أخفق سفراء دول حلف شمال الاطلسي (الناتو) في التوصل الى أتفاق هذا الاسبوع للتغلب على الطريق المسدود الذي وصلته المناقشات حول طلب تركيا لأسلحة دفاعية ضد هجوم عراقي محتمل. وقد عارضت كل من فرنسا والمانيا وبلجيكا طلب أنقرة، قائلين إن أتخاذ الاستعدادات العسكرية ضد بغداد في الوقت الراهن سيقوض الجهود الرامية الى الحفاظ على السلام في منطقة الشرق الاوسط. وقد وضع هذا الخلاف تركيا، بأعتبارها من الاعضاء الرئيسين في الناتو والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي في محنة. حول هذا الموضوع، أعد جان كريستوف بيك من قسم الاخبار في إذاعة اوروبا الحرة / إذاعة الحرية، التحقيق التالي:
يقول التحقيق إن أخفاق دول الناتو في التوصل الى أتفاق حول الاستعدادات لحرب محتملة تقودها الولايات المتحدة ضد العراق، يضّع تركيا، وهي الدولة الوحيدة، من منطقة الشرق الاوسط، المنضوية تحت حلف الناتو، في موقف يتصف بالحساسية.
وقد أستخدمت كل من فرنسا والمانيا وبلجيكا، آوائل هذا الاسبوع، الفيتو، ضد خطط لتزويد أنقرة بمساعدة عسكرية فورية لمواجهة هجوم أفتراضي عراقي بالصواريخ. وقد طلبت أنقرة من الحلف، وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان تريان في تركيا عنصرا حاسما في خططهما الحربية - طلبت طائرات أواكس الاستطلاعية، وبطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، إضافة الى وحدات متخصصة في الحرب الكيمياوية والبايولوجية.
وقد دعا رئيس الوزراء التركي عبدالله غل دول الناتو يوم الاثنين الى الالتزام بمعاهدة إنشاء الحلف. وتشير الفقرة الرابعة من المعاهدة الى أجراء مشاورات بين دول الحلف عند شعور أحدى الدول بتهديدات ضد سلامة أراضيها أو أستقلالها السياسي أو أمنها.
وفي إشارة الى دور تركيا الذي لعبته في مواجهة الشيوعية أثناء الحرب الباردة، أكد غل على الالتزام الاخلاقي والتعاقدي لحلف الناتو تجاه بلده:
(تعليق ُغل)
وبعد ساعات من تصريحات ُغل، وردت في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أشارة مماثلة الى فترة الحرب الباردة لتحذير الناتو من تجنب التأخير في توفير الموارد لتركيا.
وفي محاولة واضحة من القادة الاتراك للتقليل من شأن الانشقاق داخل الناتو، أشاروا الى وعيهم بأن فرنسا وبلجيكا والمانيا لايتشككون في مسألة الامن التركي. وبهذا المعنى، أشار كاتب التحقيق الى أن رد الفعل الرسمي التركي على الخلاف يتناقض بصورة صارخة مع التعليقات الغاضبة التي صدرت عن الادارة الاميركية. فالرئيس جورج دبليو بوش أعرب عن "خيبة الامل " فيما يتعلق بجهود فرنسا الرامية الى عرقلة قيام الناتو بمساعدة تركيا على الاستعداد للحرب.
ولدى سؤاله يوم الاثنين عما إذا كان يظن أن الخلاف في الناتو يدور بين الولايات المتحدة والدول الاوروبية المعارضة لسياساتها، أجاب ُغل:
(تعليق ُغل)
ُغل كان يشير الى المحاولات الفرنسية الالمانية المشتركة لتفادي حرب ضد بغداد، عن طريق أقناع المجتمع الدولي والقيادة العراقية بوجوب مواصلة فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة لأعمالها وتعزيزها. لكن الولايات المتحدة وصفت الخطة الفرنسية الالمانية بأعتبارها إشغالا عن القضية الاصلية.
ويرى محللون في الشؤون الدفاعية أن تزايد الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الناتو. وَينقلُ التحقيق عن السفير الاميركي لدى الناتو نيكولاس بيرنز، عَقِبَ الفيتو الفرنسي الالماني البلجيكي ضد تقديم المساعدة العسكرية الى تركيا، توجيه اللوم الى الدول الثلاث لأثارتها ماوصفه بأزمة "مصداقية " داخل الحلف.
من جانبه تبنى وزير الخارجية التركي يشار يقش، وبعد أتصالات هاتفية أجراها مع وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبلجيكا، لهجة تتصف بحذر متزايد، معربا عن أعتقاده بأن الخلاف لايدورُ حول جوهر المساعدة وأنما توقيتها، وعن ثقته في توصل الحلف الى اتفاق في نهاية المطاف:
(تعليق يقش)
وقد أوضح يقش أيضا أن القيادة التركية على قناعة بأن فرنسا والمانيا وبلجيكا لن تساوم على مساندتها لأنقرة في حال حدوث هجوم عراقي عليها.
ويعكس التوجه التركي الحذِر، على ما يبدو، شعور أنقرة بالحرج للخلاف داخل الناتو، فهي تسعى الى تعزيز علاقاتها التقليدية مع الولايات المتحدة، وتضع علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي على رأس أولويات سياستها الخارجية.
وتركيا – يقول التحقيق – التي تقدمت بطلب الانضمام الى الاتحاد الاوروبي عام 1987، تأمل في بدء الاجراءات المتعلقة بالانضمام في موعد أقصاه عام 2005. وفي مثل هذه الظروف، يخشى القادة الاتراك من إمكان أن يتسبب أستعداء فرنسا والمانيا، في خلق عوائق جديدة لمحاولة تركيا الدخول الى الاتحاد الاوروبي في المستقبل.
وينقل التقرير عن زينب كورجانلي، وهي كاتبة عمود في صحيفة "ستار" التركية إشارتها الى معاناة أنقرة الى حد ما من خلاف واشنطن مع المحور الفرنسي الالماني، وبالتالي فإنها تحرص تماما على عدم تفاقم الامور.
وقد أجبر الخلاف في الناتو وزير الخارجية التركي على تأجيل زيارة مقررة الى جمهورية جورجيا، كما أثار الخلاف، تعليقات غاضبة داخل تركيا. وينقل كاتب التحقيق عن بوراك بكديل في صحيفة تركيش ديلي نيوز التي تصدر باللغة الانكليزية، إن الوقت قد حان للقول بصراحة إنه لم تعد هناك من حاجة للناتو لأنه لم يعد حلفا حقيقيا، ولايوجد من يرغب في دفع الفاتورة لأداة إطفاء الحريق التي تتوقف عن العمل في المرة الوحيدة التي تحتاجها – بحسب تعبيره، وكما ورد في تحقيق قسم الاخبار في إذاعة اوروبا الحرة / إذاعة الحرية.
يقول التحقيق إن أخفاق دول الناتو في التوصل الى أتفاق حول الاستعدادات لحرب محتملة تقودها الولايات المتحدة ضد العراق، يضّع تركيا، وهي الدولة الوحيدة، من منطقة الشرق الاوسط، المنضوية تحت حلف الناتو، في موقف يتصف بالحساسية.
وقد أستخدمت كل من فرنسا والمانيا وبلجيكا، آوائل هذا الاسبوع، الفيتو، ضد خطط لتزويد أنقرة بمساعدة عسكرية فورية لمواجهة هجوم أفتراضي عراقي بالصواريخ. وقد طلبت أنقرة من الحلف، وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان تريان في تركيا عنصرا حاسما في خططهما الحربية - طلبت طائرات أواكس الاستطلاعية، وبطاريات صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ، إضافة الى وحدات متخصصة في الحرب الكيمياوية والبايولوجية.
وقد دعا رئيس الوزراء التركي عبدالله غل دول الناتو يوم الاثنين الى الالتزام بمعاهدة إنشاء الحلف. وتشير الفقرة الرابعة من المعاهدة الى أجراء مشاورات بين دول الحلف عند شعور أحدى الدول بتهديدات ضد سلامة أراضيها أو أستقلالها السياسي أو أمنها.
وفي إشارة الى دور تركيا الذي لعبته في مواجهة الشيوعية أثناء الحرب الباردة، أكد غل على الالتزام الاخلاقي والتعاقدي لحلف الناتو تجاه بلده:
(تعليق ُغل)
وبعد ساعات من تصريحات ُغل، وردت في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أشارة مماثلة الى فترة الحرب الباردة لتحذير الناتو من تجنب التأخير في توفير الموارد لتركيا.
وفي محاولة واضحة من القادة الاتراك للتقليل من شأن الانشقاق داخل الناتو، أشاروا الى وعيهم بأن فرنسا وبلجيكا والمانيا لايتشككون في مسألة الامن التركي. وبهذا المعنى، أشار كاتب التحقيق الى أن رد الفعل الرسمي التركي على الخلاف يتناقض بصورة صارخة مع التعليقات الغاضبة التي صدرت عن الادارة الاميركية. فالرئيس جورج دبليو بوش أعرب عن "خيبة الامل " فيما يتعلق بجهود فرنسا الرامية الى عرقلة قيام الناتو بمساعدة تركيا على الاستعداد للحرب.
ولدى سؤاله يوم الاثنين عما إذا كان يظن أن الخلاف في الناتو يدور بين الولايات المتحدة والدول الاوروبية المعارضة لسياساتها، أجاب ُغل:
(تعليق ُغل)
ُغل كان يشير الى المحاولات الفرنسية الالمانية المشتركة لتفادي حرب ضد بغداد، عن طريق أقناع المجتمع الدولي والقيادة العراقية بوجوب مواصلة فرق التفتيش التابعة للامم المتحدة لأعمالها وتعزيزها. لكن الولايات المتحدة وصفت الخطة الفرنسية الالمانية بأعتبارها إشغالا عن القضية الاصلية.
ويرى محللون في الشؤون الدفاعية أن تزايد الخلافات بين الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الناتو. وَينقلُ التحقيق عن السفير الاميركي لدى الناتو نيكولاس بيرنز، عَقِبَ الفيتو الفرنسي الالماني البلجيكي ضد تقديم المساعدة العسكرية الى تركيا، توجيه اللوم الى الدول الثلاث لأثارتها ماوصفه بأزمة "مصداقية " داخل الحلف.
من جانبه تبنى وزير الخارجية التركي يشار يقش، وبعد أتصالات هاتفية أجراها مع وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبلجيكا، لهجة تتصف بحذر متزايد، معربا عن أعتقاده بأن الخلاف لايدورُ حول جوهر المساعدة وأنما توقيتها، وعن ثقته في توصل الحلف الى اتفاق في نهاية المطاف:
(تعليق يقش)
وقد أوضح يقش أيضا أن القيادة التركية على قناعة بأن فرنسا والمانيا وبلجيكا لن تساوم على مساندتها لأنقرة في حال حدوث هجوم عراقي عليها.
ويعكس التوجه التركي الحذِر، على ما يبدو، شعور أنقرة بالحرج للخلاف داخل الناتو، فهي تسعى الى تعزيز علاقاتها التقليدية مع الولايات المتحدة، وتضع علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي على رأس أولويات سياستها الخارجية.
وتركيا – يقول التحقيق – التي تقدمت بطلب الانضمام الى الاتحاد الاوروبي عام 1987، تأمل في بدء الاجراءات المتعلقة بالانضمام في موعد أقصاه عام 2005. وفي مثل هذه الظروف، يخشى القادة الاتراك من إمكان أن يتسبب أستعداء فرنسا والمانيا، في خلق عوائق جديدة لمحاولة تركيا الدخول الى الاتحاد الاوروبي في المستقبل.
وينقل التقرير عن زينب كورجانلي، وهي كاتبة عمود في صحيفة "ستار" التركية إشارتها الى معاناة أنقرة الى حد ما من خلاف واشنطن مع المحور الفرنسي الالماني، وبالتالي فإنها تحرص تماما على عدم تفاقم الامور.
وقد أجبر الخلاف في الناتو وزير الخارجية التركي على تأجيل زيارة مقررة الى جمهورية جورجيا، كما أثار الخلاف، تعليقات غاضبة داخل تركيا. وينقل كاتب التحقيق عن بوراك بكديل في صحيفة تركيش ديلي نيوز التي تصدر باللغة الانكليزية، إن الوقت قد حان للقول بصراحة إنه لم تعد هناك من حاجة للناتو لأنه لم يعد حلفا حقيقيا، ولايوجد من يرغب في دفع الفاتورة لأداة إطفاء الحريق التي تتوقف عن العمل في المرة الوحيدة التي تحتاجها – بحسب تعبيره، وكما ورد في تحقيق قسم الاخبار في إذاعة اوروبا الحرة / إذاعة الحرية.