كان وجودا دوليا اساسيا، جنبا الى جنب مع الحكومة، والأكيد انه كان دورا قياديا على الصعيد الانساني).
أما قرار مجلس الامن الذي فوض الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للعراق، فقد اعطى الامم المتحدة دورا غير واضح. لكن المبعوث الدولي سيرجيو فييرا دي ميلو استطاع ان يوسع تدريجيا النفوذ السياسي للامم المتحدة في العراق. ولعبت علاقته مع رئيس الادراة المدنية بول بريمر دورا مهما في تعيين اعضاء مجلس الحكم. وتعرضت جهود الامم المتحدة في العراق لضربة قوية بسبب العملية الارهابية التي ادت الى قتل دي ميلو. لكن على رغم ذلم فان فايس يرى ان هناك آلية للتعاون بين القوات العسكرية والامم المتحدة.
فايس:
(سواء أكان ذلك برنارد كوشنير، رئيس بعثة الامم المتحدة في كوسوفو، أو دي ميلو او الابراهيمي، فانهم كانوا جميعا لاعبيون سياسيين مناسبين. والولايات المتحدة وشركائها – أحيانا الأاطلسي واخرى التحالف الموجود على الارض – فان الجميع كانوا يجدون دائما سبيلا للعمل جنبا الى جنب).
من اجل التوصل الى تحديد دور للامم المتحدة في العراق يمكن مجلس الأمن ان يبني على تجارب تراكمت عبر مهمات عدة لحفظ السلام، من البلقان الى افغانستان.
فمثلا تقوم حاليا قوات تابعة للاطلسي بعمليات الدورية في البوسنة وكوسوفو تحت سلطة مجلس الامن. لكن على الصعيد السياسي، لم تُفوض الأمم المتحدة دورا سياسيا رئيسيا، لكن في كل حالة كان دورها مختلفا والنتائج مختلفة ايضا. فالامم المتحدة تدير كوسوفو كما لو كانت سلطة انتداب. وفي البوسنة لم تُعط الامم المتحدة دورا سيسايا رئيسيا بعد اتفاقية دايتون في عام 1995. لكن في العام الماضي قامت الامم المتحدة في البوسنة بأكبر جهد في تايرخها لتحقيق اصلاح سياسي.
أما في أفغانستان، فان مبعوث الامم المتحدة الأخضر الأبراهيمي يقدم الاساتشارات السياسية لللادراة الانتقالية التي يرأسها حميد كارزاي، فيما تسعى الى اعداد دستور واجراء انتخابات.
وفي الأسبوع الماضي قدمت الولايات المتحدة، التي تواجه صعوبات متزايدة في العراق، مشروع قرار، من شأنه في حال أقره مجلس الأمن، أن يرفع دور الامم المتحدة في العراق ايضا. اقتراح الولايات المتحدة من شأنه أن يحول الاحتلال العسكري الأميركي الحالي الى قوة متعددة الجنسية مفوضة من الامم المتحدة تعمل تحت قيادة قائد أميركي. ويدعو الاقتراح مجلس الحكم في العراق الى تقديم مواعيد محددة لكتابة دستور واجراء انتخابات في عملية تشرف عليها الامم المتحدة. ويأمل شاشي ثارور، الأمين العام المساعد للاتصالات، بأن يسهل ذلك عملية اعادة السيادة العراقية. لكنه قال، في تصريحات الى اذاعتنا، إن الأمم المتحدة ستبقى جانبية حتى يوافق مجلس الامن على خطة للمضي الى أمام.
ثارور:
(ليس واضحا تماما ما إذا كانت الأمم المتحدة ستقوم بدور فاعل على الصعيد السياسي لأن بعض النقاشات الدائرة حاليا تركز، على حد علمي، على سبل تمكين مجلس الحكم العراقي سلطات ومسؤوليات أكبر. لكن يجب أن اشدد إن الأمر ما زال سابقا للأوان. فالقرار ما زال في مرحلة المشاورات الأولية ومصلحتنا في أمانة الامم المتحدة تكمن في التريث قليلا كي نفسح في المجال للآخرين أن يأخذوا الوقت الكافي حتى يجدوا أرضية مشتركة من أجل التوصل الى اساس صلد للتقدم الى أمام.)
يُذكر أن الجدل في التسعينات حول قيام الامم المتحدة بحفظ السلام أدى الى حالات عدة نقلت فيها الامم المتحدة التفويض الى ما بات يُوصف بـ "تحالف الراغبين". ونفذت الامم المتحدة دورا سياسيا مهما في عدد من هذه المهمات، كما تقول جوانا ميندلسون – فورمان، الخبيرة في الشؤون الأمنية في مؤسسة الأمم المتحدة.
ميندلسون – فورمان:
(أنها حالات هجينية، لكن هناك صفة مشتركة تجمع بينها. فكل مهمة تقودها دولة زائدا الأمم المتحدة. لذا فإن كون الولايات المتحدة هي الدولة القائدة ليس نموذجا جديدا. فالأستراليون قادوا في تيمور الشرقية، والألمان في كوسوفو في إطار حلف شمال الأطلسي. وهذه كلها ماذج مختلفة. وكما كان جيريمي غرينستوك، المندوب البريطاني الدائم السابق لدى الامم المتحدة، يقول دائما، فإن نموذج الامم المتحدة زائدا واحد هو المنهج الناجح.)
وكانت ميندلسون – فورمان شاركت حديثا في في مهمة مستقلة الى العراق حذرت من ان فتحة النافذة بدأت تضيق أمام فرصة تحقيق الأمان للعراق. ونصح الفريق الذي شاركت فيه، نصح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن توسع دور الامم المتحدة كي يزداد عدد المساهمين، خصوصا من دول عربية ومسلمة.
ميندلسون – فورمان:
(نقاط القوة لدى الامم المتحدة، وهي في الحقيقة تتمثل في المساعدة على دفع عملية الانتخابات الى أمام، وتوفير مستشارين ناطقين بالعربية، وربما توفير معلومات واضحة ومترابطة منطقيا، الأمر الذي فشل التحالف فيه... هذه كلها قد تشكل قوة معتدلة في الوقت الذي يتم فيه تأسيس الوزارات.)
--- فاصل ---
مازلتم، سيداتي وسادتي، تستمعون الى برنامد "عالم متحول" وفيه نتحدث اليوم عن التحولات في مهمات الامم المتحدة لحفظ السلام واعادة البناء، والتطورات المحتملة في ضوء المناقشات الجارية حاليا عن العراق.
بالنسبة الى تجربة الامم المتحدى في كوسوفو قرر مجلس الامن في حينها أن تصبح المنظمة الدولية مسؤولة عن العملية السياية هناك بعدما نفذ حلف الاطلسي حملة القصف الجوي ضد القوات الصربية، وهي حملة قام بها الحلف دون تفويض من الامم المتحدة. وعلى مدى اربع سنوات ساعدت الامم المتحدة في تنظيم انتخابات محلية في كوسوفو ونقلت تدريجيا السلطة الى المؤسسات الموقتة التابعة لادرة الحكم الذاتي في الاقليم. لكن الامم المتحدة تعرضت في الوقت ذاته لضغوط متزايدة من قبل الصرب والألبان لحسم الوضع النهائي للاقليم. وفي الااسبوع الماضي نشرت جماعة الازمات الدولية، وهي منظمة غير حكومية، تقريرا انتقدت فيه المبعوث الخاص السابق للامم المتحدة مايكل شتاينر وحملته مسؤولية الاضرار بالعلاقات بين الامم المتحدة وسلطة الاقليم. وجض التقرير المبعوض الدولي الجديد هاري هولكيري على التعامل مع الالبان باسلوب اكثر ايجابية.
يشار الى ان النموذج الكوسوفي لم يكن خيارا رئيسيا أمام مجلس الامن عندما بدأ اجتماعاته لاحقا في نهاية العام 2001 بعدما أطاحت القوات الاميركية نظام طالبان في افغانستان. لكن المجلس عين واحدا من أبرز الدبلوماسيا هو الاخضر الابراهيمي لرئاسة بعثتها في افغانستان لادراة اعادة البناء والجهود الانسانية والمساعدة في دفع العملية الانتقالية السياسية. ودعا الابراهيمي مجلس الامن غير مرة الى توسيع التفويض العسكري كي يمتد الى أبعد من كابول من اجل ضمان الاصلاحات. وفي الشهر الماضي تسلم حلف الاطلسي قيادة القوة الدولية للمساعة الامنية، في خطوة قد تمهد لتوسيع هذه القوة.
يقول توماس فايس، مدير معهد رالف بونج للدراسات الدولية التابع لجامعة سيتي في نيويورك، يقول في تصريحات الى اذاعتنا، إن الامم المتحدة مدعومة بالقوة العسكري قدمت مساهمة مهمة في افغانستان.
فايس:
(هناك لعبت الامم المتحدة بوضوح الدور الانتقالي الرئيسي. يمكنن ان نسمي ذلك دورا رائقا، لكنه كان وجودا دوليا اساسيا، جنبا الى جنب مع الحكومة، والأكيد انه كان دورا قياديا على الصعيد الانساني).
أما قرار مجلس الامن الذي فوض الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للعراق، فقد اعطى الامم المتحدة دورا غير واضح. لكن المبعوث الدولي سيرجيو فييرا دي ميلو استطاع ان يوسع تدريجيا النفوذ السياسي للامم المتحدة في العراق. ولعبت علاقته مع رئيس الادراة المدنية بول بريمر دورا مهما في تعيين اعضاء مجلس الحكم. وتعرضت جهود الامم المتحدة في العراق لضربة قوية بسبب العملية الارهابية التي ادت الى قتل دي ميلو. لكن على رغم ذلم فان فايس يرى ان هناك آلية للتعاون بين القوات العسكرية والامم المتحدة.
فايس:
(سواء أكان ذلك برنارد كوشنير، رئيس بعثة الامم المتحدة في كوسوفو، أو دي ميلو او الابراهيمي، فانهم كانوا جميعا لاعبيون سياسيين مناسبين. والولايات المتحدة وشركائها – أحيانا الأاطلسي واخرى التحالف الموجود على الارض – فان الجميع كانوا يجدون دائما سبيلا للعمل جنبا الى جنب).