أكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان الإدارة الأميركية تعتقد انه بحلول نهاية كانون الثاني الجاري سيتم التثبت بصورة مقنعة من ان العراق لا يتعاون مع مفتشي الامم المتحدة.
وكالة رويترز للأنباء نقلت عن باول في مقابلة أجرتها معه صحيفة زودويتشه تسايتونغ الالمانية أن العراق أخفق حتى الآن في تنفيذ بنود القرار 1441، مضيفاً انه في يوم السابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، وهو الموعد الذي سيقدم فيه مفتشو الامم المتحدة تقويمهم النهائي لوثيقة الإقرار العراقي الى مجلس الامن، سيكون في مقدور الدول الاعضاء في المجلس الإجابة عن السؤال الخاص بما اذا كان العراق يتعاون مع الأمم المتحدة أو لا، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستأخذ في نظر الإعتبار أراء الدول التي ترى أن الضرورة تقضي بإصدار قرار جديد من مجلس الامن لشن الحرب ضد العراق، لكنها أي الولايات المتحدة أوضحت دائماً استعدادها للتحرك بمفردها من دون قرار ثان من مجلس الأمن اذا إقتنعت بأن العراق ما زال يمتلك اسلحة للدمار الشامل او أنه يريد انتاج اسلحة جديدة.
باول أكد أن العراق أخفق في التعاون مع المفتشين الدوليين، وأن الادارة الأميركية عازمة خلال الايام المقبلة على إتاحة معلومات وصور للإطلاع تؤكد انطباعها وموقفها إزاء العراق.
---- فاصل ---
من جهة أخرى، أكد المفتش الأميركي السابق في العراق ديفد أولبرايت أن العثور على إثنتي عشرة قذيفة صاروخية من عيار 122 ملم لا يدعو الى الاستغراب، لأن العراق يمتلك آلاف الرؤوس الحربية القادرة على حمل مواد كيمياوية وبايولوجية.
وكالة اسوشيتد برس أشارت الى أن رئيس لجنة المفتشين هانز بليكس اكد في باريس أن القذائف التي تم العثور عليها في مخزن عراقي للأسلحة قرب بغداد، صالحة لنقل مواد كيمياوية. أما الناطق بإسم البيت الأبيض آري فلايشر فأكد أن الادارة الأميركية أعادت مراجعة وثيقة الإقرار العراقي ولم تجد في متنها أي إشارة الى القذائف القادرة على حمل رؤوس كيمياوية، معتبراً أن العثور على هذه القذائف يعتبر تطوراً جديداً:
فلايشر:
(الرؤوس الحربية الكيمياوية الفارغة التي تم العثور عليها عن طريق المفتشين ليست مدرجة على وثيقة الاقرار التي قدمتها بغداد حول ترسانتها لاسلحة الدمار الشامل. إن إمتلاك العراق لرؤوس حربية كيمياوية غير مصرح بها، وتقول الأمم المتحدة إنها صالحة للإستعمال هو في حد ذاته أمر جدي ومثير).
وكالة اسوشيتدبرس نسبت الى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لم تشر الى إسمه، أن التحقيقات الأولية أظهرت أن أحدى عشرة قذيفة من القذائف المكتشفة لم يجر تحميلها في السابق بأي مادة كيمياوية، لكن القذيفة الثانية عشرة يتم الآن فحصها وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت حُملت في السباق بأي سلاح كيمياوي أو لا.
على صعيد ذي صلة، أكد عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ان العثور على القذائف يعني أن عمليات التفتيش تجري بشكل مفيد. وفي هذا المنحى نقلت وكالة رويترز عن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة سيرغي لافروف أن من غير الصحيح استخلاص النتائج حول جدوى التفتيش قبل تقديم المفتشين لتقريرهم النهائي، مؤكداً أن كل شىء يسير بشكل مُرض، وأن المفتشين يقومون بإبلاغ مجلس الأمن عن أي مشكلة يواجهونها اثناء العمل.
---- فاصل ---
في محور آخر، تتواصل التحضيرات والحشود العسكرية الأميركية والبريطانية في منطقة الخليج وسط تزايد التكهنات القائلة بإمكان تعرض العراق الى حرب أميركية. واللافت أن هذه التكهنات تتزامن مع تلميحات الى إحتمال قيام حكم عسكري أميركي موقت في بغداد بعد إطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين.
وكالة رويترز نسبت الى مسؤولين عسكريين امريكيين بانه قد يتم اسناد حكم العراق للقوات المسلحة الامريكية لاسابيع او اشهر بعد نجاح اي عملية عسكرية لإطاحة صدام حسين. وأضاف المسؤولون أنفسهم ان الولايات المتحدة تعمل بشأن خطط لخلق الاستقرار اللازم في حالة إطاحة صدام حسين كي يشكل العراقيون في ما بعد حكومة جديدة في بغداد.
ونقلت رويترز عن مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية لم تذكر اسمه ان العمليات العسكرية لن تتوقف مع إنتهاء العمليات الحربية. بل هناك دور يمكن للقوات المسلحة ان تلعبه يمكن ان يوفر الظروف الملائمة لانتعاش حكومة نيابية.
وفي سياق التحضيرات العسكرية في منطقة الخليج، قالت وكالة رويترز إن سفينتي انزال هجوميتين وخمس سفن اخرى تحمل نحو عشرة الاف من مشاة البحرية الأميركية غادرت ميناء سان دييجو يوم الجمعة متوجهة الى الخليج لاستخدامها في حرب محتملة مع العراق.
وكالة اسوشيتد برس لفتت الى ان ستين الف جندي أميركي ينتشرون في الوقت الحالي في منطقة الخليج، هذا في حين وقع وزير الدفاع الاميركي دونالد رمسفيلد أمراً بتحريك سبعة وستين عنصراً من القوات الأميركية في المنطقة خلال الاسابيع القليلة المقبلة. أما وكالة فرانس برس فإنها أشارت الى أن الإدارة الأميركية تعتزم إرسال 150 ألف جندي الى المنطقة للمشاركة في مهاجمة العراق.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة فرانس برس أن وزير الدفاع البريطاني جيوف هون سيعلن الإثنين المقبل عن قرار بريطانيا نشر أربعة عشر ألف جندي آخر في منطقة الخليج.
مستمعينا الأعزاء..
نبقى في منطقة الخليج، حيث ألقت أجهزة الأمن الكويتية القبض على عسكري كويتي متهم بالتخابر مع جهاز الإستخبارات العراقية. مراسلنا في الكويت سعد المحمد تابع هذه القضية الساخنة ويتحدث في التقرير التالي الى محلل سياسي كويتي حول الموضوع :
(تقرير الكويت)
---- فاصل ---
على صعيد ذي صلة، أكدت وكالة رويترز أن الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي سيصل غداً الأحد الى أنقرة للبحث مع كبار المسؤولين الأتراك في أوجه التعاون العسكري الأميركي التركي في إطار ما يتردد عن حرب أميركية محتملة ضد بغداد. وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين عسكريين أميركيين لم تذكر أسماءهم أن الجنرال مايرز سيُجري محادثات تهدف الى استحصال موافقة الأتراك على نشر قوات برية أميركية جديدة في تركيا.
سيداتي وسادتي..
مراسلنا في واشنطن وحيد حمدي يحاول في التقرير التالي تلمس دوافع أنقرة من وراء جهودها إيجاد حل سلمي للأزمة العراقية في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إقناعها بالإنضمام الى حلف عسكري ضد بغداد:
(تقرير واشنطن)
---- فاصل ---
في محور آخر، تتواصل في أنحاء مختلفة من العالم تظاهرات تندد بالحرب الأميركية المحتملة ضد العراق. هذا فيما أكدت نتائج استطلاع رأي أن أغلب الأوستراليين يؤيدون مشاركة بلادهم في الحرب الأميركية، لكن يشترطون لذلك الحصول على قرار جديد من الأمم المتحدة. هذا في حين أكد إستطلاع آخر في أميركا أن واحداً وسبعين في المئة من الأميركيين يعتقدون أن العثور على رؤوس حربية كيمياوية فارغة في العراق يعني ان بغداد تمتلك اسلحة للدمار الشامل. بينما أيد 51 في المئة من الذين شملهم الإستطلاع شن حرب عسكرية ضد العراق بناءاً على ذلك.
أما على صعيد التظاهرات المناوئة للحرب،فقد دعت منظمات فرنسية الى تنظيم تظاهرة ضد الحرب خلال عطلة نهاية الاسبوع. الى ذلك شارك عشرة ألاف شخص في تظاهرة إحتجاجية نُظمت في اليابان تنديداً بالحرب المحتملة. كذلك يتوقع تنظيم تظاهرات أخرى في الولايات المتحدة. وكالة فرانس برس نقلت عن ناشط أميركي أن أغلبية الأميركيين تعارض الحرب، وتريد أن تنفق الأموال على التعليم والإحتياجات الإنسانية وليس على الحروب واسلحة الدمار الشامل.
---- فاصل ---
على صعيد آخر، وقّعت بغداد وموسكو عدداً من الاتفاقيات لتطوير واستكشاف حقول نفطية عراقية. وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء نقلت عن مسؤولين في شركة لوك اويل النفطية الروسية انها استعادت حقوقها في حقل القرنة الغربي 2 الذي الغت بغداد الشهر الماضي العقد الخاص بتطويره. لكن العراق لم يؤكد ما اعلنته لوك اويل.
وكيل وزارة النفط العراقية حسين سليمان الحديثي اعلن للصحافيين عقب التوقيع على بروتوكول جديد للتعاون النفطي مع روسيا ان ما تم التوصل اليه هو تعبير عن رغبة البلدين في تطوير العلاقات الثنائية.
من جهة ثانية ذكرت وكالة رويترز أن الجالية الاسلامية الامريكية دعت أمس الجمعة الى استقالة الرئيس العراقي وانهاء الاستعدادات الامريكية لمهاجمة العراق.
المجلس الاسلامي الامريكي للتنسيق السياسي وهو جماعة تشمل منظمات سياسية اسلامية في الولايات المتحدة، دعى الى قيام الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي بتنظيم انتخابات حرة في العراق لاخراج البلاد من وضعه البائس الحالي، مضيفاً في بيان أصدرته ان على صدام حسين الإستقالة، لأن الدكتاتورية تتعارض مع الاسلام، ولان ذلك سيجنب العراقيين مزيدا من المعاناة، ومعتبراً ان اي هجوم امريكي على العراق سيزعزع استقرار المنطقة ويجعل الشبان في العالم الاسلامي يميلون للتطرف وتأييد زعيم منظمة القاعدة اسامة بن لادن.
---- فاصل ---
من ناحية أخرى، إستخف ابن عم الرئيس العراقي علي حسن المجيد المعروف بين العراقيين بعلي كيمياوي، إستخف بالتقارير التي اشارت الى إحتمال تنحي الرئيس العراقي عن السلطة، معتبراً هذه التقارير بأنها جزء من حملة اعلامية مغرضة تستهدف العراق وقيادته.
وفي محور آخر، لفتت وكالة اسوشيتد برس الى ان الرئيس العراقي ضرب عرض الحائط بكل إحتمال للتسوية مع الولايات المتحدة، مشدداً في خطابه الأخير أن العراق مستعد لمواجهة أعدائه، ومحذراً هؤلاء من أنهم سيواجهون الإنتحار إذا أرادوا تسلق اسوار بغداد على حد تعبير الرئيس العراقي.
مستمعينا الأعزاء
في ما يلي نستمع الى التقرير التالي الذي وافانا به مراسلنا في العاصمة الاردنية حازم مبيضين يشير فيه الى مستجدات الموقف الاردني إزاء تطورات الأزمة العراقية، ويتحدث فيه في الوقت عينه الى صحافي اردني حول رأيه في مضمون خطاب الرئيس العراقي:
(تقرير عمان)
---- فاصل ---
وفي سياق الجهود الديبلوماسية العراقية لمواجهة المستجدات في المنطقة، وصل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى ليبيا في إطار زيارة الهدف منها شرح رؤية بغداد رؤية بغداد إزاء التهديدات الأميركية.
أخيراً، قصف طائرات أميركية وبريطانية منظومتين من منظومات الدفاع الجوي في جنوب العراق. ولفتت الوكالة الى أن طائرات التحالف الغربي استهدفت الموقعين في منطقة تقع بين الكوت والناصرية، فيما نسبت الى بيان اصدرته القيادة المركزية للجيش الأميركي أن الطائرات الحربية اطلقت اسلحة موجهة بدقة على موقعين لكبلات تقوية يمثلان جزءا من نظام القيادة والتحكم في سلاح الدفاع الجوي العراقي.