طغت أخبار القمة الإقليمية المرتقبة في اسطنبول على بقية أخبار العراق. فهذه القمة التي واجهت في مرحلتها الأولى تعارضاً في وجهات نظر بلدان المنطقة على مكان انعقادها، تشير إلى مطمح إقليمي جديد مفاده رغبة الدول المجاورة للعراق في صياغة موقف إقليمي موحد بغية منع وقوع الحرب الأميركية المحتملة ضد العراق. تقارير صحفية أشارت إلى أن النقطة الأبرز المطروحة على جدول أعمال القمة هي قيام الدول المشاركة في الاجتماع الإقليمي بحض بغداد على التعاون مع الأمم المتحدة، وحث الرئيس العراقي على التنحي عن السلطة بهدف تفادي الحرب. لكن مع هذا تظل الخلافات عميقة وجوهرية بين الدول الإقليمية، لا في خصوص العراق وقضاياه فحسب، بل في خصوص بقية الشؤون الإقليمية والثنائية والدولية. كذلك هناك تفسيرات مختلفة بين هذه الدول لما هو مطلوب من بغداد تحقيقه. إذ يرى البعض أن تعاون بغداد مع المفتشين كفيل بمنع الحرب، بينما يرى آخرون أن تنحي الرئيس العراقي هو الحل الأمثل. هذا فيما يرى فريق ثالث أن التنحي أمر داخلي لا يمكن أن يبحث في الوضع الإقليمي. وهناك أيضاً التقديرات المتباينة في شأن التوصل إلى حل سلمي للأزمة العراقية. في إطار موضوع القمة الإقليمية التي ستشارك فيها تركيا وسوريا والأردن والسعودية ومصر وإيران، أجرينا الحوار التالي مع المحلل السياسي السعودي الدكتور (وحيد حمزة هاشم) الأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة السعودية.