الادارة الاميركية طلبت من دول عدة في اوروبا الشرقية والوسطى دعمها في حال شن حرب على العراق. والسؤال الذي يطرح نفسه أولا هو ماذا يمكن دولا صغيرة مثل سلوفاكيا وأستونيا أن تساعد به أميركا في أي حرب ضد العراق؟
وجهت هذا السؤال الى مدير البث الأستوني في إذاعة أوروبا الحرة فيلو كاند Villo Kand فأجاب:
(تعليق فيلو كاند)
وكيف يفسر كاند هذا التحمس الظاهر في أوروبا الشرقية والوسطى لدعم الولايات المتحدة؟
(تعليق فيلو كاند)
أما دانيال بوتورا مدير البث السلوفاكي في إذاعة أوروبا الحرة فتحدث عن الرغبة في اظهار التضامن مع الولايات المتحدة. قال:
(تعليق دانيال بوتورا)
ولكن هل يلعب ماضي الدول التي كانت خاضعة للأنظمة التوتاليتارية دورا في تحديد التوجه نحو الغرب؟
دانيال بوتورا يقول:
(تعليق دانيال بوتورا)
--- فاصل ---
سيداتي وسادتي، من إذاعة العراق الحر في براغ ما زلتم تستمعون الى برنامج "عالم متحول".
المفارقة الصارخة تكمن في واقع أن النزعة العامة في أوربا الغربية تبدو غير قادرة على قبول المبررات الأخلاقية لتغيير فعلي للنظام العراقي. فكل ما يهم هو إزالة أسلحة الدمار الشامل التي يمكن أن يملكها العراق. هذا الهاجس استطاع أن يؤثر حتى في التفكير الأميركي الى حد أن الرئيس جورج بوش اعتبر ان قبول نظام الرئيس صدام التخلي عن هذه الأسلحة سيعتبر في حد ذاته بمثابة تغيير للنظام.
بالمقارنة، ينحو التفكير السائد في أوروبا الشرقية والوسطى، التي عانت شعوبها عقودا في ظل أنظمة شيوعية، ينحو الى اعتبار المبرر الأخلاقي كافيا جدا لتدخل هدفه إزالة نظام توتاليتاري، كما لاحظ المعلق السياسي جاكسون ديهل Jackson Diehl في مقال نشرته صحيفة "واشنطن تايمز" هذا الأسبوع. ولعل فاتسلاف هافل، الرئيس التشيكي الذي ستنتهي ولايته في شباط المقبل، كان أبلغ ناطق باسم أصحاب هذا الطرح، كما عبر عنه في كلمته التي خاطب بها نظرائه خلال قمة براغ للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أواخر الشهر الماضي. فهو لم يجد أي حرج في تسمية الأشياء بأسمائها، تحديدا إستخدامه كلمة الشر لوصف تهديدات من النوع الذي يشكله صدام حسين. وهذا ما قاله أثناء تناوله السؤال في شأن مفهوم الأجراء الاستباقي في التعامل مع الدول:
"في العادة أميل نحو الراي القائل إن الشر يجب أن يوُاجه وهو في مرحلته الجنينية، بدل من تركه ينمو. وأميل ايضا نحو الأيمان بأن حياة الأنسان، وحرية الأنسان وكرامة الإنسان تمثل قيما أرقى من القيم المرتبطة بسيادة الدول".
وفي رأي هافل هذا أول درس عظيم في التاريخ التشيكي، لأن هذه الدولة أصبحت ضحية لقرار أوروبا الغربية ترضية أدولف هتلر بدلا من مواجهته. وتابع هافل إن الدرس الثاني جاء في عام 1968 في شكل الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا. فالغزو الذي شُن بإسم الحفاظ على الوضع ااشتراكي الراهن لأوروبا الشرقية تم على حساب سحق حقوق الإنسان، على حد تعبير هافل الذي ختم كلمته باستنتاج مفاده أن التدخل مبرر شرط أن "العمل المُتصور يتمثل بالفعل في عمل يرمي الى مساعدة شعب ضد نظام إجرامي، والىحماية الجنس البشري ضد أسلحة هذا النظام" وليس عملا من أجل الحفاظ على نظام دولي سيء.
... ومن الواضح أن فيلو كاند الأستوني يتفق مع المنطق الهافلي:
(تعليق فيلو كاند)