روابط للدخول

خبر عاجل

انطباعات مسؤول أميركي عن زيارته إلى العراق


نشر نائب وزير الدفاع الأميركي بول ولفويتز مقالاً في صحيفة أميركية بارزة عن انطباعاته إثر زيارته الأخيرة إلى العراق. عرض لهذا التقرير مع ناظم ياسين.

تحت عنوان (جذور الأمل في دنيا الخوف)، نشر نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفووتز مقالا في صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية اليوم الاثنين عن انطباعاته إثر الزيارة التي قام بها أخيرا إلى العراق.
يشير الكاتب في مستهل المقال إلى وجود جذع شجرة ميتة خلف مبنى كلية الشرطة في بغداد. وكان هذا الجذع بغصنين، أحدهما أعلى من الآخر، بحيث كانا يستخدمان لتعليق رجل وامرأة في تعذيب ضحايا النظام السابق. وبالقرب من الشجرة، يوجد صف من الزنزانات الصغيرة التي كانت تستخدم لاعتقال سجناء من فئات خاصة.
مرافق الوفد الأميركي، وهو مسلم سني عُيّن أخيرا كمشرف على الكلية وقد سبق له أن أمضى عاما واحدا في السجن بسبب ملاحظة سلبية قالها عن صدام حسين لأفضل أصدقائه، روى قصصا مرعبة عن عمليات التعذيب التي كان تمارس بحق رجال ونساء يُعلّقون على الشجرة أو يُعتقلون في الزنزانات الصغيرة خلف مبنى كلية الشرطة. وأشار إلى وجود باب قرب شجرة التعذيب يؤدي إلى مقر اللجنة الوطنية الأولمبية التي كان يرأسها عدي صدام حسين. وغالباً ما كان عدي يأتي عبر هذا الباب أثناء ساعات الليل ليعذب بنفسه المعتقلين.
وولفووتز يضيف أنه سمع خلال جولته الأخيرة على أنحاء العراق في الأسبوع الماضي قصصاً عديدة أخرى عن الرعب الذي لا يصدّق خلال عهد صدام. ففي المنطقة الشمالية مثلا، ذكر أحد الآمرين للوفد الأميركي أنه أبلغ العمال بوقف عمليات الحفر بشكل مؤقت في أحد المقابر الجماعية التي اكتشفت أخيرا وذلك بعدما عثروا على رفات ثمانين من النساء والأطفال الذين دفن بعضهم بملابسهم الصغيرة مع الدمى التي كانوا يلعبون بها.

--- فاصل ---

أما في جنوب البلاد، فقد رأى وولفووتز والوفد المرافق له ضحايا النظام السابق من سكان الأهوار الذين تعرضوا لأنواع التعذيب الوحشي والذين تحررت منطقتهم في الوقت المناسب لإنقاذ جزء من الحضارات القديمة التي ازدهرت هناك. ولكن المؤسف بالنسبة للسكان المحليين هو أن الأهوار لم يعد لها وجود. وبدلا من الأراضي الزراعية المثمرة والمياه المنتشرة في كل مكان، ترى الآن بقعا شاسعة من الأراضي القاحلة التي تنعدم فيها مظاهر الحياة تقريبا. وقد قوبل أعضاء الوفد الأميركي من قبل الأطفال هناك بالتصفيق والهتاف. وبدلا من أن يكون طلبهم الأول هو الحلوى أو الدمى، تلخصت طلبات هؤلاء الأطفال بكلمة واحدة هي "الماء".
وولفووتز يمضي إلى القول إن أشد الانطباعات التي تكونت لديه خلال الزيارة كانت عن مدى الخوف الذي كان يزرعه النظام السابق في نفوس العراقيين والذي ما زال متفشياً على نطاق واسع بينهم. ذلك أن نظام صدام مارس القمع على مدى خمسة وثلاثين عاما بحيث أن أصغر الأخطاء كانت تُعاقب بالتعذيب أو الإعدام. ولا يمكن أن يمحى من النفوس ما كان يمارس طوال خمسة وثلاثين عاما في فترة أسابيع قليلة. ولذلك يمكن تفهم الحذر الذي يبديه العراقيون إذ سيبقى الخوف يلازمهم إلى أن يقتنعوا تماما بأنه تم القضاء على جميع فلول نظام صدام وإلى أن تنطوي إلى الأبد هذه الصفحة الطويلة المروّعة من تأريخهم.
ويرى الكاتب أن معاقبة المسؤولين عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها النظام السابق ضد الشعب العراقي ترتبط بشكل مباشر بالنجاح الذي يمكن أن تحققه الولايات المتحدة في مساعدة العراقيين على بناء مستقبل حرٍ وآمن وديمقراطي، بحسب ما ورد في المقال الذي نشره نائب وزير الدفاع الأميركي بول وولفووتز بصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.

على صلة

XS
SM
MD
LG