أكد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش أن الأمم المتحدة يجب أن تتخذ قراراً لمواصلة مطالبها الخاصة بتجريد العراق من أسلحته للدمار الشامل. هذا في الوقت الذي أشارت باريس وبيجينغ الى رغبتهما في تفادي الحرب المحتملة. الى ذلك قال بوش إن الولايات المتحدة سترحب، بل ستدعم، قرارا جديدا يوضح بأن مجلس الأمن يقف وراء مطالبه السابقة. غير أنه أضاف ان القرارات ستكون من غير معنى إن لم تكن تنطوي على العزيمة، مؤكداً أن الولايات المتحدة عازمة على اتخاذ أي اجراء ضروري للدفاع عن نفسها وحلفائها. الى ذلك رأى الرئيس بوش أن الأمم المتحدة تمر بمرحلة دقيقة، وأن هذه المرحلة تتطلب الحزم في مواجهة العراق.
بوش:
(يواجه مجلس الأمن لحظة حاسمة. فإذا سمح المجلس لديكتاتور بالكذب والخداع فإنه سيصاب بضعف كبير).
يشار الى ان تصريحات الرئيس الأميركي تأتي بعد يوم من إشارته الى أن اللعبة مع العراق إنتهت، مشيراً الى أن ادارته ترحب بصدور قرار جديد من مجلس الأمن يشدد على المطالب التي أدرجها المجلس في قراره الصادر في تشرين الثاني الماضي، الذي حذر العراق من مواجهة عواقب وخيمة في حال عدم تخليه عن اسلحته الدمار الشامل.
لكن البيت الأبيض عاد وكرر أن الرئيس الأميركي لم يتخذ حتى الآن قراره باللجوء الى الحرب. وكالة رويترز للأنباء نقلت عن الناطق بإسم البيت الأبيض آري فلايشر أن الادارة الأميركية ستخصص الاسبوعين المقبلين للجهود الديبلوماسية، لافتاً الى أن واشنطن ستعمل خلال هذه الفترة مع الامم المتحدة من أجل إصدار قرار جدي ومؤثر ومقبول من كل الأطراف المعنية. وأضافت الوكالة أن بريطانيا أقرب الحلفاء الى واشنطن ستتولى تقديم مشروع القرار الى مجلس الأمن على رغم المعارضة الفرنسية والروسية والصينية لصدور مثل هذا القرار.
--- فاصل ---
من جهة أخرى، ذكرت وكالة اسوشيتد برس أن الديبلوماسيين الأميركيين والبريطانيين بدأوا بدرس الخيارات المتاحة لصياغة مشروع قرار جديد حول العراق يعطي الرئيس العراقي صدام حسين فرصة قصيرة وأخيرة للإستجابة الى المطالب الدولية.
ورجحت اسوشيتد برس أن تكون الصياغة المنتظرة لمشروع القرار شديدة اللهجة، لكن المعارضة التي ستبديها ثلاث من الدول دائمة العضوية: فرنسا وروسيا والصين، قد تؤدي في المحصلة النهائية الى تخفيف تلك اللهجة.
اسوشيتد برس نقلت عن ديبلوماسي بريطاني أن مشروع القرار الجديد سيقدم الى مجلس الأمن بعد تقديم المفتشين تقريرهم الى المجلس في الرابع عشر من الشهر الجاري. لكنه أكد أن المشروع أياً كانت صياغته سيتضمن إشارة الى التفويض بإستخدام القوة العسكرية ضد العراق، لأن مثل هذه الإشارة تمثل الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه بحسب الديبلوماسي البريطاني الذي لم تذكر الوكالة إسمه.
الى ذلك، لفتت الوكالة الى أن الدول التي تعارض الخيار الحربي قد تلجأ الى تقديم مشروع قرارها الخاص الذي يقوم على مبدأ مواصلة عمليات التفتيش في العراق.
--- فاصل ---
في محور آخر، تناولت وكالة فرانس برس للأنباء جولة وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد الى إيطاليا والمانيا، وقالت إن الوزير الأميركي يعمل على إعطاء زخم للخيار الحربي ضد العراق. أما وكالة الصحافة الألمانية للأنباء فإنها قالت إن الوزير الأميركي حذر الدول التي تعرقل قيام الحلف الأطلسي بتقديم العون المطلوب الى تركيا في حال وقوع الحرب ضد العراق، من أن هذه العرقلة أمر غير مقبول. يشار الى فرنسا والمانيا وبلجيكا وهي دول أعضاء في الحلف الأطلسي عارضت فكرة قيام الحلف بتقديم العون العسكري الى تركيا لتأهيلها في وجه أي هجوم عراقي محتمل.
أما وكالة فرانس برس فإنها نقلت عن رمسفيلد تأكيده أن المجتمع الدولي يجب أن يستعد لإستخدام القوة العسكرية ضد العراق بهدف نزع اسلحته، مضيفا ًخلال كلمة ألقاها في مؤتمر الأمن العالمي الذي يعقد في ألمانيا أن الجميع يأملون في حل سلمي، لكن المهم أن يتوحد العالم وراء الفكرة القائلة أن المجتمع الدولي يمكنه أن يلجأ الى الحرب في حال أخفق السلم في حل الأزمة العراقية.
رمسفيلد:
(نحن جميعاً نأمل في التوصل الى حل سلمي في العراق. لكن الفرصة الوحيدة المتبقية للحلول السلمية يجب أن تتضمن إشارة واضحة الى ان الدول الحرة مستعدة لإستخدام القوة العسكرية، ويجب أن تؤكد وحدة العالم في مواجهة الأحداث).
فرانس برس قالت إن الوزير الأميركي سيُجري خلال حضوره المؤتمر محادثات مع نظرائه الألماني والروسي والهندي. يذكر ان رمسفيلد الذي يقوم بجولته بعد الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مجلس الأمن، أشار بعد وصوله الى ألمانيا الى ان الجهود الديبلوماسية لحل الأزمة العراقية قد أخفقت.
يشار الى ان الموقف الألماني حيال الأزمة العراقية أدى بحسب مراقبين الى برود في علاقات برلين مع الولايات المتحدة، لكن فرانس برس قالت إن رمسفيلد سيبحث أيضاً مع المسؤولين الألمان في العلاقات الثنائية بين الدولتين.
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الأوسترالي جون هاوارد ضرورة صدور قرار جديد من مجلس الأمن، لكنه شدد على أن القرار يجب أن يكون قوياً حتى يسهم في تفادي الحرب.
وكالة فرانس برس اشارت الى ان هاوارد غادر الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس بوش والبحث معه في تطورات الأزمة العراقية. ونقلت الوكالة عن هاوارد أن العالم يجب ان يتوحد وراء الأمم المتحدة من أجل إجبار العراق على نزع اسلحته، مضيفاً أن التطلع الى حل سلمي للأزمة العراقية يتطلب وقفة دولية واحدة في مواجهة الرئيس العراقي.
--- فاصل ---
في محور مختلف، أجرى الرئيس الأميركي مكالمات هاتفية مع نظيريه الفرنسي جاك شيراك والصيني جيانغ زيمين للبحث في تطورات الشأن العراقي وإقناعهما بضرورة اللجوء الى إصدار قرار دولي جديد لمواجهة العراق.
وكالة اسوشيتد برس نقلت عن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة جين دافيد لفيت أن عشر دول أو إحدى عشرة دولة عضو في مجلس الأمن تفضل استمرار عمليات التفتيش بدل اللجوء الى القوة العسكرية، مضيفاً أن صدام حسين محاصر الآن داخل صندوقه وان عمليات التفتيش تسهم في تضييق ذلك الصندوق.
يشار الى فرنسا تمتلك حق الفيتو في مجلس الامن، ما يعني أنها تستطيع عرقلة صدور أي قرار جديد حول العراق. لكن المندوب الفرنسي اكد ان بلاده تتعامل مع الخيار الحربي بإعتباره آخر الخيارات، وأنها لن تعلن عن أي موقف الى حين تقديم المفتشين تقريرهم المرتقب في الرابع عشر من الشهر الجاري. هذا في حين نسبت وكالة رويترز الى جان بيير لفيت ان العراق سيكون في موقف صعب وشائك في حال أخفق في التعاون المؤثر مع المفتشين، مضيفاً أن باريس تريد تعاوناً أكثر من العراق، وتنتظر يوم الرابع عشر من الشهر الجاري لتقرر مع بقية الأطراف الدولية جميعاً في طبيعة الخطوة المقبلة تجاه العراق.
وفي باريس نقلت اسوشيتد برس عن الناطقة بإسم الرئيس شيراك كاثرينا كولوننا أن الرئيس الفرنسي أبلغ بوش في المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما ليلة أمس بأن في الإمكان نزع أسلحة العراق من دون اللجوء الى الحرب.
من ناحية أخرى، رفض رئيس الوزراء الفرنسي جين بيير رافارن تأكيد الرئيس بوش أن اللعبة إنتهت مع صدام حسين. ونقلت وكالة فرانس عن رافارن الذي يزور الهند ان اللعبة لم تنته وأن الفرصة ما زالت قائمة للحلول السلمية.
رافارن:
(نعتقد ان هناك طرقاً أخرى غير طريق الحرب لزيادة الضغوط على العراق. لهذا لا استطيع الإعلان، اليوم، عما يمكن أن يكون عليه موقف فرنسا في حال نشوب الحرب. فالواضح أن القبول بالفرضيات يعني القبول بلا فكرة، بينما باريس لم تقبل حتى اليوم فكرة الحرب ضد العراق).
--- فاصل ---
في محطة أخرى، وصل رئيس لجنة أنموفيك هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى بغداد في مستهل زيارة تستغرق يومين.
وكالة رويترز نسبت الى المسؤولين الدوليين أن العراق يحاول التعاون مع المفتشين، لكنهما حضا بغداد على ضرورة إتخاذ خطوات حاسمة على طريق التعاون في حال أرادت تجنب الحرب.
يشار الى أن بليكس والبرادعي ذكرا عشية زيارتهما العاصمة العراقية أن اجراء مقابلات مع العلماء العراقيين على انفراد والسماح بطلعات جوية للاستطلاع في أجواء العراق، يأتيان على رأس قائمة الموضوعات التي ستناقش خلال زيارتهما.
كما ذكر البرادعي ان الحاجة تدعو الى سرعة الانتهاء من الموضوعات المتعلقة بالصواريخ المعدة لاطلاق مواد كيماوية وبيولوجية، مضيفاً انه يعتقد ان مقابلة الرئيس العراقي صدام حسين يمكن ان تساعد كثيرا في الحصول على تعاون بشكل أفضل. أما بليكس فقد أعرب عن اعتقاده أن التفتيش المؤثر هو رغبة دولية عامة.
بليكس:
(أعتقد أن الجميع يرغبون في رؤية عمليات تفتيش مؤثرة لنزع اسلحة العراق. والأكيد أن هذه الرغبة هي رغبة العالم العربي واوروبا. وأنا واثق من أنها هي رغبة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أيضاً).
على صعيد ذي صلة، قالت وكالة اسوشيتد برس إن ثلاثة علماء عراقيين أجروا عشية وصول بليكس والبرادعي الى بغداد، مقابلات إنفرادية مع المفتشين من دون حضور أي ممثل عن الحكومة العراقية.
اسوشيتد برس اشارت الى ان العلماء الثلاثة لم يدلُ باي تصريح بعد انتهاء المقابلات. كما أن الخارجية العراقية لم تشر سوى الى رغبة العلماء الثلاثة في إجراء المقابلات الإنفرادية من دون إعطاء أي تفصيلات اضافية.
--- فاصل ---
مستمعينا الأعزاء..
ننتقل الى المحور العربي العراقي، حيث يُجري الرئيس المصري حسني مبارك محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في ميناء العقبة، وذلك للبحث في تطورات الأزمة العراقية ومواقف الدول العربية في حال نشوب الحرب المحتملة ضد العراق. مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع من مراسلنا في عمان حازم مبيضين:
(تقرير عمان)
نبقى في الشأن المصري العراقي، حيث يتوقع أن يستقبل غداً الرئيس المصري نظيره السوري بشار الأسد في منتجع شرم الشيخ، وذلك لمواصلة مشاوراته العربية المتعلقة بإحتمال الحرب الأميركية المرتقبة ضد العراق. هذا في الوقت الذي أجرى فيه وزير الخارجية المصري أحمد ماهر محادثات حول بالأزمة العراقية مع نظيره اليوناني جورج باباندريو. مزيد من التفاصيل مع مراسلنا في القاهرة أحمد رجب:
(تقرير القاهرة)
في قضايا عراقية أخرى، لفتت وكالة فرانس برس الى أن مسؤولين أميركيين عقدوا في إحدى الدول الأوروبية إجتماعاً سرياً مع مسؤولين ايرانيين للبحث في إحتمال تعرض العراق الى حرب أميركية. ونسبت الوكالة الى مسؤولين أميركيين لم تذكر اسماءهم أن الطرف الاميركي طلب من الايرانيين المساعدة في عمليات انقاذية لأطقم طائرات أميركية قد تتحطم خلال الحرب.
في محور آخر، أعلنت الولايات المتحدة غلق شعبة رعاية مصالحها في السفارة البولندية في بغداد، وحضت رعاياها على الخروج من العراق. الى ذلك لفتت وكالة فرانس الى ان الخارجية الأميركية أصدرت تحذيراً الى الأميركيين من السفر الى العراق.
من ناحية أخرى، تحدثت وكالة رويترز عن خطط أميركية لنشر مساعدات انسانية كبيرة على طول الحدود العراقية. وقالت الوكالة إن هذه المساعدات تتضمن أغذية وأدوية وإمدادات انسانية أخرى.
الى ذلك، قالت وكالة اسوشيتد برس إن الجيش الأميركي أصدر أمراً الى حاملة الطائرات (كيتي هوك) الموجودة في مياه يابانية بالتوجه الى الخليج. من ناحيتها واصلت السلطات العراقية تحركاتها العسكرية، خصوصاً في شمال العراق، في إطار التكهنات القائلة بإمكان تعرضها الى حرب أميركية. ففي شرقي الموصل، إخترقت القوات العراقية خط التماس مع المناطق الكردية الخارجية عن سيطرتها وأحكمت قبضتها على إحدى القرى الكردية في المنطقة. تفاصيل هذا التطور مع مراسلنا في أربيل أحمد سعيد:
(تقرير أربيل)
في سياق آخر، نفى السفير العراقي لدى باكستان عبدالحميد الراوي أي علاقة بين البعثة الديبلوماسية العراقية في اسلام آباد وشبكة القاعدة الارهابية. ونقلت وكالة فرانس برس عن الراوي تأكيده أن السفارة العراقية في العاصمة الباكستانية تحترم التزاماتها وأنها لم تكن على علاقة بالقاعدة لا في الماضي ولا في الوقت الحاضر، مضيفاً ان الإدارة الأميركية تحاول منذ الحادي عشر من يلول عام ألفين وواحد ربط بغداد بشبكة القاعدة وحركة طالبان.
أما في سياق عمليات التفتيش في العراق، فقد أشارت وكالة الصحافة الألمانية للأنباء الى ان فرق التفتيش زارت ستة مواقع عراقية بينها معمل للأدوات الكهربائية وشركة مختصة بتصنيع الصواريخ وشركة تُشرف عليها وزارة الزراعة ومعهد تكنولوجي في جامعة الموصل.
في تطور آخر، قالت وكالة رويترز إن وزراء الخارجية والدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا إجتماعاً في السعودية وأجروا محادثات عاجلة اختصت بالحرب الأميركية المحتملة ضد العراق.
الى ذلك، قالت وكالة رويترز إن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان سيزور روما في الثامن عشر من الشهر الجاري لإجراء محادثات مع البابا يوحنا بولص حول العراق.
أخيراً، أعلنت الحكومة الهولندية موافقتها على ارسال منظومات لصواريخ باتريوت الى تركيا بعد دعوة أنقرة حليفاتها في الحلف الأطلسي الى مساعداتها في حماية نفسها في حال إندلاع الحرب المحتملة ضد العراق.