مستمعينا الأعزاء طابت أوقاتكم...
نشرت مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية في عددها الأخير تحقيقاً مطولاً عن خطة الطريق ذات التقنية العالية التي وضعتها وزارة الدفاع الأميركية للتخلص من صدام والإحتمالات الممكنة في حدوث مواجهات عسكرية معه.. يوم أمس قرأنا على حضراتكم الجزء الأول من هذا التقرير والذي جاء فيه ان الخطة التي أطلقت عليها البنتاغون إسم (صدمة ورهبة)، فيما سيسميها العراق كابوساً، تعتمد على إستخدام القنبلة الأليكترونية وهي عبارة عن رأس حربي يتم تركيبه على صاروخ كروز، تصدر عند إنفجارها نبضات عالية الطاقة بإمكانها إيقاف أي معدات كهربائية تقع في ضمن مداها...
ونواصل معكم، مستمعي الأعزاء، متابعة ماورد في تقرير نيوزويك الذي يقول ان الهدف من هذه المواجهة لايتمثل في تدمير جيش صدام، فجنوده سيتم إخبارهم ما معناه إننا نحتاجكم في عراق جديد، فلا تموتوا من أجل عراق سابق، الولايات المتحدة بحاجة الى جيش محترف قادر على حفظ النظام وإعادة بناء البلد بعد سقوط صدام، ومن الأفضل كثيراً ان يكون هذا الجيش من العراقيين لا من الأميركيين..
ويضيف التقرير ان ذلك الأمر مبني على إفتراض مفاده ان جنود صدام الخاصين يمقتون فيه شخصية المستبد، وان غالبيتهم ينتظرون على أحر من الجمر هذه اللحظة كي يستسلموا، وهذا الإفتراض يتحول الى حقيقة مطلقة بين صفوف جنود الخدمة الإلزامية العاديين في الجيش العراقي، كما ان قوات النخبة من الحرس الجمهوري مستعدة هي الأخرى لتبديل موقفها، لكن هناك مايقرب على خمسة عشر ألفاً من قوات الحرس الجمهوري الخاص من المرجح ان يشتركوا في عمليات قتالية، ويوجد حوالي ثلاثة آلاف من الذين إستأجرهم صدام لترويع الآخرين ممن يكوّنون جهاز الأمن الخاص تتشكل لديهم حوافز ضعيفة للإستسلام، فبعد سنوات من القمع الوحشي، سيكون أي فرد من أفراد حماية قصور صدام واقفاً عند أقرب عمود كهرباء لتقوم الجماهير العراقية الغاضبة بشنقه.
وتلفت المجلة الى ان أكثر أوراق صدام همجية هي ترسانة الأسلحة الكيماوية والبايولوجية، وستكون الولايات المتحدة راغبة في قصف مواقع تلك الأسلحة منذ البداية، إلا انه ليس من الواضح إن لو كانت المخابرات الأميركية قادرة على تحديد مواقعها بدقة، ولكن ماذا كانت تلك الأسلحة مخبأة في سراديب تحت الجوامع والمستشفيات أو في مناطق مزدحمة بالسكان؟
صدام قام بتخويل قادته الميدانيين إستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد القوات الأميركية الغازية، وانه سوف لن يكون متردداً في رش شعبه بالغازات السامة، من أجل ان يقوم العديد من العرب بوضع اللائمة على الغزاة الكافرين..ويأمل الأميركيون ألا يقوم قادة صدام الميدانيون بتنفيذ أوامره، ففي عام أربعة وأربعين عندما كان الحلفاء يقتربون من برلين، كان هتلر يطالب قادته متسائلاً ؛ هل باريس تحترق الآن؟؟ ان أتباعه رفضوا ان يقوموا بحرق تلك المدينة المحتلة.
ويشير التقرير الى ان القوات الأميركية ستقاتل ليلاً لأن العدو يفتقر الى وسائل الرؤية الليلية، كما ستقوم القوات الأميركية بإستخدام أنظمة كومبيتر جديدة لتمييز الأصدقاء من الأعداء في الظلمة الحالكة، ويشير مسؤولون في البنتاغون الى ان صدام قد تكون بحوزته أجهزة بإمكانها تعطيل مثل تلك الأنظمة الجديدة.
ويرى التقرير ان أفضل رهان لصدام يتمثل في ان يقوم بسحب قواته الى حصن بغداد لإجبار الأميركيين على التقدم الى هناك، لكن صدام يمانع دائماً فكرة تجميع قواته العسكرية في العاصمة خوفاً من قيامها بإنقلاب عسكري ضده،، فأغلب قوات الحرس الجمهوري منتشرة في عموم العراق، وإن قامت هذه الوحدات بمغادرة ثكناتها متجهةً نحو بغداد، سيكون من السهل على القوات الأميركية تدميرها قبل ان تصل المدينة.
ويلفت التقرير الى ان القوات الأميركية تتحاشى جاهدة حرب المدن، ومع ذلك فان البنتاغون تحاول تطوير أدوات ومعدات جديدة تستخدم في القتال داخل المدن مثل أجهزة تصوير يتم نصبها في تقاطعات الشوارع وإستخدام قنابل موجهة بدقة متناهية بعد تحديد إحداثيات الأهداف بدقة، ففي حرب كوسوفو، إستطاع السكان الصرب أثناء قصف بلغراد ان يدركوا سريعاً انهم سيكونون في مأمن إذا إبتعدوا عن بعض بنايات حكومية محددة... لكن المقاومة إذا كانت متزايدة أو منتشرة فان تومي فرانكس قائد القوات الوسطى الأميركية سيكون أمام خيار صعب وهو أما إستخدام قوة غامرة وقتل المزيد من المدنيين، أو كبح جماح تلك القوة والمجازفة بحياة جنوده.
ويشير التقرير الى ان منظري القوة الجوية يرون ان عمليات القصف الجوي هي أفضل وسيلة لتحطيم رغبة العدو وقوته، إذ ليس هناك من عدو سيبقى في ميدان المعركة الى أجل غير محدد، فبعد الإجهاز على جميع أشكال المقاومة، يكون المجال مفتوحاً على الأرض أمام القوات الخاصة الأميركية التي بإمكانها دعوة طائرات الدورية لضرب أي هدف تستشعر بوجوده، وبوجود جيل جديد من الأسلحة الموجهة بدقة، ستكون هذه الطائرات قادرة على قصف فوهة كهف أو ضرب رتل من الجنود كما حدث في حرب أفغانستان...
ان القوة الجوية والبرية والبحرية لا يمكن ان تعمل جيداً بصورة مجتمعة، إلا بعد ثورة الإتصالات التي إنطلقت مع عمليات غزو غرينادا في عام ثلاثة وثمانين، وتمثلت فعاليتها عندما حاول أحد المظلليين من قوات الجيش الأميركي إستخدام جهاز التلفون العمومي لدعوة طائرات البحرية كي تقوم بتقديم إسناد ناري في أحد المواقع القتالية.
وتختم مجلة نيوزويك تقريرها بالقول ان مهارة القوات الأميركية وخفة حركتها كما أكدتها حرب أفغانستان كانت تمثل عنواناً لتحول جذري في ستراتيجيات بناء الجيوش وشن الحروب وقيادة المعارك بطريقة أخف وأسرع وأذكى مما كان عليه، فان كان بالإمكان ان تأتي قوة النار ذات المديات البعيدة من الجو، فمن الطبيعي ان تشعر طواقم الدروع والمدفعية انها عاطلة عن العمل إعتباراً من الآن.
نشرت مجلة نيوزويك الأسبوعية الأميركية في عددها الأخير تحقيقاً مطولاً عن خطة الطريق ذات التقنية العالية التي وضعتها وزارة الدفاع الأميركية للتخلص من صدام والإحتمالات الممكنة في حدوث مواجهات عسكرية معه.. يوم أمس قرأنا على حضراتكم الجزء الأول من هذا التقرير والذي جاء فيه ان الخطة التي أطلقت عليها البنتاغون إسم (صدمة ورهبة)، فيما سيسميها العراق كابوساً، تعتمد على إستخدام القنبلة الأليكترونية وهي عبارة عن رأس حربي يتم تركيبه على صاروخ كروز، تصدر عند إنفجارها نبضات عالية الطاقة بإمكانها إيقاف أي معدات كهربائية تقع في ضمن مداها...
ونواصل معكم، مستمعي الأعزاء، متابعة ماورد في تقرير نيوزويك الذي يقول ان الهدف من هذه المواجهة لايتمثل في تدمير جيش صدام، فجنوده سيتم إخبارهم ما معناه إننا نحتاجكم في عراق جديد، فلا تموتوا من أجل عراق سابق، الولايات المتحدة بحاجة الى جيش محترف قادر على حفظ النظام وإعادة بناء البلد بعد سقوط صدام، ومن الأفضل كثيراً ان يكون هذا الجيش من العراقيين لا من الأميركيين..
ويضيف التقرير ان ذلك الأمر مبني على إفتراض مفاده ان جنود صدام الخاصين يمقتون فيه شخصية المستبد، وان غالبيتهم ينتظرون على أحر من الجمر هذه اللحظة كي يستسلموا، وهذا الإفتراض يتحول الى حقيقة مطلقة بين صفوف جنود الخدمة الإلزامية العاديين في الجيش العراقي، كما ان قوات النخبة من الحرس الجمهوري مستعدة هي الأخرى لتبديل موقفها، لكن هناك مايقرب على خمسة عشر ألفاً من قوات الحرس الجمهوري الخاص من المرجح ان يشتركوا في عمليات قتالية، ويوجد حوالي ثلاثة آلاف من الذين إستأجرهم صدام لترويع الآخرين ممن يكوّنون جهاز الأمن الخاص تتشكل لديهم حوافز ضعيفة للإستسلام، فبعد سنوات من القمع الوحشي، سيكون أي فرد من أفراد حماية قصور صدام واقفاً عند أقرب عمود كهرباء لتقوم الجماهير العراقية الغاضبة بشنقه.
وتلفت المجلة الى ان أكثر أوراق صدام همجية هي ترسانة الأسلحة الكيماوية والبايولوجية، وستكون الولايات المتحدة راغبة في قصف مواقع تلك الأسلحة منذ البداية، إلا انه ليس من الواضح إن لو كانت المخابرات الأميركية قادرة على تحديد مواقعها بدقة، ولكن ماذا كانت تلك الأسلحة مخبأة في سراديب تحت الجوامع والمستشفيات أو في مناطق مزدحمة بالسكان؟
صدام قام بتخويل قادته الميدانيين إستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد القوات الأميركية الغازية، وانه سوف لن يكون متردداً في رش شعبه بالغازات السامة، من أجل ان يقوم العديد من العرب بوضع اللائمة على الغزاة الكافرين..ويأمل الأميركيون ألا يقوم قادة صدام الميدانيون بتنفيذ أوامره، ففي عام أربعة وأربعين عندما كان الحلفاء يقتربون من برلين، كان هتلر يطالب قادته متسائلاً ؛ هل باريس تحترق الآن؟؟ ان أتباعه رفضوا ان يقوموا بحرق تلك المدينة المحتلة.
ويشير التقرير الى ان القوات الأميركية ستقاتل ليلاً لأن العدو يفتقر الى وسائل الرؤية الليلية، كما ستقوم القوات الأميركية بإستخدام أنظمة كومبيتر جديدة لتمييز الأصدقاء من الأعداء في الظلمة الحالكة، ويشير مسؤولون في البنتاغون الى ان صدام قد تكون بحوزته أجهزة بإمكانها تعطيل مثل تلك الأنظمة الجديدة.
ويرى التقرير ان أفضل رهان لصدام يتمثل في ان يقوم بسحب قواته الى حصن بغداد لإجبار الأميركيين على التقدم الى هناك، لكن صدام يمانع دائماً فكرة تجميع قواته العسكرية في العاصمة خوفاً من قيامها بإنقلاب عسكري ضده،، فأغلب قوات الحرس الجمهوري منتشرة في عموم العراق، وإن قامت هذه الوحدات بمغادرة ثكناتها متجهةً نحو بغداد، سيكون من السهل على القوات الأميركية تدميرها قبل ان تصل المدينة.
ويلفت التقرير الى ان القوات الأميركية تتحاشى جاهدة حرب المدن، ومع ذلك فان البنتاغون تحاول تطوير أدوات ومعدات جديدة تستخدم في القتال داخل المدن مثل أجهزة تصوير يتم نصبها في تقاطعات الشوارع وإستخدام قنابل موجهة بدقة متناهية بعد تحديد إحداثيات الأهداف بدقة، ففي حرب كوسوفو، إستطاع السكان الصرب أثناء قصف بلغراد ان يدركوا سريعاً انهم سيكونون في مأمن إذا إبتعدوا عن بعض بنايات حكومية محددة... لكن المقاومة إذا كانت متزايدة أو منتشرة فان تومي فرانكس قائد القوات الوسطى الأميركية سيكون أمام خيار صعب وهو أما إستخدام قوة غامرة وقتل المزيد من المدنيين، أو كبح جماح تلك القوة والمجازفة بحياة جنوده.
ويشير التقرير الى ان منظري القوة الجوية يرون ان عمليات القصف الجوي هي أفضل وسيلة لتحطيم رغبة العدو وقوته، إذ ليس هناك من عدو سيبقى في ميدان المعركة الى أجل غير محدد، فبعد الإجهاز على جميع أشكال المقاومة، يكون المجال مفتوحاً على الأرض أمام القوات الخاصة الأميركية التي بإمكانها دعوة طائرات الدورية لضرب أي هدف تستشعر بوجوده، وبوجود جيل جديد من الأسلحة الموجهة بدقة، ستكون هذه الطائرات قادرة على قصف فوهة كهف أو ضرب رتل من الجنود كما حدث في حرب أفغانستان...
ان القوة الجوية والبرية والبحرية لا يمكن ان تعمل جيداً بصورة مجتمعة، إلا بعد ثورة الإتصالات التي إنطلقت مع عمليات غزو غرينادا في عام ثلاثة وثمانين، وتمثلت فعاليتها عندما حاول أحد المظلليين من قوات الجيش الأميركي إستخدام جهاز التلفون العمومي لدعوة طائرات البحرية كي تقوم بتقديم إسناد ناري في أحد المواقع القتالية.
وتختم مجلة نيوزويك تقريرها بالقول ان مهارة القوات الأميركية وخفة حركتها كما أكدتها حرب أفغانستان كانت تمثل عنواناً لتحول جذري في ستراتيجيات بناء الجيوش وشن الحروب وقيادة المعارك بطريقة أخف وأسرع وأذكى مما كان عليه، فان كان بالإمكان ان تأتي قوة النار ذات المديات البعيدة من الجو، فمن الطبيعي ان تشعر طواقم الدروع والمدفعية انها عاطلة عن العمل إعتباراً من الآن.