أعلنت تركيا اول امس عن نيتها السماح للطائرات الحربية الغربية باستخدام قواعدها الجوية في اي حملة عسكرية على العراق تحظى بدعم من مجلس الامن الدولي. غير ان أنباءا ذكرت ان المسؤولين الاميركيين يشعرون بالقلق من احتمال ظهور رد فعل مناهض للغرب في تركيا قد يؤثر على الدعم الذي تقدمه، في حالة لم يحقق الاتحاد الاوربي طموح انقرة في الانضمام اليه. عن هذا الموضوع كتب لنا مراسل اذاعة اوربا الحرة، اذاعة الحرية، جيفري دونافن التقرير التالي من واشنطن.
يبين اعلان تركيا موافقتها اول امس، رغم كونها مشروطة، نجاح الولايات المتحدة في الحصول على دعم عسكري من الدول المحيطة بالعراق لحرب محتملة لاسقاط صدام حسين. وكانت الولايات المتحدة قد سعت في غضون الاشهر القليلة الماضية الى تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج والى عقد اتفاقات مع دول المنطقة.
وقد اعلنت تركيا بانه يمكن لطائرات الولايات المتحدة استخدام قواعدها شرط وجود قرار من مجلس الامن يسمح باستخدام القوة. علما ان تركيا واحدة من الدول المهمة التي تعهدت بالتعاون مع اميركا ومنها قطر والكويت وعمان والبحرين وربما السعودية ايضا.
هذا وقد اعلن وزير الخارجية التركي يشار ياكيس قرار تركيا هذا اول امس في انقرة بعد محادثات اجراها مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. وقال:
" إذا تعلق الامر بالحرب، سنتعاون مع الولايات المتحدة بالتأكيد لانها حليف مهم ".
وقد وضحت وزارة الخارجية التركية لاحقا تصريح ياكيس قائلة انه يتحدث عن احتمالات وليس عن التزامات ثابتة. وقال ياكيس ايضا ان من الصعب الان التحدث عن السماح للولايات المتحدة بشن هجمة برية واسعة النطاق على العراق انطلاقا من الاراضي التركية.
وقال الاعلام التركي إن تردد انقرة يعود لاسباب سياسية داخلية لغرض الاستهلاك المحلي. وتحدثت صحيفة جمهورييت التركية اليسارية الليبرالية عن توصل الولايات المتحدة وتركيا الى الاتفاق على خطة لحرب محتملة على العراق يمكن لتركيا ان تؤدي دورا مهما فيها. بينما قالت القناة التلفزيونية التركية اين تي في إن انقرة ستتعاون مع واشنطن شرط ان تلبي الولايات المتحدة مطالب تركيا الاساسية مثل منع انشاء دولة كردية في شمال العراق وتعويضها عن الخسائر الاقتصادية في حال وقوع حرب.
وقد عبر ياكيس عن امل تركيا في ان تنتهي المواجهة مع اسلحة الدمار الشامل العراقية بسلام. وهو ما ردده نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز الذي التقى ياكيس اول امس في انقرة مع نائب وزير الخارجية الاميركي مارك غوسمان.
واضاف وولفويتز إن على صدام ان يغير من سلوكه بشكل جذري كي يتجنب صراعا عسكريا. وقال:
" نركز في موضوع العراق على محاولة التوصل الى حل سلمي للمشكلة المتمثلة في اسلحة الدمار الشامل العراقية والتي تتطلب اقتناع صدام حسين بضرورة وجود تغيير جذري ".
وقال بلند علي رضا هو مدير البرنامج التركي في مركز واشنطن للدراسات الستراتيجية والدولية، قال لاذاعة اوربا الحرة اذاعة الحرية بان المفاوضات بين واشنطن وانقرة عن الحرب على العراق معقدة وتقتضي التزاما اميركيا بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لتركيا اضافة الى امور اخرى. وتحدث ايضا عن احتمال تقديم تركيا لواشنطن اكثر مما اشار اليه ياكيس واضاف:
" سنعرف خلال الايام القليلة المقبلة ما وقعت عليه تركيا بالتحديد. وانا اعتقد انها وقعت على ما هو اكثر مما نعرفه في هذه المرحلة ".
ولكن يبقى من غير الواضح ما هو دور الفاعلين الاقليميين الاخرين في المنطقة مثل السعودية وهل ستتعاون مع الحرب على العراق. علما ان الولايات المتحدة قادت حرب عام 1991 من قواعد في السعودية. الا ان الرياض ترددت هذه المرة بالتعهد علنا بتقديم دعم مشابه. وفي هذه الاثناء انشأ البنتاغون مركز قيادة جديد في قطر.
وقد لخص عادل الجبير اول امس وهو مستشار للسعودية في السياسة الخارجية، لخص الموقف السعودي في مؤتمر صحفي في واشنطن وقال:
" قلنا باعتبارنا عضوا في المنظمة الدولية اننا سندعم اي قرار تتخذه الامم المتحدة. اما كيف نترجم هذا الالتزام فهو امر سنتخذ قرارنا ازاءه عندما يحين الوقت المناسب وبعد ان ندرس جميع الخيارات ".
هذا ويقول المحللون إنه في حالة عدم سماح الرياض للولايات المتحدة باستخدام اراضيها فان انضمام تركيا الى ما يدعوه الاعلام الاميركي تحالف الحرب، يمنح واشنطن القدرة الضرورية على ضرب العراق من الشمال ومن الجنوب.
الا ان زيارة وولفوويتز الى انقرة وهي الثانية هذا العام لم تقتصر على الحصول على دعم تركيا فقط، او ليس بشكل مباشر في الاقل. ذلك ان وولفوويتز، وقبل وصوله الى انقرة، القى كلمة مهمة في لندن يوم الاثنين حث فيها الاتحاد الاوربي على فتح ابوابه امام تركيا. وكانت واشنطن قد دعت اوربا دائما الى احتضان تركيا ديمقراطية وعلمانية كانموذج وكجسر بين الغرب والعالم الاسلامي. وقال وولفوويتز في كلمته ايضا إن مسالة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي مسالة اوربية الا ان من غير المعقول للاتحاد ترك تركيا في الخارج.
هذا ومن المفترض بالاتحاد الاوربي تحديد موعد بدء المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا اليه في مؤتمر قمة سيعقده في كوبنهاغن في الثاني عشر من كانون الاول الحالي.
ويقول علي رضا انه اضافة الى المصالح الستراتيجية بعيدة المدى بين واشنطن وانقرة تهتم الولايات المتحدة بخططها الحالية في العراق وبما يمكن ان يلحقها من ضرر اذا لم يحتضن الاتحاد الاوربي تركيا واذا فشلت جهود الامم المتحدة لتوحيد قبرص.
واضاف المحلل انه في حالة رفض الاتحاد الاوربي فقد يظهر رد فعل مناهض للغرب في تركيا التي يحكمها الان حزب ذو اصول اسلامية. واضاف:
" قد يؤدي موقف الاتحاد الاوربي المناهض للاجانب ازاء تركيا الى جعل الحكومة التركية الحالية اقل تجاوبا مع المطالب الاميركية. لن تقول لا ولكنها قد تكون اقل تعاونا بسبب شعور مناهض للغرب قد يسود فيها ".
هذا ومن المتوقع ان يوجه الاتحاد الاوربي في كوبنهاغن دعوة الى الجزء اليوناني من قبرص للانضمام اليه علما ان الاتحاد يود انضمام الجزيرة باكملها وفقا لخطة توحيد تقودها الامم المتحدة وعلما ايضا ان وزير خارجية الدنمارك بير ستغ موللر الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوربي حاليا اكد ان الاتحاد لن يحدد موعدا لانضمام تركيا اليه الا بعد التوصل الى اتفاق بشأن قبرص. وتوقع علي رضا ان يركز المسؤولون الاميركيون خلال الايام القليلة المقبلة على مسألة الاتحاد الاوربي وقبرص. وقال:
" على الصعيد العملي، لا يريدون ان تشعر تركيا بالاستياء وان تراجع علاقاتها مع الغرب بسبب ما يفعله الاوربيون. بل يريدون تركيا حريصة على تعزيز تعاونها مع التحالف الغربي.. وهنا تكمن اهمية مؤتمر كوبنهاغن ".
هذا وقد عبر موللر وكوفي أنان، الامين العام للامم المتحدة اول امس، عن اعتقادهما بامكانية التوصل الى اتفاق حول قبرص حتى انعقاد القمة.
يبين اعلان تركيا موافقتها اول امس، رغم كونها مشروطة، نجاح الولايات المتحدة في الحصول على دعم عسكري من الدول المحيطة بالعراق لحرب محتملة لاسقاط صدام حسين. وكانت الولايات المتحدة قد سعت في غضون الاشهر القليلة الماضية الى تعزيز وجودها العسكري في منطقة الخليج والى عقد اتفاقات مع دول المنطقة.
وقد اعلنت تركيا بانه يمكن لطائرات الولايات المتحدة استخدام قواعدها شرط وجود قرار من مجلس الامن يسمح باستخدام القوة. علما ان تركيا واحدة من الدول المهمة التي تعهدت بالتعاون مع اميركا ومنها قطر والكويت وعمان والبحرين وربما السعودية ايضا.
هذا وقد اعلن وزير الخارجية التركي يشار ياكيس قرار تركيا هذا اول امس في انقرة بعد محادثات اجراها مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. وقال:
" إذا تعلق الامر بالحرب، سنتعاون مع الولايات المتحدة بالتأكيد لانها حليف مهم ".
وقد وضحت وزارة الخارجية التركية لاحقا تصريح ياكيس قائلة انه يتحدث عن احتمالات وليس عن التزامات ثابتة. وقال ياكيس ايضا ان من الصعب الان التحدث عن السماح للولايات المتحدة بشن هجمة برية واسعة النطاق على العراق انطلاقا من الاراضي التركية.
وقال الاعلام التركي إن تردد انقرة يعود لاسباب سياسية داخلية لغرض الاستهلاك المحلي. وتحدثت صحيفة جمهورييت التركية اليسارية الليبرالية عن توصل الولايات المتحدة وتركيا الى الاتفاق على خطة لحرب محتملة على العراق يمكن لتركيا ان تؤدي دورا مهما فيها. بينما قالت القناة التلفزيونية التركية اين تي في إن انقرة ستتعاون مع واشنطن شرط ان تلبي الولايات المتحدة مطالب تركيا الاساسية مثل منع انشاء دولة كردية في شمال العراق وتعويضها عن الخسائر الاقتصادية في حال وقوع حرب.
وقد عبر ياكيس عن امل تركيا في ان تنتهي المواجهة مع اسلحة الدمار الشامل العراقية بسلام. وهو ما ردده نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز الذي التقى ياكيس اول امس في انقرة مع نائب وزير الخارجية الاميركي مارك غوسمان.
واضاف وولفويتز إن على صدام ان يغير من سلوكه بشكل جذري كي يتجنب صراعا عسكريا. وقال:
" نركز في موضوع العراق على محاولة التوصل الى حل سلمي للمشكلة المتمثلة في اسلحة الدمار الشامل العراقية والتي تتطلب اقتناع صدام حسين بضرورة وجود تغيير جذري ".
وقال بلند علي رضا هو مدير البرنامج التركي في مركز واشنطن للدراسات الستراتيجية والدولية، قال لاذاعة اوربا الحرة اذاعة الحرية بان المفاوضات بين واشنطن وانقرة عن الحرب على العراق معقدة وتقتضي التزاما اميركيا بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لتركيا اضافة الى امور اخرى. وتحدث ايضا عن احتمال تقديم تركيا لواشنطن اكثر مما اشار اليه ياكيس واضاف:
" سنعرف خلال الايام القليلة المقبلة ما وقعت عليه تركيا بالتحديد. وانا اعتقد انها وقعت على ما هو اكثر مما نعرفه في هذه المرحلة ".
ولكن يبقى من غير الواضح ما هو دور الفاعلين الاقليميين الاخرين في المنطقة مثل السعودية وهل ستتعاون مع الحرب على العراق. علما ان الولايات المتحدة قادت حرب عام 1991 من قواعد في السعودية. الا ان الرياض ترددت هذه المرة بالتعهد علنا بتقديم دعم مشابه. وفي هذه الاثناء انشأ البنتاغون مركز قيادة جديد في قطر.
وقد لخص عادل الجبير اول امس وهو مستشار للسعودية في السياسة الخارجية، لخص الموقف السعودي في مؤتمر صحفي في واشنطن وقال:
" قلنا باعتبارنا عضوا في المنظمة الدولية اننا سندعم اي قرار تتخذه الامم المتحدة. اما كيف نترجم هذا الالتزام فهو امر سنتخذ قرارنا ازاءه عندما يحين الوقت المناسب وبعد ان ندرس جميع الخيارات ".
هذا ويقول المحللون إنه في حالة عدم سماح الرياض للولايات المتحدة باستخدام اراضيها فان انضمام تركيا الى ما يدعوه الاعلام الاميركي تحالف الحرب، يمنح واشنطن القدرة الضرورية على ضرب العراق من الشمال ومن الجنوب.
الا ان زيارة وولفوويتز الى انقرة وهي الثانية هذا العام لم تقتصر على الحصول على دعم تركيا فقط، او ليس بشكل مباشر في الاقل. ذلك ان وولفوويتز، وقبل وصوله الى انقرة، القى كلمة مهمة في لندن يوم الاثنين حث فيها الاتحاد الاوربي على فتح ابوابه امام تركيا. وكانت واشنطن قد دعت اوربا دائما الى احتضان تركيا ديمقراطية وعلمانية كانموذج وكجسر بين الغرب والعالم الاسلامي. وقال وولفوويتز في كلمته ايضا إن مسالة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي مسالة اوربية الا ان من غير المعقول للاتحاد ترك تركيا في الخارج.
هذا ومن المفترض بالاتحاد الاوربي تحديد موعد بدء المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا اليه في مؤتمر قمة سيعقده في كوبنهاغن في الثاني عشر من كانون الاول الحالي.
ويقول علي رضا انه اضافة الى المصالح الستراتيجية بعيدة المدى بين واشنطن وانقرة تهتم الولايات المتحدة بخططها الحالية في العراق وبما يمكن ان يلحقها من ضرر اذا لم يحتضن الاتحاد الاوربي تركيا واذا فشلت جهود الامم المتحدة لتوحيد قبرص.
واضاف المحلل انه في حالة رفض الاتحاد الاوربي فقد يظهر رد فعل مناهض للغرب في تركيا التي يحكمها الان حزب ذو اصول اسلامية. واضاف:
" قد يؤدي موقف الاتحاد الاوربي المناهض للاجانب ازاء تركيا الى جعل الحكومة التركية الحالية اقل تجاوبا مع المطالب الاميركية. لن تقول لا ولكنها قد تكون اقل تعاونا بسبب شعور مناهض للغرب قد يسود فيها ".
هذا ومن المتوقع ان يوجه الاتحاد الاوربي في كوبنهاغن دعوة الى الجزء اليوناني من قبرص للانضمام اليه علما ان الاتحاد يود انضمام الجزيرة باكملها وفقا لخطة توحيد تقودها الامم المتحدة وعلما ايضا ان وزير خارجية الدنمارك بير ستغ موللر الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوربي حاليا اكد ان الاتحاد لن يحدد موعدا لانضمام تركيا اليه الا بعد التوصل الى اتفاق بشأن قبرص. وتوقع علي رضا ان يركز المسؤولون الاميركيون خلال الايام القليلة المقبلة على مسألة الاتحاد الاوربي وقبرص. وقال:
" على الصعيد العملي، لا يريدون ان تشعر تركيا بالاستياء وان تراجع علاقاتها مع الغرب بسبب ما يفعله الاوربيون. بل يريدون تركيا حريصة على تعزيز تعاونها مع التحالف الغربي.. وهنا تكمن اهمية مؤتمر كوبنهاغن ".
هذا وقد عبر موللر وكوفي أنان، الامين العام للامم المتحدة اول امس، عن اعتقادهما بامكانية التوصل الى اتفاق حول قبرص حتى انعقاد القمة.