--- فاصل ---
جاء في تقرير لوكالة رويترز للأنباء أن الولايات المتحدة أعلنت يوم أمس أنها لن تضطر إلى التحرك وحدها ضد العراق، على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا ودول أخرى لحرب محتملة ضد بغداد.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حفل بأسئلة بشأن معارضة فرنسا وألمانيا ودول أخرى لاحتمال شن حرب وشيكة على العراق قوله إنه لا يعتقد أنه ينبغي الشعور بالقلق من احتمال أن نضطر إلى التحرك وحدنا، بحسب تعبيره.
وبدأت المعارضة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تقوى فيما يبدو منذ أن لمحت فرنسا يوم الاثنين إلى أنها قد تستخدم حق النقض الفيتو لعرقلة أي قرار للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة.
وقد أعربت الصين وروسيا أيضا عن تحفظات بينما أوضحت ألمانيا وهي عضو غير دائم في المجلس أنها ترفض العمل العسكري ضد العراق.
وصرح وزير الخارجية الروسي إيغور ايفانوف يوم أمس أن موسكو تأمل ألا يقع هجوم منفرد على العراق دون إذن من الأمم المتحدة. وقال ايفانوف للصحفيين في أثينا دون أن يذكر الولايات المتحدة بالاسم إنه لا يوجد سبب جاد لبدء هجوم عسكري على العراق. وان موسكو تأمل ألا يقوم أي بلد بعمل منفرد خارج قرارات الأمم المتحدة.
ولم يتضح بعد هل من المحتمل أن تسعى الولايات المتحدة إلى استصدار قرار ثان من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة خاصة وأن باول كان وصف الأمر بأنه مسألة لم يبت فيها وتشير كل الأطراف إلى تقرير سيقدمه المفتشون إلى مجلس الأمن يوم الاثنين بوصفه عاملا مهما.
وشدد باول على انه إذا تقاعست الأمم المتحدة عن التحرك ضد العراق فسوف يكون ذلك فشلا ذريعا لها.
باول قال أيضا: "إذا لم يمكن حلها سلميا وفي حالة عدم تحرك الأمم المتحدة.. فان الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في عمل ما تراه مناسبا للدفاع عن مصالحها."
وأعرب عن ثقته التامة من انه إذا بلغت الأمور هذه النقطة فان دولا عديدة ستنضم إلى بلاده... وأن عدة دول أعربت بالفعل عن استعداد للمشاركة في تحالف الراغبين. وشدد على أن هذا التحالف سيكون قويا.
وسئل إذا كانت بلاده ستسعى لاستصدار قرار ثان للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة فقال "اعتقد انه أمر لم يبت فيه بعد في الوقت الحالي."
وفي تقرير لوكالة فرانس بريس جاء أن البيت الأبيض الأميركي أعرب عن لا مبالاته بمعارضة ألمانيا وفرنسا لاحتمال شن الولايات المتحدة حربا على العراق قائلا انه إذا نشبت الحرب فان عددا من البلدان الأوروبية سوف تنضم للصف الأميركي.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض اري فلايشر إذا اختارت فرنسا وألمانيا أن تكونا على الهامش فهذا أمر يخصهما.
وعدد فلايشر بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا ودول في أوروبا الشرقية ضمن البلدان التي قد تساند الولايات المتحدة في موقفها من العراق. وقال أيضا إن استراليا قد تساهم.
وكالة اسيوشيتدبريس أفادت بأن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، الذي أبدى امتعاضه من الموقفين الفرنسي والألماني، قال بعد جلسة مغلقة له عقدها مع عدد من الشيوخ الأميركيين إنه في الوقت الذي يأسف لأن البعض أساء فهم مراده فإنه لن يتنازل عن تعليقاته التي وصف فيها فرنسا وألمانيا كجزء من أوروبا القديمة.
وقد علق وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر على تصريحات رامسفيلد قائلا إن الرد الوحيد هو.. اهدأ". وأضاف فيشر قائلا "إننا أصدقاء وحلفاء جيدون".
وفي تطور ذي صلة، ذكرت اليوم صحيفة لوس انجليس تايمز ان الولايات المتحدة وبريطانيا تبحثان مسالة منح المفتشين الدوليين في العراق مزيدا من الوقت لإتمام مهمتهم في مسعى يهدف إلى تهدئة مخاوف الحلفاء الغربيين والرأي العام.
الصحيفة أشارت نقلا عن مسؤولين بريطانيين إلى أن الطرفين أخذا هذه التسوية بعين الاعتبار خلال اجتماع وزيري خارجيتيهما أمس في واشنطن.
وكان وزير الخارجية البريطاني سترو قال انه لم تتخذ قرارات بعد بشأن ما إذا كانت الحرب ضرورية لكنه شدد على أن حكومته تفضل استصدار قرار ثان من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة مع أنها تحتفظ بالحق في التصرف بدون ذلك القرار إذا اقتضت الضرورة.
وقال سترو "نحن نريد أن تحل هذه المسألة حلا سلميا ولكننا نعرف أيضا كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي عنان) انه في بعض الأحيان... يتعين عليك أن تدعم الدبلوماسية الفعالة بتهديد موثوق به باستخدام القوة.".
ومن باريس وافانا شاكر الجبوري بتقرير عن محادثات أجراها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك فضلا عن ردود فعل فرنسية تجاه تصريحات باول ورامسفيلد التي قللت من أهمية الموقفين الفرنسي والألماني:
(تقرير باريس)
--- فاصل ---
اتهم البيت الأبيض يوم أمس العراق ببذل كل ما في وسعه لعرقلة عمليات التفتيش عن نزع السلاح ولترهيب الشهود المحتملين على برنامجه لأسلحة الدمار الشامل.
وفي وثيقة من سبع صفحات بعنوان "ماذا يعني فعلا نزع السلاح"، اتهمت إدارة بوش العراق بإنشاء "هيئة متخصصة بالشؤون الأمنية" يتولى رئاستها قصي صدام حسين.
وبحسب وكالة فرانس بريس فقد أكدت الوثيقة انه "بدلا من أن يطلب من الهيئات العمل مع الخارج لنزع السلاح، فان النظام يوجه إليها تعليمات لعرقلة عمل المفتشين".
وأضافت أن دائرة الرقابة الوطنية التي تقضي مهمتها الرسمية بتسهيل عمليات التفتيش تستخدم في الواقع منظمة لعرقلة عمليات التفتيش وتصدر تعليمات إلى المواقع التي يتم تفتيشها وتستخدم خبراء لترهيب الشهود المحتملين".
وعرف البيت الأبيض عن هؤلاء الخبراء على انهم مهندسون وعلماء لديهم تجربة مباشرة مع برامج أسلحة الدمار الشامل ويعرفون ما يتعين إخفاؤه عن أعين المفتشين لدى وصولهم إلى موقع ما.
إلى ذلك أفادت رويترز بأن نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز قال إن لدى الولايات المتحدة أدلة قوية لإجبار العراق على نزع أسلحته مستمدة من معلومات مخابرات حديثة ومن سجلات تاريخية.
وربط وولفويتز في كلمة لمركز أبحاث للسياسة الخارجية في نيويورك بين ملاحقة واشنطن لعدوها في حرب الخليج عام ١٩٩١ الرئيس العراقي صدام حسين وبين حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب دون أن يقدم أدلة محددة.
ورأى وولفويتز أمام تجمع في مجلس العلاقات الخارجية أن أسلحة الإرهاب الشامل العراقية وشبكات الإرهاب التي يرتبط بها النظام العراقي ليسا تهديدين منفصلين وإنما جزء من نفس التهديد.
وزعم وولفويتز أن الرئيس العراقي صدام حسين أمر بإعدام العلماء إذا تعاونوا مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة لكنه لم يكشف مصدر هذه المعلومات.
وأضاف انه علم أيضا أن العلماء يدربون على ما يقولونه لمفتشي الأسلحة الدوليين وان ضباطا من المخابرات العراقية يتظاهرون بأنهم علماء ليتم استجوابهم بمعرفة المفتشين.
وفي طوكيو، صرح جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية بان لدى واشنطن أدلة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ستقدمها في الوقت المناسب.
وجاء في تقرير لرويترز أن بولتون أشار إلى انخراط العراق في الخداع والمراوغة منذ حرب الخليج عام ١٩٩١.
لكن بغداد أعلنت أنها لا تستطيع إجبار العلماء العراقيين على إجراء مقابلات خاصة مع خبراء التفتيش داخل أو خارج العراق، فيما نقلت وكالة فرانس بريس إن عدي صدام حسين أعلن أن الولايات المتحدة ستمنى بهزيمة ثقيلة إن هي أقدمت على مهاجمة العراق.
وفي موسكو نقلت وكالة ايتار-تاس اليوم الجمعة عن مساعد وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف أن روسيا مرتاحة للتقدم الذي أحرزه المفتشون الدوليون لإزالة الأسلحة في العراق. وقال فيدوتوف الذي كان يتحدث من مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن المفتشين تمكنوا من الوصول "كليا وبشكل لامحدود إلى جميع المواقع العراقية" ويحظون بمكتبين جديدين ويمكنهم الآن استخدام مروحيات في عملهم. وأضاف أن لدى العراق النية في تسريع تبني قانون يحظر جميع الأبحاث حول أسلحة الدمار الشامل، ووصفه بأنه أمر مبهج على حد تعبيره.وكرر طلب روسيا لتمديد مهمة مفتشي الأمم المتحدة الوقت الضروري لاتمام مهمتهم نظرا إلى المسائل التي لم تحل بعد. وهذا أمر طبيعي إذ لا يمكن حل كل شيء دفعة واحدة.
وعبر الدبلوماسي الروسي أيضا عن أمله في أن يكون تقرير المفتشين المرتقب موضوعيا ومتوازنا وان يعكس الوضع الحقيقي في العراق.
--- فاصل ---
في اسطنبول حثت ست دول شرق أوسطية في اجتماع عقد يوم أمس الخميس العراق على الإذعان التام لطلبات الأمم المتحدة وتجنب الحرب.
واصدر وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر بيانا مشتركا يضغط على العراق كي يتعاون مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذين يبحثون عن أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية داخل الأراضي العراقية.
ودعا البيان واشنطن إلى أن تسير على هدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال المشاركون إن الاجتماع لم يناقش خيار نفي الرئيس العراقي صدام حسين أو احتمال قيام انقلاب عسكري عليه.
وتؤكد بغداد أنها تفعل كل ما تستطيع للتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة الذين يبحثون عن أي أدلة على وجود أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية لدى العراق. لكن الرئيس الأميركي جورج بوش يقول إن العراق يخفي الأسلحة وان الوقت أمامه يوشك أن ينفد.
وقال السفير العراقي لدى تركيا طالب عابد صالح الدليمي انه ينبغي على الدول المشاركة في الاجتماع أن تستخدم نفوذها لدى واشنطن لمنعها من شن هجوم.
وفي بيروت عرض مراسلنا علي الرماحي مع خبير سياسي لبناني لنتائج الاجتماع:
(تقرير بيروت)
وقبيل توجهه إلى دافوس وجه رئيس الوزراء التركي عبد الله غل انتقادات للقيادة العراقية جراء عدم تعاونها الكامل مع الأمم المتحدة فيما عقد رئيس هيئة أركان الجيش التركي اجتماعا مع قادة عسكريين كبار لبحث سبل التنسيق مع واشنطن إذا اندلعت حرب مع العراق:
(تقرير اسطنبول)
هذا وقد حذر الرئيس المصري حسني مبارك الزعيم العراقي صدام حسين من مغبة تدهور الوضع في المنطقة لافتا إلى أن التطورات الجارية لا تشبه تلك التي حصلت عام 1990. المزيد من التفصيلات في تقرير احمد رجب من القاهرة:
(تقرير القاهرة)
--- فاصل ---
في تقرير لها من الأمم المتحدة نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس قوله أمس إن التعاون العراقي مع خبراء التفتيش كان خليطا وانتقد بغداد بسبب رفضها رحلات جوية للتصوير تقوم بها طائرات يو 2.
بليكس حض العراق كي يحذو حذو جنوب أفريقيا التي بادرت طواعية لكشف برنامجها النووي ونزع أسلحتها الممنوعة.
وفي الأمم المتحدة أيضا قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة أبلغت أمس هانز بليكس أن مهمته ليست العثور على دليل وإنما التحقق مما إذا كان العراق يتعاون في تنفيذ مطالب مجلس الأمن.
بليكس الذي من المنتظر أن يقدم تقريرا مهما لمجلس الأمن يوم الاثنين المقبل عقد اجتماعا ليوم واحد مع مجلسه الاستشاري الذي يسمى مجمع المفوضين ويضم علماء ومسؤولين حكوميين من دول مختلفة.
وكشف بليكس عن بعض العناصر التي قد يتضمنها تقريره الذي وصفه بأنه لن يكون تقريرا رسميا ونظاميا. وقال إن بغداد لم تقدم بيانات كافية عن التفتيش عن أسلحتها ووضعت شروطا على تحليق طائرات التجسس من طراز يو 2 ولم توافق بعد على لقاءات غير علنية بين مفتشي الأسلحة وعلماء عراقيين.
بليكس قال للصحفيين إن هناك أمورا سارت بشكل جيد مثل الوصول إلى المواقع والوصول الفوري... لكن هناك مجالات أخرى لم نكن راضين عنها.
وفيما يتعلق بالاستجواب فان العراق يبحث الموضوع ولكنه لم يعقد بعد اجتماعات خاصة بين المفتشين والعلماء ومسئولي الحكومة ممن لهم دراية ببرامج التسلح.
بليكس رفض أن ينساق إلى التصريح بالوقت الذي يحتاجه لاتمام عملية التفتيش التي قال عنها محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ستستغرق شهورا عدة. وقال بليكس عن فريقه يتبع الجدول الزمني لمجلس الأمن ولا يتبع أي شيء آخر.
--- فاصل ---
قالت كندا يوم أمس الخميس إن الولايات المتحدة لن تجد مبررا لمهاجمة العراق الآن لأن مفتشي الأمم المتحدة لم يتح لهم وقت كاف للتحقق من مسألة أسلحة الدمار الشامل.
وقال بيل جراهام وزير الخارجية لتلفزيون هيئة الإذاعة الكندية انه مع فرنسا وألمانيا اللتين أثارتا حفيظة واشنطن بإصرارهما على أن الحرب يجب أن تكون آخر خيار مطروح للبحث.
وقال إنه يتفق مع التحليل الفرنسي والألماني وهو أننا في هذا الوقت تحديدا لا يمكننا تبرير حرب.
جاء في تقرير لوكالة رويترز للأنباء أن الولايات المتحدة أعلنت يوم أمس أنها لن تضطر إلى التحرك وحدها ضد العراق، على الرغم من معارضة فرنسا وألمانيا ودول أخرى لحرب محتملة ضد بغداد.
ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الأميركي كولن باول في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو حفل بأسئلة بشأن معارضة فرنسا وألمانيا ودول أخرى لاحتمال شن حرب وشيكة على العراق قوله إنه لا يعتقد أنه ينبغي الشعور بالقلق من احتمال أن نضطر إلى التحرك وحدنا، بحسب تعبيره.
وبدأت المعارضة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تقوى فيما يبدو منذ أن لمحت فرنسا يوم الاثنين إلى أنها قد تستخدم حق النقض الفيتو لعرقلة أي قرار للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة.
وقد أعربت الصين وروسيا أيضا عن تحفظات بينما أوضحت ألمانيا وهي عضو غير دائم في المجلس أنها ترفض العمل العسكري ضد العراق.
وصرح وزير الخارجية الروسي إيغور ايفانوف يوم أمس أن موسكو تأمل ألا يقع هجوم منفرد على العراق دون إذن من الأمم المتحدة. وقال ايفانوف للصحفيين في أثينا دون أن يذكر الولايات المتحدة بالاسم إنه لا يوجد سبب جاد لبدء هجوم عسكري على العراق. وان موسكو تأمل ألا يقوم أي بلد بعمل منفرد خارج قرارات الأمم المتحدة.
ولم يتضح بعد هل من المحتمل أن تسعى الولايات المتحدة إلى استصدار قرار ثان من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة خاصة وأن باول كان وصف الأمر بأنه مسألة لم يبت فيها وتشير كل الأطراف إلى تقرير سيقدمه المفتشون إلى مجلس الأمن يوم الاثنين بوصفه عاملا مهما.
وشدد باول على انه إذا تقاعست الأمم المتحدة عن التحرك ضد العراق فسوف يكون ذلك فشلا ذريعا لها.
باول قال أيضا: "إذا لم يمكن حلها سلميا وفي حالة عدم تحرك الأمم المتحدة.. فان الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في عمل ما تراه مناسبا للدفاع عن مصالحها."
وأعرب عن ثقته التامة من انه إذا بلغت الأمور هذه النقطة فان دولا عديدة ستنضم إلى بلاده... وأن عدة دول أعربت بالفعل عن استعداد للمشاركة في تحالف الراغبين. وشدد على أن هذا التحالف سيكون قويا.
وسئل إذا كانت بلاده ستسعى لاستصدار قرار ثان للأمم المتحدة يجيز استخدام القوة فقال "اعتقد انه أمر لم يبت فيه بعد في الوقت الحالي."
وفي تقرير لوكالة فرانس بريس جاء أن البيت الأبيض الأميركي أعرب عن لا مبالاته بمعارضة ألمانيا وفرنسا لاحتمال شن الولايات المتحدة حربا على العراق قائلا انه إذا نشبت الحرب فان عددا من البلدان الأوروبية سوف تنضم للصف الأميركي.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض اري فلايشر إذا اختارت فرنسا وألمانيا أن تكونا على الهامش فهذا أمر يخصهما.
وعدد فلايشر بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا ودول في أوروبا الشرقية ضمن البلدان التي قد تساند الولايات المتحدة في موقفها من العراق. وقال أيضا إن استراليا قد تساهم.
وكالة اسيوشيتدبريس أفادت بأن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، الذي أبدى امتعاضه من الموقفين الفرنسي والألماني، قال بعد جلسة مغلقة له عقدها مع عدد من الشيوخ الأميركيين إنه في الوقت الذي يأسف لأن البعض أساء فهم مراده فإنه لن يتنازل عن تعليقاته التي وصف فيها فرنسا وألمانيا كجزء من أوروبا القديمة.
وقد علق وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر على تصريحات رامسفيلد قائلا إن الرد الوحيد هو.. اهدأ". وأضاف فيشر قائلا "إننا أصدقاء وحلفاء جيدون".
وفي تطور ذي صلة، ذكرت اليوم صحيفة لوس انجليس تايمز ان الولايات المتحدة وبريطانيا تبحثان مسالة منح المفتشين الدوليين في العراق مزيدا من الوقت لإتمام مهمتهم في مسعى يهدف إلى تهدئة مخاوف الحلفاء الغربيين والرأي العام.
الصحيفة أشارت نقلا عن مسؤولين بريطانيين إلى أن الطرفين أخذا هذه التسوية بعين الاعتبار خلال اجتماع وزيري خارجيتيهما أمس في واشنطن.
وكان وزير الخارجية البريطاني سترو قال انه لم تتخذ قرارات بعد بشأن ما إذا كانت الحرب ضرورية لكنه شدد على أن حكومته تفضل استصدار قرار ثان من الأمم المتحدة يجيز استخدام القوة مع أنها تحتفظ بالحق في التصرف بدون ذلك القرار إذا اقتضت الضرورة.
وقال سترو "نحن نريد أن تحل هذه المسألة حلا سلميا ولكننا نعرف أيضا كما يقول الأمين العام للأمم المتحدة (كوفي عنان) انه في بعض الأحيان... يتعين عليك أن تدعم الدبلوماسية الفعالة بتهديد موثوق به باستخدام القوة.".
ومن باريس وافانا شاكر الجبوري بتقرير عن محادثات أجراها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك فضلا عن ردود فعل فرنسية تجاه تصريحات باول ورامسفيلد التي قللت من أهمية الموقفين الفرنسي والألماني:
(تقرير باريس)
--- فاصل ---
اتهم البيت الأبيض يوم أمس العراق ببذل كل ما في وسعه لعرقلة عمليات التفتيش عن نزع السلاح ولترهيب الشهود المحتملين على برنامجه لأسلحة الدمار الشامل.
وفي وثيقة من سبع صفحات بعنوان "ماذا يعني فعلا نزع السلاح"، اتهمت إدارة بوش العراق بإنشاء "هيئة متخصصة بالشؤون الأمنية" يتولى رئاستها قصي صدام حسين.
وبحسب وكالة فرانس بريس فقد أكدت الوثيقة انه "بدلا من أن يطلب من الهيئات العمل مع الخارج لنزع السلاح، فان النظام يوجه إليها تعليمات لعرقلة عمل المفتشين".
وأضافت أن دائرة الرقابة الوطنية التي تقضي مهمتها الرسمية بتسهيل عمليات التفتيش تستخدم في الواقع منظمة لعرقلة عمليات التفتيش وتصدر تعليمات إلى المواقع التي يتم تفتيشها وتستخدم خبراء لترهيب الشهود المحتملين".
وعرف البيت الأبيض عن هؤلاء الخبراء على انهم مهندسون وعلماء لديهم تجربة مباشرة مع برامج أسلحة الدمار الشامل ويعرفون ما يتعين إخفاؤه عن أعين المفتشين لدى وصولهم إلى موقع ما.
إلى ذلك أفادت رويترز بأن نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز قال إن لدى الولايات المتحدة أدلة قوية لإجبار العراق على نزع أسلحته مستمدة من معلومات مخابرات حديثة ومن سجلات تاريخية.
وربط وولفويتز في كلمة لمركز أبحاث للسياسة الخارجية في نيويورك بين ملاحقة واشنطن لعدوها في حرب الخليج عام ١٩٩١ الرئيس العراقي صدام حسين وبين حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب دون أن يقدم أدلة محددة.
ورأى وولفويتز أمام تجمع في مجلس العلاقات الخارجية أن أسلحة الإرهاب الشامل العراقية وشبكات الإرهاب التي يرتبط بها النظام العراقي ليسا تهديدين منفصلين وإنما جزء من نفس التهديد.
وزعم وولفويتز أن الرئيس العراقي صدام حسين أمر بإعدام العلماء إذا تعاونوا مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة لكنه لم يكشف مصدر هذه المعلومات.
وأضاف انه علم أيضا أن العلماء يدربون على ما يقولونه لمفتشي الأسلحة الدوليين وان ضباطا من المخابرات العراقية يتظاهرون بأنهم علماء ليتم استجوابهم بمعرفة المفتشين.
وفي طوكيو، صرح جون بولتون وكيل وزارة الخارجية الأمريكية بان لدى واشنطن أدلة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ستقدمها في الوقت المناسب.
وجاء في تقرير لرويترز أن بولتون أشار إلى انخراط العراق في الخداع والمراوغة منذ حرب الخليج عام ١٩٩١.
لكن بغداد أعلنت أنها لا تستطيع إجبار العلماء العراقيين على إجراء مقابلات خاصة مع خبراء التفتيش داخل أو خارج العراق، فيما نقلت وكالة فرانس بريس إن عدي صدام حسين أعلن أن الولايات المتحدة ستمنى بهزيمة ثقيلة إن هي أقدمت على مهاجمة العراق.
وفي موسكو نقلت وكالة ايتار-تاس اليوم الجمعة عن مساعد وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف أن روسيا مرتاحة للتقدم الذي أحرزه المفتشون الدوليون لإزالة الأسلحة في العراق. وقال فيدوتوف الذي كان يتحدث من مقر الأمم المتحدة في نيويورك إن المفتشين تمكنوا من الوصول "كليا وبشكل لامحدود إلى جميع المواقع العراقية" ويحظون بمكتبين جديدين ويمكنهم الآن استخدام مروحيات في عملهم. وأضاف أن لدى العراق النية في تسريع تبني قانون يحظر جميع الأبحاث حول أسلحة الدمار الشامل، ووصفه بأنه أمر مبهج على حد تعبيره.وكرر طلب روسيا لتمديد مهمة مفتشي الأمم المتحدة الوقت الضروري لاتمام مهمتهم نظرا إلى المسائل التي لم تحل بعد. وهذا أمر طبيعي إذ لا يمكن حل كل شيء دفعة واحدة.
وعبر الدبلوماسي الروسي أيضا عن أمله في أن يكون تقرير المفتشين المرتقب موضوعيا ومتوازنا وان يعكس الوضع الحقيقي في العراق.
--- فاصل ---
في اسطنبول حثت ست دول شرق أوسطية في اجتماع عقد يوم أمس الخميس العراق على الإذعان التام لطلبات الأمم المتحدة وتجنب الحرب.
واصدر وزراء خارجية تركيا وإيران وسوريا والأردن والمملكة العربية السعودية ومصر بيانا مشتركا يضغط على العراق كي يتعاون مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذين يبحثون عن أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية داخل الأراضي العراقية.
ودعا البيان واشنطن إلى أن تسير على هدى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال المشاركون إن الاجتماع لم يناقش خيار نفي الرئيس العراقي صدام حسين أو احتمال قيام انقلاب عسكري عليه.
وتؤكد بغداد أنها تفعل كل ما تستطيع للتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة الذين يبحثون عن أي أدلة على وجود أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية لدى العراق. لكن الرئيس الأميركي جورج بوش يقول إن العراق يخفي الأسلحة وان الوقت أمامه يوشك أن ينفد.
وقال السفير العراقي لدى تركيا طالب عابد صالح الدليمي انه ينبغي على الدول المشاركة في الاجتماع أن تستخدم نفوذها لدى واشنطن لمنعها من شن هجوم.
وفي بيروت عرض مراسلنا علي الرماحي مع خبير سياسي لبناني لنتائج الاجتماع:
(تقرير بيروت)
وقبيل توجهه إلى دافوس وجه رئيس الوزراء التركي عبد الله غل انتقادات للقيادة العراقية جراء عدم تعاونها الكامل مع الأمم المتحدة فيما عقد رئيس هيئة أركان الجيش التركي اجتماعا مع قادة عسكريين كبار لبحث سبل التنسيق مع واشنطن إذا اندلعت حرب مع العراق:
(تقرير اسطنبول)
هذا وقد حذر الرئيس المصري حسني مبارك الزعيم العراقي صدام حسين من مغبة تدهور الوضع في المنطقة لافتا إلى أن التطورات الجارية لا تشبه تلك التي حصلت عام 1990. المزيد من التفصيلات في تقرير احمد رجب من القاهرة:
(تقرير القاهرة)
--- فاصل ---
في تقرير لها من الأمم المتحدة نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس قوله أمس إن التعاون العراقي مع خبراء التفتيش كان خليطا وانتقد بغداد بسبب رفضها رحلات جوية للتصوير تقوم بها طائرات يو 2.
بليكس حض العراق كي يحذو حذو جنوب أفريقيا التي بادرت طواعية لكشف برنامجها النووي ونزع أسلحتها الممنوعة.
وفي الأمم المتحدة أيضا قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة أبلغت أمس هانز بليكس أن مهمته ليست العثور على دليل وإنما التحقق مما إذا كان العراق يتعاون في تنفيذ مطالب مجلس الأمن.
بليكس الذي من المنتظر أن يقدم تقريرا مهما لمجلس الأمن يوم الاثنين المقبل عقد اجتماعا ليوم واحد مع مجلسه الاستشاري الذي يسمى مجمع المفوضين ويضم علماء ومسؤولين حكوميين من دول مختلفة.
وكشف بليكس عن بعض العناصر التي قد يتضمنها تقريره الذي وصفه بأنه لن يكون تقريرا رسميا ونظاميا. وقال إن بغداد لم تقدم بيانات كافية عن التفتيش عن أسلحتها ووضعت شروطا على تحليق طائرات التجسس من طراز يو 2 ولم توافق بعد على لقاءات غير علنية بين مفتشي الأسلحة وعلماء عراقيين.
بليكس قال للصحفيين إن هناك أمورا سارت بشكل جيد مثل الوصول إلى المواقع والوصول الفوري... لكن هناك مجالات أخرى لم نكن راضين عنها.
وفيما يتعلق بالاستجواب فان العراق يبحث الموضوع ولكنه لم يعقد بعد اجتماعات خاصة بين المفتشين والعلماء ومسئولي الحكومة ممن لهم دراية ببرامج التسلح.
بليكس رفض أن ينساق إلى التصريح بالوقت الذي يحتاجه لاتمام عملية التفتيش التي قال عنها محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ستستغرق شهورا عدة. وقال بليكس عن فريقه يتبع الجدول الزمني لمجلس الأمن ولا يتبع أي شيء آخر.
--- فاصل ---
قالت كندا يوم أمس الخميس إن الولايات المتحدة لن تجد مبررا لمهاجمة العراق الآن لأن مفتشي الأمم المتحدة لم يتح لهم وقت كاف للتحقق من مسألة أسلحة الدمار الشامل.
وقال بيل جراهام وزير الخارجية لتلفزيون هيئة الإذاعة الكندية انه مع فرنسا وألمانيا اللتين أثارتا حفيظة واشنطن بإصرارهما على أن الحرب يجب أن تكون آخر خيار مطروح للبحث.
وقال إنه يتفق مع التحليل الفرنسي والألماني وهو أننا في هذا الوقت تحديدا لا يمكننا تبرير حرب.