مستمعينا الكرام، نستهل جولتنا على الصحافة الأميركية اليوم مع الـ Chicago Tribune التي نشرت افتتاحية تتساءل فيها إن كانت سورية ستكون الهدف التالي، تقول فيها إن حتى قبل أن تصمت نيران الأسلحة في العراق، بدأت الطبول المنذرة بالصدمة والرهبة لسورية تتعالى نبرتها مع مرور كل ساعة.
وتتابع الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي Colin Powell – المعروف بهدوئه في التعبير – أكد أخيرا على وجود بيئة جديدة في المنطقة ترتب على سورية مراجعة تصرفاتها وسلوكها، ليس فقط في مجال تحديد من سينعم بالملاذ الآمن لديها، أو فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وإنما مع التركيز بشكل خاص على التأييد الذي تمنحه للنشاطات الإرهابية. وتعتبر الصحيفة أن البعض سيعتبر هذه النبرة بداية طرح قضية لغزو سورية. صحيح - تقول الصحيفة – أن المسؤولين الأميركيين لم يهددوا باتخاذ تدابير عسكرية، إلا أنهم أوضحوا بأن جميع الخيارات مطروحة على مائدة البحث.
وتمضي الصحيفة إلى أن من يخشى قيام الدبابات الموجودة في العراق بالاستدارة في اتجاه دمشق عليه أن يتذكر أن إدارة بوش – قبل أن تشن عملها العسكري ضد بغداد – تريثت ما اقترب من سنة، توجهت خلالها إلى الكونغرس ثم إلى الأمم المتحدة، وأن الهجوم تم تنفيذه بعد اثني عشر عاما من الجهود الدبلوماسية الفاشلة من أجل نزع أسلحة العراق. لذا تعتبر الصحيفة أن هجوما متسرعا على سورية لا يبدو أمرا محتملا.
وتذكر الـ Chicago Tribune بأن سورية ليست كالعراق، فلقد أيد السوريون جهود التحالف في حرب الخليج عام 1991، وقدمت بعض المعلومات المهمة حول تنظيم القاعدة في أعقاب اعتداءات أيلول الإرهابية، وصوتت لصالح قرار مجلس الأمن برقم 1441 الذي طالب العراق بالتخلص من أسلحته للدمار الشامل.
وتشدد الصحيفة على أن انتهاء الحرب في العراق لا بد من أن يليه جهد دبلوماسي كبير لإقناع الدول بأن فجرا مشرقا بات يعم منطقة الشرق الأوسط. أما إذا كانت القضية السورية تستحق اهتماما خاصا وفوريا، فالنقم بما يلزم – بحسب الافتتاحية – ولكن الرسالة الصادرة عن واشنطن لا بد لها من الإشارة إلى التجديد والأمن المشترك، وليس الغضب والتهديد.
--- فاصل ---
سيداتي وسادتي، أجرت مراسلة الـChristian Science Monitor في شمال العراق Ilene Prusher مقابلة في مدينة صلاح الدين مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني)، بعنوان (قائد كردي كبير يقيم تكاليف الحرب).
تقول المراسلة إن هذه الحرب – فيما يتعلق بالكرد – هي أول حرب ينجون فيها من خسائر بشرية كبيرة واندحار سياسي، ولكنها تضيف أن الحرب بالنسبة إلى بارزاني مليئة بخيبة الأمل، كما إنها ما زالت بعيدة عن نهايتها.
وتنسب المراسلة إلى بارزاني تحميله الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولية الفوضى التي شهدتها كل من كركوك والموصل، إذ يتهم قوات البيشمركة التابعة للاتحاد بالإسراع في دخول كركوك يوم الخميس الماضي، في خرق واضح لاتفاق كان تم التوصل إليه مع مسؤولين أميركيين، يهدف إلى إبقاء القوات التركية بعيدا عن المعارك في العراق.
ويعتبر بارزاني – بحسب المراسلة – أن الكرد أضاعوا فرصة مهمة للظهور أمام العالم كأناس التزما بالمسؤولية مع انهيار نظام صدام حسين، معربا عن أسفه لعدم استغلال هذه الفرصة.
ويروي بارزاني – بحسب القابلة مع مراسلة الصحيفة – أن تركيا بدأت تهدد بإرسال قواتها إلى كركوك مع سقوط المدينة، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تتردد في السماح لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بالسيطرة على الموصل، ما أدى إلى حدوث فراغ في السلطة في الموصل اليوم التالي. ويؤكد بارزاني أن القوات الكردية التابع له تأخرت – وهي تنتظر الضوء الأخضر من الأميركيين – مانحة بذلك الفرصة لمرتكبي أعمال القنص والنهب.
وشدد بارزاني في المقابلة على رفضه حالات الفوضى وعلى تمسكه بحقوق الإنسان، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن العرب الذين أعاد توطينهم النظام المنهار في هذه المناطق لا بد لهم من الرحيل والعودة إلى مناطقهم الأصلية، مع تكليف إحدى الهيئات الدولية بالإشراف على هذه العملية.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Washington Post افتتاحية بعنوان (الموازنة الدقيقة) تقول فيها إن في الوقت الذي عقد فيه نحو مائة من القادة العراقيين في الناصرية برعاية الولايات المتحدة للتباحث حول المستقبل الديمقراطي لبلادهم، تظاهر آلاف الناس في شوارع المدينة للتعبير عن احتجاجهم على الاجتماع، مؤكدين اعتراضهم على كل من صدام حسين والسيطرة الأميركية على العراق.
وتعتبر الصحيفة أن الأميركيين لا بد لهم من الشعور بالفخر إزاء كلتا الحالتين، فلقد مضت عقود طويلة منذ أن كان في وسع العراقيين التعبير أن أي رأي معارض.
وتنتقل الصحيفة في افتتاحيتها من الصعوبات الكامنة في البحث عن مستقبل سياسي للعراق، وتشير إلى مخاطر أخرى تواجه الجميع، من خطر الميليشيات المسلحة، وأهمية العثور على الأسلحة البيولوجية والكيماوية المخبأة في العراق، من ضرورة التوصل إلى معرفة مصير صدام حسين وأعوانه، ومن احتمالات النزاع العرقي في الشمال، ومن مخاطر تدخل الدول المجاورة في شؤون العراق الداخلية، ومن بينها تركيا وإيران.
وتعبر الصحيفة عن ارتياحها إزاء تصريحات وزير الخارجية الأميركي Colin Powell فيما يتعلق بالوضع المتأزم مع سورية، حين قال: لا توجد لدينا خطة حربية لمهاجمة دولة أخرى، سواء من أجل إطاحة قيادتها أو من أجل فرض القيم الديمقراطية عليها. وتخلص الـ Washington Post إلى أن الضغط على دمشق يجب أن يمارس بأقصى درجات الجدية، ولكن بأقل مقدار ممكن من التهديد والوعيد.
وتتابع الصحيفة أن وزير الخارجية الأميركي Colin Powell – المعروف بهدوئه في التعبير – أكد أخيرا على وجود بيئة جديدة في المنطقة ترتب على سورية مراجعة تصرفاتها وسلوكها، ليس فقط في مجال تحديد من سينعم بالملاذ الآمن لديها، أو فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، وإنما مع التركيز بشكل خاص على التأييد الذي تمنحه للنشاطات الإرهابية. وتعتبر الصحيفة أن البعض سيعتبر هذه النبرة بداية طرح قضية لغزو سورية. صحيح - تقول الصحيفة – أن المسؤولين الأميركيين لم يهددوا باتخاذ تدابير عسكرية، إلا أنهم أوضحوا بأن جميع الخيارات مطروحة على مائدة البحث.
وتمضي الصحيفة إلى أن من يخشى قيام الدبابات الموجودة في العراق بالاستدارة في اتجاه دمشق عليه أن يتذكر أن إدارة بوش – قبل أن تشن عملها العسكري ضد بغداد – تريثت ما اقترب من سنة، توجهت خلالها إلى الكونغرس ثم إلى الأمم المتحدة، وأن الهجوم تم تنفيذه بعد اثني عشر عاما من الجهود الدبلوماسية الفاشلة من أجل نزع أسلحة العراق. لذا تعتبر الصحيفة أن هجوما متسرعا على سورية لا يبدو أمرا محتملا.
وتذكر الـ Chicago Tribune بأن سورية ليست كالعراق، فلقد أيد السوريون جهود التحالف في حرب الخليج عام 1991، وقدمت بعض المعلومات المهمة حول تنظيم القاعدة في أعقاب اعتداءات أيلول الإرهابية، وصوتت لصالح قرار مجلس الأمن برقم 1441 الذي طالب العراق بالتخلص من أسلحته للدمار الشامل.
وتشدد الصحيفة على أن انتهاء الحرب في العراق لا بد من أن يليه جهد دبلوماسي كبير لإقناع الدول بأن فجرا مشرقا بات يعم منطقة الشرق الأوسط. أما إذا كانت القضية السورية تستحق اهتماما خاصا وفوريا، فالنقم بما يلزم – بحسب الافتتاحية – ولكن الرسالة الصادرة عن واشنطن لا بد لها من الإشارة إلى التجديد والأمن المشترك، وليس الغضب والتهديد.
--- فاصل ---
سيداتي وسادتي، أجرت مراسلة الـChristian Science Monitor في شمال العراق Ilene Prusher مقابلة في مدينة صلاح الدين مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (مسعود بارزاني)، بعنوان (قائد كردي كبير يقيم تكاليف الحرب).
تقول المراسلة إن هذه الحرب – فيما يتعلق بالكرد – هي أول حرب ينجون فيها من خسائر بشرية كبيرة واندحار سياسي، ولكنها تضيف أن الحرب بالنسبة إلى بارزاني مليئة بخيبة الأمل، كما إنها ما زالت بعيدة عن نهايتها.
وتنسب المراسلة إلى بارزاني تحميله الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤولية الفوضى التي شهدتها كل من كركوك والموصل، إذ يتهم قوات البيشمركة التابعة للاتحاد بالإسراع في دخول كركوك يوم الخميس الماضي، في خرق واضح لاتفاق كان تم التوصل إليه مع مسؤولين أميركيين، يهدف إلى إبقاء القوات التركية بعيدا عن المعارك في العراق.
ويعتبر بارزاني – بحسب المراسلة – أن الكرد أضاعوا فرصة مهمة للظهور أمام العالم كأناس التزما بالمسؤولية مع انهيار نظام صدام حسين، معربا عن أسفه لعدم استغلال هذه الفرصة.
ويروي بارزاني – بحسب القابلة مع مراسلة الصحيفة – أن تركيا بدأت تهدد بإرسال قواتها إلى كركوك مع سقوط المدينة، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تتردد في السماح لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بالسيطرة على الموصل، ما أدى إلى حدوث فراغ في السلطة في الموصل اليوم التالي. ويؤكد بارزاني أن القوات الكردية التابع له تأخرت – وهي تنتظر الضوء الأخضر من الأميركيين – مانحة بذلك الفرصة لمرتكبي أعمال القنص والنهب.
وشدد بارزاني في المقابلة على رفضه حالات الفوضى وعلى تمسكه بحقوق الإنسان، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن العرب الذين أعاد توطينهم النظام المنهار في هذه المناطق لا بد لهم من الرحيل والعودة إلى مناطقهم الأصلية، مع تكليف إحدى الهيئات الدولية بالإشراف على هذه العملية.
--- فاصل ---
ونشرت الـ Washington Post افتتاحية بعنوان (الموازنة الدقيقة) تقول فيها إن في الوقت الذي عقد فيه نحو مائة من القادة العراقيين في الناصرية برعاية الولايات المتحدة للتباحث حول المستقبل الديمقراطي لبلادهم، تظاهر آلاف الناس في شوارع المدينة للتعبير عن احتجاجهم على الاجتماع، مؤكدين اعتراضهم على كل من صدام حسين والسيطرة الأميركية على العراق.
وتعتبر الصحيفة أن الأميركيين لا بد لهم من الشعور بالفخر إزاء كلتا الحالتين، فلقد مضت عقود طويلة منذ أن كان في وسع العراقيين التعبير أن أي رأي معارض.
وتنتقل الصحيفة في افتتاحيتها من الصعوبات الكامنة في البحث عن مستقبل سياسي للعراق، وتشير إلى مخاطر أخرى تواجه الجميع، من خطر الميليشيات المسلحة، وأهمية العثور على الأسلحة البيولوجية والكيماوية المخبأة في العراق، من ضرورة التوصل إلى معرفة مصير صدام حسين وأعوانه، ومن احتمالات النزاع العرقي في الشمال، ومن مخاطر تدخل الدول المجاورة في شؤون العراق الداخلية، ومن بينها تركيا وإيران.
وتعبر الصحيفة عن ارتياحها إزاء تصريحات وزير الخارجية الأميركي Colin Powell فيما يتعلق بالوضع المتأزم مع سورية، حين قال: لا توجد لدينا خطة حربية لمهاجمة دولة أخرى، سواء من أجل إطاحة قيادتها أو من أجل فرض القيم الديمقراطية عليها. وتخلص الـ Washington Post إلى أن الضغط على دمشق يجب أن يمارس بأقصى درجات الجدية، ولكن بأقل مقدار ممكن من التهديد والوعيد.